بركات الهيكل
عندما نذهب إلى الهيكل، يمكن أن يأتي لنا نوعا من الروحانية وشعور بالسلام.
إخوتي وأخواتي الأحباء، أنا ممتن جدا لكوني معكم صباح عيد الفصح الجميل هذا عندما تتوجه أفكارنا نحو مخلص العالم. أقدم محبتي وتحياتي إلى كل واحد منكم وأصلي من أجل أن يلهم الآب السماوي كلماتي.
هذا المؤتمر مر سبع سنوات منذ أن تم تأييدي كرئيس للكنيسة. لقد كانت سنوات مليئة بالأشغال، ليست مليئة فقط بقليل من التحديات فحسب بل أيضا بعدد لا يحصى من البركات. ومن بين الأكثر متعة وقداسة من هذه البركات كانت فرصتي لتكريس وإعادة تكريس الهياكل.
في الآونة الأخيرة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان لي الشرف أن أكرس الهيكل الجميل الجديد في فينيكس أريزونا. ورافقني الرئيس ديتر ف. أختدورف، والشيخ دالين ه. أوكس، والشيخ ريتشارد ج. ماينز، والشيخ لين غ. روبنز والشيخ كينت ف. ريتشاردز. في المساء قبل مراسم التكريس، تم إجراء احتفال ثقافي رائع حيث قام أكثر من 4,000 من شبابنا في منطقة الهيكل بالعرض بشكل جميل. في اليوم التالي تم تكريس الهيكل في ثلاث جلسات مقدسة وملهمة.
بناء الهياكل هو مؤشر واضح جدا لنمو الكنيسة. لدينا حاليا ١٤٤ هيكل عاملة في جميع أنحاء العالم، مع ٥ يجري تجديدها و13 أخرى على قيد الإنشاء. وبالإضافة إلى ذلك، 13 هيكل، تم الإعلان عنها سابقا، هي في مراحل مختلفة من الإعداد قبل بدء البناء. هذا العام نتوقع إعادة تكريس ٢ من الهياكل وتكريس ٥ هياكل جديدة والتي من المقرر إنهاؤها.
خلال العامين الماضيين، كما ركزنا جهودنا على استكمال الهياكل أُعلنت سابقا، فنحن قد توقفنا مؤقتا الخطط لأي هياكل إضافية. ولكن هذا الصباح، يسرني جدا أن أعلن ثلاثة هياكل جديدة التي سيتم بناؤها في المواقع التالية: أبيدجان، في ساحل العاج، بورت أو برنس، في هايتي؛ وبانكوك، في تايلاند. ما هي البركات الرائعة تنتظر أعضائنا المخلصين في هذه المناطق، وبالفعل أينما الهياكل في جميع أنحاء العالم.
تحديد الاحتياجات وإيجاد المواقع لهياكل إضافية هي عملية مستمرة، لأننا نرغب في أن يكون لدى أكبر عدد ممكن من الأعضاء الفرصة لحضور الهيكل دون تقديمهم تضحيات كبيرة من الوقت والموارد. كما فعلنا في الماضي، فإننا سوف نخبركم عندما يتم اتخاذ القرارات في هذا الصدد.
عندما أفكر في الهياكل، أفكاري تتوجه نحو البركات العديدة التي نتلقاها فيها. عندما ندخل من خلال أبواب الهيكل، نترك وراءنا صرف الانتباه إلى العالم وارتباكه. داخل هذا الحرم المقدس، نجد الجمال والنظام. هناك الراحة لنفوسنا ولجوء من هموم حياتنا.
عندما نذهب إلى الهيكل، يمكن أن يأتي لنا نوعا من الروحانية وشعور بالسلام يتجاوز أي شعور آخر والذي يمكن أن يدخل في قلب الإنسان. سنفهم المعنى الحقيقي لكلمات المخلص عندما قال: “سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. … لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.”١
هذا السلام يمكن أن يتخلل أي قلب—القلوب المنزعجة، القلوب المثقلة بالحزن، والقلوب التي تشعر بالارتباك، والقلوب التي تستجدي المساعدة.
مؤخرا تعلمت مباشرة عن شاب حضر الهيكل بقلب يستجدي المساعدة. قبل عدة أشهر كان قد تلقى دعوته للخدمة في بعثة تبشيرية في أمريكا الجنوبية. ومع ذلك، تأخرت تأشيرته لفترة الطويلة حتى أنه تم إعادة تعيينه لبعثة تبشيرية في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أنه كان خائب الأمل لأنه لا يمكن أن يخدم في منطقة دعوته الأصلية، فإنه مع ذلك عمل بجد في بعثته الجديدة، وعزمَ على الخدمة بأفضل قدراته. ولكن أحبطت عزيمته بسبب التجارب السلبية بينه وبين المبشرين الذين بدا له أنهم كانوا يهتمون في اللهو بدلا من مشاركة الإنجيل.
وبعد بضعة أشهر عانى هذا الشاب تحديا صحيا خطيرا جدا تركه مشلولا جزئيا، وهكذا أعيد إلى ومنزله بإجازة طبية.
بعد بضعة أشهر شُفيَ الشاب تماما، واختفى شلله. وأُبلغ بأنه سوف يمكنه أن يخدم كمبشر مرة أخرى، البركة التي كان يصلي من أجلها يوميا. الخبر الوحيد الخائب للآمال كان أنه سيعود لنفس البعثة التي كان قد غادرها، حيث كان يشعر بأن السلوكيات والمواقف لبعض المبشرين لم تكن مناسبة.
كان قد جاء إلى الهيكل للحصول على التعزية والتأكيد بأنه يمكن أن يكون لديه تجربة جيدة كمبشر. كما أن والدَيه كانا يصليا كي توفر هذه الزيارة للهيكل المساعدة التي كان يحتاجها ابنهما.
عندما دخل الشاب الغرفة السماوية عقب الجلسة، جلس على كرسي وبدأ للصلاة من أجل التوجيه من أبيه السماوي.
دخل الغرفة السماوية بعد ذلك بقليل شخص آخر، شاب اسمه لاندُن. عندما دخل الغرفة، وجه بصره على الفور إلى الشاب الجالس على الكرسي، وعينيه مغلقتان ومن الواضح أنه كان يصلي. حصل لاندُن على دعوة واضحة من الروح بأنه يجب أن يتحدث مع الشاب. ومع ذلك كان مترددا أن يقاطعه، فقرر الانتظار. بعد مرور عدة دقائق الشاب ما زال يصلي. عرف لاندُن انه لم يعد قادرا على تأجيل رده للدعوة. اقترب من الشاب ولمس كتفه بلطف. فتح الشاب عينيه، وكان مندهشا بسبب الإزعاج. قال لاندون بهدوء، “لقد شعرت بدعوة من الروح أنني بحاجة للحديث معك، ولكنني لست متأكدا لماذا.”
عندما بدءا في التحدث، فتح الشاب قلبه إلى لاندُن، موضّحا ظروفه ومنتهياً برغبته في الحصول على بعض التعزية والتشجيع المتعلق ببعثته التبشيرية. لاندُن، الذي كان قد عاد من بعثة تبشيرية ناجحة قبل سنة فقط، تكلم عن تجارب بعثته الخاصة، والتحديات والمشاغل التي واجهها، والطريقة التي كان فيها يتوجه إلى الرب للمساعدة، والبركات التي تلقاها. كانت كلماته معزّية ومطمئنة، وكان حماسه لبعثته مُعدياً. في نهاية المطاف هدأت مخاوف الشاب وجاءه شعور بالسلام. وشعر بالامتنان العميق عندما أدرك أن صلاته استُجيبت.
صلى الشابان معا، ومن ثم استعدّ لاندُن للمغادرة، وكان سعيدا أنه استمع إلى الإلهام الذي أتى إليه. عندما وقف للذهاب، سأل الشاب لاندُن، “أين خدمت بعثتك التبشيرية؟” حتى هذه اللحظة، لم يذكر أي منهما للآخر اسم البعثة التبشيرية التي كان قد خدم فيها. عندما أجاب لاندُن باسم بعثته، تدفقت الدموع في عيني الشاب. كان لاندُن يخدم في البعثة ذاتها التي سيعود الشاب إليها!
في رسالة بعثها إليّ مؤخرا، شارك لاندُن معي كلمات الشاب الأخيرة له: “كان لديَّ إيمان بأن الآب السماوي سيباركني، ولكن لم أستطع أبدا أن أتصور أنه سيرسل شخصاً خدم في بعثتي التبشيرية لمساعدتي. أنا أعلم الآن أن كل شيء سيكون على ما يرام.”٢ الصلاة المتواضعة من قلب صادق قد سُمعت وأُجيبت.
إخوتي وأخواتي، في حياتنا ستكون لدينا إغراءات. ستكون لدينا محن وتحديات. عندما نذهب إلى الهيكل، ونتذكر العهود التي قطعناها هناك، سنستطيع التغلب على تلك الإغراءات وتحمل محننا بشكل أفضل. في الهيكل يمكننا أن نجد السلام.
بركات الهيكل لا تقدر بثمن. البركة الوحيدة التي أشعر بالامتنان لها في كل يوم من أيام حياتي هي البركة التي، أنا وزوجتي الحبيبة فرانسيس، حصلنا عليها عندما ركعنا على المذبح المقدس وقطعها عهوداً ربطتنا معا للأبدية. ليست هناك بركة أغلى بالنسبة لي من السلام والراحة الذين أتلقاهما من المعرفة بأننا، أنا وهي، سوف نكون معا مرة أخرى.
ليباركنا أبانا السماوي كي يكون لدينا روح العبادة الهيكلية، ولكي نكون مطيعين لوصاياه، ولكي نتبع بعناية خطوات ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. أشهد أنه هو فادينا. إنه ابن الله. وهو الذي قام من القبر في صباح أول عيد فصح، ليجلب معه هبة الحياة الأبدية لجميع أبناء الله. في هذا اليوم الجميل، ونحن نحتفل بهذا الحدث التاريخي، دعونا نقدم صلوات الامتنان لهداياه العظيمة والرائعة لنا. أصلي بتواضع لأن يكون الأمر كذلك، باسمه المقدس، آمين.