١ وَكانَ أَنَّ قَوْمَ نافي فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا لِأَنَّ الرَّبَّ نَجاهُمْ مَرَّةً أُخْرى مِنْ أَيْدي أَعْدائِهِمْ؛ لِذٰلِكَ شَكَروا الرَّبَّ إِلٰهَهُمْ؛ أَجَلْ، وَصاموا وَصَلَّوْا كَثيرًا وَتَعَبَّدوا لِلرَّبِّ بِفَرَحٍ عَظيمٍ جِدًّا.

٢ وَفي السَّنَةِ التّاسِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ الْقُضاةِ لِشَعْبِ نافي جاءَ أَلْما إِلى ابْنِهِ حيلامانَ وَسَأَلَهُ: أَتُؤْمِنُ بِالْكَلِماتِ الَّتي قُلْتُها لَكَ بِشَأْنِ تِلْكَ السِّجِلّاتِ الْمَحْفوظَةِ؟

٣ فَأَجابَهُ حيلامانُ: نَعَمْ، إِنَّني أومِنُ.

٤ ثُمَّ سَأَلَهُ أَلْما: أَتُؤْمِنُ بِيَسوعَ الْمَسيحِ الْمُنْتَظَرِ؟

٥ فَأَجابَهُ: نَعَمْ، إِنَّني أومِنُ بِكُلِّ الْكَلامِ الَّذي نَطَقْتَ بِهِ.

٦ فَسَأَلَهُ أَلْما: هَلْ سَتَحْفَظُ وَصايايَ؟

٧ فَأَجابَهُ: نَعَمْ، سَأَحْفَظُ وَصاياكَ مِنْ كُلِّ قَلْبي.

٨ عِنْدَئِذٍ قالَ لَهُ أَلْما: طوبى لَكَ؛ لِيُنْجِحْكَ الرَّبُّ في هٰذِهِ الْأَرْضِ.

٩ لٰكِنْ عِنْدي شَيْءٌ أَتَنَبَّأُ بِهِ لَكَ؛ لٰكِنَّ ما أَتَنَبَّأُ بِهِ لَكَ لا تُخْبِرْ بِهِ أَحَدًا؛ أَجَلْ، ما أَتَنَبَّأُ بِهِ يَجِبُ أَلّا يُعْلَنَ حَتّى تَتَحَقَّقَ النُّبوءَةُ؛ لِذٰلِكَ اكْتُبِ الْكَلِماتِ الَّتي أَقولُها.

١٠ وَهٰذِهِ هِيَ الْكَلِماتُ: إِنّي أُدْرِكُ أَنَّ هٰذا الشَّعْبَ، أَيِ النّافِيّينَ، وَفْقًا لِروحِ الْوَحْيِ الَّذي في داخِلي، في غُضونِ أَرْبَعَمِئَةِ سَنَةٍ مِنَ الْوَقْتِ الَّذي سَيُظْهِرُ فيهِ يَسوعُ الْمَسيحُ نَفْسَهُ لَهُمْ، سَيَتَراجَعونَ في إيمانِهِمْ.

١١ أَجَلْ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ سَيَشْهَدونَ حُروبًا وَأَوْبِئَةً، أَجَلْ، وَمَجاعاتٍ وَسَفْكَ الدِّماءِ، حَتّى يَنْقَرِضُ شَعْبُ نافي؛

١٢ أَجَلْ، وَذٰلِكَ لِأَنَّ إيمانَهُمْ يَتَراجَعُ، وَيَسْقُطونَ في أَعْمالِ الظُّلْمَةِ وَالشَّهَواتِ وَكُلِّ إِثْمٍ؛ أَجَلْ، لِأَنَّهُمْ يَأْثَمونَ ضِدَّ هٰذا النّورِ الْعَظيمِ وَهٰذِهِ الْمَعْرِفَةِ الْجَليلَةِ، أَقولُ لَكَ إِنَّهُ مُنْذُ ذٰلِكَ الْيَوْمِ لا يَنْقَضي الْجيلُ الرّابِعُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ هٰذا الشَّرُّ الْعَظيمُ.

١٣ وَعِنْدَما يَجيءُ ذٰلِكَ الْيَوْمُ الْعَظيمُ فَإِنَّهُ سُرْعانَ ما يأْتي عَلى مَنْ هُمْ شَعْبُ نافي الْآنَ أَوْ مَنْ يُعَدّونَ مِنْ نَسْلِ شَعْبِ نافي، يَأْتي عَليْهِمْ وَقْتٌ لا يُحْسَبونَ فيهِ مِنْ بَيْنِ شَعْبِ نافي.

١٤ لٰكِنَّ مَنْ يَبْقَوْنَ وَلا يَفْنَوْنَ في ذٰلِكَ الْيَوْمِ الْعَظيمِ الْمُخيفِ فَإِنَّهُمْ يُحْسَبونَ مِنْ اللّامانِيّينَ وَيُصْبِحونَ جَميعًا مِثْلَهُمْ إِلّا قِلَّةٌ يُدْعَوْنَ تَلاميذَ الرَّبِّ؛ وَهُمُ الَّذينَ سَيُطارِدُهُمُ اللّامانِيّونَ إِلى أَنْ يُفْنوهُمْ. وَبِسَبَبِ الشَّرِّ فَإِنَّ هٰذِهِ النُّبوءَةَ سَتَتَحَقَّقُ.

١٥ وَبَعْدَ أَنْ قالَ أَلْما هٰذِهِ الْأُمورَ لِحيلامانَ، بارَكَهُ وَبارَكَ أَبْناءَهُ الْآخَرينَ أَيْضًا؛ كَما بارَكَ الْأَرْضَ مِنْ أَجْلِ الْأَبْرارِ.

١٦ ثُمَّ قالَ: هٰكَذا يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مَلْعونَةٌ الْأَرْضُ، أَجَلْ، مَلْعونَةٌ هٰذِهِ الْأَرْضُ لِكُلِّ الْأُمَمِ وَالْقَبائِلِ وَالْأَلْسِنَةِ وَالشُّعوبِ الَّذينَ يَفْعَلونَ الشَّرَّ فَسَيَهْلِكونَ عِنْدَما يَنْضَجُ شَرُّهُمْ تَمامًا؛ وَكَما قُلْتُ فَلْيَكُنْ؛ فَهٰذِهِ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلى الْأَرْضِ، وَهٰذِهِ بَرَكَتُهُ أَيْضًا، لِأَنَّ الرَّبَّ لا يُمْكِنُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى الْخَطيئَةِ وَلَوْ بِقَليلٍ مِنَ التَّسامُحِ.

١٧ وَعِنْدَما قالَ أَلْما هٰذِهِ الْكَلِماتِ، بارَكَ الْكَنيسَةَ، أَجَلْ، بارَكَ كُلَّ الَّذينَ يَثْبُتونَ في الْإيمانِ مِنْ ذٰلِكَ الْوَقْتِ فَصاعِدًا.

١٨ وَعِنْدَما فَعَلَ أَلْما ذٰلِكَ، خَرَجَ مِنْ أَرْضِ زَرَحِمْلَةَ كَما لَوْ كانَ ذاهِبًا إِلى أَرْضِ ميليكَ. وَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ بَعْدَ ذٰلِكَ؛ أَمّا بِالنِّسْبَةِ لِمَوْتِهِ أَوْ دَفْنِهِ فَلا نَعْلَمُ شَيْئًا.

١٩ وَلٰكِنَّنا نَعْلَمُ أَنَّهُ كانَ رَجُلًا بارًّا؛ وَشاعَ الْقَوْلُ في الْكَنيسَةِ بِأَنَّ الرّوحَ رَفَعَهُ، أَوْ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ دَفَنَتْهُ مِثْلَ موسى. لٰكِنَّ النُّصوصَ الْمُقَدَّسَةَ تَقولُ إِنَّ الرَّبَّ أَخَذَ موسى إِلَيْهِ؛ وَنَحْنُ نَفْتَرِضُ أَنَّهُ أَخَذَ أَلْما بِالرّوحِ أَيْضًا؛ فَلِهٰذا السَّبَبِ لا نَعْلَمُ شَيْئًا عَنْ مَوْتِهِ وَدَفْنِهِ.

٢٠ وَفي بِدايَةِ السَّنّةِ التّاسِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكْمِ الْقُضاةِ لِشَعْبِ نافي خَرَجَ حيلامانُ لِيُعْلِنَ الْكَلِمَةَ بيْنَ النّاسِ.

٢١ فَبِسَبَبِ حُروبِهِمْ مَعَ اللّامانِيّينَ وَالْعَديدِ مِنَ الْخِلافاتِ وَالِاضْطِراباتِ الصَّغيرَةِ الَّتي كانَتْ بَيْنَ النّاسِ، أَصْبَحَ مِنَ الضَّرورِيِّ إِعْلانُ كَلِمَةِ اللّٰهِ بَيْنَهُمْ، أَجَلْ، وَوَضْعُ نِظامٍ في جَميعِ أَنْحاءِ الْكَنيسَةِ.

٢٢ لِذٰلِكَ خَرَجَ حيلامانُ وَإِخْوَتُهُ لِيُؤَسِّسوا الْكَنيسَةَ مَرَّةً أُخْرى في كُلِّ أَرْضِهِمْ، أَجَلْ، في كُلِّ مَدينَةٍ في كُلِّ أَنْحاءِ الْأَرْضِ الَّتي كانَ يَمْلِكُها شَعْبُ نافي. وَعَيَّنوا كَهَنَةً وَمُعَلِّمينَ في جَميعِ الْكَنائِسِ في كُلِّ أَنْحاءِ الْأَرْضِ.

٢٣ وَبَعْدَ أَنْ عَيَّنَ حيلامانُ وَإِخْوَتُهُ كَهَنَةً وَمُعَلِّمينَ لِلْكَنائِسِ، حَدَثَ خِلافٌ بَيْنَهُمْ، وَلمْ يَلْتَفِتوا لِكَلامِ حيلامانَ وَإِخْوَتِهِ؛

٢٤ لٰكِنَّهُمُ ازْدادوا في الْغُرورِ، وَكانوا مُتَعالينَ في قُلوبِهِمْ بِسَبَبِ ثَرْواتِهِمِ الْكَثيرَةِ جِدًّا؛ لِذٰلِكَ كانوا أَغْنِياءَ في أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يُصْغوا لِكَلامِهِمْ بِأَنْ يَسيروا بِاسْتِقامَةٍ أَمامَ اللّٰهِ.