أقبلوا، انضموا إلينا
بغض النظر عن أحوالكم، تاريخكم الشخصي، أو قوة شهادتكم، فإن هُناك مكان لكم في هذه الكنيسة.
مرةً كان هناك رجلٌ حلم بأنه في قاعةٍ كبيرة حيث اجتمع ممثّلي كل أديان العالم. أدرك بأن هناك معلومات عن كل ديانة بدت مرغوبة وقيّمة.
قابل زوجين لطيفين مَثَّلا كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وسألهما، “ما الذي أنتم تطلبوه من أعضاءكم؟“
“نحن لا نطلب أي شيء،“ أجابا. “لكن الرب يطلب بأن نُكرّس كل ما لدينا.“
استرسل الزوجان في الشرح عن دعوات الكنيسة، التدريس المنزلي والزيارة المنزلية، البعثات التبشيرية المتفرّغة، الأُمسيات العائلية المنزلية الأُسبوعية، عمل الهيكل، الإعانة والخدمات الإنسانية، وفروض التدريس.
“هل تدفعون لشعبكم على كافة الأعمال التي يقومون بها؟“ سأل الرجل.
“كلا،“ شرح الزوجان. “الأعضاء يتبرّعون بوقتهم من دون مُقابل.“
“أيضاً،“ تابع الزوجان، “كل ستة أشهر، يقضي الأعضاء عطلتهم الأسبوعية إما في حضور المؤتمر العام أو مُشاهدته لمدة عشر ساعات على التلفاز.“
“عشرُ ساعاتٍ يقضيها الناس في إلقاء الخُطب؟“ تساءل الرجل.
“ماذا عن اجتماعات كنيستكم الأسبوعية؟ كم مُدّتها؟“
“ثلاثُ ساعات، كُل يوم أحد!“
“آه،“ قال الرجل. “هل يقوم أعضاء كنيستك بالفعل بعمل كُل ما قُلته؟“
“ذلك وأكثر. لم نذكر حتى بعد البحث في تاريخ العائلة، مُخيّمات الشبيبة، حلقات الدرس الدينية، دراسة النصوص المُقدّسة، اجتماعات التدريب على القيادة، نشاطات الشبيبة، الندوات الدينية في الصباح المُبكّر، التطوّع للمساهمة في صيانة مباني الكنيسة، وبالطبع هناك قانون الرب الخاص بالصحة، الصيام الشهري لمساعدة الفُقراء، والعُشور.“
قال الرجل، “أنا مُشوّشٌ قليلاً. لماذا يرغب أيُ أحدٍ في الانضمام إلى مثل تلك الكنيسة؟“
ابتسم الزوجان وقالا، “لقد كنّا نأمل في أن تطرح هذا السؤال.“
لماذا يرغب أي أحدٍ في الانضمام إلى مثل تلك الكنيسة؟
في الوقت الذي تختبر فيه العديد من الكنائس في كافة أنحاء العالم تناقصاً هائلاً في العدد، إلا أن كنيسة يسوع المسيح — وبالرغم من صغرها بالمقارنة مع غيرها من الكنائس الكثيرة — من أسرع الكنائس نمواً في العالم. اعتباراً من شهر ديسمبر لعام ٢٠١٣ يوجد في الكنيسة أكثر من ١٥ مليون عُضوا حول العالم.
هناك العديد من الأسباب لذلك، لكن هل بوسعي أن أذكر بعضاً منها؟
كنيسة المُخلّص
أولاً، هذه الكنيسة استعيدت في يومنا من قِبَلِ يسوع المسيح نفسه. هنا ستعثرون على السلطة لأن تعملوا باسمه — لأن تتعمّدوا لأجل مغفرة الخطايا، تمنحوا هبة الروح القدس، وتربطوا على الأرض وفي السماء.١
أولئك ممن ينضمون إلي الكنيسة يفعلون ذلك لأنهم يحبّون المخلّص يسوع المسيح ويتمنون أن يتبعوه. فهم يبتهجون في المعرفة بأن الله يتحدّث إلى البشر مرة أخرى. عندما يتسلّمون مراسيم الكهنوت ويقطعون العهود مع الله، يُمكنهم أن يشعروا بقوته في حياتهم.٢ عندما يدخلون الهيكل المُقدّس، يشعرون بحضرته. عندما يقرءون النصوص المقدّسة٣ ويعيشون بحسب تعاليم أنبيائه، يتقرّبون بذلك من المُخلّص الذي يُحبّونه لدرجة كبيرة.
الإيمان النشط
سببٌ آخر وهو أن الكنيسة تُهيئ الفرص لفعل الخير.
الإيمان بالله جديرٌ بالثناء، لكن مُعظم الناس يقومون بما هو أكثر من الاستماع إلى الخُطب المُلهمة أو الحُلم بمنزلهم السماوي في الأعالي.4 هم يريدون أن يضعوا إيمانهم محط التنفيذ. يريدون أن يُشمّروا عن سواعدهم ويُصبحوا جزءاً من هذه القضية العظيمة.
وهذا ما يحدث عندما ينضمون إلينا ــ لديهم العديد من الفرص لأن يُوجهوا مواهبهم، شفقتهم، ووقتهم في أعمال الخير. ولأنه لا يوجد بين جموعنا على النطاق العالمي رجالُ دين محليين مدفوع لهم، فإن أعضائنا يؤدون أعمال الخدمة بأنفسهم. هُم يُدعون بالإلهام. في بعض الأحيان نتطوع؛ في بعض الأحيان يتم إيكال المهمات لنا. لا نتطلع إلى المهمات الموكلة إلينا على أنها أعباء ولكن على أنها فُرصٌ لإنجاز عهودنا التي نبرمها ببهجة لأن نخدم الله وأبنائه.
البركات القيّمة
سبب ثالثٌ لأجله ينضم الناس إلى الكنيسة وهو لأن السير على طريق التلمذة يقود إلى تسلّم بركات ثمينة.
نحن ننظرُ إلى المعمودية على أنها نُقطة البداية في رحلتنا إلى التلمذة. مشينا اليومي إلى جانب يسوع المسيح يقودنا إلى السلام في هذه الحياة والبهجة العميقة والخلاص الأبدي في العالم الآتي.
أولئك ممن يتبعون هذا الطريق بإخلاص سيتجنّبون كثير من المخاطر، الأسى، والندم. في الحياة.
المساكين بالروح وذوي القلب الصادق سيجدون كنوزاً عظيمةً من المعرفة هُنا.
أولئك ممن يُعانون أو يحزنون سيعثرون على الشفاء هنا.
أولئك المثقّلون من الخطيئة سيعثرون على المغفرة، الحرية، والراحة.
إلى من يتركون
البحث عن الحقيقة قاد الملايين من الناس إلى كنيسة يسوع المسيح. على الرغم من ذلك، إلا أن هُناك البعض ممن يتركون الكنيسة التي أحبّوها مرةً.
قد يسأل أحدنا، “إذا كان الإنجيل رائعاً جداً، لما يرغب أي أَحَدٍ في تركه؟“
في بعض الأحيان نعتقد لأنهم أهينوا أو كسولين أو خُطاة. في الواقع، الأمر ليس بمثل تلك البساطة. في الحقيقة، لا يوجد سبب واحد ينطبق على العديد من الحالات.
بعضٌ من أعضائنا الأعزاء يُعانون لسنوات مُتسائلين فيما إذا كان عليهم أن يفصلوا أنفسهم عن الكنيسة.
في هذه الكنيسة التي تُكرم الحُرية الشخصية بقوة؛ في هذه الكنيسة، التي استعيدت من قبل شابٍ كانت لديه أسئلة وسعى لأجل أن يتسلّم الإجابات، نحترم أولئك الذين يسعون بصدق لأجل الوصول إلى الحقيقة. قد نشعر بالحزن عندما تأخذهم رحلتهم بعيداً عن الكنيسة والحقيقة التي عثرنا عليها، لكننا نحترم حرّيتهم لأن يعبدوا الله القوي بحسب ما يُمليه ضميرهم عليهم.٥
أسئلة من دون أجوبة
البعض يُعانون بسبب الأسئلة التي ليس لها أجوبة عن الأمور التي حدثت أو قُيلت في الماضي. نحن وبصراحة نعترف بأنه على مر ٢٠٠ عام من تاريخ الكنيسة — وإلى جانب سلسلة من الأحداث المُلهمة، المُبجلة، والمُحَفِزَةِ على الإيمان — كان هناك بعض من الأمور التي قُيلت وفُعلت والتي دفعت الناس لأن يتساءلوا.
بعض الأسئلة تُطرح لأننا وببساطة لا نمتلك كافة المعلومات ولأننا نحتاج إلى قليل من الصبر. عندما تتم معرفة الحقيقة بأكملها، فإن الأمور التي لم يكن لها معنى مُسبقاً سيتم حلّها بما يُرضينا.
في بعض الأحيان هناك رأي مُختلف حول ما تعنيه “الحقائق.“ السؤال الذي قد يخلق الشك في عقول البعض، يمكنه، وبعد تحرّيات، دقيقة، أن يبني إيمانهم في الآخرين.
أخطاء الناس غير الكاملين
ولكي، أكون صريحاً على نحو مفتوح، هناك أوقاتٌ يرتكب فيها الأعضاء أو القادة في الكنيسة الأخطاء.
أنا أعتقد بأن الكنيسة ستكون كاملة ومثالية فقط لو كانت تُقاد من قِبَلِ أُناسٍ مثاليين وكاملين. الله كامل ومثالي، وتعليمه نقي. لكنه يعمل من خلالنا نحن — أبنائُه غير الكاملين — والناس غير الكاملين يرتكبون الأخطاء.
في صفحة عنوان كتاب مورمون نقرأ، “وَالْآنَ إِنْ وُجِدَتْ بَعْضُ الْأَخْطَاءِ فَهِيَ أَخْطَاءُ الْبَشَرِ؛ وَلهٰذَا السَّبَبِ لَا تَدِينُوا أُمُورَ الله، حَتَّى تُوجَدُوا بِلَا لَوْمٍ أَمَامَ كُرْسِيِّ حُكْمِ الْمَسِيحِ.“٦
لقد كان الأمر كذلك دائما وسيبقى إلى أن يأتي اليوم المثالي والكامل عندما يحكم المسيح شخصياً على الأرض.
إنه لمن سوء الحظ بأن أحدهم تعثر بسبب الأخطاء التي ارتكبها البشر. لكن وحتى بوجود مثل تلك الأخطاء، فإن الحقيقة الأبدية للإنجيل المُستعاد وكنيسة يسوع المسيح لم تُلوّث، تتلاشي، أو تُحطّم.
كرسول للرب يسوع المسيح وكشخص شهد مُباشرة مجالس وأعمال الكنيسة، أدلي بشهادة راسخة: “بأن كُل القرارات الهامة التي تؤثّر على هذه الكنيسة أو شعبها لا تؤخذ من دون السعي الجاد للحصول على الإلهام، الإرشاد، وعلى مُصادقة واستحسان الأب الأبدي. هذه هي كنيسة يسوع المسيح. الله لن يسمح لكنيسته بأن تحيد عن السبيل المرسوم أو تفشل في أن تُحقّق مصيرها الإلهي.
هناك مُتسع لكم
إلى كل من فَصلوا أنفسهم عن الكنيسة، أقول لكم، يا أصدقائي الأعزاء، أن هُنا مكان لكم.
أقبلوا وأضيفوا مواهبكم، هباتكم، وطاقاتكم إلى مواهبنا وطاقاتنا. سنُصبح جميعا نتيجةً لذلك أفضل.
قد يسأل البعض، “لكن ماذا عن شكوكي؟“
إنه لمن الطبيعي أن يكون لدينا مثل هذه الأسئلة — بذرة الاستعلام الصادقة نمت واكتملت إلى أن أصبحت شجرةً كبيرةً من الفهم. هناك القليل من أعضاء الكنيسة الذين، في وقت أو في آخر، لم يطرحوا مثل تلك الأسئلة الجدّية أو الحساسة. واحدة من أهداف الكنيسة هي تنمية وحصد بذرة الإيمان — حتى وإن زُرِعَت في بعض الأحيان في تُربَةٍ رمليةٍ مُقفرَةٍ من الشكّ والريبة.٧
فلذلك، يا أخوتي وأخواتي — يا أصدقائي الأعزاء — ارجوكم أن تشكّوا في شكوككم قبل أن تشكّوا في إيمانكم.٨ لا يجب أن نسمح للشكّ بأن يجعلنا سُجناء ويمنعنا من تسلّم الحّب الإلهي، السلام، والهبات القيّمة التي تأتي عن طريق الإيمان بالرب يسوع المسيح.
قد يقول البعض، “أنا فقط غير قادر على الاندماج معكم في الكنيسة.“
إذا كُنتم قادرين على النظر إلى الأمور بقلوبنا ربما ستكتشفون بأنكم قادرين على الاندماج في الكنيسة أكثر مما تتصوّرون. قد تُفاجئون عندما تكتشفون بأن لدينا حنين ومعاناة وآمال مماثلة لما لديكم. خلفيتكم وتنشئتكم قد تبدو مختلفة عما تلاحظونه لدى الكثيرين من قديسي الأيام الأخيرة، لكن قد يكون ذلك بركة. يا أخوتي وأخواتي، يا أصدقائي الأعزاء، نحن نحتاج إلى مواهبكم ووجهة نظركم الفريدة. التنوّع في الأفراد والجماعات في كافة أرجاء المعمورة هو مصدر قوة هذه الكنيسة.
قد يقول البعض، “أنا لا أعتقد أنه بإمكاني أن أحيا بحسب معاييركم.“
هذا سبب قوي يجب أن يدفعكم لأن تأتوا! الكنيسة مُصممة لكي تُشَذِبَ غير الكاملين، ومن يعانون، والمراهقين. إنها مليئةٌ بالناس الذين يرغبون من كل قلوبهم بأن يحفظوا الوصايا، حتى وإن لم يتمكّنوا من الإبقاء عليها على نحو كامل بعد.
قد يقول البعض، “أنا أعرف عضواً من كنيستك وهو مُنافق. لن أنضم أبداً إلى كنيسة يوجد شخصٌ مثله فيها كعُضوٌ.“
إذا عَرَفتُم الشخص المُنافق على أنه شخص يعجز عن أن يحيا بحسب ما يؤمن أو تؤمن هي به، فإننا على هذا الأساس نُعدُ كُلنا مُنافقين. لسنا جميعاً بالضبط مثل المسيح كما نعرف أننا يجب أن نكون. لكننا نرغب بشدّة في أن نتغلّب على أخطائنا ونزعتنا لأن نزني. نحن نتوق من كل قلوبنا ونُفوسنا لأن نُصبح أفضل بمُساعدة كفارة يسوع المسيح.
إذا كانت تلك هي رغبات قلوبكم، إذاً فبغض النظر عن أحوالكم، تاريخكم الشخصي، أو قوة شهادتكم، فإن هُناك مكان لكم في هذه الكنيسة. أقبلوا، انضموا إلينا!
أقبلوا، انضموا إلينا!
بالرغم من ضعفنا البشري، أنا واثق من أنكم ستجدون بين أعضاء هذه الكنيسة الكثير من النفوس الممتازة والمُرهفة والتي هي أفضل ما يُمكن للعالم أن يقدّمه. يبدو بأن كنيسة يسوع المسيح تجتذّب الناس الودودين، الصادقين والكادحين.
إذا توقّعتم بأن تعثروا على أناس كاملين ومثالين هُنا، ستُصابون بخيبة الأمل، لكن إذا سعيتم لأجل أن تتسلّموا التعليم النقي، كلمة الله “التي تشفي النفس الجريحة،“9 والتأثير المُقدِّس للروح القُدس، بعدها ستعثرون عليهم. في هذا الزمن الذي ينعدم فيه الإيمان — في هذا العصر الذي يشعر فيه الكثيرون بأنهم بعيدون عن محبة الله السماوية — هُنا ستعثرون على الناس الذين يتوقون لأن يعرفوا ويتقرّبوا من مُخلّصهم بخدمة الله وأخيهم الإنسان، مثلكم تماماً. أقبلوا، انضموا إلينا!
أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟
لقد ذُكرت بوقت في حياة المُخلّص عندما تخلّى الكثيرون عنه.١٠ سأل يسوع تلامذته الاثني عشر:
“أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟
“فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: يَارَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ.“١١
في كثيرٍ من الأحيان يكون لدينا نفس السؤال الذي نحتاج لأن نتسلّم إجابة عليه. هل سنمضي نحن أيضاً؟ أو هل سنكون مثل بطرس، ونتشبّث بكلمات الحياة الأبدية؟
إذا سعيتم لأجل الحصول على الحقيقة، وعلى طريقة لوضع الإيمان محط التنفيذ؛ إذا كنتم تبحثون عن مكان تنتمون إليه: أقبلوا، انضموا إلينا!
إذا تخلّيتم عن الإيمان الذي اعتنقتموه مرةً: أقبلوا مرة أخرى. انضموا إلينا!
إذا شعرتم بالنزعة إلى الاستسلام: دعونا نبقى لفترة أطول. هُناك مُتسعٌ لكم هُنا.
أناشد كُلُ من يسمعون أو يقرءون هذه الكلمات: أقبلوا، انضموا إلينا، أقبلوا واستمعوا إلى دعوة المسيح الرقيقة. احملوا صليبكم واتبعوه.١٢
أقبلوا، انضموا إلينا! لأنكم ستعثرون هُنا على ما هو أثمن من أي شيء.
أشهد بأنكم ستعثرون هنا على كلمات الحياة الأبدية، الطريق إلى السلام، بركة الفداء الموعودة، والسعادة.
أنا أُصلّى بجدٍ لأن يزرع سعيكم لأجل الحصول على الحقيقة الرغبة في قلبكم لأن تُقبلوا وتنضموا إلينا. باسم يسوع المسيح المقدّس، آمين.