”تأدية المسؤوليّات العائليّة،“ دليل العائلة(2006)، 12-15
”تأدية المسؤوليّات العائليّة،“ دليل العائلة، 12-15
تأدية المسؤوليّات العائليّة
تهدف مهمّة كنيسة الرّب إلى مساعدة الناس على الإقبال إلى المسيح. تقع على عاتق العائلات مسؤولية كبيرة لجهة المساعدة في إنجاز هذه المهمة فيما:
-
١. تؤمّن حاجاتها الروحية والمادية وتساعد في تأمين حاجات الآخرين.
-
٢. تشارك الإنجيل مع محيطها.
-
٣. تحرص على تسلُّم أفراد العائلة مراسيم الهيكل وتساعد على تأمين هذه البركات للأسلاف الذين فارقوا الحياة.
الحاجات الروحية والمادية
الحاجات الروحية
يحتوي القسم السابق من هذا الدليل، أي ”تعليم الإنجيل في المنزل“، على معلومات تشرح كيف يمكن لأفراد العائلة أن يؤمّنوا حاجاتهم الروحية.
الحاجات المادية
على العائلات أن تسعى إلى الاتكال على ذاتها لتأمين حاجاتها المادية ومساعدة الآخرين. ولكي تعتمد العائلة على ذاتها يجب أن تكون مستعدّة للعمل. فالعمل مجهود جسدي، ذهني أو روحي. وهو مصدر سعادة واحترام للذات ونجاح. على الأهل أن يبذلوا جهدهم لتحقيق الاعتماد على الذات وأن يعلّموا أولادهم القيام بالمثل. لأنّ ذلك سيسمح لهم بمساعدة المحتاجين.
يتولّى الآباء تأمين حاجات الحياة الأساسية والحماية لعائلتهم. أمّا مسؤوليّة الأم الأساسية، فتقضي بتربية أولادها. يحرص الأهل على تأمين أمور عديدة للعائلة، نذكر منها: منزل نظيف وطعام مفيد، ملابس وعناية خاصة بالصحة وبالأسنان، فرص تربوية وإرشادات في إطار إدارة الموارد المالية وإذا أمكن التدريب على زرع بعض المأكولات. يجب على الأهل أن يُطلعا أولادهم على كيفية تحضير طعامهم والحفاظ عليه لاستعماله لاحقاً.
يجب على الأهل أن يكونوا مستعدّين للعمل بجدّ بغية تأمين هذه الحاجات المادية. ”ولن تتركوا أطفالكم جياعاً أو عراةً“ ( موصايا ٤: ١٤). يجب أن يخطّط الأهل ويحضّروا لتأمين حاجات عائلاتهم أيّام المرض والكوارث والبطالة أو غيرها من المشاكل. إذا كان الوالد يواجه مشكلة في تأمين حاجات عائلته المادية وإذا لم يتمكّن أفراد العائلة الآخرون من المساعدة يمكن طلب المساعدة عبر قادة الكهنوت.
يمكن أن يساعد الأطفال في تأمين حاجات العائلة المادية عن طريق معاونة أهلهم في عملهم، والدارسة جيداً في المدرسة، والاعتناء بملابسهم وبأغراضهم الأخرى، محافظين على نظافة منزلهم وترتيبه وعلى صحّتهم.
يجب أن يحسّن أفراد العائلة قدرتهم على القراءة والكتابة وإتقان قواعد الرياضيات الأساسية، كما يجب أن يستفيدوا من الفرص التي تنمّي معرفتهم ومهاراتهم. عليهم أن يطيعوا كلمة الحكمة ويتناولوا الطعام الصحي. ويجب على العائلة، إذا أمكنها ذلك، أن تخزّن مؤونة عام واحد من العناصر الأساسية الضرورية للحياة. على أفراد العائلة أن يتفادوا الدين غير الضروري، ويوفّروا المال للمستقبل، ويسدّدوا كافة ديونهم ويستعملوا مواردهم بحكمة متفادين التبذير.
على الأهل أن يطلعوا أولادهم على أهميّة مشاركة الآخرين. يمكن لكل شخص تقريبا أن يعطي شيئا ما، حتى لو كان يملك القليل. وتقتصر إحدى الطرق التي وضعها الرّب على المشاركة في الصيام الشهري والتبرّع بتقدمة الصيام التي تُسْتَعْمَل لإطعام الجائع وإيواء المشرّد وكَسْو العريان والتخفيف عن المحزون. أمّا محبتنا للرّب فنظهرها عندما نساعد الآخرين، لأنّه قال لنا: ”الحقّ أقول لكم بما أنّكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم“ ( متى ٢٥: ٤٠).
مشاركة الانجيل
لقد علّمنا الرّب من خلال أنبياء قدّيسي الأيّام الأخيرة أنّ كلّ عضو في الكنيسة يتحمّل مسؤولية مشاركة الإنجيل مع الآخرين. ”يجب على كلّ من أُنْذِر أن ينذر جاره“ ( المبادئ والعهود ٨٨: ٨١). لقد شرح ألما وهو نبي مذكور في كتاب مورمون، أنّه عندما نتعّمد يجب أن نكون مستعدّين لنقف "شهوداً لله في جميع الأوقات وكلّ الأشياء وكلّ الأمكنة“ ( موصايا ١٨: ٩).
على أفراد العائلة أن يبذلوا كل ما بوسعهم لمساعدة أقربائهم وأصدقائهم وجيرانهم على الاطلاع على إنجيل يسوع المسيح والبركات التي يحلّها على حياتهم. يستطيع الأهل والأولاد، عن طريق مشاركة الإنجيل، أن يعمّقوا شهادتهم الخاصة ويُجِلّوا بركات الإنجيل على الآخرين. كما يمكن لأفراد العائلة أن:
-
يكونوا مثالاً للآخرين عن طريق تطبيق كلّ الوصايا (انظر متى ٥: 16).
-
يكونوا ممتنين لعضويتهم في الكنيسة (انظر الرسالة إلى أهل رومية 1: ١٦) ويُعْلموا الآخرين بأنّهم أعضاء في الكنيسة.
-
يسألوا معارفهم إذا كانوا يودّون الاطّلاع أكثر على الكنيسة.
-
يسألوا الرّب مساعدتهم في اختيار العائلات أو الأفراد المستعدّين لسماع الإنجيل.
-
يعرّفوا العائلة أو الفرد على الكنيسة بطريقة ما قد تقتصر على دعوتهم لحضور أمسية عائلية منزلية أو نشاط أو اجتماع آخر في الكنيسة، أو منحهم كتاباً أو كتيّباً خاص بالكنيسة للقراءة أو التحدّث معهم عن الإنجيل والبركات التي يحلّها.
-
دعوة العائلة أو الفرد إلى المنزل كي يعلّمهما المبشّرون.
تقع على عاتق الأهل مسؤولية تحضير أنفسهم وأولادهم للخدمة كأعضاء متفرّغين للتبشير. وبغية تحضير الأولاد، والأبناء خاصة، للبعثات التبشيرية يجب أن يعلّم الأهل الإنجيل في المنزل، ويقوموا بدراسة فرديّة وعائلية للنصوص المقدّسة، ويعلّموا الأولاد الصلاة، ويتحدّثوا غالباً عن مسؤوليات وبركات مشاركة الإنجيل. كما يعلّمون أولادهم ادّخار المال للبعثات التبشيرية، والعمل بجهد، والاعتماد على الذات ومحبّة الآخرين وخدمتهم.
مراسيم الهيكل للأحياء والأموات
في الهياكل، يتسلّم أعضاء الكنيسة المستحقون مراسيم مقدّسة ويقيموا عهوداً مع الله كما يشاركون في تأدية المراسيم بالنيابة عن أسلافهم الذين فارقوا الحياة. يجب أن يحصل كلا الأب والأم على توصية بدخول الهيكل من قادتهما الكهنوتيين ليزورا الهيكل ويتسلّما المراسيم الخاصة بهما. وإذا لم يتمكّنا من الذهاب إلى أحد الهياكل، يجب أن يعيشا بطريقة يستحقّا فيها التوصية التي حصلا عليها.
تقع على عاتق أفراد العائلة مسؤولية مقدّسة تقضي بالحرص على تأدية مراسيم الخلاص لأسلافهم الذين ماتوا من دون تسلّمها. أمّا أعضاء الكنيسة الذين تسلّموا مراسيمهم، فيجب أن يعودوا إلى الهيكل بقدر ما يسمح لهم الوقت، الوسائل وتوفُّر الهياكل لكي يقوموا بالمراسيم من أجل أسلافهم.
على الأهل حفظ معلومات تاريخية خطّية بأهمّ الأحداث التي مرّت في حياتهم وحياة أولادهم بما فيها حفظ شهادات عن البركات والمعموديّات، الرسامة والزواج والوفاة، والرسائل المهمة، والصور ومقتطفات من الصحف وأغراضاً مماثلة. كما يجب أن يجمعوا معلومات تاريخية عن حياتهم الشخصية ويشجّعوا أفراد العائلة على القيام بالمثل. عليهم أن يساعدوا أيضاً الأولاد الأصغر سناً على بدء كتابة تاريخهم الشخصي.
على العائلات أيضاً أن تجمع وتكتب المعلومات التي تجدها عن أسلافها وتضمّها إلى تاريخ العائلة. عليها أن تبدأ بجمع المعلومات عن الأجيال الأربعة الأخيرة.