بعد تجربة إيماننا
عندما نتبع صوت الله ومسار عهده، سوف يقوينا خلال تجاربنا.
عندما كنت طفلاً، عرض فرانك تالي وهو عضو في الكنيسة مساعدة عائلتي للطيران من بورتوريكو إلى سولت ليك سيتي حتى يتسنى لنا ختم عائلتنا في الهيكل. مرضت إحدى أخواتي، ماريفيد. غير مستقر ين، صلى والدايَّ حول ما يجب القيام به، وشعروا بأنهم دفعوا للقيام بهذه الرحلة. لقد وثقوا في أنهم إذا اتبعوا بإخلاص تحريضات الرب بالذهاب إلى الهيكل، فأن عائلتنا ستكون محروسة ومباركة - وكنا كذلك.
مهما تكن العقبات التي نواجهها في الحياة، يمكننا أن نثق في أن يسوع المسيح سوف يعد طريقاً للمضي قدماً ونحن نسير بإيمان لتحقيق مشيئته. لقد وعد الله بأن كل من يعيش بأمانة وفقاً للعهود التي أقامها معه، سيستلم كل بركاته الموعودة حسب توقيت الله. قال الشيخ هولند، ”بعض البركات تحلّ بسرعة، وبعضها يتأخر، وبعضها لن يحلّ إلا في السماء؛ لكنها تحل حتما على من يؤمنون بإنجيل يسوع المسيح.“
علّم موروني ذلك: ”الْإِيمَانَ هُوَ الْأُمُورُ الَّتيِ تُرْجَى وَالَّتيِ لَا تُرَى؛ وَلِذلِكَ لَا تَتَنَازَعُوا لِأَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ، إذْ لَنْ تُعْطَوْا شَهَادَةً إلَّا بَعْدَ تَجْرِبَةِ إِيمَانِكُمْ.“
سؤالنا هو: ”ما الذي يجب علينا فعله لمواجهة التجارب التي تأتي في طريقنا؟“
في ١٦ كانون الثاني/ يناير ٢٠١٨، في أوّل تصريحات علنية له كرئيس للكنيسة، علّم الرئيس رسل م.نيلسن: ”بصفتنا رئاسة جديدة، نريد أن نبدأ مع وضع الغاية في الاعتبار. لهذا السبب، نحن نتحدث إليكم اليوم من الهيكل. الغاية التي يناضل من أجلها كلٌ منّا هي أن نحصل على أعطية بيت الرب، نُختَم كعائلات، نخلص للعهود التي صُنعت في الهيكل، هذا ما يؤهلنا لأعظم هبة من هبات الله - هبة الحياة الأبدية. تعتبر مراسيم الهيكل والعهود التي تقوم بها هناك هي المفتاح لتقوية حياتك وزواجك وعائلتك وقدرتك على مقاومة هجمات الخصم. عبادتك في الهيكل وخدمتك لأسلافك سوف تباركك بمزبدٍ من الوحي الشخصي والسلام وسوف تعزز التزامك بالبقاء على طريق العهد.“
عندما نتبع صوت الله ومسار عهده، سوف يقوينا خلال تجاربنا.
عندما اقتربنا أخيرًاً من هيكل سولت ليك، قالت أمي، الممتلئة بالبهجة والإيمان: ”سنكون على ما يرام ؛ الرب يحمينا .“ لقد خُتمنا كعائلة، وتعافت أختي. لم يحدث هذا إلا بعد تجربة إيمان والديَّ وعندما تبع والديَّ أوامر الرب.
مثال والديّ هذا لا يزال يؤثر على حياتنا اليوم. علّمنا مثالهما السبب في عقيدة الإنجيل وساعدانا على فهم المعنى والهدف والبركات التي يجلبها لنا الإنجيل. إن فهم السبب في إنجيل يسوع المسيح يمكن أن يساعدنا أيضاً في مواجهة تجاربنا بالإيمان.
في نهاية المطاف، كل ما يدعونا الله إليه ويأمرنا به هو تعبير عن حبه لنا ورغبته في منحنا جميع البركات المخصصة لأبنائه المخلصين. لا يمكننا أن نفترض أن أطفالنا سيتعلمون حب الإنجيل بمفردهم؛ إنها مسؤوليتنا أن نعلمهم. عندما نساعد أطفالنا على تعلم كيفية استخدام قدرتهم على الاختيار بحكمة، فإن مثالنا يمكن أن يلهمهم لاتخاذ خياراتهم الصالحة. عيشهم الصادق سوف يساعد بدوره أطفالهم كي يعرفوا حقيقة الإنجيل لأنفسهم.
أيها الشباب والشابات، اسمعوا للنبي اليوم يتحدث إليكم. اسعوا لتعلم الحقائق الإلهية وافهموا الإنجيل لأنفسكم. نصح الرئيس نيلسون مؤخرًا: ”ما الحكمة التي تفتقر إليها؟ … اتبع مثال النبي جوزيف. ابحث عن مكان هادئ. … تواضعوا أمام الله. ”اسكبوا ما في قلوبكم إلى الله. توجه نحوه من أجل الأجوبة.“ عندما تسعى للحصول على إرشادات من أبيك السماوي المحب من خلال الصلاة، والاستماع إلى مشورة الأنبياء الأحياء، ومراقبة مثال الوالدين الصالحين، يمكنك أيضاً أن تصبح رابطاً قوياً للإيمان في عائلتك.
إلى الآباء الذين لديهم أطفال قد خرجوا عن مسار العهد، ساعدهم بلطف على فهم حقائق الإنجيل. ساعدهم كي يفهموا حقائق الإنجيل. ابدأ الآن؛ لا يفوت الآوان أبداً.
مثالنا في الحياة الصالحة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً. قال الرئيس رسل م. نيلسن: ”كقديسي للأيام الأخيرة فلقد أصبحنا معتادين على التفكير في الكنيسةعلي أن كل ما يحدث في بيوت الاجتماعات يكون متناغماً مع ما يحدث في المنزل. نحن نحتاج إليّ التأقلم مع هذا النموذج. لقد حان الوقت لأن تصبح الكنيسة متمركزة على المنزل، وتدعم كل ما يُحدث في داخل مباني فروعنا، وأجنحتنا، ومباني الأوتاد.“
تعلم النصوص المقدسة: ”رَبِّ الوَلَدَ في طريقِهِ، فمّتّى شاخَ أيضاً لا يَحيدُ عنهُ.“
وكذلك تقول النصوص المقدسة: ”وَلَمَّا كَانَتِ ٱلْكَرَازَةُ بِالْكَلِمَةِ تَنْزِعُ بِالنَّاسِ نُزُوعًا عَظِيمًا إِلَى ٱلصَّلاحِ — فَقَدْ أَدْرَكَتْ مِنْ أَذْهَانِ ٱلنَّاسِ مَا قَصَرَ عَنْهُ ٱلسَّيْفُ وَكُلُّ ٱلْمُلِمَّاتِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي تَعَرَّضُوا لَهَا — ٱسْتَصْوَبَ ٱلْمَا أَنْ يَتَوَسَّلُوا بِفَضْلِ كَلِمَةِ الله.“
تحكي قصة عن امرأة في الهند شعرت بالضيق لأن ابنها كان يتناول الكثير من السكر. لم يهم كم وبخته، فقد واصل إشباع رغبته بالسكر. محبطة بالكامل، قررت أن تأخذ ابنها لرؤية رجل حكيم يحترمه.
اقتربت منه بتواضع وقالت: ”سيدي، ابني يأكل الكثير من السكر. رجاءً، هل تنصحه بالتوقف عن تناوله؟“
استمع الرجل الحكيم إلى المرأة بعناية، التفت، وقال لابنها: ”اذهب إلى المنزل وعد بعد أسبوعين.“
كانت المرأة في حيرة وتساءلت لماذا لم يطلب من الصبي التوقف عن تناول الكثير من السكر.
بعد أسبوعين عادت تمسك الابن بيدها. نظر مباشرة إلى الصبي وقال: ”أيها ولد، يجب أن تتوقف عن تناول الكثير من السكر. هذا ليس جيداً لصحتك.“
هز رأسه ووعد بأنه لن يستمر في هذه العادة بعد الآن.
التفتت والدة الصبي إلى الرجل الحكيم وسألته ”لماذا لم تخبره بذلك منذ أسبوعين عندما أحضرته إلى هنا لرؤيتك؟“
ابتسم الرجل الحكيم. ”بنفسي.“
عاش هذا الرجل بنزاهة لدرجة أنه عرف أن نصيحته لن تحمل القوة إلا إذا كان يتبع نصيحته الخاصة.
التأثير الذي نملكه على أطفالنا أقوى لأنهم يروننا على طريق العهد. النبي يعقوب من كتاب مورمون هو مثال على هذا البر. كتب ابنهأنوش عن تأثير تعاليم والده:
”وَحَدَثَ أَنِّي أَنَا أَنُوشُ، عَالِمًا بِأَنَّ أَبِي كَانَ رَجُلاً عَادِلاً — لأَنِّهُ عَلَّمَنِي بِلُغَتِهِ وَبِتَرْبِيَةِ ٱلرَّبِّ وَنُصْحِهِ — فَمُبَارَكُّ ٱسْمُ إِلٰهِي مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ —
”… تَعَمَّقَتْ فِي قَلْبِي الْكَلِمَاتُ الَّتي سَمِعْتُ أَبِي يَفُوهُ بِهَا أَحْيَاناً عَنِ الْحَيَاةِ الْأَبَدِيَّةِ وَابْتِهَاجِ الْقِدِّيسِينَ.“
عاشت أمهات المحاربين اللامانيين الشبان الإنجيل بطريقة جعلت أطفالهن ممتلئين بالقناعة. أبلغ قائدهم:
وعلّمتهم أمّهاتهم أيضاً أنّهم إن لم يشكّوا، فإنّ الله سيحرّرهم (راجع ألما ٥٦:٤٧).
”وَقَدْ أَعَادُوا عَلَيَّ كَلِمَاتِ أُمَّهَاتِهِمْ وَقَالُوا: لا شَكَّ عِنْدَنَا فِي أَنَّ أَمَّهَاتِنَا كُنَّ بَصِيرَاتٍ بِٱلْأَمْرِ.“
تقوى أنوش والمحاربون اللامانيون عن طريق إيمان أهلهم، والذي ساعدهم في مواجهة تجربة إيمانهم.
لقد باركنا بإنجيل يسوع المسيح المستعاد في أيامنا هذه، والذي يسمو بنا عندما نشعر بالإحباط أو الانزعاج. من أمثلة الأفراد المؤمنين في كتاب مورمون، نحن مطمئنون إلى أن جهودنا ستؤتي ثمارها في الوقت المناسب للرب إذا ما مضينا قدماً خلال تجارب إيماننا.
رافقت مؤخراً أنا وزوجتي الشيخ دافيد أ. بدنار إلى تكريس هيكل هايتي بورت أوبرنس. جاء ابننا خوريه معنا وكتب لي عن تجربته: ”مذهلةٌ، يا أبي! حالما بدأ الشيخ بيدنار بالصلاة التكريسية، تمكنت من الشعور بالدفء والنور يملآن الغرفة. أضافت الصلاة الكثير إلى فهمي حول الهدف من الهيكل. الهيكل هو بيت الرب حقاً.“
في كتاب مورمون، يعلم نافي أنه عندما نرغب في معرفة إرادة الله، فإنه سيقوينا. كتب: ”وَحَدَثَ أَنِّي أَنَا نَافِي — إِذْ كُنْتُ صَغِيرَ ٱلسِّنِّ مُمْعِنًا فِي ٱلْحَدَاثِةِ وَكُنْتُ مَعَ ذٰلِكَ ضَخْمَ ٱلْبُنْيَةِ شَدِيدَ ٱلشَّوَقِ إِلَى ٱلإِلْمَامِ بِأَسْرَارِ ٱللهِ — صَرَخْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ؛ فَزَارَنِي وَأَلانَ قَلْبِي فَصَدَّقْتُ جَمِيعَ ٱلْأَقْوَالِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا أَبِي؛ لِذٰلِكَ لَمْ أَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ كَأَخَوَيَّ.“
أيها الإخوة والأخوات، دعونا نساعد أطفالنا وجميع من حولنا على اتباع طريق عهد الله حتى يعلمهم الروح ويرقق قلوبهم كي يرغبوا في اتباعه طوال حياتهم.
عندما أفكر في مثال والديَّ، أدرك أن إيماننا بالرب يسوع المسيح سيُبين لنا الطريقة التي ستعيدنا بأمان إلى منزلنا السماوي. أعلم أن المعجزات تأتي بعد تجربة إيماننا.
أقدّم شهادةعن يسوع المسيح وتضحيته التكفيرية. أعلم أنه مخلصنا ومنقذنا. لقد جاء هو وأبينا السماوي في صباح ذلك اليوم في ربيع عام ١٨٢٠ إلى الشاب جوزيف سميث، نبي الاستعادة. الرئيس رسل م. نيلسن هو نبي الرب الحي في هذه الأيام.. باسم يسوع المسيح، آمين.