١ وَلَمْ تَكُنْ هُناكَ نَفْسٌ حَيَّةٌ بَيْنَ كُلِّ النّافِيّينَ لَدَيْها أَدْنى شَكٍّ في كَلامِ جَميعِ الْأَنْبِياءِ الْقِدّيسينَ الَّذينَ قَدْ تَكَلَّموا؛ لِأَنَّ النّافِيّينَ كانوا يَعْلَمونَ أَنَّهُ لا مَفَرَّ مِنْ تَحَقُّقِهِ.

٢ وَعَرَفوا بِسَبَبِ الْعَلاماتِ الْكَثيرَةِ الَّتي ظَهَرَتْ أَنَّ الْمَسيحَ حَقًّا قَدْ أَتى وَفْقًا لِكَلامِ الْأَنْبِياءِ؛ وَعَرَفوا أَنَّهُ لا بُدَّ لِكُلِّ الْأُمورِ أَنْ تَتَحَقَّقَ وَفْقًا لِما قيلَ، بِسَبَبِ الْأُمورِ الَّتي قَدْ حَدَثَتْ بِالْفِعْلِ.

٣ لِذٰلِكَ تَرَكوا جَميعَ خَطاياهُمْ وَرَجاساتِهِمْ وَزِناهُمْ، وَخَدَموا اللّٰهَ بِكُلِّ إِخْلاصٍ لَيْلًا وَنَهارًا.

٤ وَبَعْدَ أَنْ أَسَروا جَميعَ اللُّصوصِ، وَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلّا وَتَعَرَّضَ لِلْقَتْلِ، طَرَحوهُمْ في السِّجْنِ وَبَشَّروهُمْ بِكَلِمَةِ اللّٰهِ؛ وَتَمَّ إِطْلاقُ سَراحِ كُلِّ مَنْ تابوا عَنْ خَطاياهُمْ وَقَطَعوا عَهْدًا بِأَنَّهُمْ لَنْ يَعودوا إِلى الْقَتْلِ بَعْدَ ذٰلِكَ.

٥ أَمّا الَّذينَ لَمْ يَقْطَعوا الْعَهْدَ وَظَلّوا يُضْمِرونَ الْقَتْلَ سِرًّا في قُلوبِهِمْ، أَجَلْ، كُلُّ مَنْ وَجَدوهُمْ يَتَفَوَّهونَ بِتَهْديداتٍ ضِدَّ إِخْوَتِهِمْ، فَقَدْ أُدينوا وَنالوا الْعِقابَ وَفْقًا لِلْقانونِ.

٦ وَهٰكَذا وَضَعوا حَدًّا لِكُلِّ تِلْكَ الِائْتِلافاتِ الشِّرّيرَةِ وَالسِّرِّيَّةِ وَالْبَغيضَةِ الَّتي ارْتُكِبَ فيها الْكَثيرُ مِنَ الشُّرورِ وَجَرائِمُ الْقَتْلِ.

٧ وَهٰكَذا مَضَتِ السَّنَةُ الثّانِيَةُ وَالْعِشْرونَ وَكَذٰلِكَ السَّنَةُ الثّالِثَةُ وَالْعِشْرونَ وَالسَّنَةُ الرّابِعَةُ وَالْعِشْرونَ وَالْخامِسَةُ وَالْعِشْرونَ؛ وَهٰكَذا مَضَتْ خَمْسٌ وَعِشْرونَ سَنَةً.

٨ وَقَدْ حَدَثَتْ أُمورٌ عَديدَةٌ عَظيمَةٌ وَمُدْهِشَةٌ في نَظَرِ الْبَعْضِ، وَمَعَ ذٰلِكَ فَإِنَّهُ لا يُمْكِنُ كِتابَتُها جَميعًا في هٰذا الْكِتابِ؛ أَجَلْ، لا يُمْكِنُ لِهٰذا الْكِتابِ أَنْ يَحْتَوِيَ حَتّى عَلى جُزْءٍ مِنْ مِئَةٍ مِمّا حَدَثَ لِهٰذا الْعَدَدِ الْكَبيرِ مِنَ النّاسِ خِلالَ مُدَّةِ خَمْسٍ وَعِشْرينَ سَنَةً؛

٩ لٰكِنَّ هُناكَ سِجِلّاتٍ تَحْتَوي عَلى جَميعِ أَحْداثِ هٰذا الشَّعْبِ؛ وَأَعْطانا نافي سِجِلًّا أَقْصَرَ، وَلٰكِنَّهُ حَقٌّ.

١٠ لِذٰلِكَ قُمْتُ بِتَدْوينِ هٰذِهِ الْأُمورِ وَفْقًا لِسِجِلِّ نافي الَّذي نُقِشَ عَلى الْأَلْواحِ الَّتي كانَتْ تُسَمّى أَلْواحَ نافي.

١١ وَها أَنا أَقومُ بِتَدوينِ هٰذا السِّجِلِّ عَلى أَلْواحٍ صَنَعْتُها بِيَدَيَّ.

١٢ وَاسْمي هُوَ مورْمونُ، عَلى اسْمِ أَرْضِ مورْمونَ، وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتي أَسَّسَ فيها أَلْما الْكَنيسَةَ بَيْنَ النّاسِ، أَجَلِ، الْكَنيسَةَ الْأولى الَّتي أُسِّسَتْ بَيْنَهُمْ بَعْدَ ارْتِدادِهِمْ.

١٣ إِنَّني تِلْميذٌ لِيَسوعَ الْمَسيحِ ابْنِ اللّٰهِ. وَقَدْ دَعاني لِأُعْلِنَ كَلِمَتَهُ لِأَبْناءِ شَعْبِهِ لِيَنالوا الْحَياةَ الْأَبَدِيَّةَ.

١٤ وَقَدْ أَصْبَحَ مِنَ الضَّرورِيِّ، وَفْقًا لِإِرادَةِ اللّٰهِ، بِأَنْ أَقومَ بِتَدْوينِ سِجِلٍّ بِالْأُمورِ الَّتي حَدَثَتْ كَيْ تَتَحَقَّقَ صَلَواتُ الَّذينَ مَضَوْا، وَالَّذينَ كانوا قِدّيسينَ، وَفْقًا لِإيمانِهِمْ–

١٥ أَجَلْ، سِجِلٍّ صَغيرٍ لِلْأَحْداثِ الَّتي وَقَعَتْ مُنْذُ مُغادَرَةِ لاحي لِأورُشَليمَ حَتّى الْوَقْتِ الْحاضِرِ.

١٦ لِذٰلِكَ فَإِنّي أُدَوِّنُ سِجِلّي اسْتِنادًا إِلى السِّجِلّاتِ الَّتي قَدَّمَها مَنْ كانوا مِنْ قَبْلي حَتّى بِدايَةِ زَماني؛

١٧ وَبَعْدَ ذٰلِكَ أُدَوِّنُ سِجِلًّا لِلْأُمورِ الَّتي شاهَدْتُها بِعَيْنَيَّ.

١٨ وَأَنا أَعْلَمُ أَنَّ السِّجِلَّ الَّذي أُدَوِّنُهُ هُوَ سِجِلٌّ عَدْلٌ وَحَقٌّ؛ وَمَعَ ذٰلِكَ فَإِنَّ هُناكَ الْكَثيرَ مِنَ الْأُمورِ الَّتي لا يُمْكِنُ كِتابَتُها بِسَبَبِ لُغَتِنا.

١٩ وَالْآنَ أُنْهي كَلامي الَّذي هُوَ عَنْ نَفْسي، وَأُواصِلُ تَقْديمَ رِوايَتي عَنِ الْأُمورِ الَّتي سَبَقَتْني.

٢٠ أَنا مورْمونُ، وَإِنَّني مِنْ نَسْلِ لاحي مُباشَرَةً. وَعِنْدي مِنَ الْأَسْبابِ ما يَجْعَلُني أُبارِكُ إِلٰهي وَمُخَلِّصي يَسوعَ الْمَسيحِ لِأَنَّهُ أَخْرَجَ آباءَنا مِنْ أَرْضِ أورُشَليمَ، (وَلَمْ يَعْلَمْ أَحَدٌ بِذٰلِكَ إِلّا هُوَ وَمَنْ أَخْرَجَهُمْ مِنْ تِلْكَ الْأَرْضِ) وَلِأَنَّهُ مَنَحَني أَنا وَشَعْبي الْكَثيرَ مِنَ الْمَعْرِفَةِ الَّتي تَقودُ نُفوسَنا إِلى الْخَلاصِ.

٢١ حَقًّا، قَدْ بارَكَ بَيْتَ يَعْقوبَ، وَكانَ رَحيمًا مَعَ نَسْلِ يوسُفَ.

٢٢ وَطالَما كانَ أَبْناءُ لاحي يَحْفَظونَ وَصاياهُ، كانَ يُبارِكُِهُمْ وَيَجْعَلُهُمْ يَزْدَهِرونَ وَفْقًا لِقَوْلِهِ.

٢٣ أَجَلْ، وَهُوَ حَقًّا سَيَقودُ بَقِيَّةً مِنْ نَسْلِ يوسُفَ مَرَّةً أُخْرى إِلى مَعْرِفَةِ الرَّبِّ إِلٰهِهِمْ.

٢٤ وَأُقْسِمُ بِالرَّبِّ الْحَيِّ أَنَّهُ سَيَجْمَعُ مِنْ جِهاتِ الْأَرْضِ الْأَرْبَعِ كُلَّ بَقِيَّةِ نَسْلِ يَعْقوبَ الْمُشَتَّتَةِ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ.

٢٥ وَلِأَنَّهُ تَعاهَدَ مَعَ كُلِّ بَني يَعْقوبَ، فَإِنَّ الْعَهْدَ الَّذي قَطَعَهُ مَعَهُمْ سَيَتَحَقَّقُ، وَذٰلِكَ في وَقْتِهِ، حَتّى يَتَذَكَّرَ نَسْلُ يَعْقوبَ الْعَهْدَ الَّذي قَطَعَهُ مَعَهُمْ.

٢٦ وَعِنْدَئِذٍ سَيَعْرِفونَ فادِيَهُمُ الَّذي هُوَ يَسوعُ الْمَسيحُ ابْنُ اللّٰهِ؛ وَعِنْدَئِذٍ سَيُجْمَعونَ مِنْ أَرْكانِ الْأَرْضِ الْأَرْبَعَةِ إِلى أَراضيهِمِ الَّتي شُتِّتوا مِنْها؛ أَجَلْ، أُقْسِمُ بِالرَّبِّ الْحَيِّ أَنَّ ذٰلِكَ سَيَتِمُّ. آمينَ.