١ وَبَعْدَ أَنْ كَلَّمَ الْمَلِكُ بِنْيامينُ أَبْناءَ شَعْبِهِ بِهٰذا، اسْتَفْهَمَ مِنْهُمْ راغِبًا في أَنْ يَعْرِفَ إِنْ كانوا قَدْ آمَنوا بِالْكَلامِ الَّذي كَلَّمَهُمْ بِهِ.

٢ فَهَتَفوا جَميعًا بِصَوْتٍ واحِدٍ قائِلينَ: نَعَمْ، إِنَّنا نُؤْمِنُ بِكُلِّ الْكَلامِ الَّذي كَلَّمْتَنا بِهِ؛ وَإِنَّنا أَيْضًا نَعْلَمُ أَنَّهُ يَقينٌ وَحَقٌّ بِسَبَبِ روحِ الرَّبِّ الْقَديرِ الَّذي أَحْدَثَ تَغْييرًا عَظيمًا فينا، أَوْ في قُلوبِنا، فَلَمْ يَعُدْ لَدَيْنا أَيَّةُ نَزْعَةٍ لِفِعْلِ الشَّرِّ بَلْ لِفِعْلِ الْخَيْرِ بِاسْتِمْرارٍ.

٣ وَنَحْنُ أَنْفُسُنا أَيْضًا، بِواسِطَةِ صَلاحِ اللّٰهِ اللّامُتَناهي، وَتَجَلِّياتِ روحِهِ، لَدَيْنا تَصَوُّراتٌ عَظيمَةٌ عَمّا سَيَأْتي؛ وَيُمْكِنُنا أَنْ نَتَنَبَّأَ عَنْ كُلِّ الْأُمورِ إِذا كانَ ذٰلِكَ مُلائِمًا.

٤ وَالْإيمانُ الَّذي لَدَيْنا بِالْأُمورِ الَّتي كَلَّمَنا عَنْها الْمَلِكُ هُوَ ما أَوْصَلَنا إِلى هٰذِهِ الْمَعْرِفَةِ الْعَظيمَةِ الَّتي نَفْرَحُ بِها فَرَحًا عَظيمًا جِدًّا.

٥ وَنَحْنُ مُسْتَعِدّونَ أَنْ نَدْخُلَ في عَهْدٍ مَعَ إِلٰهِنا لِفِعْلِ مَشيئَتِهِ، وَأَنْ نُطيعَ وَصاياهُ في كُلِّ الْأُمورِ الَّتي يَأْمُرُنا بِها كُلَّ ما تَبَقّى مِنْ أَيّامِنا، حَتّى لا نَجْلِبَ عَلى أَنْفُسِنا عَذابًا لا مُتَناهِيًا كَما قالَ الْمَلاكُ، كَيْ لا نَتَجَرَّعَ مِنْ كَأْسِ غَضَبِ اللّٰهِ.

٦ وَهٰذا هُوَ الْكَلامُ الَّذي أَرادَهُ مِنْهُمُ الْمَلِكُ بِنْيامينُ؛ وَلِذٰلِكَ فَقَدْ قالَ لَهُمْ: لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِالْكَلامِ الَّذي أَرَدْتُهُ؛ وَالْعَهْدُ الَّذي قَطَعْتُموهُ هُوَ عَهْدٌ صالِحٌ.

٧ وَمِنْ أَجْلِ الْعَهْدِ الَّذي قَطَعْتُموهُ فَإِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ أَبْناءَ الْمَسيحِ، أَبْناءَهُ وَبَناتِهِ؛ فَإِنَّهُ في هٰذا الْيَوْمِ قَدْ وَلَدَكُمْ روحِيًّا؛ لِأَنَّكُمْ تَقولونَ إِنَّ قُلوبَكُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ بِالْإيمانِ بِاسْمِهِ؛ لِذٰلِكَ، فَإِنَّهُ قَدْ وَلَدَكُمْ وَأَصْبَحْتُمْ أَبْناءَهُ وَبَناتِهِ.

٨ وَبِاسْمِ الْمَسيحِ جُعِلْتُمْ أَحْرارًا، وَلَيْسَ هُناكَ اسْمٌ آخَرُ تَسْتَطيعونَ بِهِ أَنْ تُصْبِحوا أَحْرارًا. فَلَمْ يُعْطَ اسْمٌ آخَرُ يَأْتي بِهِ الْخَلاصُ؛ لِذٰلِكَ أَوَدُّ أَنْ تَحْمِلوا اسْمَ الْمَسيحِ يا مَنْ دَخَلْتُمْ في الْعَهْدِ مَعَ اللّٰهِ لِتَكونوا مُطيعينَ إِلى نِهايَةِ حَياتِكُمْ.

٩ وَكُلُّ مَنْ يَفْعَلُ هٰذا سَيوجَدُ عَلى يَمينِ اللّٰهِ، لِأَنَّهُ سَيَعْرِفُ الِاسْمَ الَّذي يُدْعى بِهِ، لِأَنَّهُ بِاسْمِ الْمَسيحِ سَيُدْعى.

١٠ وَكُلُّ مَنْ لا يَحْمِلُ اسْمَ الْمَسيحِ لا بُدَّ أَنْ يُدْعى بِاسْمٍ آخَرَ؛ لِذٰلِكَ فَإِنَّهُ يَجِدُ نَفْسَهُ عَلى يَسارِ اللّٰهِ.

١١ وَأُريدُ أَنْ تَتَذَكَّروا أَيْضًا أَنَّ هٰذا هُوَ الِاسْمُ الَّذي قُلْتُ إِنّي أُعْطيهِ لَكُمْ وَالَّذي لا يُمْحى أَبَدًا، إِلّا إِنِ اقْتَرَفْتُمُ الْإِثْمَ؛ لِذٰلِكَ، احْذَروا أَلّا تَقْتَرِفوا الْإِثْمَ لِئَلّا يُمْحى الِاسْمُ مِنْ قُلوبِكُمْ.

١٢ أَقولُ لَكُمْ إِنّي أُريدُ أَنْ تَتَذَكَّروا أَنْ تَحْتَفِظوا بِالِاسْمِ مَكْتوبًا في قُلوبِكُمْ كُلَّ حينٍ، كَيْلا توجَدوا عَلى يَسارِ اللّٰهِ، بَلْ كَيْ تَسْمَعوا الصَّوْتَ الَّذي تُدْعَوْنَ بِهِ وَتَعْرِفوهُ، وَأَيْضًا الِاسْمَ الَّذي سَيَدْعوكُمْ بِهِ.

١٣ لِأَنَّهُ كَيْفَ يَعْرِفُ الْإِنْسانُ السَّيِّدَ الَّذي لَمْ يَخْدِمْهُ وَهُوَ غَريبٌ عَنْهُ وَبَعيدٌ عَنْ أَفْكارِ قَلْبِهِ وَنَواياهُ؟

١٤ وَكَذٰلِكَ، هَلْ يَأْخُذُ إِنْسانٌ حِمارًا مِنْ جارِهِ وَيَحْتَفِظُ بِهِ؟ إِنّي أَقولُ لَكُمْ، كَلّا: فَإِنَّهُ لَنْ يَدَعَهُ يَرْعى بَيْنَ قُطْعانِهِ، بَلْ سَيَسوقُهُ بَعيدًا وَيَطْرُدُهُ. أَقولُ لَكُمْ إِنَّهُ هٰكَذا يَكونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْرِفونَ الِاسْمَ الَّذي بِهِ تُدْعَوْنَ.

١٥ لِذٰلِكَ أَرْجو أَنْ تَكونوا ثابِتينَ غَيْرَ مُتَزَعْزَعينَ مُكْثِرينَ دائِمًا مِنَ الْأَعْمالِ الصّالِحَةِ، حَتّى يَضَعَ الْمَسيحُ، الرَّبُّ الْإِلٰهُ الْقَديرُ، سِمَتَهُ عَلَيْكُمْ، كَيْ تُجْلَبوا إِلى السَّماءِ لِيَكونَ لَكُمْ خَلاصٌ أَبَدِيٌّ وَحَياةٌ أَبَدِيَّةٌ في الْحِكْمَةِ وَالْقُوَّةِ وَالْعَدْلِ وَالرَّحْمَةِ لِمَنْ خَلَقَ كُلَّ الْأَشْياءِ في السَّماءِ وَفي الْأَرْضِ، الَّذي هُوَ اللّٰهُ فَوْقَ الْجَميعِ. آمينَ.