الأدلة والدعوات
عَلِمْ كما عَلَمَ يسوع


”عَلِمْ كما عَلَمَ يسوع،“ دليل التعليم (٢٠٠١)، ٣–٧

”عَلِمْ كما عَلَمَ يسوع،“ دليل التعليم، ٣–٧

عَلِمْ كما عَلَمَ يسوع

أحِبْ من تُعَلِمَهم

المسيح يعلّم

خلال حياته على الأرض، أظهر المخلص محبة ً وتفهماً عظيمين لكل شخص. فقد علم الفقراء، الأغنياء، المنبوذين، والخطاة. علمنا أن نحب الجميع وأن نساعد بعضنا البعض. قال المخلّص: ”وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبّوا بعضكم بعضاً؛ كما أحببتكم أنا تحبّون أنتم أيضاّ بعضكم بعضاً“ (يوحنا ١٣‏:٣٤). عندما نُظْهِرْ المحبة لمن نُعَلِمُهم، فإنهم يصبحوا قلقين بشأن استحقاقهم الأبدي، أكثر حماسا للتعلم، وأكثر تقبلا للروح.

أن تكون معلماً للإنجيل يعني أكثر من تقديم الدرس في كل أسبوع. فهو يعني أن تكون مهتماً بأعضاء فصلك. قم ببذل كافة الجهود لكي تعرف كل واحدٍ منهم كأفراد. فإن ذلك سيساعدك على تدريسهم بفعالية أكبر. يمكن أن يحتاجوا إلى مساعدتك عندما يواجهون مشاكل، لا يَحْضُرون إلى الفصل، أو إذا كانت لديهم إعاقات. تذكر مَثَلَ المخلص عن الخروف الضال (راجع لوقا ١٥‏:٣–٦).

اكتشفت معلمة أحد الأطفال الذي ما كان نادراً يَحْضُرُ إلى الفصل بأنها في كل وقت كانت تتصل فيه بعائلة الطفل خلال الأسبوع، كان يحضر إلى الكنيسة في يوم الأحد المقبل. قامت ببذل كل جهدها للتحدث مع الوالدين باستمرار لتعبر لهم عن حبها لطفلهم. حتى أنها أحضرت الطفل من المدرسة عندما كان والداه منهمكين في العمل حتى لا يَضِيِعَ نشاط الفصل عليه.

كمعلم، يمكنك أن تفعل الكثير لتتآخى مع الأعضاء وتساعدهم على البقاء مهتدين إلى الإنجيل. يعتبر ذلك ضرورياً، على وجه التحديد مع الأعضاء الجدد والأعضاء الأقل نشاطاً. ساعدهم دائما على الشعور بالترحيب. ترقب الفرص التي تسمح لهم بالمشاركة في الفصل. حضر نفسك لتُعَلِمَ حقائق الإنجيل بالروح وبالمحبة.

عَلِمْ حقائق الإنجيل

علم المخلص حقائق الإنجيل. أكد بشكل أساسي على المبادئ والمراسيم الأولى—الإيمان، التوبة، المعمودية، وتسلم الروح القدس. لقد علمنا أن نحب ونخدم بعضنا بعضا. عَلَمَ عن الكهنوت، العهود، والمبادئ، وكل ما يجب علينا أن نعرفه ونقوم به لنُقبِلَ إليه. يجب أن نُعَلِمَ أيضاً الإنجيل كما كُشِفَ لنا في الأسفار المقدسة وكلمات أنبياء الأيام الأخيرة. المواضيع الدنيوية، الآراء الشخصية، التعاليم الاحترازية أو الجدلية غير ملائمة.

عَلَمَ المخلص حقائق الإنجيل ببساطة. استخدم لغةً واضحةً ومفهومةً، قصصاً، وأمثلةً من الحياة اليومية. تضمنت دروسه العديد من التجارب المشتركة التي يمكن للناس أن يفهموها. تحدث عن العثور على الخروف الضال، البحث عن قطعة نقد، والابتهاج لعودة الابن الضال (انظر لوقا ١٥).

استخدم المخلص الأسفار المقدسة في أحيانٍ كثيرة عند تَعْلِيمِهِ. ساعد من تعلمهم على أن يستخدموا الأسفار المقدسة باستمرار أثناء الدرس. ساعدهم على أن يفهموا بأن الناس في الأسفار المقدسة كانوا أناس حقيقيين اختبروا التجارب والبهجة في خدمة الرب. اطرح الأسئلة التي تتطلب ممن تعلمهم أن يعثروا على الأجوبة في الأسفار المقدسة. شجع الأفراد على الدراسة في المنزل، وأن تبين لمن تعلمهم كيفية الدراسة الفعالة. علمهم كيفية استخدام الوسائل التدريسية المساعدة في الأسفار المقدسة. عين الفروض التي تتطلب من أعضاء الفصل تفتيش الكتب المقدسة وكلمات أنبياء الأيام الأخيرة.

عَلِمْ بالروح

يجب أن يسعى المعلمون للحصول على روح الرب عندما يُدَرِسونْ. يمكن للشخص أن يُعَلِمَ حقائق عميقة، ويمكن لأعضاء الفصل أن يشتركوا في نقاشات محَفِزة، لكن ما لم تكن الروح حاضرة، لا يمكن لتلك الأمور أن تؤثر بقوة على النفس. عندما تكون الروح حاضرة، فإن الجميع يتقوون في محبتهم للآب السماوي ويسوع المسيح، في محبتهم لبعضهم البعض، وفي التزامهم للعيش حسب الإنجيل. الاتباع هو من بعض الأمور التي يمكن أن تقوم بها لتستدعي الروح في تدريسك:

  • ابدأ بصلاة.

  • عَلِمْ من الأسفار المقدسة وكلمات أنبياء الأيام الأخيرة.

  • ادلُ بشهادتك.

  • شارك خبراتك وادعُ الآخرين لأن يفعلوا ذلك.

  • استخدم الموسيقى (راجع الصفحة ٩).

  • اظهر محبتك للرب والآخرين.

إذا حضرت نفسك على نحو ملائم، فإن الروح القدس سيُنيرُكَ ويهديك عند قيامك بالتدريس. يمكن أن تحصل على انطباعات عمن تدرسهم وما الذي يجب عليك أن تؤكد عليه في تدريسهم. يمكن أن تتسلم أفكار ومشاعر حول الكيفية التي يمكنك أن تدرسهم بها على نحو أكثر فعالية. يمكن لجهودك المتواصلة أن تتزايد عندما تطيع بتواضع همسات الروح. يمكن أن تكون قادرا أيضا على مساعدة من تعلمهم على تمييز الروح.

الحثّ على التعلّم باجتهاد

قال الرب، ”اجتهدوا وعلموا بعضكم بعضا كلمات الحكمة؛ واسعوا للعلم، بالدراسة وكذلك بالإيمان“ (المبادئ والعهود ٨٨‏:١١٨). كل شخص مسؤول عن الحصول على معرفةٍ بالحقيقة بجهوده الخاصة. مسؤولية المدرس هي إيقاظ الرغبة في الآخرين على الدراسة، الفهم، والعيش حسب الإنجيل. لإنجاز هذه المسؤولية، يمكنك التركيز على ثلاثة أمور:

  1. ١. أيقظ واحتفظ باهتمام من تعلمهم. المفتاح الرئيسي للقيام بذلك هو حماسك الذاتي لدراسة الإنجيل. مفتاح آخر هو استخدامك لطرق التدريس التي تجعل درسك واضحا، ممتعا، وسهل التذكر (راجع الصفحات ٨–١١). إيقاظ الرغبة فيهم خصوصاً عند بداية الدرس. عند تخطيطك للتدريس، ابحث عن طرقٍ تدعُ بها الروح، الفت انتباه كل واحد ببداية ممتعة، وركز على المبدأ أو التعليم الذي سيتم تدريسه في الدرس.

  2. ٢. شجع المشاركة. خطط طرقاً تسمح لكل واحد بالمشاركة في درسك. يمكن أن تطلب من أحدهم أن يقرأ الاقتباس أو الأسفار المقدسة أو يقوم بسرد قصة. يمكن أن تدعوهم لأن يجيبوا على أسئلتك ويناقشوا مواد الدرس بِحُرِية. يمكن أن تطلب من واحد أو أكثر من الأفراد أن يغني أغنية أو يعزف على آلة ما. يمكن أن تختار بروح الصلاة شخصا لكي يدلي بشهادته أو يشارك بخبرة شخصية ذات علاقة بموضوع الدرس. في بعض الأحيان يكون من الضروري أن تطلب هذه المشاركة مسبقاً لكي يتسنى لمن تطلب منهم المشاركة أن يشعروا بالارتياح عند المشاركة.

    كانت الفكرة الرئيسة في درس أحد المعلمين هي أهمية دراسة كتاب مورمون. دعا الشبيبة في فصله لأن يفكروا في قطعة من الأسفار المقدسة غيرت حياتهم. ثم دعا بعدها ثلاثة أو أربعة من المتطوعين لأن يقفوا ويشاركوا القطع الكتابية المقدسة خاصتهم مع الفصل ولأن يصفوا الكيفية التي غيرت بها هذه الفقرة حياتهم. عندما شارك كل شخص بمشاعره الطيبة عن قوة كتاب مورمون، حصل أعضاء الفصل على رغبة جدية لأن يقرؤوا ويتأملوا الأسفار المقدسة يومياً.

    بعض الناس يكرهون المشاركة. لا تطلب من الأفراد أن يقوموا بالقراءة بصوت مرتفع أو يصلوا حتى تكون متأكداً من أنهم يشعرون بارتياح عند قيامهم بذلك. إذا كان لديك أدنى شك في رغبة الشخص بالمشاركة، ابحث عن متطوعين بدلاً من دعوة من يمكن أن يكون كارهاً لذلك. معظم المتعلمين سيتعلمون تدريجيا الشعور بالراحة في المشاركة إذا رأوا بأن من يقومون بالمشاركة تتم معاملتهم باحترام وكياسة.

  3. ٣. ساعدهم على تطبيق ما تعلموه. يجب أن تساعد المتعلمين أيضا على أن يطبقوا ما تعلموه حسب ظروف حياتهم. يمكن أن يتضمن ذلك إعطاء فروض وتحديات ستساعد أعضاء الفصل على أن يكون لديهم خبرات تعليمية مرتبطة بالحقائق التي تعلموها. تذكر بأن تَعَلُم الإنجيل لا معنى له إلا إذا أدى للحياة حسب الإنجيل.

اخلق جوا تعليميا

البيئة المثلى لتعلم الإنجيل هي عندما يكون الشخص الحاضر مهتما بالتعلم عن أعضاء الفريق الآخرين. تتزايد الرغبة في التعلم عندما يحب المعلمون والمتعلمون بعضهم البعض ويساعدوا بعضهم البعض على الفهم والعيش حسب الإنجيل. عندما تعمل أنت ومن تدرسهم مع بعضكم البعض لخلق جوٍ تعليمي إيجابي، فإن التشتت غالبا ما سيظهر بشكل أقل. يجب أن تبذل كل ما باستطاعتك لتخلق مثل تلك البيئة ولأن تساعد من تعلمهم على أن يعرفوا كيفية المساهمة بذلك.

ما يلي هي بعض الأمور التي يجب عليك القيام بها لتساعد في خلق بيئة تعليمية:

  • احضر وأنت معد بكافة المواد والمعدات التدريسية الضرورية.

  • كن متأكداً من أن الفصل نظيف، مرتب، مريح، وخال ن وسائل التشتت قدر الإمكان.

  • ابدأ وانتهِ في الوقت المحدد.

  • ورحب بأعضاء الفصل على نحو فردي، إذا كان ذلك ممكنا.

  • بعمل الأمور التي تدع الروح والتي تشجع التقدير والكياسة.

  • أحب أعضاء الفصل وساعدهم على الشعور بالراحة في المشاركة.

  • اطرح الأسئلة التي تساعد أعضاء الفصل في التركيز على الموضوع.

  • شجع أعضاء الفصل على أن يستمعوا لبعضهم البعض باحترام وتفهم.

  • احترس من الأحاديث التي يمكن أن تُدَمر أو تُضْعِفْ الشهادات أو التي يمكن أن تدفع الروح إلى الانسحاب.

حتى بعد أن تقوم ببذل كل ما باستطاعتك لكي تخلق جواً تعليميا، يمكن أن تظل تواجه بعض التحديات. يمكن أن تساعدك الاقتراحات التالية على حل بعض التحديات والمشاكل الشائعة:

  • إذا حدث اضطراب، توقف عن الكلام حتى ينتبه إليك الجميع. ثم تابع الدرس.

  • إذا تابع الأفراد التحدث مع بعضهم البعض أثناء الدرس، يمكن لك أن تقابلهم على انفراد بعد الفصل وأن تستفسر عن الأمور التي يمكنك بمساعدتهم القيام بها لإنجاح الفصل.

  • إذا كان أحدهم يسيطر على النقاش في الفصل، وجه الأسئلة إلى أعضاء الفصل الآخرين أو اقترح بلباقة بأنك ترغب في الاستماع إلى من لم يقوموا بالمشاركة بعد.

  • إذا وجه أعضاء الفصل تعليقات من الممكن أن تقود النقاش بعيدا عن موضوع الدرس، تقبلها لكن أعد توجيه النقاش إلى موضوع الدرس.

سيتلاشى سلوك التخريب عند عثورك على طرقٍ يمكن أن تجعل بها كل شخص في المجموعة يشعر بأنه محبوب ومتقبل وأن يشارك بنجاح.