٢٠١٠–٢٠١٩
الى من نذهب؟
تشرين الاول/ أوكتوبر 2016


14:23

إلى من نذهب؟

في النهاية، فانه يجب على كل واحد منا أن يرد على سؤال المخلص: ”أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟”

قبل عدة سنوات، زرت مع عائلتي الأراضي المقدسة. كان أحد ذكرياتي المشرقة من رحلتنا زيارة إلى غرفة العلية في أورشليم، الموقع التقليدي للعشاء الأخير.

عندما وقفنا في ذلك المكان، قرأت لهم من يوحنا 17، حيث تشفع يسوع عند أبيه من أجل تلاميذه:

” مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ … لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. …

”وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ.

لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا.”

لقد تأثرت بعمق أثناء قراءة هذه الكلمات ووجدت نفسي أصلي في ذلك المكان المقدس بأن أكون دائماً واحداً مع عائلتي ومع الآب السماوي ومع إبنه.

علاقاتنا الثمينة مع عائلات وأصدقاء، والرب، وكنيسته المستعادة من بين الأشياء الأكثر أهمية في الحياة. لأن هذه العلاقات هي في غاية الأهمية، يجب أن نحافظ عليها، ونحميها، ونرعاها.

حدثت واحدة من أكثر القصص اعتصارا للقلب في الكتب المقدسة عندما ”وجد العديد من تلاميذ [الرب]” أنه من الصعب قبول تعاليمه ومبادئه، و”رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ.

بعدما ترك هؤلاء التلاميذ، التفت يسوع للاثني عشر، وتساءل: ”أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟”

ردَّ بطرس:

”يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ.

”وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ”.

في تلك اللحظة، عندما ركز البعض على ما لا يمكنهم أن يقبلوه، اختار الرسل التركيز على ما آمنوا به وعرفوه، ونتيجة لذلك، ظلّوا مع المسيح.

وفي وقت لاحق، في يوم الخمسين، استلم الاثني عشر عطية الروح القدس. أصبحوا جريئين في شهادتهم للمسيح وبدأوا يفهمون تعاليم يسوع بشكل كامل.

لا فرق اليوم. بالنسبة للبعض، دعوة المسيح للايمان والاستمرار لا تزال صعبة أو من الصعب قبولها. يصارع بعض التلاميذ من أجل فهم سياسة محددة للكنيسة أو تعليم ما. يجد آخرون مخاوف في تاريخنا أو في عيوب بعض الأعضاء والقادة، في الماضي والحاضر. لا يزال البعض الآخر يجد صعوبة في عيش دينٍ يتطلب الكثير. وأخيرا، أصبح البعض ”ضجرين في العمل الصالح.” لهذه الأسباب وغيرها، يتأرجح بعض أعضاء الكنيسة في إيمانهم، متسائلين عما اذا كان ربما ينبغي لهم أن يتبعوا أولئك الذين ”رجعوا الى الوراء، ولم يعودوا يمشوا” مع يسوع.

إذا كان أي واحد منكم يتعثر في إيمانه، أنا أسألك نفس السؤال الذي سأله بطرس: ”الى من نذهب؟” إذا اخترت أن تصبح غير نشيط أو مغادرة الكنيسة المستعادة ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، أين سوف تذهب؟ ماذا سوف تفعل؟ القرار في ”عدم المشي” مع أعضاء الكنيسة والقادة الذين اختارهم الرب سيكون له تأثير على المدى الطويل لا يمكن رؤيته دائما في الوقت الراهن. قد يكون هناك بعض المبادىء، وبعض السياسات، وبعض الشيء من التاريخ الذي يضعك في خلاف مع إيمانك، وقد تشعر بأن السبيل الوحيد لحل هذا الاضطراب الداخلي في الوقت الحالي هو ”عدم المشي” مع القديسين. إذا ما عشت طويلا مثلي، سوف تتوصل لمعرفة أن الأمور لديها وسيلة لحل نفسها. فكرة مستلهمة أو الوحي قد يلقي ضوءا جديدا على القضية. تذكّر، الاستعادة ليست حدثا عابرا، ولكنها لا تزال تتكشَّف.

لا تتخلى أبدا عن الحقائق العظيمة التي كُشفت من خلال النبي جوزيف سميث. لا تتوقف أبدا عن القراءة، والتأمل، وتطبيق تعليم المسيح الوارد في كتاب مورمون.

لا تفشل في منح وقت مماثل للرب من خلال محاولات صادقة لفهم ما كشفه الرب. كما قال صديقي العزيز وزميلي السابق، الشيخ نيل أ. ماكسويل ذات مرة: ”يجب علينا أن لا نفترض .. أنه لمجرد أن شيء غير قابل للتفسير من جهتنا، بأنه غير قابل للتفسير.”

ولذلك قبل القيام بهذا الخيار المحفوف بالمخاطر الروحية بالرحيل، أنا أشجعكم على التوقف والتفكير مليا قبل التخلي عن الشيء الذي جعلكم تحصلون على شهادتكم بالكنيسة المستعادة ليسوع المسيح في المقام الأول. توقف وفكر فيما كنت قد شعرت به هنا ولماذا شعرت به. فكر في الأوقات التي قدم فيها الروح القدس شهادة لك عن الحق الأبدي.

أين سوف تذهب للعثور على الآخرين الذين يشاركون إيمانك في أبوين سماويين محبيّن، اللذين يعلماننا كيفية العودة الى الوجود الأبدي معهما؟

أين سوف تذهب لتتعلم عن المخلص الذي هو أفضل صديق، الذي لم يتألم فقط من أجل خطاياك ولكن تألم أيضا ”آلام وأحزان وتجارب من كل نوع” حتى ”تمتلىء أحشاؤه رحمة، بحسب الجسد، ليعرف حسب الجسد كيف يعين شعبه على ضعفاتهم،” بما في ذلك، على ما أعتقد، ضعف فقدان الايمان؟

أين سوف تذهب لمعرفة المزيد عن مخطط الآب السماوي لسعادتنا الأبدية والسلام، خطة مليئة بالامكانيات العجيبة، والتعاليم، وتوجيه لحياتنا الفانية والأبدية ؟ تذكّر، خطة الخلاص تعطي للحياة الفانيةالمعنى، والغرض، والاتجاه.

أين سوف تذهب لتجد كنيسة منظمة مفصلة وموحى بها من خلالها تتعلم وتتلقى دعم رجال ونساء ملتزمين بشدة في خدمة الرب من خلال خدمتك وعائلتك؟

أين سوف تذهب للعثور على أنبياء ورسل أحياء، مدعويّن من الله ليقدموا لك مصدرا آخر للمشورة، والفهم، والتعزية، والإلهام لمواجهة تحديات عصرنا؟

أين سوف تذهب للعثور على أشخاص يعيشون على مجموعة محددة من القيم والمعايير التي تشاركها وتريد أن توصلها لأطفالك وأحفادك؟

وأين سوف تذهب لتختبر الفرح الذي يأتي من خلال مراسيم الخلاص والعهود في الهيكل؟

أيها الإخوة والأخوات، قبول وعيش إنجيل المسيح يمكن أن يكون تحدّيا. لقد كان هكذا دائما، وسوف يبقى كذلك للأبد. الحياة يمكن أن تشابه مسافرين يصعدون دربا شديد الانحدار ومجهدا. انه شيء طبيعي واعتيادي أن نتوقف على الطريق من حين لآخر لالتقاط انفاسنا، ولاحتساب محيطنا، وإعادة النظر في خطواتنا. ليس الكل بحاجة إلى وقفة على الطريق، ولكن لا يوجد هناك شيء خاطئ في القيام بذلك عندما تتطلب ظروفك. في الواقع، يمكن أن يكون شيئا إيجابيا بالنسبة لأولئك الذين يستغلون هذه الفرصة لانعاش أنفسهم بالماء الحي لإنجيل المسيح.

ويأتي الخطر عندما يختار شخص ما أن يهيم على وجهه بعيدا عن الدرب الذي يؤدي إلى شجرة الحياة. في بعض الأحيان يمكن أن نتعلم وندرس ونعرف، وأحيانا علينا أن نؤمن ونثق ونرجو.

في النهاية، يجب علنا كل واحد منا أن يرد على سؤال المخلص: ”ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟” يجب علينا جميعا البحث عن الإجابة الخاصة بنا على هذا السؤال. بالنسبة للبعض فإن الجواب سهل؛ لآخرين إنه صعب. وأنا لا أدَّعي معرفة لماذا يكون الإيمان أسهل للبعض من البعض الآخر. أنا ممتن فقط لمعرفة أن الأجوبة هي دائما هناك، وإذا كنا نسعى لهم، نسعى حقا مع نية حقيقية ومع تصميم كامل لقلب مصلي، سوف نجد في نهاية المطاف إجابات لأسئلتنا بينما نستمر على درب الإنجيل. أثناء خدمتي، كنت اعرف البعض ممن ضلوا ورجعوا بعد اختبارهم في الايمان.

رجائي الصادق هو أن ندعو أعدادا متزايدة من أولاد الله ليجدوا ويستمروا في درب الانجيل بحيث يمكنهم أيضا أن ”ياكلوا من الثمار، التي [هي] تفوق في حلاوتها كل ثمرة أخرى.”

مناشدتي القلبية هو أننا سوف نشجع ونقبل، ونفهم، ونحب أولئك الذين يناضلون مع ايمانهم. وعلينا ألا نهمل أي من إخواننا وأخواتنا. ونحن جميعا في أماكن مختلفة على الطريق، ونحن بحاجة إلى خدمة بعضنا البعض وفقا لذلك.

كما أننا يجب أن نفتح ذراعينا بروح ترحيب للمتحولين الجدد، كذلك يجب أن نحتضن وندعم أولئك الذين لديهم أسئلة ويتعثرون في إيمانهم.

مستخدما استعارة أخرى مألوفة، أصلي أن أي شخص يفكر في ترك ”السفينة القديمة صهيون”، حيث الله والمسيح عند الدفة، أن يتوقف ويفكر مليا قبل القيام بذلك.

أرجو العلم أنه على الرغم من عواصف عاتية من رياح وأمواج تضرب السفينة القديمة، المخلص موجود وقادر على انتهار العاصفة بأمره، ”اسكت، ابكم”. وحتى ذلك الحين، يجب علينا أن لا نخاف، ويجب علينا أن نتحلى بإيمان لا يتزعزع، ونعرف أن ”حتى الرياح والبحر تطيعه.”

أيها الإخوة والأخوات، أنا أعدكم باسم الرب أنه لن يتخلى أبدا عن كنيسته وأنه لن يتخلى أبدا عن أي واحد منا. تذكر ردّ بطرس على سؤال المخلص وكلماته:

”الى من نذهب؟ و كلام الحياة الأبدية عندك.

” وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ ”

أشهد أنه ”لن يكون هناك اسم آخر ولا طريق ولا وسائل لخلاص بني البشر الا عن طريق و خلال اسم المسيح.”

كما أنني أشهد أن يسوع المسيح قد دعا رسلاً وأنبياءً في أيامنا هذه واستعاد كنيسته بتعاليم ووصايا لتكون ”ملجأ من العاصفة، ومن الغضب” التي سيأتي بالتأكيد ما لم تتب شعوب العالم وترجع إليه.

أشهد كذلك بأن الرب ”يحضهم جميعاً على ان يقبلوا إليه ويصيبوا من صلاحه؛ ولا يحرم احداٍ يقبل اليه: ابيض كان ام اسود، عبداً كان ام حراً، ذكراً كان ام انثى. … والجميع عنده.”

يسوع هو مخلصنا وفادينا، وسوف يقودنا إنجيله المستعاد بأمان إلى حضور أبوينا السماويين إذا بقينا على طريق الإنجيل وسرنا على خطاه. بهذا أشهد باسم يسوع المسيح، آمين.