رسالة لياحونا الشهرية، أيار ٢٠٢١
المسيح قام: الإيمان به سيحرك الجبال
الإيمان بيسوع المسيح هو أعظم قوة متاحة لنا في هذه الحياة. كل الأشياء ممكنة بالنسبة للذين يؤمنون.
إخوتي وأخواتي الأعزاء، أنا ممتن لامتياز التحدث إليكم في أحد عيد الفصح هذا.١ لقد غيرت أضحية المسيح الكفارية وقيامته حياة كل منّا إلى الأبد. إننا نحب ونعبد بامتنان أبينا السماوي والمخلص يسوع المسيح.
واصلنا خلال الأشهر الستة الماضية التصدي لوباء عالمي. إنني أندهش من صمودكم وقوتكم الروحية في مواجهة المرض والخسارة والعزلة. أصلّي باستمرار كي تشعروا خلال هذه الأوقات الصعبة بحب الرب لكم والذي لا ينضب. إذا كنتم قد استجبتم لتجاربكم بتلمذة أقوى، فلن تكون تجارب السنة الماضية قد ضاعت هباءً.
لقد سمعنا هذا الصباح من قادة الكنيسة القادمين من كل قارة مأهولة على وجه الأرض. إن بركات الإنجيل متاحة حقا لكل عرق ولغة وشعب. وكنيسة يسوع المسيح هي كنيسة عالمية. ويسوع المسيح هو قائدنا.
إننا نشعر بالامتنان لأنه حتى الوباء لم يتمكن من إبطاء مسيرة إنجيله إلى الأمام. إن إنجيل يسوع المسيح هو بالضبط ما نحتاجه في هذا العالم المرتبك والمضطرب والمرهق.
يستحق كل واحد من أبناء وبنات الله الفرصة لسماع رسالة يسوع المسيح الشافية والفادية وقبولها. لا توجد رسالة أخرى أكثر أهمية لسعادتنا، الآن وإلى الأبد.٢ ولا توجد رسالة أخرى عامرة بالرجاء مثلها. ولا توجد رسالة أخرى يمكنها القضاء على الخلاف في مجتمعنا.
الإيمان بيسوع المسيح هو أساس كل إيمان وقناة تتدفق من خلالها القوة الإلهية. وفقاً للرسول بولس: ”فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ إِرْضَاءَ اللهِ بِدُونِ إِيمَانٍ. إِذْ إِنَّ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ، لاَبُدَّ لَهُ أن يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَبِأَنَّهُ يُكَافِيءُ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَيْهِ“.٣
كل ما هو حسن في الحياة، وكل بركة محتملة ذات أهمية أبدية، تبدأ بالإيمان. تبدأ عملية السماح لله بأن يغلب في حياتنا بإيماننا بأنه على استعداد لإرشادنا. تبدأ التوبة الحقيقية بالإيمان بأن يسوع المسيح لديه القدرة على تطهيرنا وشفائنا وتقويتنا.٤
أعلن النبي موروني”لا تَنْكَرُوا قُوَّةَ اللهِ؛ إِذْ أَنَّهُ يَعْمَلُ بِقُوَّةٍ حَسَبَ إِيمَانِ أَبْنَاءِ الْبَشَرِ“.٥ إنّ إيماننا هو الذي يطلق عنان قوة الله في حياتنا.
قد تبدو ممارسة الإيمان أمرًا يفوق قدرتنا. في بعض الأحيان قد نتساءل عما إذا كان بإمكاننا حشد ما يكفي من الإيمان لتلقي البركات التي نحتاجها بشدة. ومع ذلك، خفف الرب هذه المخاوف من خلال كلمات ألما نبي كتاب مورمون.
طلب منا ألما ببساطة تجربة الكلمة و ”لْتَكُنْ لَكُمْ ذَرَّةٌ مِنَ الْإِيمَانِ، بَلْ إِنْ لَمْ يَسْتَقِمْ لَكُمْ إِلَّا الرِّغْبَةُ فِي الْإِيمَانِ“.٦ تذكرني عبارة ”ذَرَّةٌ مِنَ الْإِيمَانِ“ بوعد الرب في الكتاب المقدس بأنه ”لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ بِزْرَةِ خَرْدَلٍ“، فسنكون قادرين أن ”[نقول] لِهَذَا الْجَبَلِ: اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ، فَيَنْتَقِلُ وَلا يَسْتَحِيلُ [عَلَيْنا] شَيْءٌ“.٧
يفهم الرب ضعفنا كبشر. كلنا نتعثر أحياناً. لكنه يعرف أيضًا إمكاناتنا العظيمة الكامنة فينا. تبدأ بذور الخردل صغيرة ولكنها تنمو لتصبح شجرة كبيرة بما يكفي لتعشش الطيور بين أغصانها. تمثل بذور الخردل إيمانًا صغيرًا ولكنه متزايد.٨
لا يتطلب الرب إيمانًا كاملاً حتى نتمكن من النفاذ إلى قوته الكاملة. لكنه يطلب منا أن نؤمن.
إخوتي وأخواتي الأعزاء، دعوتي إليكم صباح عيد الفصح هذا أن تبدأوا اليوم بزيادة إيمانكم. من خلال إيمانكم، سيزيد يسوع المسيح من قدرتكم على تحريك الجبال في حياتكم،٩ على الرغم من أنكم قد ترون التحديات الشخصية التي تلوح في أفق حياتكم وكأنها بحجم جبل إفرست.
قد تكون جبالكم هي الشعور بالوحدة أو الشك أو المرض أو مشاكل شخصية أخرى. ستتنوع طبيعة جبالكم، ومع ذلك فإن الإجابة على كل تحدٍ من تحدياتكم هي زيادة إيمانكم. فعل هذا يتطلب بذل الجهد. سيكافح المتعلمون الكسالى والتلاميذ المتراخون دائمًا لاكتساب ولو ذرة من الإيمان.
القيام بأي شيء بشكل جيد يتطلب بذل الجهد. الصيرورة تلاميذا حقيقيين ليسوع المسيح ليس استثناءً لهذه القاعدة. إن زيادة إيمانكم وثقتكم به يتطلب بذل الجهد. هل لي أن أقدم خمسة اقتراحات لمساعدتكم على تنمية الإيمان والثقة.
أولاً،ادرسوا. كونوا متعلمين ملتزمين. انغمسوا في النصوص المقدسة لفهم رسالة المسيح وخدمته بشكل أفضل. تعرفوا على عقيدة المسيح حتى تفهموا طبيعة قوتها في حياتكم. افهموا حقيقة أن كفارة يسوع المسيح تنطبق عليكم أنتم. لقد أخذ على عاتقه بؤسكم و أخطاءكم و ضعفكم و خطاياكم. لقد دفع الثمن التعويضي ومنحكم القوة لتحريك كل جبل ستواجهونه في أي فترة من حياتكم. تحصلون على هذه القوة من خلال إيمانكم وثقتكم واستعدادكم لاتباعه.
قد يتطلب تحريك جبالكم معجزة. تعرّفوا على المعجزات. تحدث المعجزات حسب إيمانكم بالرب. أساس هذا الإيمان هو الثقة في إرادة الله وجدوله الزمني، وكيفية وتوقيت مباركته لكم بالمعجزات التي تريدونها. فقط عدم إيمانكم سيمنع الله من أن يبارككم بالمعجزات لتحريك الجبال في حياتكم.١٠
كلما تعلمتم المزيد عن المخلص، كلما كان من الأسهل أن تثقوا في رحمته وحبه اللامتناهي وقوته المعززة والشافية والفادية. لا يكون المخلص أقرب إليكم مما هو يكون عليه عندما تواجهون جبلًا أو تتسلقونه بإيمان.
ثانياً، اختاروا الإيمان بيسوع المسيح. إذا كانت لديكم شكوك حول الله الآب وابنه الحبيب أو صحة استعادة الإنجيل أو صحة دعوة جوزف سميث الإلهية كنبي اختاروا أن تؤمنوا۱۱ وأن تحافظوا على إيمانكم. توجهوا بأسئلتكم إلى الرب وإلى مصادر إيمانية أخرى. ادرسوا وفيكم رغبة في الإيمان بدلاً من الأمل في العثور على عيب في نسيج حياة نبي أو تناقض ما في النصوص المقدسة. توقفوا عن زيادة شكوككم من خلال التدرب عليها مع المشككين الآخرين. اسمحوا للرب أن يقودكم في رحلة الاكتشاف الروحي.
ثالثاً، اعملوا بإيمان. ماذا ستفعلون لو كان لديكم المزيد من الإيمان؟ فكروا بذلك. اكتبوا عن ذلك. ثم احصلوا على المزيد من الإيمان عن طريق القيام بعمل يتطلب المزيد من الإيمان.
رابعاً، شاركوا في المراسيم المقدسة باستحقاق. تفتح المراسيم قوة الله في حياتكم.١٢
خامساً، اطلبوا المساعدة من أبيكم السماوي، باسم يسوع المسيح.
يتطلب الإيمان عملا. واستلام الوحي يتطلب عملاً. لكن ”كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يُعْطَى؛ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ؛ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ“.١٣ يعلم الله ما يساعد إيمانكم على النمو. اسألوا ثم اسألوا ثانيةً.
قد يقول غير المؤمن أن الإيمان للضعفاء. لكن هذا التأكيد يتجاهل قوة الإيمان. هل كان رسل المخلص سيستمرون في تعليم عقيدته بعد موته، معرضين حياتهم للخطر، لو كانوا قد شكوا فيه؟١٤ هل كان جوزف وهايرم سميث سيعانيان من الموت استشهاداً في الدفاع عن استعادة كنيسة الرب ما لم يكن لديهما شاهد أكيد على صحة ذلك؟ هل كان سيموت ما يقرب من ألفي قديس على طول طريق النزوح إلى ولاية يوتا١٥ لو كانت لديهم أي شكوك في استعادة إنجيل يسوع المسيح؟ حقًا، الإيمان هو القوة التي تمكِّن المشكوك بقدرتهم من تحقيق المستحيل.
لا تقللوا من الإيمان الكامن بكم. يتطلب الأمر إيمانًا للانضمام إلى الكنيسة والبقاء على الإيمان. واتباع الأنبياء بدلاً من النقاد والرأي العام يتطلب الإيمان. ويتطلب الأمر إيمانًا لخدمة مهمة تبشيرية أثناء الجائحة. ويتطلب الأمر أن يعيش المرء حياة طاهرة عندما يصرخ العالم بأن قانون الله للعفة قد عفا عليه الزمن الآن. ويتطلب الأمر إيمانًا لتعليم الإنجيل للأطفال في عالم علماني. ويتطلب الأمر إيمانًا للتضرع من أجل حياة أحد أحبتنا والمزيد من الإيمان لقبول إجابة مخيبة للآمال.
منذ سنتين زرنا أنا والأخت نلسن جزر ساموا وتونغا وفيجي وتاهيتي. وكانت كل من تلك الجزر قد شهدت أمطارًا غزيرة لعدة أيام. وكان الأعضاء قد صاموا وصلوا من أجل حماية اجتماعاتهم في الهواء الطلق من المطر.
في ساموا وفيجي وتاهيتي، توقف المطر بمجرد بدء الاجتماعات. لكن في تونغا، لم يتوقف المطر. ومع ذلك، جاء ١٣٠٠٠ من القديسين الأمناء قبل الاجتماع بساعات للحصول على مقعد، وانتظروا بصبر خلال انهمار المطر المتواصل، ثم جلسوا في الاجتماع مبللين لمدة ساعتين.
لقد رأينا إيمانًا قوياً يعمل بين كل من سكان الجزر، إيماناً كافياً ليوقف المطر وإيمانا يتجلى بالمثابرة على الحضور عندما لا يتوقف المطر.
لا تتحرك الجبال في حياتنا دائمًا كيفما نريد ومتى أردنا. لكن إيماننا يدفعنا دائماً إلى الأمام. يزيد الإيمان دائماً من نفاذنا إلى القوة الإلهية.
أرجوا أن تعرفوا أنه لو خذلكم كل شيء وكل شخص تثقون به في العالم، فلن يخذلكم يسوع المسيح وكنيسته أبداً. الرب لا ينعس ولا ينام.١٦ إنه ”هُوَ هُوَ أَمْسِ وَالْيَوْمَ وَ [غداً]“.١٧ ولن يتخلى عن عهوده،١٨ أو وعوده أو محبته لشعبه. إنه يصنع المعجزات اليوم وسيصنع المعجزات غدًا.١٩
الإيمان بيسوع المسيح هو أعظم قوة متاحة لنا في هذه الحياة. كل الأشياء ممكنة بالنسبة للذين يؤمنون.٢٠
إيمانكم المتزايد بالمسيح سيحرك الجبال، ليس جبال الصخر التي تُزَيّن الأرض ولكن جبال البؤس في حياتكم. سيساعدكم إيمانكم المزدهر على تحويل التحديات إلى فرص ونمو لا مثيل لهما.
بمشاعر عميقة من الحب والامتنان، أعلن شهادتي في أحد الفصح هذا أن يسوع المسيح حقاً قام. قام من الموت ليقود كنيسته. قام ليبارك حياة جميع أبناء الله أينما كانوا. بالإيمان به، يمكننا تحريك الجبال في حياتنا. أشهد بذلك، باسم يسوع المسيح المُقدس، آمين.
© ٢٠٢١ من قبل Intellectual Reserve, Inc. محفوظة. طُبع في الولايات المُتحدة الأمريكية. الموافقة على الطبعة الإنجليزية: ٦/ ١٩. الموافقة على الترجمة: ٦/ ١٩. ترجمة رسالة لياحونا الشهرية، أيار ٢٠٢١. اللغة. 17468 102