من أجل تقوية الشبيبة رسالة المخلص لك

بقلم الشيخ ديتر ف. أوخدورف

من رابطة الرسل الاثني عشر

يساعدك هذا الدليل على ربط اختياراتك بيسوع المسيح وعقيدته.

تخيل أنك تعيش في الجليل القديمة، قبل ٢٠٠٠ سنة. ودُعِيتَ أنت وأصدقاؤك إلى لقاء روحي للشبيبة في الكنيس المحلي، والذي يضم متحدثًا ضيفًا خاصًا: يسوع الناصري. وفي مرحلة معينة من رسالته، يدعو يسوع الشبيبة من الحضور لطرح الأسئلة عليه.

ما هي أنواع الأسئلة التي تعتقد أنك قد تسمعها؟

أفترض أن بعض الأسئلة سوف تعكس ثقافة وظروف ذلك الوقت. لكنني أعتقد حقًا أن الكثير منها سوف يبدو مثل الأسئلة التي لدينا اليوم.

على سبيل المثال، في العهد الجديد، سأل الناس المخلص أسئلة مثل هذه:

مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟^١
هل أنا مقبول؟ هل أنتمي؟^٢
كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟^٣
ماذا سيحدث لهذا العالم في المستقبل؟ هل سأكون آمنًا؟^٤
هل يمكن أن تشفي أحد أحبتي؟^٥
ما هو الحق؟^٦
كيف أعرف إذا كنت أسير في الطريق الصحيح؟^٧

ألا نطرح جميعاً نفس الأسئلة من وقت لآخر؟ على مر القرون، لم تتغير الأسئلة كثيراً. ولا عطف المخلص نحو الذين يسألونها. إنه يعرف كم يمكن أن تكون الحياة مضطربة ومربكة. إنه يعرف كم من السهل أن نضل طريقنا. إنه يعلم أننا نقلق أحيانًا بشأن المستقبل. ويقول لي ولكم كما قال لأتباعه منذ زمن طويل:

”لا تضطرب قلوبكم“.^٨
”أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ “.^٩
”تَعَالَ اتْبَعْنِي“.^١٠

عندما يكون لديكم خيارات مهمة عليكم اتخاذها، فإن يسوع المسيح وإنجيله المستعاد هما الخيار الأفضل. عندما يكون لديكم أسئلة، فإن يسوع المسيح وإنجيله المستعاد هما أفضل إجابة.

ولهذا السبب أحب “من أجل تقوية الشبيبة: دليل لاتخاذ الخيارات“. فهو يوجهنا إلى يسوع المسيح حتى نتمكن من الحصول على قوته. أحتفظ بنسخة منه في جيبي في جميع الأوقات. عندما أقابل أشخاصًا في جميع أنحاء العالم يريدون أن يعرفوا لماذا ، كأعضاء في كنيسة يسوع المسيح، نفعل ما نفعله، فإنني أشاركهم هذا الدليل.

يعلمنا دليل من أجل تقوية الشبيبة الحقائق الأبدية عن المخلص وطريقه. إنه يدعوك إلى اتخاذ خيارات بناءً على تلك الحقائق. ويشارك البركات الموعودة التي يمنحها لمن يتبعونه. أشجعكم على قراءة هذا الدليل وتأمله ومشاركته!

ادعُه للدخول

يريد يسوع المسيح أن يكون جزءًا من حياتك، حضورًا يوميًا مستمرًا، في الأوقات الجيدة والسيئة. إنه لا يقف فقط في نهاية الطريق، في انتظار أن تلحق به. سوف يسير معك في كل خطوة على الطريق. إنه هو الطريق.

لكنه لن يفرض طريقه في حياتك. أنت تدعوه للدخول من خلال اختياراتك. ولهذا السبب يعد دليل اتخاذ الاختيارات، مثل من أجل تقوية الشبيبة، أمرًا ثمينًا للغاية. في كل مرة تتخذ فيها اختياراً صالحاً بناءً على حقائق المخلص الأبدية، فإنك تُظهر أنك تريده في حياتك. تفتح هذه الاختيارات أبواب السماء، وتأتي قوته لتتدفق إلى حياتك.^١١

اصنع ارتباطاً قوياً

ربما تتذكر أن المخلص قارن الذين يسمعون ويعملون بأقواله بالرجل الحكيم الذي ”بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ“. شرحَ:

”فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ وَجَاءَتِ ٱلْفَيَضَانَاتُ وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ؛ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى صَخْرَةٍ“.^١٢

المنزل لا ينجو من العاصفة لأنه قوي. كما أنه لا ينجو لمجرد أن الصخرة قوية. ينجو المنزل من العاصفة لأنه ملتصق بشدة بتلك الصخرة القوية. إن ما يهم هو قوة الارتباط بالصخرة.

وبالمثل، عندما نبني حياتنا، من المهم أن نتخذ خيارات جيدة. ومن المهم أن نفهم حقيقة المخلص الأبدية. لكن القوة التي نحتاجها لتحمل عواصف الحياة تأتي عندما نربط اختياراتنا بيسوع المسيح وعقيدته. وهذا ما يساعدنا دليل من أجل تقوية الشبيبة على تحقيقه.

على سبيل المثال، قد يعرف أصدقاؤك أنك تحاول عدم استخدام لغة مسيئة أو مؤذية. قد يرون أنك تتواصل مع هذا الطفل في المدرسة الذي يتجاهله معظم الناس أو حتى يتنمرون عليه. ولكن هل يعلمون أنك تقوم بهذه الاختيارات لأن يسوع المسيح علَّم أن ”جميع الناس هم إخوتك وأخواتك - بما في ذلك … لأشخاص المختلفون عنك“؟^١٣

قد يعرف أصدقاؤك أنك تذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد. وقد يلاحظون عندما تقوم بإيقاف تشغيل أغنية معينة أو رفض دعوة لمشاهدة فيلم معين. لكن هل يعلمون أنك تقوم بهذه الاختيارات لأن لديك ”علاقة عهد سعيدة مع الآب السماوي ويسوع المسيح“، وأنه كجزء من هذا الالتزام باتباع المخلص، فأنت ممتن ”لأن الروح القدس هو رفيقك الدائم“؟^١٤

قد يعرف الناس أنك لا تشرب أو تدخن أو تتعاطى مخدرات ضارة أخرى. لكن هل يعلمون أنك تتخذ هذه الاختيارات لأن يسوع المسيح علَّم أن ”جسدك مقدس“، ”هبة رائعة من أبيك السماوي“، مخلوق على صورته؟^١٥

قد يعرف أصدقاؤك أنك لن تغش أو تكذب وأنك تأخذ التعليم على محمل الجد. ولكن هل يعلمون أن السبب في ذلك هو أن يسوع المسيح علَّم أن ”الْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ“؟^١٦

والأهم من ذلك كله، هل يعرف أصدقاؤك أنك تتخذ هذه الاختيارات التي لا تحظى بشعبية في بعض الأحيان لتظل أميناً مع معايير المسيح لأنك تعلم أن ”يسوع المسيح هو قوتك“؟^١٧

هو مصدر قوتك

أعطيك شهادتي الأكيدة بأن يسوع المسيح هو الطريق إلى مستقبل مشرق ومجيد – مستقبلك. وهو أيضًا الطريق إلى الحاضر المشرق والمجيد. امشِ في طريقه، وهو سوف يمشي معك. بمقدورك فعل هذه الأمور.

أصدقائي الشباب الأعزاء، يسوع المسيح هو قوتكم. استمر في السير معه، وسيساعدك على التحليق ”بِأَجْنِحَةِ النُّسُورِ“^١٨ نحو البهجة الأبدية التي أعدها لك.

© ٢٠٢٤ بواسطة Intellectual Reserve, Inc. كافة حقوق النشر والطبع محفوظة. طُبع في الولايات المُتحدة الأمريكية. الموافقة على الطبعة الإنجليزية: ٦/١٩. الموافقة على الترجمة: ٦/١٩. ترجمةMonthly For the Strength of Youth Message, January 2024. Arabic. 19356 102