١ وَأَمَرَ الرَّبُّ شَقيقَ يارِدَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْجَبَلِ خارِجًا مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ وَأَنْ يَكْتُبَ ما رَآهُ؛ وَلَمْ يُسْمَحْ لِلْمَكْتوبِ مِنْ أَنْ يَظْهَرَ لِبَني الْبَشَرِ إِلّا بَعْدَ أَنْ يُرْفَعَ عَلى الصَّليبِ؛ وَلِهٰذا السَّبَبِ حَفِظَ الْمَلِكُ موسِيا تِلْكَ الْأُمورَ حَتّى لا تَظْهَرَ لِلْعالَمِ إِلّا بَعْدَ أَنْ يُظْهِرَ يَسوعُ الْمَسيحُ نَفْسَهُ لِأَبْناءِ شَعْبِهِ.

٢ وَبَعْدَ أَنْ أَظْهَرَ الْمَسيحُ نَفْسَهُ لِأَبْناءِ شَعْبِهِ بِالْفِعْلِ أَمَرَهُمْ بِأَنْ يُعْلِنوها.

٣ وَبَعْدَ ذٰلِكَ، تَراجَعوا جَميعًا في الْإيمانِ؛ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ هُناكَ إِلّا اللّامانِيّونَ، وَقَدْ رَفَضوا إِنْجيلَ الْمَسيحِ؛ لِذٰلِكَ فَقَدْ أَمَرَني الرَّبُّ بِأَنْ أُخْفِيَها ثانِيَةً في الْأَرْضِ.

٤ وَقَدْ كَتَبْتُ عَلى هٰذِهِ الْأَلْواحِ نَفْسَ الْأُمورِ الَّتي رَآها شَقيقُ يارِدَ؛ وَلَمْ تَظْهَرْ لِلْبَشَرِ قَطُّ أُمورٌ أَعْظَمُ مِنْ تِلْكَ الَّتي أُظْهِرَتْ لِشَقيقِ يارِدَ.

٥ لِذٰلِكَ فَقَدْ أَمَرَني الرَّبُّ بِأَنْ أَكْتُبَها؛ وَقَدْ كَتَبْتُها. وَقَدْ أَمَرَني أَنْ أُغْلِقَ عَلَيْها وَأَخْتِمَها؛ وَأَمَرَني أَيْضًا بِأَنْ أُغْلِقَ عَلى مُفَسِّراتِها؛ لِذٰلِكَ فَقَدْ حَفِظْتُ الْمُفَسِّراتِ حَسَبَ وَصِيَّةِ الرَّبِّ.

٦ لِأَنَّ الرَّبَّ قَدْ قالَ لي: إِنَّها لَنْ تَخْرُجَ إِلى الْأُمَمِ حَتّى الْيَوْمِ الَّذي يَتوبونَ فيهِ عَنْ شُرورِهِمْ وَيُصْبِحونَ أَنْقِياءَ أَمامَ الرَّبِّ.

٧ وَفي ذٰلِكَ الْيَوْمِ الَّذي فيهِ يُؤْمِنونَ بي كَما آمَنَ شَقيقُ يارِدَ لِيَتَقَدَّسوا فِيَّ، يَقولُ الرَّبُّ، فَإِنّي أُظْهِرُ لَهُمْ ما رَآهُ شَقيقُ يارِدَ، حَتّى أَكْشِفُ لَهُمْ كُلَّ وَحْيٍ مِنّي، يَقولُ يَسوعُ الْمَسيحُ، ابْنُ اللّٰهِ، وَأَبو السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكُلِّ ما فيهِما.

٨ وَلْيَكُنْ مَلْعونًا مَنْ يُقاوِمُ كَلِمَةَ الرَّبِّ؛ وَلْيَكُنْ مَلْعونًا مَنْ يُنْكِرُ هٰذِهِ الْأُمورَ؛ فَأَنا لَنْ أُظْهِرَ لَهُمْ أُمورًا أَعْظَمَ، يَقولُ يَسوعُ الْمَسيحُ؛ فَإِنَّني أَنا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ.

٩ وَبِأَمْري تُفْتَحُ السَّماواتُ وَتُغْلَقُ؛ وَبِكَلِمَةٍ مِنّي تَتَزَلْزَلُ الْأَرْضُ؛ وَبِأَمْري يَهْلِكُ سُكّانُها بِالنّارِ.

١٠ وَمَنْ لا يُصَدِّقُ كَلامي فَإِنَّهُ لا يُصَدِّقُ تَلاميذي؛ فَاحْكُموا إِنْ كُنْتُ أَنا الْمُتَكَلِّمُ؛ فَإِنَّكُمْ سَتَعْلَمونَ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ أَنّي أَنا الْمُتَكَلِّمُ.

١١ لٰكِنْ مَنْ يُصَدِّقُ هٰذِهِ الْأُمورَ الَّتي تَكَلَّمْتُ بِها فَإِنَّني سَأَزورُهُ بِتَجَلِّياتِ روحي، فَيَعْلَمُ وَيَشْهَدُ. لِأَنَّهُ بِفَضْلِ روحي سَيَعْلَمُ أَنَّ هٰذِهِ الْأُمورَ حَقٌّ؛ لِأَنَّها تَدْفَعُ النّاسَ إِلى فِعْلِ الْخَيْرِ.

١٢ وَكُلُّ ما يَدْفَعُ النّاسَ إِلى فِعْلِ الْخَيْرِ فَهُوَ مِنّي؛ لِأَنَّهُ لا يَأْتي خَيْرٌ إِلّا مِنّي. فَأَنا هُوَ الَّذي يَقودُ النّاسَ إِلى الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ وَمَنْ لا يُؤْمِنُ بِكَلامي فَلَنْ يُؤْمِنَ بي—بِأَنَّني أَنا هُوَ؛ وَمَنْ لا يُؤْمِنُ بي لَنْ يُؤْمِنَ بِالْآبِ الَّذي أَرْسَلَني. فَإِنَّني أَنا هُوَ الْآبُ؛ أَنا هُوَ الْحَقُّ وَنورُ الْعالَمِ وَحَياتُهُ.

١٣ تَعالَوْا إِلَيَّ أَيُّها الْأُمَمُ وَسَأُظْهِرُ لَكُمْ أَشْياءَ أَعْظَمَ وَالْمَعْرِفَةَ الَّتي حُجِبَتِ بِسَبَبِ عَدَمِ الْإيمانِ.

١٤ تَعالَوْا إِلَيَّ يا بَيْتَ إِسْرائيلَ وَسَيُظْهِرُ الْآبُ لَكُمْ كُلَّ الْأُمورِ الْعَظيمَةِ الَّتي أَعَدَّها لَكُمْ مُنْذُ تَأْسيسِ الْعالَمِ؛ وَهِيَ لَمْ تَظْهَرْ لَكُمْ بِسَبَبِ عَدَمِ الْإيمانِ.

١٥ فَعِنْدَما تَشُقّونَ حِجابَ عَدَمِ الْإيمانِ ذاكَ الَّذي يُبْقيكُمْ في حالَتِكُمُ الْمُرَوِّعَةِ مِنَ الشَّرِّ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ وَعَمى الذِّهْنِ، فَحينَئِذٍ سَتُكْشَفُ الْأُمورُ الْعَظيمَةُ وَالْعَجائِبُ الَّتي كانَتْ مَخْفِيَّةً عَنْكُمْ مُنْذُ تَأْسيسِ الْعالَمِ—أَجَلْ، عِنْدَما تَدْعونَ الْآبَ بِاسْمي، بِقَلْبٍ مُنْكَسِرٍ وَنَفْسٍ مُنْسَحِقَةٍ، عِنْدَئِذٍ تَعْلَمونَ أَنَّ الْآبَ قَدْ تَذَكَّرَ الْعَهْدَ الَّذي قَطَعَهُ مَعَ آبائِكُمْ، يا بَيْتَ إِسْرائيلَ.

١٦ عِنْدَئِذٍ تَنْكَشِفُ لِأَعْيُنِ النّاسِ كُلِّهِمِ الرُّؤى التي كَتَبَها خادِمي يوحَنّا. تَذَكَّروا، عِنْدَما تَرَوْنَ هٰذِهِ الْأُمورَ، فَإِنَّكُمْ سَتَعْلَمونَ أَنَّ الْوَقْتَ قَدِ اقْتَرَبَ لِتَظْهَرَ بِالْفِعْلِ.

١٧ لِذٰلِكَ عِنْدَما تَتَسَلَّمونَ هٰذا السِّجِلَّ سَتَعْلَمونَ أَنَّ عَمَلَ الْآبِ قَدِ بَدَأَ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلِّها.

١٨ لِذٰلِكَ توبوا يا جَميعَ أَقاصي الْأَرْضِ وَتَعالَوْا إِلَيَّ وَآمِنوا بِإِنْجيلي وَاعْتَمِدوا بِاسْمي؛ لِأَنَّ مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ؛ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ؛ وَالْآياتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنينَ بِاسْمي.

١٩ وَطوبى لِمَنْ أَجِدُهُ مُخْلِصًا لِاسْمي في الْيَوْمِ الْأَخيرِ، فَهُوَ سَيُرْفَعُ لِيَسْكُنَ في الْمَلَكوتِ الَّذي أَعْدَدْتُهُ لَهُ مُنْذُ تَأْسيسِ الْعالَمِ. فَأَنا مَنْ يَنْطُقُ بِذٰلِكَ. آمينَ.