١ وَجاءَ صَوْتٌ سَمِعَهُ جَميعُ النّاسِ في كُلِّ أَنْحاءِ هٰذِهِ الْأَرْضِ، صارِخًا:

٢ وَيْلٌ وَيْلٌ وَيْلٌ لِهٰذا الشَّعْبِ؛ وَيْلٌ لِساكِني الْأَرْضِ كُلِّها ما لَمْ يَتوبوا؛ لِأَنَّ إِبْليسَ يَضْحَكُ وَمَلائِكَتُهُ يَبْتَهِجونَ بِسَبَبِ الْقَتْلى مِنْ أَبْناءِ شَعْبي الْحِسانِ وَبَناتِ شَعْبي الْجَميلاتِ؛ وَقَدْ سَقَطوا بِسَبَبِ إِثْمِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ!

٣ لَقَدْ أَحْرَقْتُ مَدينَةَ زَرَحِمْلَةَ الْعَظيمَةَ وَمَنْ فيها بِالنّارِ.

٤ وَها إِنّي جَعَلْتُ مَدينَةَ موروني الْعَظيمَةَ تَغْرَقُ في أَعْماقِ الْبَحْرِ هِيَ وَمَنْ فيها.

٥ وَمَدينَةُ مورونيحَةَ الْعَظيمَةُ قَدْ غَطَّيْتُها بِالتُّرابِ هِيَ وَسُكّانَها، لِأُخْفِيَ آثامَهُمْ وَرَجاساتِهِمْ مِنْ أَمامِ وَجْهي، حَتّى لا تَشْهَدَ عَلَيْهِمْ أَمامي بَعْدَ الْآنَ دِماءُ الْأَنْبِياءِ وَالْقِدّيسينَ.

٦ وَقَدْ جَعَلْتُ مَدينَةَ جِلْجالَ تَغْرَقُ وَيُدْفَنُ مَنْ فيها في أَعْماقِ الْأَرْضِ؛

٧ أَجَلْ، وَمَدينَةُ أونيحَةَ وَمَنْ فيها، وَمَدينَةُ موكومَ وَمَنْ فيها، وَمَدينَةُ أورُشَليمَ وَمَنْ فيها؛ وَجَعَلْتُ الْمِياهَ تَحِلُّ مَحَلَّها لِتَحْجُبَ شُرورَهُمْ وَرَجاساتِهِمْ مِنْ أَمامِ وَجْهي، كَيْ لا تَشْهَدَ عَلَيْهِمْ دِماءُ الْأَنْبِياءِ وَالْقِدّيسينَ فيما بَعْدُ.

٨ وَمَدينَةُ جادِيانْدي وَمَدينَةُ جادِيومْنَةَ وَمَدينَةُ يَعْقوبَ وَمَدينَةُ جِمْجيمْنو، هٰذِهِ كُلُّها جَعَلْتُها تَغْرَقُ وَوَضَعْتُ تِلالًا وَوِدْيانًا في مَكانِها؛ وَقَدْ دَفَنْتُ سُكّانَها في أَعْماقِ الْأَرْضِ لِأَحْجُبَ شُرورَهُمْ وَرَجاساتِهِمْ مِنْ أَمامِ وَجْهي، كَيْ لا تَشْهَدَ عَلَيْهِمْ دِماءُ الْأَنْبِياءِ وَالْقِدّيسينَ فيما بَعْدُ.

٩ وَمَدينَةُ يَعْقوبوغاثَ، الَّتي كانَ يَسْكُنُها قَوْمُ الْمَلِكِ يَعْقوبَ، جَعَلْتُها تَحْتَرِقُ بِالنّارِ بِسَبَبِ خَطاياهُمْ وَشُرورِهِمِ الَّتي كانَتْ تَفوقُ ما كانَ عَلى الْأَرْضِ كُلِّها مِنْ شَرٍّ، بِسَبَبِ ارْتِكابِهِمْ جَرائِمَ الْقَتْلِ وَائْتِلافاتِهِمِ السِّرِّيَّةِ؛ لِأَنَّهُمْ هُمُ الَّذينَ دَمَّروا سَلامَ شَعْبي وَحُكومَةَ الْبِلادِ؛ لِذٰلِكَ جَعَلْتُهُمْ يَحْتَرِقونَ لِأُبيدَهُمْ مِنْ أَمامِ وَجْهي، كَيْ لا تَشْهَدَ عَلَيْهِمْ دِماءُ الْأَنْبِياءِ وَالْقِدّيسينَ فيما بَعْدُ.

١٠ وَمَدينَةُ لامانَ وَمَدينَةُ جوشَ وَمَدينَةُ جادَ وَمَدينَةُ كيشْكومِنَ جَعَلْتُها جَميعًا تَحْتَرِقُ بِالنّارِ، هِيَ وَمَنْ فيها، بِسَبَبِ شَرِّهِمْ حَيْثُ طَرَدوا الْأَنْبِياءَ وَرَجَموا الَّذينَ أَرْسَلْتُهُمْ لِأُخْبِرَهُمْ بِشُرورِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ.

١١ وَلِأَنَّهُمْ طَرَدوهُمْ جَميعًا وَلَمْ يَكُنْ فيهِمْ أَبْرارٌ، أَنْزَلْتُ عَلَيْهِمِ النّارَ وَأَهْلَكْتُهُمْ كَيْ أَحْجُبَ شُرورَهُمْ وَرَجاساتِهِمْ مِنْ أَمامِ وَجْهي، كَيْ لا تَصْرُخَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْأَرْضِ دِماءُ الْأَنْبِياءِ وَالْقِدّيسينَ الَّذينَ أَرْسَلْتُهُمْ إِلَيْهِمْ.

١٢ وَقَدْ جَعَلْتُ هَلاكًا عَظيمًا يَحِلُّ عَلى هٰذِهِ الْأَرْضِ وَعَلى أَبْناءِ هٰذا الشَّعْبِ بِسَبَبِ شُرورِهِمْ وَرَجاساتِهِمْ.

١٣ يا جَميعَ الَّذينَ نَجَّيْتُكُمْ لِأَنَّني وَجَدْتُ فيكُمْ بِرًّا أَكْثَرَ مِنْهُمْ، أَفَلا تَرْجِعونَ إِلَيَّ الآنَ وَتَتوبونَ عَنْ خَطاياكُمْ وَتَهْتَدونَ إِلَيَّ كَيْ أَشْفِيَكُمْ؟

١٤ أَجَلِ، الْحَقَّ أَقولُ لَكُمْ، إِنْ جِئْتُمْ إِلَيَّ فَسَتَكونُ لَكُمْ حَياةٌ أَبَدِيَّةٌ. إِنَّ ذِراعَ رَحْمَتي مَمْدودَةٌ نَحْوَكُمْ وَكُلُّ مَنْ سَيَأْتي سَأَقْبِلُهُ؛ وَطوبى لِلَّذينَ يَأْتونَ إِلَيَّ.

١٥ إِنَّني يَسوعُ الْمَسيحُ ابْنُ اللّٰهِ. لَقَدْ خَلَقْتُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَكُلَّ ما فيهِما. لَقَدْ كُنْتُ مَعَ الْآبِ مُنْذُ الْبَدْءِ. أَنا في الْآبِ، وَالْآبُ فِيَّ؛ وَفِيَّ قَدْ مَجَّدَ الْآبُ اسْمَهُ.

١٦ أَتَيْتُ إِلى خاصَّتي وَخاصَّتي لَمْ تَقْبِلْني. وَقَدْ تَحَقَّقَتْ نُبوءاتُ النُّصوصِ الْمُقَدَّسَةِ عَنْ مَجيئي.

١٧ وَكُلُّ الَّذينَ قَبِلوني فَقَدْ وَهَبْتُهُمْ أَنْ يَصيروا أَبْناءَ اللّٰهِ؛ وَكَذٰلِكَ سَأَفْعَلُ لِجَميعِ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِاسْمي فَإِنَّ الْفِداءَ يَأْتي بي، وبي تَتِمُّ شَريعَةُ موسى.

١٨ أَنا نورُ الْعالَمِ وَحَياتُهُ. أَنا الْأَلِفُ وَالْياءُ، الْبِدايَةُ وَالنِّهايَةُ.

١٩ لا تَسْفِكوا دَمًّا كَتَقْدِمَةٍ لي بَعْدَ الْآنَ؛ أَجَلْ، كُفّوا عَنْ تَقْديمِ الذَّبائِحِ وَالْمُحْرَقاتِ، فَإِنَّني لَنْ أَقْبَلَ أَيًّا مِنْ ذَبائِحِكُمْ وَمُحْرَقاتِكُمْ.

٢٠ وَسَتُقَدِّمونَ قَلْبًا مُنْكَسِرًا وَنَفْسًا نادِمَةً كَذَبيحَةٍ لي. وَكُلُّ مَنْ يَأْتي إِلَيَّ بِقَلْبٍ مُنْكَسِرٍ وَنَفْسٍ نادِمَةٍ فَسَأُعَمِّدُهُ بالنّارِ وَالرّوحِ الْقُدُسِ كَما اعْتَمَدَ اللّامانِيّونَ بِالنّارِ وَبِالرّوحِ الْقُدُسِ بِسَبَبِ إيمانِهِمْ بي عِنْدَ اهْتِدائِهِمْ وَلَمْ يَعْرِفوا ذٰلِكَ.

٢١ لَقَدْ أَتَيْتُ إِلى الْعالَمِ لِأَجْلِبَ فِداءً لِلْعالَمِ وَأُخَلِّصَ الْعالَمَ مِنَ الْخَطيئَةِ.

٢٢ لِذٰلِكَ فَمَنْ يَتوبُ وَيَأْتي إِلَيَّ مِثْلَ الطِّفْلِ الصَّغيرِ فَإِنَّني أَقْبَلُهُ، لِأَنَّ لِمِثْلِ هٰؤُلاءِ مَلَكوتَ اللّٰهِ. وَلِمِثْلِ هٰؤُلاءِ بَذَلْتُ حَياتي ثُمَّ اسْتَرْدَدْتُها؛ فَتوبوا وَتَعالَوْا إِلَيَّ يا أَقاصِيَ الْأَرْضِ، فَتَخْلُصونَ.