“القيادة،” دليل قادة الكهنوت والمنظمات المساعدة (٢٠٠١)، ١٧–٢١
“القيادة،” دليل قادة الكهنوت والمنظمات المساعدة، ١٧–٢١
القيادة
مثال المخلّص
وضع مخلّصنا، يسوع المسيح، المثال الأعلى لكي يتّبعه الأعضاء بصفتهم قادة في عائلاتهم وفي الكنيسة. لقد أحبّ أباه وأحبّ الناس الذين خدمهم. عاش ليخدم الآخرين مساعداً المضطهد ومانحاً الأمل لمن فقد عزيمته.
لقد فهم يسوع دعوته وكان يصلّي ويدأب في تحقيقها. فكان دائماً يعمل بحسب مشيئة أبيه ويمجّده غير ساع لتمجيد نفسه. لقد ضحّى بكل شيء من أجل البشرية، باذلاً حياته على الصليب ومكفّراً عن خطايا الناس جميعهم.
عندما يتمثّل القادة بالمخلّص يزيد من قدرتهم على تنفيذ عمله. ويلهمهم لكي يعلموا الأمور التي يجب أن يقولوها ويفعلوها (راجع المبادئ والعهود ١٠٠:٦). ويصبح القادة حقّاً إخوته في الخدمة خلال بناء ملكوت الله. ويصبحون طلّاباً يدرسون النصوص المقدّسة ويتعلّمون عقائد الإنجيل ومبادئه ويبذلون جهودهم لتعليمها لأولئك الذين يخدمونهم.
صفات القادة الكهنوتيين
الإيمان
خلال خدمته الفانية، حثّ المخلّص تلاميذه على ممارسة الإيمان (راجع متى ١٧:١٤–٢١؛ لوقا ٨:٢٢–٢٥). يجب أن يؤمن قادة الكنيسة بأن يسوع هو مخلّصنا وفادينا. تنمية هذا الإيمان من خلال الصلاة ودراسة النصوص المقدّسة والطاعة والتوبة. إذا عملنا على تغذية بذرة الإيمان ستترسّخ فينا وتحمل ثماراً ثمينة وعذبة (راجع ألما ٣٢:٤٢).
المحبة
قال المخلّص: “وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبّوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبّون أنتم أيضاّ بعضكم بعضاً. }بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إن كان لكم حبّ بعضاً لبعض” (يوحنا ١٣:٣٤–٣٥). يجب أن يحبّ القادة الناس الذين حمّلهم الرّب مسؤوليتهم. فعندما يحبّون الناس، يرغبون في خدمتهم وتدريسهم ومساعدتهم على العمل لخلاصهم.
في عالمنا اليوم، نادراً ما يفكّر الناس بالقادة كخدم. لكن المخلّص علّمنا بواسطة أقواله ومثاله أنّ على القادة أن يخدموا الأشخاص الذين يقودونهم. فقال للرسل الاثني عشر: ”من أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبدا“ (متى ٢٠:٢٧). عندما نخدم الآخرين نخدم أيضاً الرّب (راجع متى ٢٥:٣١–٤٠؛ موصايا ٢:١٧).
الطاعة
لقد كان يسوع المسيح قدوة مثالية للطاعة والانصياع لإرادة الآب السماوي (راجع متى ٢٦:٣٩؛ يوحنا ٥:٣٠). يجب أن يطيع القادة وصايا الرّب كي يصبحوا مثالاً للآخرين ويكونوا جديرين بهداية الروح القدس. فالطاعة تظهر أيضاً محبّتنا للرّب (راجع يوحنا ١٤:١٥).
لقد تمّ كشف وصايا الرّب في النصوص المقدّسة، من خلال قادة الكنيسة ودعوات الروح القدس. وإذا أطاع القادة هذه الوصايا سيساعدهم الرّب على إتمام دعواتهم.
الوحدة
لقد قام المخلّص خلال صلاته التشفّيعية العظيمة، بالصلاة كي يكون أولئك الذين يؤمنون به واحداً، كما هو وأبيه واحد (راجع يوحنا ١٧:٢٠–٢٣). إنّ الوحدة عنصر أساسي للنجاح في كافة منظّمات الكنيسة. لا يجب على رؤساء الكهنوت والمنظّمات المساعدة أن يعملوا مستقلّين عن مستشاريهم. فالرئاسات يمكنها أن تحقّق أموراً أكثر عندما تكون موحّدة ويتشاور أعضاؤها في ما بينهم.
التضحية
لقد سأل شاب ثري المخلّص ماذا عليه أن عليه أن يفعل ليرث الحياة الأبدية. فأجابه الرّب ”احفظ الوصايا“ (متى ١٩:١٧). قال له الشاب ”هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فماذا يعوزني بعد؟“ فقال له يسوع، وهو عالم ما في قلبه، أنّه يجب أن يبيع أملاكه ويعطي الفقراء ويتبعه. لكنّ الشاب ”مضى حزيناً لأنّه كان ذا أموال كثيرة.“ (راجع متى ١٩:١٦–٢٢.)
من هذه القصة يعلّمنا الرّب أنّ على القادة أن يكونوا مستعدّين للتضحية بكل شيء للحاق به. وقد يُدْعَوا، كا خلال لشاب الثري، للتضحية بأملاكهم كلّها أو يُسْألوا التضحية بوقتهم ومواهبهم وأشغالهم الشخصية لإنجاح عمل الرّب. وإذا ضحّى القادة في سبيل الرّب وملكوته يعد بمباركتهم في جميع الأمور (راجع متى ١٩:٢٩؛ المبادئ والعهود ٩٧:٨–٩).
مهمّات القيادة
تحديد الأهداف
يتعلّم القادة أنّ السعي للحصول على إرشاد الرّب لمعرفة واجباتهم يشكّل عنصراً مهمّاً في دعوتهم. فتحديد الأهداف، بإرشاد من الروح، يساعدهم على القيام بالعمل الذي أسنده الرّب لهم.
لدى تحديد الأهداف، من الضروري أن يخطّط القادة لتحقيقها. على سبيل المثال، يمكن أن يحدد أحد رؤساء القطاعات هدفاً لزيادة الحضور في اجتماعات تناول القربان في القطاع. وقد تتضمّن خطته الطلب من رؤساء الفروع دعوة جميع الأعضاء فردياً لكي يتعهّدوا بحضور اجتماعات تناول القربان.
يستطيع القادة تشجيع الأعضاء على تحديد أهداف شخصية وتحقيقها. كما يمكن للقادة اقتراح بعض هذه الأهداف، لكنّ عليهم أيضاً أن يحدّدوا أهدافهم ويحضّروا خطّتهم الخاصة لتحقيقها.
التخطيط وتفويض المهام
في ما يلي بعض الخطوات التي تهدف إلى مساعدة قادة الكهنوت والمنظّمات المساعدة على تنظيم الاجتماعات والنشاطات ومشاريع الخدمة وتحديد الأهداف لإتمام عمل الرّب. يمكن أن يساهم أيضاً في مؤاخاة الأعضاء وإقامة الصداقات مع غير الأعضاء. وتساعد هذه الخطوات القادة على تنظيم التدريس المنزلي والزيارات المنزلية في إطار جمعية الإعانة كما تساعد قادة الكهنوت في دعوة الأعضاء للخدمة في مناصب الفرع.
-
١. خطّط ونظّم. يجب على القادة أن يخطّطوا لإعطاء جميع الاجتماعات والنشاطات والمواضيع هدفاً متعلّقاً بالإنجيل. خلال القيام بالتخطيط، على القادة أن يسألوا أعضاء آخرين، مستشاريهم مثلاً، مشاركة أفكارهم والمساعدة في التنظيم.
-
٢. صلِّ. يصلّي القادة للحصول على الإرشاد من خلال دعوات الروح أثناء وضع الخطط وتنفيذها. كما يصلّون أيضاً ليعرفوا من يجب دعوتهم للمساعدة في إنجاز العمل.
-
٣. فوِّض إنّ القائد الفعّال يدعو الآخرين للمساعدة لأنّه يعلم أنّه لا يستطيع (ولا يجب) أن ينجز كل شيء بمفرده. يقوم بالتفويض كي يساعد آخرين لزيادة إمكانياتهم عن طريق منحهم الخبرة هو يشرح الخطة لهم. ومن ثم يفوّض (يوكل) مهمّات محدّدة لكل شخص شارحاً له الواجبات والبركات التي ترافق تنفيذ المهمة.
-
٤. ساعِد وادعَم. بعد التخطيط والصلاة وتفويض المهام، يساعد القائد الأشخاص الذين أوكَل إليهم المسؤوليات. فهو يطلعهم على الأمور التي يجب أن يعلموها ويعرض عليهم المساعدة ولكنّه لا يقوم بالأمور التي طلبها منهم. إنّه يعبّر عن محبّته وثقته بكل شخص ويشجعه على تبنّي أفكاره عوضاً عن الإصرار على القيام بالأمور وفقاً لطريقته. إنّه يعيد توجيه الأشخاص أو يحملهم على تغيير ما يفعلونه فقط إذا كان ذلك ضرورياً.
-
٥. تابع إثر إيكال مهمّة ما، يجب على القائد أن يطلب بانتظام من الشخص تقريراً عن العمل. يمكن أن يفعل ذلك خلال محادثة غير رسمية أو اجتماع أو مقابلة خاصة. خلال التقرير، يشكر القائد الشخص ويُثْني بصدق على عمله ويشجّعه. يستطيع أيضاً مناقشة كيفية تحسين العمل.
-
٦. قيّم لدى انتهاء العمل، يلجأ القائد إلى تقييمه مع كل شخص. فيقدّم الشكر ويناقش ما أُنجِز. يمكنه أيضاً إيكال مهمة أخرى إلى الشخص ذاته.
تحضير جدول أعمال
يقتصر جدول الأعمال على برنامج يوضع لاجتماع معيّن. قد يتضمّن الصلوات والترانيم، الخطابات والإعلانات، الأعمال والتقارير عن المهام، المهام الجديدة ومواضيع أخرى مهمّة. يساعد استعمال جدول أعمال خطّي القائد على التأكّد من مناقشة المسائل المهمة في الاجتماع واستعمال الوقت بطريقة فعّالة. كما يساعده على إدارة الاجتماع واستعمال الوقت بطريقة منظّمة.
تقع مسؤولية تحضير جدول الأعمال عادة على الشخص الذي يترأس الاجتماع. فيتأكد من كل ما هو ضروري لتحقيق أهداف هذا الاجتماع. كما يحدّد أيضاً الوقت المخصّص لكل مسألة. وإذا لم يكن هنالك متّسع من الوقت لمناقشة كل المواضيع، يُدْرج البعض منها على جدول أعمال الاجتماعات المقبل.
قيادة الاجتماعات
إنّ الشخص الذي يقود اجتماعاً معيّناً يتصرّف كقائد لهذا الاجتماع. فهو يعلن أسماء الذين سيصلّون ويتحدّثون، وأسماء الذين سيهتمّون بقيادة الموسيقى وبأمور أخرى في الاجتماع. عليه أن يظهر المهابة ويقود الاجتماع كما يوجّهه روح الرّب.
يمكن للمسؤول المترئّس أن يقود الاجتماع أو يدعو شخصاً آخر للقيادة تحت إشرافه أو إشرافها. على سبيل المثال، قد يسأل رئيس الفرع أحد مستشاريه قيادة اجتماع القربان ويمكن لرئيس إحدى الرابطات أن يسال أحد مستشاريه ترؤّس اجتماع الرابطة. تنطبق المبادئ ذاتها على المنظمات المساعدة.
المجالس
يُدير الرّب ملكوته وفقاً لمبدأ المجالس. يجب على الأشخاص الذين يقودون اجتماعات المجالس، كاجتماع مجلس الفرع واجتماع لجنة الكهنوت التنفيذية واجتماعات رئاسة الكهنوت والمنظّمات المساعدة (راجع دليل الفرع)، يجب أن يطبّقوا المبادئ المهمّة التالية:
-
التركيز على عقائد الإنجيل ومبادئه لا على المسائل النظرية.
-
التركيز على الأفراد وعلى كيفية تقويتهم في الإنجيل، مع الحفاظ على سريّة المعلومات الشخصية.
-
تشجيع حريّة التعبير عن الآراء وإعطاء فرصة التكلّم للجميع. على القادة أن يصغوا بقدر ما يتحدّثون.
-
تأييد قرارات القادة المترئّسين والمساهمة في تنفيذها.
-
القيادة بمحبّة وإظهار الاهتمام بحاجات الجميع وراحتهم.
الحفاظ على سريّة المسائل الشخصية
على القادة ألّا يطلعوا أحداً على معلومات سريّة سواء كان مصدرها مقابلات رسمية أو حديث غير رسمي. إنّ المعلومات الناتجة عن المقابلات والاعترافات والمعلومات الخاصة مثلاً بمجموع العشور والهبات الأخرى التي يدفعها شخص معيّن يجب أن تبقى سريّة. لا يجدر بالقائد أن يناقش مسائل هذا الشخص الخاصة مع آخرين بمن فيهم المستشارين والزوجة، إلّا إذا سمح الشخص بذلك. فالقائد الذي لا يبالي بالحفاظ على سريّة المسائل الشخصية يمكن أن يُضعف شهادات وإيمان أولئك الذين يخدمهم ويقلّل من ثقتهم به أو بها.