”ما هو هدفي في الحياة؟“ خطة الخلاص (٢٠٠٥)
”ما هو هدفي في الحياة؟“ خطة الخلاص
ما هو هدفي في الحياة؟
الخلْق والسقوط
لقد خُلقت الأرض كمكان يعيش فيه أبناء الآب السماوي ويكتسبون الخبرة فيه. كان آدم وحوّاء أوّل اثنين من أبناء الله يأتيان إلى الأرض. عاشا في مكان يُدعى جنّة عدن وكانا لا يزالان في حضرة الله.
أعطى الآب السماوي آدم وحوّاء القدرة على الاختيار. أمرهما بعدم أكل ثمر شجرة معرفة الخير والشرّ. وكانت تعني إطاعة هذه الوصيّة إمكانيّة بقائهما في جنّة عدن ولكنّهما لم يكن بمقدورهما التقدُّم من خلال التعلُّم من الاختبارات والتحدّيات. حثّ الشيطان آدم وحوّاء على أكل الثمر المحرّم فاختارا أن يفعلا. كان ذلك جزءاً من خطّة الله. نتيجة لقرارهما، تمّ فصلهما عن حضرة الله جسديّاً وروحيّاً. وأصبحا فانيين أي عرضة للخطيئة والموت. لم يكن باستطاعتهما العودة إلى الله من دون مساعدته. يُدعى انفصالهما الجسدي والروحي عن الله السقوط.
”أَمَّا آدَمُ فَلَوْلا تَعَدِّيهِ لَمَا سَقَطَ وَلَبَقِيَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. …
”وَلَمَا أَنْجَبَا [آدم وحوّاء] أَطْفَالاً؛ وَلَظَلا بَرِيئَيْنِ، بِمَعْزِلٍ عَنِ ٱلسَّعَادَةِ لِجَهْلِهِمَا بِالشَّقَاءِ؛ وَبِمَنْأًى عَنْ فِعْلِ ٱلْخَيْرِ لِغَفْلَتِهِمَا عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ.
”لٰكِنَّ ٱلْأُمُورَ جَمِيعَهَا قَدْ أُجْرِيَتْ بِحِكْمَةِ ٱلْمُطَّلِعِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
”سَقَطَ آدَمُ كَيْ يَنْبَثِقَ لِلنَّاسِ وُجُودٌ؛ وَوُجِدَ ٱلنَّاسُ لِيَسْعَدُوا.“
أرسل الآب السماوي ملائكة والروح القدس لإطلاع آدم وحوّاء على خطّة الخلاص. أمّا النقطة الأساسيّة في خطّة أبينا فهي كفّارة يسوع المسيح التي تسمح لأبناء الآب السماوي بالتغلُّب على عواقب السقوط والتمتّع بالسعادة في هذه الحياة وفي الحياة الأبديّة.
حياتك على الأرض
نتيجة للسقوط، أنت منفصل عن حضرة الله جسديّاً وروحيّاً. يشكّل هذا الانفصال جزءاً من الخطّة التي وضعها الله لأبنائه. إذ يهدف تركك حضرته للقدوم إلى الأرض إلى الحصول على جسد واكتساب خبرة وتعلُّم القيام بالخيارات الصائبة.
إنّ العديد من نواحي الحياة يجلب السعادة والبعض الآخر يجلب الحزن. تساعدك هذه الاختبارات على تعلّم التمييز بين الخير والشرّ والقيام بالخيارات الصحيحة. يلهمك الله لفعل الخير واتباعه، أمّا الشيطان فيحثّك على تجاهل الله وارتكاب الخطايا. (الخطيئة هي اختيار المرء عن قصد القيام بأمور خاطئة أو عدم القيام بأمور صالحة.) عندما تختار اتّباع الله وحفظ وصاياه، تتعزّز حكمتك وقوّة شخصيّتك. فتستطيع اختبار السعادة حتى في المحن ومواجهة تحدّيات الحياة بروح من السلام.
لقد قمتَ بالعديد من الخيارات الجيّدة في حياتك ولكنّك قمتَ أيضاً ببعض الخيارات السيّئة. عندما تقوم بخيارات صعبة وترتكب الخطايا، تفصل نفسك إلى حدّ ما عن الله. تسمّي النصوص المقدّسة هذا الانفصال الموت الروحي. إضافة إلى فصلك عن الله، تسبّب الخطيئة الشعور بالذنب والعار. لا يمكنك التغلّب على الخطيئة وعواقبها بمفردك.
كفّارة يسوع المسيح
بما أنّ الآب السماوي يحبّك، أرسل ابنه يسوع المسيح ليدفع ثمن خطايانا. يشكّل دفع هذا الثمن جزءاً من كفّارة يسوع المسيح. لقد تألّم يسوع المسيح طوعاً من أجل خطايانا، وآلامنا وأمراضنا وأحزاننا. وبفضل نعمته ورحمته، يمكن أن يساعدك في محنك ويريحك من الذنب والعار اللذين ينتجان عن خطاياك.
عندما دفع يسوع ثمن خطايانا، لم يُزل قدرتك على الاختيار أو مسؤوليّتك الشخصيّة—فهو لن ينقّيك من الخطايا رغماً عنك. بغية الحصول على مساعدته وقوّته، عليك أن تؤمن به وتتوب وتتعمّد وتتسلّم الروح القدس وتختار اتّباع تعاليمه لبقيّة حياتك. عندما تتّكل على الكفّارة، ستشعر بمحبّة الله الذي سيساعدك على تحمُّل محنك. وستختبر السعادة والسلام والعزاء. إذ يمكن تصحيح كلّ ما يبدو غير منصف في هذه الحياة من خلال كفّارة يسوع المسيح ورحمة الآب السماوي ومحبّته. تشكّل الكفّارة النقطة الأساسيّة في خطّة الخلاص.