المؤتمر العام
الشهادة ليسوع المسيح بالقول والأفعال
المؤتمر العام لشهر تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣


9:45

الشهادة ليسوع المسيح بالقول والأفعال

عندما نسعى جاهدين لكي نعيش حياتنا في انسجام مع إنجيل يسوع المسيح، سيكون سلوكنا شهادة حية عن فادينا.

أحد الوعود التي نقطعها عند المعمودية هو أننا مستعدون كي نحمل اسم يسوع المسيح. هدفي اليوم هو تذكيرنا بأننا نستطيع أن نظهر لله أننا نحمل اسم ابنه من خلال الشهادة بالقول والفعل، وبقدر ما نستطيع، أن يسوع هو المسيح.

أثناء خدمته وتعليمه للناس في الأمريكتين بعد قيامته، أعلن المخلص:

”أَلَمْ يَقْرَأُوا ٱلْكُتُبَ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلْقَائِلَةَ إِنَّهُ يَجِبُ أَنْ تَتَّخِذُوا ٱسْمَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي هُوَ ٱسْمِي؟ لأَنَّهُ بِهٰذَا ٱلاسْمِ سَتُدْعَوْنَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ؛

فَكُلُّ مَنْ يَتَّخِذُ ٱسْمِي وَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى فَهٰذَا يَخْلُصُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ“.١

لقد علمنا الرئيس رسل م. نلسن أن حمل اسم المُخلص يتضمن الإعلان والشهادة للآخرين — عن طريق أفعالنا وكلماتنا — بأن يسوع هُوَ المسيح.

بصفتنا أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، لدينا البركة والامتياز للوقوف كشهود للرب ولاسمه في كل مكان نكون فيه.٣ عندما نسعى جاهدين لكي نعيش حياتنا في انسجام مع إنجيل يسوع المسيح، سيكون سلوكنا شهادة حية عن فادينا واسمه. علاوة على ذلك، نحن نشهد للمسيح بالكلمة من خلال مشاركة الآخرين بما نؤمن به عن المسيح، أو نشعر به، أو نعرفه عنه.

عندما نشارك شهادتنا عن الرب بتواضع من خلال كلماتنا وأفعالنا، يؤكد الروح القدس٤ للذين لديهم نوايا حقيقية وقلوب منفتحة وعقول راغبة أن يسوع هو حقّاً المسيح.٥

أود أن أشارك مثالين حديثين وملهمين لأعضاء يظهرون لله أنهم يحملون اسم يسوع المسيح من خلال التحدث عنه وتقديم شهادة نقية للرب في اجتماعات الكنيسة.

المثال الأول: عندما ذهبت أنا وزوجتي إيلين إلى إسبانيا عام ٢٠٢٢، حضرنا اجتماعات يوم الأحد في كنيسة صغيرة هناك. عندما جلست على المنصة وزوجتي في الكنيسة، لاحظت أنها جلست بجانب امرأة أكبر سناً. عندما انتهى اجتماع القربان، توجهت نحو إيلين وطلبت منها أن تقدمني لصديقتها الجديدة. ففعلت ذلك، وأشارت إلى أن هذه المرأة، وهي ليست عضوةً في الكنيسة، كانت تأتي الى الكنيسة لمدة عامين. فلما سمعت ذلك سألت هذه المرأة التقية ما الذي دفعها إلى العودة وحضور اجتماعاتنا كل هذه المدة الطويلة؟ فأجابت المرأة بمحبة: ”أحب أن آتي إلى هنا لأنكم تتحدثون عن يسوع المسيح في اجتماعاتكم“.

من الواضح أن أعضاء الكنيسة في تلك الكنيسة بإسبانيا تحدثوا عن المسيح وعلموا وشهدوا عنه في اجتماعاتهم.

المثال الثاني: بعد الخدمة في منطقة البرازيل، استلمت دعوة جديدة للخدمة في المقر الرئيس للكنيسة. عندما انتقلنا إلى مدينة سولت ليك، في نهاية شهر تموز/ يوليو من هذا العام، حضرنا اجتماعات يوم الأحد في جناحنا الجديد والرائع. وكان أحد هذه الاجتماعات هو اجتماع الصوم والشهادة. بعد تناول القربان بخشوع، وقف الأعضاء وقدموا شهادات صادقة عن المخلص واحدًا تلو الآخر. كان الاجتماع يتمحور حول يسوع المسيح، وقد شعرنا بالروح بشكل ملموس. لقد تنورنا وتقوى إيماننا. لو كان أصدقاء الكنيسة، الذين يبحثون بأمانة عن الحقيقة، حاضرين في ذلك الاجتماع، لأدركوا أن هذه هي كنيسة يسوع المسيح.

يا لها من بركة أن نرى أن اجتماعات كنيستنا هي فرص اختيارية لنا للشهادة عن المسيح والإشارة إلى الله بأننا نفرح بحمل اسم ابنه.

والآن، اسمحوا لي أن أذكر مثالاً قويًا عن حمل اسم يسوع المسيح من خلال تقديم الشهادة له من خلال الأفعال.

في آب/ أغسطس الماضي، رافقت الشيخ جوناثان س. شميدت إلى حدث البيت المفتوح لهيكل فيذر ريفر كاليفورنيا في مدينة يوبا. هناك حصلت على بركة إرشاد المجموعات في جولة في الهيكل. ضمت إحدى هذه المجموعات عضو الكنيسة، فيرجيل أتكينسون، وسبعة أصدقاء من أتباع الديانات الأخرى. وفي نهاية الزيارة، في غرفة ختم الهيكل، كان الأخ أتكينسون عاطفيًا عندما عبر عن حبه لأصدقائه الذين أتوا إلى الهيكل في ذلك اليوم. وبعد أن فعل ذلك مباشرة تقريبًا، وقفت امرأة في المجموعة وقالت: ”كلنا نحب فيرجيل. لم يفرض علينا إيمانه قط. ولكنه لا يخجل به أيضاً. فهو فقط يعيش وفقاً لما يؤمن به“.

على مر السنين، كانت عيش الأخ أتكينسون متشبهاً بالمسيح بمثابة شهادة قوية لأصدقائه. ومثاله دليل قوي على أنه حمل اسم المسيح.

في الختام، اسمحوا لي أن أشارككم الدرس الذي تعلمته حول كيفية حمل اسم المسيح والشهادة له باستخدام الاسم الصحيح للكنيسة.

قال الرئيس نلسن، نبي الله الحي، في خطابه في المؤتمر العام لعام ٢٠١٨ تحت عنوان ”الاسم الصحيح للكنيسة“: ”إنه تصحيح. إنه أمرٌ من الرب. جوزف سميث لم يُعطِ إسمًا للكنيسة التي استعيدت من خلاله؛ وكذلك لم يفعل النبي مورمون. إنه المخلص نفسه الذي قال ’لأنه هكذا ستُسمى كنيستي في الأيام الأخيرة، كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة‘ (المبادئ والعهود ١١٥: ٤).“٦

لقد خرجنا جميعًا من المؤتمر العام في ذلك اليوم ملتزمين ومصممين على اتباع النبي واستخدام اسم الكنيسة الموحى به منذ ذلك الحين. لقد راقبت نفسي حقًا للتأكد من أنني استخدم الاسم الصحيح للكنيسة. في المرات القليلة الأولى، كان علي أن أكون واعيًا جدًا وألا أسمح لنفسي بالعودة إلى الطرق القديمة. بعد المحاولات الأولى، شعرت براحة أكبر باستخدام الاسم الموحى به للكنيسة. أعترف أنه في كثير من الأحيان كنت أنطق اسم الكنيسة بسرعة. شعرت بالقلق من أن الناس لن ينتبهوا إلى اسم الكنيسة الكامل، وأنهم قد يعتقدون أنه طويل بعض الشيء.

ومع ذلك، أدركت لاحقًا أن نطق الاسم الكامل للكنيسة عمدًا أعطاني فرصًا ثمينة لنطق اسم يسوع المسيح وفي الواقع تقديم شهادة للمخلص من خلال إعلان اسمه في اسم كنيسته. ولاحظت أيضًا أنه عندما كنت أنطق بالاسم الصحيح للكنيسة مع الآخرين، كنت أتذكر يسوع المسيح في كثير من الأحيان وأشعر بتأثيره في حياتي.

من خلال اتباع النبي، يمكننا جميعًا أن نتعلم الشهادة أكثر عن يسوع المسيح باستخدام الاسم الصحيح للكنيسة، وبالتالي أن نحمل اسم الرب بشكل أكمل.

في صباح يوم الرب المقدس هذا، أشهد بكل سرور أن الرئيس نلسن هو نبي الله الحي وأن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة هي كنيسة المسيح المستعادة. إنني أشهد بكل تواضع لابن الله وألوهيته. إنه ابن الله البكر والوحيد، ومخلصنا وفادينا، عمانوئيل.٧ باسم يسوع المسيح، آمين.