الأدلة والدعوات
٤. القيادة والمجالس في كنيسة يسوع المسيح


”٤. القيادة والمجالس في كنيسة يسوع المسيح“، الدليل العام:الخدمة في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (۲۰۲۱).

”٤. القيادة والمجالس في كنيسة يسوع المسيح“، الدليل العام.

اجتماع مجلس الجناح

٤.

القيادة والمجالس في كنيسة يسوع المسيح

٤.٠

مقدمة

كقائد في الكنيسة، فقد دُعيت بالإلهام من خلال خدام الرب المفوضين. لديك شرف المساعدة في عمل الآب السماوي المتمثل في ”إحداث خلود الإنسان وحياته الأبدية“ (موسى ١‏:٣٩). يمكنك القيام بذلك من خلال تشجيع الأعضاء على الانخراط في عمل الخلاص والإعلاء لأجل أنفسهم وعائلاتهم والآخرين (راجع الفصل ١). ستجد البهجة أثناء خدمتك أبناء الله.

باتباع قدوة يسوع المسيح، فإنك غالبًا ما تخدم الآخرين فردا فردا. سيكون لديك أيضًا فرص لتكون مثالا للقيادة في اجتماعات وأنشطة الكنيسة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تقديم خدمة مهمة من خلال المجالس. يمكن أن تشمل هذه اجتماعات الرئاسة، واجتماعات مجلس الجناح، وغيرها. يقدم القسمان ٤.۳ و ٤.٤ إرشادات لجعل المجالس فعالة. تتوفر التفاصيل حول اجتماعات مجالس معينة في الفصل ٢٩.

تتطلب خدمتك المكرسة تضحية بالوقت، لكن لا تهمل احتياجاتك واحتياجات أسرتك. اطلب إرشاد الروح القدس ليساعدك على تحقيق التوازن في حياتك والوفاء بمسؤولياتك (راجع موسيّا ٤‏:٢٧).

٤.١

الغرض من القيادة في الكنيسة

يشجع القادة الأعضاء على الانخراط في عمل الله من خلال صيرورتهم ”أتباعًا حقيقيين … ليسوع المسيح“ (موروني ٧‏:٤٨). للقيام بذلك، يسعى القادة أولاً ليكونوا تلاميذا مخلصين للمخلص من خلال اتباع تعاليمه وقدوته (راجع لوقا ١٨‏:٢٢). بعدئذ يمكنهم مساعدة الآخرين على التقرب من الآب السماوي ويسوع المسيح. من خلال عملهم على مساعدة الآخرين، يصبحون تلاميذًا أفضل (راجع موسيّا ١٨‏:٢٦؛ المبادئ والعهود ٣١‏:٥).

الهدف من كل دعوة في الكنيسة هو أن نكون تلاميذًا أمناء لمساعدة الآخرين على أن يصبحوا تلاميذا أمناء. تتضمن كل دعوة فرصًا لقيادة وخدمة وتقوية الآخرين.

٤.٢

مبادئ القيادة في الكنيسة

خلال خدمته الأرضية، وضع المخلص نموذجًا قياديا لكنيسته. كان هدفه الأساسي هو القيام بإرادة أبيه السماوي ومساعدة الآخرين على فهم إنجيله والعيش حسبه (راجع يوحنا ٥ :۳۰؛ موسيّا ۱٥‏:۷). لقد أحب الذين قادهم وأظهر تلك المحبة من خلال خدمتهم (راجع يوحنا ١٣‏:٣-٥).

بنى المخلص قدرة الآخرين من خلال منحهم المسؤولية والفرص للنمو (راجع متى ١٠‏:٥-٨؛ يوحنا ١٤‏:١٢). لقد شجع الآخرين وصَحَّحَهُم بوضوح ومحبة (راجع يوحنا ٢١‏:١٥-١٧).

قال الرب، ”ليتعلم كل إنسان واجبه، ليعمل في بكل اجتهاد في المنصب الذي يُعيَّن فيه“ (المبادئ والعهود ١٠٧‏:٩٩). تنطبق هذه الكلمات على كل من يتلقى مسؤولية الخدمة والقيادة في كنيسة المخلص.

اسعَ للحصول على الوحي الشخصي لمساعدتك على التعلم والوفاء بواجبات دعوتك. أثناء دراسة النصوص المقدسة، ابحث عن مبادئ القيادة التي أظهرها المخلص وعلّمها للآخرين. سيساعدك تطبيق المبادئ الواردة في هذا الفصل أيضًا على القيادة بفعالية أكبر في كنيسة المخلص.

٤.٢.١

استعد روحيا

أعد المسيح نفسه روحياً لتأدية مهمته الأرضية (راجع لوقا ٤‏:۱–۲). أنت أيضًا تستعد روحيًا من خلال التَّقَرّب من الآب السماوي من خلال الصلاة ودراسة النصوص المقدسة وطاعة وصاياه. كما أن اتباعك للأنبياء يساعدك على الاستعداد روحياً (راجع المبادئ والعهود ٢١‏:٤-٦).

اطلب الوحي لفهم احتياجات الذين تقودهم وكيفية إتمام العمل الذي دعاك الله للقيام به. من خلال جهودك للتقرب من الرب، يمكنك تلقي الإرشاد في حياتك الشخصية ومسؤولياتك العائلية وخدمتك في الكنيسة.

لقد وعد الرب أيضًا بمنح هبات روحية لمن يطلبونها (راجع المبادئ والعهود ٤٦‏:٨). عندما تدعو الآب السماوي بتواضع لتلقي هذه والهبات منه، فإنه سيزيد من قدرتك على قيادة من تخدمهم والسمو بهم.

٤.٢.٢

اخدم كل أبناء وبنات الله

لقد خدم يسوع الناس شخصيًا، ومد يد العون لتعليم الذين شعروا بالوحدة أو اليأس أو الضياع والسمو بهم. أظهر للناس أنه أحبهم بكلماته وأفعاله. لقد عرف القيمة الأبدية والطبيعة الإلهية الكامنة في كل شخص.

قدم الحب لمن تخدمهم كما فعل يسوع. صلِّ ”بكل قلبك“ حتى تمتلئ بحبه (موروني ٧‏:٤٨). كوّن صداقات حقيقية. تواصل مع الذين قد يشعرون بالوحدة أو يحتاجون إلى العزاء أو لديهم احتياجات أخرى. حبك لهم سوف يبارك حياتهم ويساعد الناس على الرغبة في الإقبال إلى المسيح.

ساعد الأفراد على تعميق اهتدائهم وتقوية إيمانهم بالآب السماوي ويسوع المسيح. ساعدهم على الاستعداد لقطع العهود عندما يحصلون على أي مرسوم في المستقبل. شجعهم على حفظ العهود التي قطعوها والمشاركة في بركات التوبة. ساعدهم على أن يعرفوا أنهم قادرون على العمل لتحقيق إمكاناتهم الإلهية بغض النظر عن التحديات التي يواجهونها.

٤.٢.٣

علم إنجيل يسوع المسيح

كل القادة معلمون حاول أن تحذو حذو المخلص كمعلم (راجع الفصل ١٧؛ التدريس على طريقة المخلص). من خلال كلماتك وأفعالك، علِّم عقيدة يسوع المسيح ومبادئ إنجيله (راجع ٣ نافي ١١‏:٣٢-٣٣؛ المبادئ والعهود ٤٢‏:١٢-١٤). يلهم التعليم الفعال الناس لتقوية علاقتهم مع الله والحياة حسب الإنجيل، والتقدم نحو الحياة الأبدية.

التعليم على طريقة المخلص يشمل ما هو أكثر من الكلام. يتضمن الاستماع وطرح الأسئلة بالطريقة التي فعل بها المخلص ذلك (راجع متى ۱٦‏:۱۳-۱۷).

المعلمون الفعالون يتميزون أيضا باجتهادهم في الدراسة والتعلم. اجعل دراسة كلمة الله أولوية قصوى في حياتك. ليكن مفهوما لديك أن التعلم عملية تستمر مدى الحياة. اسع للتعلم من الآخرين، بمن فيهم أولئك الذين تعلمهم. (راجع المبادئ والعهود ۸۸‏:۱۲۲.)

عَلِّم من النصوص المقدسة وكلمات أنبياء الأيام الأخيرة (راجع المبادئ والعهود ٥٢‏:٩). تذكر أن ”الكرازة بالكلمة [لها] تأثير أقوى على عقول الناس من … أي شيء آخر“ (ألما ٣١‏:٥).

ابحث عن تأثير الروح أثناء استعدادك للدرس وتعليمك إياه. يحمل الروح القدس الحق إلى قلوب وعقول من تعلمهم (راجع ٢ نافي ٣٣‏:١).

علِّم الأعضاء تكريس أنفسهم لدراسة الإنجيل شخصيًا ومع عائلاتهم.

إذا دُعيت أو تم تكليفك برياسة اجتماع أو نشاط كنسي، فتأكد من أن التعليم بَنّاء وصحيح عقائديًا (راجع المبادئ والعهود ٥۰‏:۲۱-۲۳).

٤.٢.٤

الرئاسة الصالحة

أوحى الرب أنه ”للضرورة يوجد رؤساء أو قادة متصدرون“ في كنيسته (المبادئ والعهود ١٠٧‏:٢١). أولئك الذين يحملون مفاتيح الكهنوت يترأسون في مجالات مسؤوليتهم، كالرابطة أو الجناح.

المنظمات الأخرى في الكنيسة، بما في ذلك جمعية الإعانة، والشابات، والابتدائية، ومدرسة الأحد، يقودها أيضًا رئيس. يتم استدعاء هؤلاء القادة وتكريسهم ومنحهم السلطة بالتفويض من قبل شخص يحمل مفاتيح الكهنوت أو شخص مفوض لعمل ذلك (راجع القسم ۳.٤.۳).

يخدم كل رئيس تحت إشراف شخص يحمل مفاتيح الكهنوت (راجع ٣.٤.١). تتيح هذه الهيكلية النظام وخطوط واضحة للمسؤولية والمحاسبة عند القيام بعمل الرب.

يجوز لرئيس الجلسة تفويض شخص آخر ليتولى الرئاسة مؤقتا. على سبيل المثال، إذا تغيب رئيسة جمعية الإعانة عن اجتماع يوم الأحد للجمعية، فسوف تقوم بتعيين مستشارتها الأولى لترأس الاجتماع. إذا تغيبت المستشارة الأولى أيضًا، فستقوم الرئيسة بتعيين مستشارتها الثانية لترأس الاجتماع.

يضمن القائد الذي يرأس منظمة أو اجتماعًا أو نشاطًا كنسيًا تحقيق أهداف الرب. عند القيام بذلك، يتبع القائد مبادئ الإنجيل، وسياسات الكنيسة، وتوجيه الروح القدس.

أولئك الذين يتولون الرئاسة يتبعون قدوة يسوع المسيح في الخدمة بلطف ووداعة ومحبة نقية (راجع يوحنا ۱۳‏:۱۳-۱٥). الدعوة أو التكليف بالرئاسة لا يجعل الشخص الذي يحصل عليها أكثر أهمية أو قيمة من الآخرين (راجع المبادئ والعهود ۸٤‏:١۰۹-١۰).

إذا دُعيت أو تم تكليفك بالرئاسة، فاتبع تعاليم المخلص بأن ”من أراد أن يصير أولا فيكم، فليكن لكم خادما“ (متى ٢٠‏:٢٧؛ راجع الآيات ٢٦-٢٨). استشر الآخرين واسع لتحقيق الوحدة في فهم إرادة الرب والقيام بعمله (راجع المبادئ والعهود ٤۱‏:۲؛ راجع أيضًا القسم ٤.٤ في هذا الكتاب).

ليس من الحكمة أن تطمح إلى رئاسة أي منظمة في كنيسة الرب (راجع المبادئ والعهود ١٢١‏:٣٧). بدلاً من ذلك، اخدم بتواضع وأمانة في المنصب الذي دُعيت إليه. جاهد لإنجاز عمل الرب بعين مركزة على مجده (راجع المبادئ والعهود ٤‏:٥). كن على ثقة بأن الرب سيمنحك فرصًا لتنمو وتبارك أبناء الآب السماوي.

اجتماع الجناح

٤.٢.٥

تفويض المسؤولية وضمان المساءلة

أعطى المخلص لتلاميذه مهاما ومسؤوليات ذات مغزى (راجع لوقا ١٠‏:١). كما أعطاهم فرصة ليتحملوا مسؤولية العمل الذي أُوكِل إليهم للقيام به (راجع لوقا ۹:۱۰).

كقائد، يمكنك مساعدة الآخرين على النمو من خلال تفويض المهام إليهم. بهذه الطريقة ستساعدهم أيضًا في الحصول على البركات الناجمة عن الخدمة. احرص على إشراك جميع الأعضاء في القيام بعمل الله.

التفويض سيجعل خدمتك أكثر فعالية. إذا حاولت أن تفعل أكثر من اللازم، فحتما سوف ”يعتريك الكلل“ (خروج ١٨‏:١٨). اسع للحصول على إرشادات الروح حول ما يجب تفويضه حتى تتمكن من التركيز على أعلى أولوياتك.

التفويض يتجاوز تعيين شخص لتأدية مهمة. بل يشمل أيضًا تعليم شخص آخر والوثوق به لأداء المهمة. عادة ما يتضمن ذلك العناصر التالية:

  • مقابلة الشخص لدعوته أو دعوتها لخدمة الرب في مهمة. مساعدة الشخص على فهم المهمة وأغراضها، بما في ذلك الكيفية التي ستبارك بها خدمته الآخرين.

  • التشاور سويا حول تفاصيل المهمة، والأشخاص الآخرين الذين يمكن أن يشاركوا في تأديتها، ومتى ينبغي الانتهاء منها. التأكد من أن الشخص يفهم المهمة ويقبلها عن طيب خاطر. التعبير عن ثقتك في قدراته أو قدراتها.

  • تشجيع الشخص على السعي للحصول على الإلهام حول كيفية إنجاز المهمة. إبداء ثقتك وبالشخص ومساعدته على النجاح. تقديم التوجيه والدعم حسب الحاجة.

  • الطلب من الشخص أن يقوم بشكل دوري بالإبلاغ عن أية تطورات حول المهمة. قبول أفضل الجهود التي يبذلها الشخص، والتعبير عن التقدير لما بذله من جهود.

٤.٢.٦

قم بإعداد الآخرين ليكونوا قادة ومعلمين

أعد المخلص رسله ليصبحوا قادة في كنيسته. وعليك أنت بالمثل أن تساعد الآخرين على الاستعداد ليكونوا قادة ومعلمين. يركز عمل الرب على مساعدة الناس، وليس فقط مجرد إدارة برامج الكنيسة. هذه البرامج ليست غايات في حد ذاتها. الغرض من وجودها هو مساعدة الناس على النمو.

استعن بالصلاة عند التفكير فيمن يمكنه الخدمة في دعوات أو مهام الكنيسة. تذكر أن الرب سيؤهل من يدعوهم للخدمة. والأهم هو أن يكونوا مستعدين للخدمة، وأنهم سيطلبون مساعدة الرب بتواضع، وسيسعون جاهدين ليكونوا مستحقين. يمكن أن تساعدهم الدعوات والمهمات على تحقيق النمو من خلال منحهم الفرص لممارسة إيمانهم والعمل الجاد والشعور بأن الله يعظم جهودهم. قدم التوجيه والمساعدة للأعضاء الجدد وغيرهم ممن قد يحتاجون إلى دعم إضافي خلال تلبية دعواتهم.

في بعض الأحيان يتم استدعاء نفس الأشخاص بشكل متكرر إلى مناصب قيادية. يمكن لهذا أن يثقل كاهلهم وأن يكون عبئا على أسرهم ويحرم الآخرين من فرص الخدمة. اسع لمنح جميع الأعضاء فرصًا للخدمة والنمو.

لمزيد من المعلومات حول دعوات الخدمة في الكنيسة، راجع الفصل ۳۰.

٤.٢.٧

خطط للاجتماعات والدروس والأنشطة ذات الأهداف الواضحة

اطلب إرشاد الروح في التخطيط للاجتماعات والدروس والأنشطة بحيث تكون لها أهداف واضحة. يجب أن تقوي هذه الأهداف الأفراد والعائلات، وتقربهم من المسيح، وتساعد في إنجاز عمل الله للخلاص والإعلاء (راجع الفصلين الأول و الثاني). عند التخطيط، اتبع المبادئ الواردة في الفصل ٢٠ و ٢٩.

ضع خططًا طويلة المدى لمنظمتك. قم بوضع تقويم سنوي. ركز على تشجيع النمو الروحي للأعضاء.

٤.٢.٨

تقييم جهودك

راجع بانتظام مسؤولياتك ونموك الروحي كقائد. ضع في اعتبارك أيضًا نمو الذين تقودهم. يمكن لقادة الوحدة والرابطة الكهنوتية وقادة المؤسسات الآخرين مراجعة المؤشرات الرئيسية والتقرير ربع السنوي والتقارير الأخرى في كتاب موارد القائد والكاتب لمعرفة مواضع التقدم والمواضع التي يمكن تحقيق النمو فيها.

نجاحك كقائد يقاس أساسًا بالتزامك بمساعدة أبناء الله على أن يصبحوا تلاميذًا مخلصين ليسوع المسيح. لأن كل الناس لديهم حرية الإرادة، فقد يختار البعض الابتعاد عن درب العهد. قد يثبطك هذا أحيانًا، ولكن عندما تتوجه إلى الرب، فإنه سيسمو بك ويعزيك (راجع ألما ٢٦‏:٢٧). يمكنك أن تعرف أن الرب مسرور بجهودك عندما تشعر بأن الروح يعمل من خلالك.

٤.٣

المجالس في الكنيسة

أنشأ الآب السماوي المجالس كجزء مهم من عملية تلقي الإلهام واتخاذ القرارات وإنجاز عمله. كانت المجالس موجودة قبل إنشاء العالم. شارك كل واحد منا في هذه المجالس قبل المجيء إلى الأرض. (راجع المبادئ والعهود ۱۲۱‏:۳۲؛ إبراهيم۳‏:۲۲–۲۸.)

باتباع هذا النمط، فإن كنيسة يسوع المسيح تحكمها مجالس على كافة المستويات. على سبيل المثال، مجلس الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الاثني عشر (راجع القسم ٥.۱.۱.۱)، ورئاسات المناطق (راجع القسم ٥.۲.۱)، ورئاسات الأوتاد، والأسقفيات تعتبر جميعها مجالس. بالإضافة إلى مجالس الأوتاد والأجنحة، فإن كل رئاسة لمنظمة كنسية أو رابطة كهنوتية أو فصل تُعتَبر أيضًا مجلسا.

أوصى الرب قادة كنيسته بالتشاور سوية عند أداء عمله (راجع المبادئ والعهود ٤۱‏:۲–۳). توفر المجالس لأعضاء المجلس فرصًا لتلقي الوحي خلال سعيهم لفهم احتياجات أبناء وبنات الله والتخطيط لكيفية المساعدة على تلبيتها.

رجلان يتحدثان

٤.٤

مبادئ المجالس الفعالة

سيجري توضيح بعض مبادئ المجالس الفعالة في هذا القسم. يمكن أن تساعد هذه المبادئ القادة في المجالس الكنسية وكذلك الآباء في المجالس العائلية.

۱.٤.٤

أغراض المجالس

الغرض الأساسي من المجالس هو مساعدة الأعضاء على العمل معًا في طلب التوجيه الإلهي حول الأمور التي ستبارك الأفراد والعائلات (راجع المبادئ والعهود ٤۳‏:۸-۹). تركز المجالس بشكل خاص على مساعدة الأعضاء في تلقي المراسيم والحفاظ على العهود المرتبطة بها. يسعى أعضاء المجلس أيضًا للحصول على الإلهام بشأن تخطيط وتنسيق عمل الرب في مجال مسؤوليتهم.

قد لا تتطلب بعض الأعمال الإدارية، مثل تخطيط التقويم الزمني، مناقشة خلال انعقاد المجلس. يمكن التعامل مع الكثير من هذه الأمور من خلال التواصل قبل الاجتماعات وبعدها.

يهتم أعضاء المجلس بشكل خاص بالأفراد والأسر ذوي الاحتياجات الملحة. تساعد المجالس في تنسيق المساعدات. للحصول على معلومات حول بعض هذه الاحتياجات، بالإضافة إلى موارد للمزيد من الفهم والمساعدة، راجع قسم ”مساعدات حياتية“ في مكتبة الإنجيل.

۲.٤.٤

التحضير لاجتماعات المجالس

من المتوقع أن تجتمع الرئاسات والمجالس بانتظام. لكل رئاسة ومجلس قائدٌ تمت دعوته وتكريسه. يسعى هؤلاء القادة إلى الحصول على الإرشاد من الرب عند تخطيط اجتماعات المجلس. كما أنهم يسعون للحصول على مساهمات من أعضاء المجلس عند تحديد مواضيع النقاش.

يُطلع القادة أعضاء المجلس على الأمور المطروحة للنقاش مسبقًا. يستعد أعضاء المجلس لتبادل الأفكار حول هذه الأمور. بالنسبة لمجالس الأجنحة والأوتاد، فإن الكثير من هذا الإعداد يحدث في اجتماعات الرئاسة.

يُعِدُّ أعضاء المجلس أنفسهم روحيا للمشاركة في اجتماعات المجلس. ويسعون ليكونوا مستعدين لتلقي توجيهات الروح القدس.

۳.٤.٤

النقاشات والقرارات

قال الرب، ”لا تدعوا الجميع يتكلمون في نفس الوقت؛ ولكن ليتكلم شخص بعد الآخر ولينصت الجميع إلى حديثه وعلى ذلك عندما ينتهي الجميع من الكلام يتقوى الجميع ويكون لكل فرد فرصة متساوية“ (المبادئ والعهود ۸۸‏:۱۲۲). ينطبق هذا المبدأ على مجالس الكنيسة.

أثناء اجتماع المجلس، يشرح القائد (أو أي شخص يعينه القائد) الأمر الذي يتم النظر فيه. ثم يشجع القائد النقاش بين جميع أعضاء المجلس، وطرح الأسئلة والبحث عن الأفكار.

يشجع القائد الأعضاء على التحدث بصراحة وصدق. تُثري المجلسَ خلفيات أعضائه وأعمارهم وخبراتهم ووجهات نظرهم المتنوعة. يتبادل الأعضاء الاقتراحات ويستمعون لبعضهم البعض باحترام. يمكن أن تسود روح الإلهام والوحدة من خلال سعيهم إلى معرفة إرادة الرب.

في مجلس يضم النساء والرجال، يسعى القائد للحصول على تصورات وأفكار من كليهما. غالبًا ما يكون لدى النساء والرجال وجهات نظر مختلفة توفر التوازن المطلوب. يتوصل الرجال والنساء إلى قرارات أفضل ويحققون نجاحًا أكبر في خدمة الرب لأنهم يُقَدِّرون مساهمات بعضهم البعض ويعملون معًا.

قائد يوجه مناقشات المجلس. ومع ذلك، يجب عليه أو عليها الاستماع أكثر من الكلام. عندما يشارك رئيس المجلس وجهة نظره في وقت مبكر جدًا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إعاقة مساهمات الآخرين. عند الضرورة، يقوم رئيس المجلس بإعادة توجيه المناقشة أو إعادة تركيزها برفق.

بعد المناقشة، يجوز للقائد إما اتخاذ قرار بشأن مسار عمل أو تأجيل اتخاذ قرار أثناء البحث عن معلومات وإرشادات إضافية. يجب أن يكون القرار مستنيرًا بالمناقشة بين أعضاء المجلس وتأكيد الروح القدس. تساعد هذه الإجراءات المجلس في اتخاذ قرارات ملهمة تتجاوز أفضل تقدير يمكن للقائد أن يقوم به. يجوز للقائد أيضًا إحالة الأمر إلى مجلس مختلف.

في بعض الأحيان قد يكون لدى أعضاء المجلس مشاعر غير مستقرة بشأن قرار مهم. عندما يحدث هذا، قد ينتظر القائد انعقاد اجتماع آخر للنظر في الأمر بشكل أعمق والبحث عن التأكيد الروحي والوحدة. في بعض الحالات، قد يرغب عضو المجلس في مقابلة القائد بشكل فردي لمناقشة مخاوفه.

٤.٤.٤

الوَحدة

علم الرب تلاميذه أن يكونوا ”واحدًا“ (المبادئ والعهود ۲۷:۳۸). يسعى أعضاء المجلس للاتحاد في الرغبة والهدف مع الآب السماوي ويسوع المسيح. إنهم يسعون جاهدين من أجل الوحدة في مناقشاتهم وقراراتهم. كما أنهم يسعون إلى أن يكونوا ”ذوي قلب واحد وعقل واحد“ أثناء عملهم معًا (موسى ۱۸:۷).

يجب على أعضاء المجلس تجنب الخلاف، والأحكام غير الصالحة، والقيل والقال (راجع ۳ نافي ۱۱‏:۲۸-۳۰). عندما يعملون متحدين فسوف يبارك الآب السماوي جهودهم.

٤.٤.٥

الإجراءات والمساءلة

يقوم أعضاء المجلس بمعظم أعمالهم قبل وبعد اجتماعات المجلس. خلال الاجتماعات، يسعون للحصول على الإلهام في وضع خطط لتنفيذ القرارات. يدعو رئيس المجلس الأعضاء لإنجاز المهام المتعلقة بهذه الخطط. عادة ما يقوم أعضاء المجلس بدعوة الآخرين في منظمتهم للمساعدة. لا ينبغي إثقال كاهل الأفراد بالمهام.

يقوم أعضاء المجلس بتقديم التقارير عن مهامهم. يتطلب التقدم عادة اهتمامًا مستمرًا ومهام متابعة.

٤.٤.٦

السِّرِّيَة

يجب التعامل مع جميع المعلومات الشخصية باحترام. يستخدم القادة السرية عند مشاركة المعلومات الشخصية مع المجلس. يسعون عمومًا للحصول على إذن العضو لمشاركة هذه المعلومات.

يحترم المجلس رغبات كل من يطلب السرية. لا يجوز لأعضاء المجلس تبادل المعلومات الشخصية خارج المجلس إلا إذا طلب منهم ذلك لإنجاز تكليف من رئيس المجلس.

بعض الأمور حساسة للغاية بحيث لا يمكن عرضها على مجلس بأكمله. حسب الاقتضاء، يقوم القادة بمراجعة هذه الأمور مع أعضاء فرديين في المجلس. أو قد يحيلون بعض الأمور إلى مجلس آخر.