٢٠١٠–٢٠١٩
الأغاني التي تغنّى والتي لا تغنّى
نيسان/ ابريل 2017


14:33

الأغاني التي تغنّى والتي لا تغنّى

أدعو كل واحد منا إلى البقاء دائما وبأمانة في الجوقة.

كتبت إليزا هيويت، ”هناك شعاع شمس في نفسي اليوم، أكثر بهاء وسطوعا من أي نجم، فيسوع هو نوري. “ مع تألق في كل نغمة، لا يمكن غناء هذه الترنيمة المسيحية القديمة والرائعة دون الابتسام. لكنني اليوم أريد أن أعالج سطرا واحدا من هذه الترنيمة يمكن له أن يساعدنا في الأيام التي نستصعب فيها الغناء أو الابتسام أو لا يبدو أن حياتنا غنية ”بلحظات السلام والسعادة. “ وإن كنا مؤقتا غير قادرين على محاكاة الأنغام السعيدة التي نسمع آخرين يترنمون بها، فإنني أطلب منكم أن تتشبثوا بهذا السطر من الترنيمة الذي يطمأن، ”يسوع يسمع ما لا يمكنكم أن تترنموا به من نغم.“

من بين الحقائق التي نواجهها كأبناء لله نعيش في عالم ساقط هو أن بعض الأيام صعبة، وهي الأيام التي يُمتحن فيها إيماننا وصمودنا. ربما تنجم هذه التحديات عن نقص بنا، أو نقص في الغير، أو نقص في أحد أمور الحياة، لكن مهما كانت الأسباب فإننا نجد أنه يمكن لها سلبنا من الأغنيات التي نتوق إلى غنائها وتغمر بالظلمة الوعدَ ”بربيع النفس“ الذي تحتفي به إلايزا هيويت في أحد أبياتها.

إذا ماذا نفعل في مثل هذه الأوقات؟ أولا، نعتنق مشورة الرسول بولس و”نرجو ما لا نراه … وننتظره بصبر.“في اللحظات التي تتعثر فيها أنغام البهجة بحيث لا يمكننا التعبير عنها فربما يكون علينا أن نصمت لفترة ونستمع إلى الآخرين فقط ونستمد القوة من الموسيقى المحيطة بنا. كثيرون منا ممن ”لا يتقنون الموسيقى“ عززوا ثقتهم وحسنوا من غنائهم كثيرا بالوقوف بجانب شخص ذا صوت أكثر قوة ويقينا. نستنتج من ذلك إذا أنه عند التغني بأناشيد الأبدية فإن علينا كبشر أن نكون أقرب ما يكون إلى المخلص وفادي العالم—وهو صاحب أجمل صوت. عندئذ نستمد الشجاعة، من قدرته على سماع صمتنا، والرجاء من أنغام شفاعة مسيحنا لنا. بالفعل، ”عندما يكون الرب بقربي، تغني حمامة السلام في قلبي وتتفتح زهور نعمة الحبِّ.“

في الأيام التي نشعر فيها بعدم الاستقرار أو نكون فيها أقل مما نراه أو نسمعه من الآخرين فإنني أطلب منا، وخصوصا شبيبة الكنيسة، بأن نتذكر أنه بتصميم إلهي جميع الأصوات في جوقة الله ليست متكافئة. التنوع مرغوب-كافة الطبقات الصوتية مطلوبة-لإثراء الموسيقى. وسأستعير بعض الكلمات من مراسلة مبهجة بين امرأتين رائعتين من قديسات الأيام الأخيرة، ”جوقة الله مركب يتسع لكل خلقه.“ عندما ننتقص قدر تميزنا أو نحاول مسايرة أنماط سلوك زائفة—وهي أنماط تسيرها حضارة استهلاكية جشعة وتؤلَّه إلى أقصى الحدود في وسائل التواصل الاجتماعي—فإننا نخسر الثراء الكامن في رنين وأجراس الأصوات التي خلقها الله بهدف التنوع في العالم.

ولا يعني هذا أن جميع من هم في هذه الجوقة الإلهية يمكنهم أن يغنوا على هواهم! التنوع لا يعني النشاز، والجوقات تتطلب الانضباط—وفي كلمتي اليوم أود أن أستخدم تعبير ”التلمذة“—ولكننا متى ما قبلنا الأناشيد التي أوحى بها الله وإيقاعها الموسيقي التي تم تأليفها قبل خلق العالم، فإن أبينا السماوي يُسَرُّ عندما نغني بأصواتنا وليس بصوت آخر. آمنوا بأنفسكم وآمنوا به. لا تقللوا من شأن أنفسكم أو إسهاماتكم. والأهم، لا تتخلوا عن موقعكم في الجوقة. لماذا؟ لأنكم متميزون ولا يمكن استبدالكم. خسارة حتى صوت واحد تضعف إسهام كل مطرب آخر في جوقتنا الدنيوية هذه، بما في ذلك خسارة من نشعر بأنهم على هامش المجتمع أو هامش الكنيسة.

لكن حتى وأنا أشجعكم جميعا على الإيمان بالأغنيات الصعبة فإنني أعترف بصراحة لأسباب مختلفة بأنني في صراع مع أغنيات أخرى تأخر للآن إنشادها رغم وجوبه.

عندما أرى اللامساواة الاقتصادية المذهلة في العالم أشعر بالذنب لمشاركتي السيدة هيويت في غناء الكلمات ”بركات الله في حياتي وكنوز في الأعالي.“ لا يمكن غناء هذه الكلمات بصدق وإخلاص إلا بعد أن نعتني بالفقراء كما يجب. العوز المادي لعنة تستمر عاما بعد عام وجيلا بعد جيل. إنها تضني الأجساد وتشوه الأرواح وتؤذي العائلات وتدمر الأحلام. إن أمكننا أن نفعل المزيد للتخفيف من الفقر، كما يوصينا يسوع باستمرار أن نفعل، فربما أمكن لمن هم أقل حظا في العالم من أن يرنموا بعض نغمات ”شعاع نور في نفسي اليوم،“ ربما لأول مرة في حياتهم.

أجد أنه من الصعوبة غناء كلمات مشرقة بهيجة وحولي كثيرون ممن يعانون من أمراض نفسية أو عقلية أو أي شكل آخر من المشاكل الصحية الموهنة. للأسف، هذه الأعباء مزمنة برغم الجهود الجبارة لكل من يقدمون الرعاية. إنني أصلي بأننا لن نسمح أن يعاني أبناء الله هؤلاء بصمت، وبأننا سنُوهب قدرته على الاستماع إلى الأغنيات التي لا يمكنهم الآن إنشادها.

وفي يوم ما آمل أن تتناغم الجوقة عالميا عبر كل الحدود العرقية والثقافية معلنة أن السلاح والافتراء والنقد ليست الطريقة الصحيحة لمعالجة النزاعات البشرية. الرسائل السماوية لنا تنادي بأن محبة الله وحفظ وصاياه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها حل المشاكل الاجتماعية المعقدة، مما يفتح الباب لحل خلاصيٍّ دائم لمحبة بعضنا كجيران. علَّم النبي أثير بأننا يجب أن ”نرجو عالما أفضل. “عند قراءة هذه الفكرة بعد ألف سنة أعلن موروني وقد أرهقه العنف والحرب بأن ”الطريق الأكثر سموا“ إلى ذلك العالم سيكون دوما هو إنجيل يسوع المسيح.

كم نحن ممتنون لأنه في خضم هذه الأشكال من التحديات فإننا نواجه أغنية ذات نمط مختلف تماما ونجد أنفسنا عاجزين عن غنائها، ولكن لسبب مختلف. هذه المشاعر في غاية العمق والخصوصية، بل في غاية القداسة، حتى أنه لا يمكن أو لا يجب التعبير عنها—مثل محبة كورديليا لأبيها الملك لير، حين قالت، ”محبتي …أبلغ من فصاحتي. … ولا يمكن لفاهي أن ينقلب فؤادا.“ هذه المشاعر تأتينا من الله، مقدسة، هذه المشاعر ببساطة لا يمكن ترديدها—روحية بما يفوق الوصف—كالصلاة التي قدمها يسوع لأجل الأطفال النافيين. من شهدوا الحدث كتبوا:

”لم تر عين ولم تسمع أذن من قبل الأمور العظيمة والعجيبة التي رأينا وسمعنا يسوع يتكلم بها إلى الآب؛

” … ولا يمكن للسان أن يتكلم، ولا يمكن لإنسان أن يكتب ، ولا لقلوب البشر أن تدرك الأمور العظيمة والعجيبة التي رأينا وسمعنا يسوع يتكلم بها.

هذه النوعية من اللحظات الثمينة تبقى عصية على التعبير، حتى ولو كان ممكنا، لأنه سيبدو كتدنيس لها.

أيها الإخوة والأخوات، إننا نعيش في عالم فان زاخر بالأغنيات التي لا يمكننا أو لا نعرف بعد كيف ننشدها. لكنني أتوسل إلى كل منكم بأن تحتفظوا دوما وبإخلاص بعضويتكم في الجوقة، حيث سنكون قادرين أن نتلذذ للأبد بأجمل أغنية في الكون—”أنشودة الحب الفادي.“ لحسن الحظ، عدد المقاعد المتاحة لمشاهدة هذا الأداء غير متناهي. وهناك مكان متاح للناطقين بلغات مختلفة ومن يحتفون بثقافات مختلفة ويعيشون في كافة المواقع. الحضور متاح للعازبين والمتزوجين ومن ينتمون إلى أسر كبيرة ومن لا أولاد لهم. المجال متاح لمن كان لديهم يوما أسئلة حول معتقداتهم ولمن لا زالت لديهم تساؤلات. الحضور متاح لمن لديهم ميول جنسية مختلفة. باختصار، هناك مكان لكل من يحبون الله ويكرمون وصاياه التي هي أداة القياس المطلقة للسلوك الشخصي، فإذا كانت محبة الله هي نغم أغنيتنا المشتركة، فإن مسعانا المشترك لنطيعه هو بالتأكيد إيقاعها الذي لا غنى عنه. وبسبب الأمر الإلهي بالمحبة والإيمان، والتوبة والعطف، والإيمان والمغفرة، فإن هناك متسع في الجوقة لكل من يرغبون بالانضمام إليها.” تعالوا كما أنتم، “ يقول أب محب لكل منا، لكنه يضيف بالقول، ”لا تخططوا أن تستمروا كما أنتم. “فنبتسم ونتذكر أن الله مُصِرٌّ على أن يجعلنا أكثر مما كنا نعتقد أن بإمكاننا أن نكون.

عند غناء هذه الأنشودة العظيمة والتي هي خطته العظيمة للخلاص فلنتبع باتضاع قِيادَهُ ونواصل التحسن في إنشاد الأغنيات التي لا يمكننا غناؤها إلى أن نصل إلى مستوى يمكِّننا من إنشاد ”هذه الأغنيات لملكنا.“ ثم في يوم ما، كما تقول ترنيمتنا الحبيبة:

سنغني ونهتف مع جند السماء

أوصانا أوصانا لله وللحمل! …

حين يأتي يسوع في مركبته من لهب!

إنني أشهد أن تلك الساعة ستأتي، وأن أبينا السماوي سيرسل ثانية ابنه المولود الوحيد إلى الأرض، وسيحكم هذه المرة كملك الملوك إلى الأبد. أشهد أن هذه هي كنيسته المستعادة وهي الوسيلة لوهب كل الجنس البشري تعاليم الإنجيل ومراسيمه الخلاصية. عندما تصل هذه الرسالة ”لكل بشر يستظل بالسماء“ فإننا عندئذ سنرى حقا ”وجه يسوع بشوشا بالابتسام.“ وسيكون شعاع النور أزليا في النفوس. أصلي بشوق حتى تحل تلك الساعة الموعودة، باسم يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. “There Is Sunshine in My Soul Today,” Hymns, no. 227.

  2. Hymns, no. 227.

  3. Hymns, no. 227.

  4. Romans 8:25.

  5. Hymns, no. 227.

  6. Bill Staines, “All God’s Critters Got a Place in the Choir,” in Laurel Thatcher Ulrich and Emma Lou Thayne, All God’s Critters Got a Place in the Choir (1995), 4.

  7. Hymns, no. 227.

  8. See Ether 12:4, 11.

  9. William Shakespeare, King Lear, act 1, scene 1, lines 79–80, 93–94.

  10. 3 Nephi 17:16–17; emphasis added.

  11. Alma 5:26; see also Alma 26:13.

  12. See 2 Nephi 26:33.

  13. Hymns, no. 227.

  14. “The Spirit of God,” Hymns, no. 2.

  15. Teachings of Presidents of the Church: Joseph Smith (2007), 142.

  16. Hymns, no. 227.