يده المرشدة يوميا
الآب السماوي يعرف ما نحتاجه أنت وأنا أكثر من أي شخص آخر.
احدى الأدوات الأبوية السماوية في توجيه أطفاله هي الأجداد الصالحين. كانت أم والدي مثالا عن ذلك. في مناسبة حدثت عندما كنت أصغر من أن أتذكرها، كان والدي يأدبني. ملاحظة هذا التأديب، قالت جدتي ”مونتي، أعتقد أنك تؤدبه بقسوة شديدة“.
”أجاب والدي، :أمي، سوف أؤدب أولادي كما أريد. “
وأعلنت جدتي الحكيمة بصوت رقيق، ”وكذلك أنا. “
أنا متأكد أن والدي أصغى الى الارشاد الحكيم لأمه في ذلك اليوم.
عندما نفكر في الارشاد، قد نفكر في ترنيمة نعرفها ونحبها جميعا - ”أنا ابن الله“. في النص نجد الكلمات ”قدني، اهدني، امشي جنبي، ساعدني كي أجد الطريق.“
حتى وقت قريب، فهمت أن تلك الكلمات هي ارشاد إلهي للأهل. بينما كنت أفكر في هذه الكلمات، أدركت أنه في حين أنها تحتوي على هذا الارشاد، فان هناك معنى أكبر بكثير. وبشكل فردي، نحن نناشد الأب السماوي كل يوم أن يرشدنا، ويقودنا، ويسير بجانبنا.
أوضح الرئيس ديتر ف. أوختدورف: ”إن أبانا في السماء يعرف احتياجات أطفاله أفضل من أي شخص آخر. إنه عمله ومجده أن يساعدنا في كل منعطف، مما يعطينا موارد زمانية وروحية رائعة لمساعدتنا على طريقنا في العودة إليه.“
اسمع إلى تلك الكلمات: الآب السماوي يعرف ما نحتاجه أنت وأنا أكثر من أي شخص آخر. ونتيجة لذلك، فقد طور حزمة رعاية شخصية تناسب كل واحد منا. لديها العديد من المكونات. وتشمل ابنه والكفارة، والروح القدس، والوصايا، والكتب المقدسة، والصلاة، والأنبياء، والرسل، والآباء، والأجداد، وقادة الكنيسة المحلية، وغيرها الكثير - كلها لمساعدتنا على العودة الى العيش معه يوما ما.
هل لي أن أشارك اليوم بمجرد عدد قليل من مكونات حزمة الرعاية التي جعلتني أدرك أن أبا محبا يقود ويرشد ويسير بجانبي وبجانب أسرتي؟ صلاتي هي أن كل واحد منكم سوف يدرك في اختباراته أن الآب السماوي يقود، ويرشد، ويمشي بجانبك، ومع تلك المعرفة، سوف تمضي قدما في ثقة، لمعرفتك أنك بحق لست وحيدا أبدا.
ان وصايا الآب السماوية هي المكونات الرئيسية في حزمة الرعاية. أعلن ألما أن ”الشر لم يكن سعادة أبداً“. إن السماح للسلوك غير اللائق دون تصحيح بالمحبة هو رحمة كاذبة ويعزز الفكرة الشائعة بأن الشر قد يكون سعادة في الواقع. تصدى صموئيل اللاماني بوضوح لهذه الفكرة: ”لقد سعيت إلى السعادة في عمل الإثم، وهذا الشيء يتعارض مع طبيعة ذلك البر الذي هو في رئيسنا العظيم الأبدي“.
من خلال أنبيائه، يذكرنا الآب السماوي باستمرار أن البر هو السعادة. علّم الملك بنجامين، على سبيل المثال، أن الآب السماوي ”يطلب أن تفعلوا كما أوصاكم؛ وان فعلتم، فانه سيبارككم على الفور.“ من ترنيمة أخرى يأتي تذكير مماثل:
قرب عيد ميلادي الرابع عشر، تعلمت عن بعض من هذه البركات. لاحظت سلوكا مختلفا من جانب والداي. واعتبارا لما لاحظته، سألت: ”هل نحن ذاهبون في مهمة؟“ وأكدت الصدمة على وجه أمي شكوكي. في وقت لاحق، في مجلس العائلة، علمت أنا وأشقائي أنه قد تم دعوة والدينا لرئاسة بعثة.
عشنا في مزرعة جميلة في وايومينغ. من وجهة نظري، كانت الحياة مثالية. كان بامكاني أن أعود إلى البيت من المدرسة، وأكمل الواجبات المنزلية، وبعدها اذهب لصيد الحيوانات أو صيد السمك أو الاستكشاف مع كلبي.
بعد فترة وجيزة من معرفتي بامر الدعوة، أدركت أنني سوف أضطر إلى التخلي عن كلبي، بلو. فواجهت والدي، وسألته ماذا يجب أن أفعل مع بلو. أردت أن أؤكد على ظلم ما يطلبه الله. لن أنسى أبدا هذا الرد. لقد قال: ”لست متأكدا. ربما لا يمكنه أن يذهب معنا، لذلك من الأفضل أن تسأل الآب السماوي.“ هذا كان الرد الذي لم أتوقعه.
بدأت قراءة كتاب مورمون. صليت بجدية لمعرفة ما إذا كان علي أن أتخلى عن كلبي. جوابي لم يأت في لحظة، بدلا من ذلك، طنّت فكرة محددة ذهني: ”لا تكن عبئا على والديك. لا تكن عبئا. لقد اتصلت بوالديك.“
كنت أعرف ما يتطلبه الأب السماوي. تلك المعرفة لم تقلل من ألم التخلي عن كلبي. مع ذلك، من خلال تلك التضحية الصغيرة، فان قلبي رق ووجدت السلام في السعي خلف إرادة الآب السماوي.
أشكر أبي السماوي على البركات والسعادة التي وجدتها من خلال الكتب المقدسة، والصلاة، والروح القدس، وأب أرضي التزم بدوره كمعلم الإنجيل الرئيسي لأطفاله. كانوا يقودوني، ويوجهوني، وحتى يسيرون بجانبي لمساعدتي في العثور على الطريق، وخاصة عندما كان علي أن أفعل شيئا صعبا.
بالإضافة إلى وجود مكونات حزمة الرعاية التي ذكرتها، فان كل منا مبارك مع قائد كهنوت لقيادتنا وتوجيهنا.
قال الرئيس بويد ك. باكر: ”الأساقفة ملهمين! كل واحد منا لديه الحرية لقبول أو رفض الارشاد من قادتنا، ولكن لا تتجاهل أبدا ارشاد الأسقف الخاص بك، سواء أعطي على المنبر أو بشكل فردي.“
هؤلاء الرجال يسعون لتمثيل الرب. سواء كنا كبارا أو صغارا، عندما يريدنا الشيطان أن نفكر أن كل شيء انتهى، فان الأساقفة هناك لتوجيهنا. عندما أتكلم مع الأساقفة، أجد موضوعا مشتركا فيما يتعلق باعترافات عدم الطاعة أو الابرياء يعانون من الأخطاء الرهيبة. يريد الأساقفة على الفور أن يعبروا عن محبة الآب السماوي للفرد والرغبة في المشي بجانبه أو بجانبها بينما يجد هو أو هي الطريق إلى البيت.
ولعل أعظم عنصر لحزمة رعاية الآب السماوية هو في هذه الكلمات: ”لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد.“
لتعليمنا كل ما يجب علينا القيام به، قاد يسوع المسيح الطريق من خلال إعطاءنا المثال الكامل الذي يجب علينا أن نحاول اتباعه. وعندما نفشل، ونحن جميعا نفعل، فانه يذكرنا، ”لأني أنا الله قد قاسيت كل هذه الأشياء من أجل الجميع لكي لا يقاسوا اذا تابوا.“
يا لها من عطية رائعة! التوبة ليست عقوبة، بل هي امتياز. إنه امتياز يقودنا ويوجهنا. لا عجب أن الكتب المقدسة تعلن أننا لا ينبغي أن ندّرس شيئا عدا التوبة.
الآب السماوي لديه العديد من الموارد، ولكن في كثير من الأحيان يستخدم شخصا آخر لمساعدته. انه يعطينا يوميا فرصا لقيادة، وارشاد، والمشي بجانب من هو في حاجة. يجب أن نتبع مثال المخلص. نحن أيضا يجب أن نكون في عمل الآب السماوي.
وبصفتنا الرئاسة العامة للشبيبة، نعلم أن الشبيبة يتباركون عندما يكون لديهم آباء وقادة يعملون من أجل الآب السماوي في القيادة والتوجيه والمشي بجانبهم. هناك ثلاثة مبادئ ستساعدنا على أن نكون جزءا من حزمة رعاية الأب السماوي للآخرين وهي:
أولا، كن مع الشباب. أكد الرئيس هنري ب. إيرينغ هذه النقطة: ”هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها والتي يمكن أن تكون لها الأهمية الأكبر. حتى أقوى من استخدام الكلمات في تعليمنا العقيدة سيكون مثالنا على عيش العقيدة .“ قيادة الشباب تتطلب أن نكون معهم. الوقت المكرس هو تعبير عن الحب يسمح لنا التعليم عن طريق الكلمة والمثال.
ثانيا، لتوجيه الشباب بحق، يجب أن نوصلهم مع السماء. يأتي الوقت دائما عندما يجب على كل منا أن يقف لوحده. الآب السماوي فقط يمكنه أن يكون هناك للتوجيه في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن. يجب أن يعرف شبيبتنا كيف يسعى إلى توجيه الآب السماوي.
ثالثا، يجب أن ندع الشباب يقود. مثل الوالد المحب الذي يحمل يد طفل يتعلم المشي، يجب علينا أن نترك الشباب ليتقدموا. السماح للشباب بالقيادة يتطلب الصبر والمحبة. أنه أصعب ويستغرق وقتا أطول عندما نقوم بذلك بأنفسنا. قد يتعثرون خلال الطريق، ولكننا نسير بجانبهم.
أيها الأخوة والأخوات، سيكون هناك أوقات في حياتنا عندما تبدو بركات التوجيه بعيدة أو مفقودة. لمثل هذه الأوقات من الضيق، وعد الشيخ د. تود كريستوفرسون: ”اسمح لعهودك أن تكون ناموسك ولطاعتك أن تكون صارمة. “ ثم يمكنك أن تسأل بإيمان، دون ارتعاش، حسب حاجتك، والله سوف يستجيب. وسوف يعيلك بينما تعمل وتشاهد. في وقته وطريقته سوف يمد يده اليك، قائلا: ”ها أنا.“
في وقت مماثل، سعيت إلى الحصول على ارشاد الآب السماوي من خلال صلاة دائمة وصادقة لأكثر من عام لإيجاد حل لوضع الصعب. كنت أعرف منطقيا أن الآب السماوي يجيب على جميع الصلوات المخلصة. ومع ذلك وصلت إلى درجة من اليأس في يوم من الأيام بحيث ذهبت الهيكل مع سؤال واحد: ”أيها الآب السماوي، هل تهتم حقا؟“
كنت جالسا بالقرب من الجزء الخلفي من غرفة الانتظار لهيكل لوغان يوتا، ولدهشتي، دخل الغرفة في ذلك اليوم رئيس الهيكل فون جاي. فيثرستون، وهو صديق مقرب للعائلة. وقف في مقدمة الجماعة ورحب بكل واحد منا. عندما لاحظني بين رعاة الهيكل، توقف عن الكلام، وحدق في عينيّ، ثم قال: ”الأخ بروغ، من الجيد أن نراك في الهيكل اليوم“.
لن أنسى أبدا الشعور في تلك اللحظة البسيطة. كانت كما لو أن تلك التحية من الآب السماوي يمد يده ويقول: ”ها أنا“.
يهتم الآب السماوي حقا ويسمع ويجيب صلاة كل طفل. كواحد من أولاده، أعرف أن الجواب على صلاتي جاء في وقت الرب. ومن خلال تلك التجربة، فهمت أكثر من أي وقت مضى أننا أبناء الله وأنه أرسلنا هنا حتى نتمكن من الشعور بوجوده الآن والعودة إلى العيش معه يوما ما.
أشهد أن الأب السماوي يقودنا، ويرشدنا، ويسير بجانبنا. عندما نتبع ابنه ونطيع خدامه، الرسل والأنبياء، سوف نجد الطريق إلى الحياة الأبدية. باسم يسوع المسيح، آمين.