المؤتمر العام
صلوات الإيمان
المؤتمر العام لشهر نيسان/ أبريل ٢٠٢٠


2:3

صلوات الإيمان

عندما نصلي بإيمان فإننا سنكون جزءًا حيويًا في عمل الرب وهو يعد العالم لمجيئه الثاني.

لقد استُجيبت صلاة الشيخ ماينز في بداية هذه الجلسة الأولى للمؤتمر العام. لقد حصلنا على الإلهام من خلال الكلمات الرائعة والموسيقى الجميلة. لقد بدأ بالفعل الوفاء بوعد الرئيس رسل نلسن بأن هذا المؤتمر سيكون رائعًا ولا يُنسى.

لقد كرس الرئيس نلسن هذا العام بأنه ”فترة الذكرى المئوية الثانية التي تحيي ٢٠٠ عام منذ أن ظهر الله الآب وابنه الحبيب، يسوع المسيح ، لجوزف سميث في رؤيا“. لقد دعانا الرئيس نلسن إلى وضع خطة شخصية لإعداد أنفسنا لهذا المؤتمر التاريخي، وقال أن إحياء الذكرى سيكون ”نقطة مفصلية في تاريخ الكنيسة، ودوركم في ذلك حيوي“.١

ومثلي، ربما سمعتم كلمته وسألتم أنفسكم، ”كيف يُعتبر دوري حيويًا؟“ ربما قرأت عن أحداث الاستعادة وصليتم بخصوصها. ربما، أكثر من أي وقت مضى، قرأتم روايات عن تلك الأوقات غير العادية عندما قدم الله الآب ابنه الحبيب لجوزف سميث. ربما قرأتم عن الحالات التي تحدّث فيها المخلص إلى أبناء أبينا السماوي. أعلم أنني قد قمت بكل هذه الأشياء.

لقد وجدت من خلال قراءتي مراجع إلى كهنوت الله وافتتاح التدابير. شعرت بالتواضع عندما أدركت أن تحضيري لهذا المؤتمر كان نقطة تحول في تاريخ حياتي. شعرت بتغييرات في قلبي. شعرت بامتنان جديد. شعرت بالمتعة من خلال انتظاري للمشاركة في هذا الاحتفال بالاستعادة المتواصلة.

أتخيل أن الآخرين يشعرون، بسبب الاستعداد الدقيق، بأنهم أكثر بهجة، وأكثر تفاؤلاً، وأكثر إصرارًا على الخدمة بأي شكل يحتاجه الرب.

كانت الأحداث السامية التي نكرمها اليوم بداية التدبير النبوي الأخير ، حين يُحَضِّرُ الرب كنيسته وشعبه، الذين يحملون اسمه، لاستقباله. كجزء من استعدادنا لمجيئه، سيُرفَع كل واحد منا حتى نرتقي إلى مستوى التحديات والفرص الروحية التي تختلف عما سبقها في تاريخ هذا العالم.

”إن عمل الرب في هذه الأيام الأخيرة، هو عمل ضخم ويكاد يتجاوز فهم البشر. أمجاده تتحدى الوصف، وعظمته لا يمكن تجاوزها. هذا هو الموضوع الذي أثر في أعماق الأنبياء والصالحين من خلق العالم من جيل إلى جيل حتى الوقت الحاضر؛ وهو حقًا تدبير ملء الأزمنة، عندما تجتمع كل الموجودات في المسيح يسوع، سواء في السماء أو على الأرض، وعندما يتم استعادة كل الأشياء، كما تحدث عنها جميع الأنبياء القدوسين منذ بدأ العالم؛ لأنه سيحدث فيه تحقيق الوعود المجيدة للآباء، حين ستكون مظاهر قوة العلي عظيمة ومجيدة وسامية. …

وواصلوا بالقول، ”… نشعر بالعزم على المضي قدما وتوحيد طاقاتنا من أجل بناء الملكوت، وتأسيس الكهنوت بشكل كامل ومجيد. إن العمل الذي يجب إنجازه في الأيام الأخيرة هو عمل ذو أهمية كبيرة، وسوف يستدعي طاقة ومهارة وموهبة وقدرة القديسين، بحيث يمكن أن يتقدم بهذا المجد والعظمة اللذين وصفهما النبي. [دانيال] [انظر دانيال ٢: ٣٤-٣٥، ٤٤-٤٥ ]؛ وبالتالي سيتطلب تركيز القديسين لإنجاز أعمال بهذا الحجم والعظمة.“٢

لم يتم الكشف بعد عن العديد من تفاصيل ما سنفعله ومتى سنفعل ذلك في عملية الاستعادة الجارية. ومع ذلك، فقد عرفت الرئاسة الأولى حتى في تلك الأيام الأولى اتساع وعمق العمل الذي وضعه الرب أمامنا. إليكم بعض الأمثلة على ما نعرف أنه سيحدث:

من خلال قديسيه، سيقدم الرب هبة إنجيله ”لكل أمة وقبيلة ولسان وشعب“.٣ ستستمر التقنية والمعجزات في لعب دور—وكذلك الأفراد ”صيادو البشر“٤ الذين يخدمون بقوة وإيمان متزايدين.

نحن كشعب سنصبح أكثر وحدة في خضم الصراع المتزايد. سنُجمع من خلال القوة الروحية للمجموعات والعائلات الممتلئة بنور الإنجيل.

حتى العالم غير المؤمن سوف يعترف بكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ويدرك أن قوة الله معها. والتلاميذ الأمناء والشجعان سوف يأخذون على أنفسهم اسم المسيح في حياتهم اليومية بلا خوف وبتواضع.

كيف إذن يستطيع كل واحد منا أن يشارك في عمل بهذا الحجم والعظمة؟ لقد علمنا الرئيس نلسن كيف ننمو في القوة الروحية. عندما نعتبر التوبة فرصة بهيجة بسبب إيماننا المتزايد بأن يسوع هو المسيح، عندما نفهم ونؤمن بأن الآب السماوي يسمع كل صلاة، عندما نسعى جاهدين لإطاعة الوصايا والعيش حسبها، فإننا ننمو في قوتنا لتلقي الوحي باستمرار. يمكن أن يصبح الروح القدس رفيقنا الدائم. يبقى الشعور بالنور معنا حتى عندما يصبح العالم من حولنا أكثر قتامة.

جوزف سميث هو مثال لكيفية نمو مثل هذه القوة الروحية. لقد أظهر لنا أن صلاة الإيمان هي مفتاح الوحي من الله. لقد صلى بإيمان، مؤمنا أن الله الآب يستجيب للصلاة. لقد صلى بإيمان، مؤمنا أنه فقط من خلال يسوع المسيح يمكن تحريره من الذنب الذي شعر به بسبب خطاياه. وصلى بإيمان، مؤمنا أنه بحاجة إلى العثور على كنيسة يسوع المسيح الحقيقية للحصول على هذه المغفرة.

خلال خدمته النبوية، استخدم جوزف سميث صلاة الإيمان للحصول على الوحي المستمر. بما أننا نواجه تحديات اليوم وونتوقع تحديات أخرى في المستقبل، فسنحتاج أيضًا إلى ممارسة نفس النمط. قال الرئيس بريغام يونغ، ”لا أعرف أي طريقة حياة أخرى لقديسي الأيام الأخيرة إلا أن يكون كل نفس من أنفاسهم صلاة لله كي يهدي ويوجه شعبه“.٥

هذه الكلمات من صلاة القربان يجب أن تكون وصفًا لحياتنا اليومية: ”أن نتذكره دائمًا“. الضمير ”هـ“ يشير إلى يسوع المسيح. الكلمات التي تلي ذلك، ”حفظ وصاياه“, تقترح علينا معنى تَذَكُّرِه٦ عندما نتذكر يسوع المسيح دائمًا ، قد يكون علينا أن نسأل بصلاة صامتة، ”ماذا يريد مني أن أفعل؟“

هذه الصلاة، المقدمة بإيمان بيسوع المسيح، ابتدأت هذا التدبير الأخير. وستكون في صميم الدور الذي سيلعبه كل منا في استمرار تَكَشُّفِهِ. لقد وجدت، مثلكم، أمثلة رائعة لهذه الصلاة.

المثال الأول هو جوزف سميث. سأل بإيمان طفولي عما يريده الرب منه. لقد غيرت إجابته تاريخ العالم.

بالنسبة لي، يأتي أهم درس من رد فعل جوزف على اعتداء الشيطان عليه عندما ركع جوزف للصلاة.

أعلم من التجربة أن الشيطان وخدامه يحاولون جعلنا نشعر أنه لا يجب علينا أن نصلي. عندما بذل جوزف سميث كل قواه لدعوة الله ليخلصه من القوة التي حاولت تقييده، استُجيب لصلاته من أجل الراحة وظهر الآب السماوي ويسوع المسيح.

كانت محاولة الشيطان لإحباط بداية الاستعادة قاسية للغاية لأن صلاة جوزف كانت مهمة للغاية. سوف يكون لي ولكم أدوارا صغيرة في عملية الاستعادة الجارية. ومع ذلك، سيحاول عدو الاستعادة منعنا من الصلاة. إن إيمان جوزف وتصميمه يمكن أن يقوينا في تصميمنا. هذا هو أحد الأسباب العديدة التي تجعل صلواتي تشمل شكر الآب السماوي للنبي جوزف.

أنوش في كتاب مورمون هو نموذج آخر لصلاتي الإيمانية وأنا أحاول تأدية دوري في الاستعادة المتواصلة. مهما كان دورك، فقد تنظرون إليه أنتم أيضًا كمرشد شخصي.

مثل جوزف، صلى أنوش بإيمان. وصف تجربته بالكلمات التالية:

فَتَضَرَّعَتْ رُوحِي جُوعًا؛ وَرَكَعْتُ أَمَامَ صَانِعِي وَصَرَخْتُ إِلَيْهِ بِصَلاةٍ حَارَّةٍ مُتَوَسِّلاً مِنْ أَجْلِ رُوحِي؛ وَظَلِلْتُ أَصْرُخُ إِلَيْهِ طِوَالَ ٱلْيَوْمِ؛ نَعَمْ، وَعِنْدَمَا أَرْخَى ٱللَّيْلُ سُدُولَهُ كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عَالِيًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.

فَأَتَى إِلَيَّ صَوْتٌ قَائِلاً: يَا أَنُوشُ، إِنَّ خَطَايَاكَ قَدْ غُفِرَتْ لَكَ كَمَا أَنَّكَ سَتُبَارَكُ.

”وأنا، أنوش، أيقنت أن الله لا يكذب؛ لذلك قد مُحِيَ ذنبي.

”فقلت: يا رب، كيف يمكن هذا؟

فَقَالَ لِي: مِنْ أَجْلِ إِيمَانِكَ بِالْمَسِيحِ، ٱلَّذِي لَمْ تَسْمَعْهُ وَلَمْ تَرَهُ مِنْ قَبْلُ. وَسَتَمُرُّ أَعْوَامٌ كَثِيرَةٌ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ نَفْسَهُ فِي ٱلْجَسَدِ؛ لِذٰلِكَ إِذَنِ ٱذْهَبْ، لَقَدْ جَعَلَكَ ٱلإِيمَانُ كَامِلاً.“٧

الدرس الذي باركني هو في هذه الكلمات: ”مِنْ أَجْلِ إِيمَانِكَ بِالْمَسِيحِ، ٱلَّذِي لَمْ تَسْمَعْهُ وَلَمْ تَرَهُ مِنْ قَبْلُ“.

كان جوزف يؤمن بالمسيح بحيث ذهب إلى البستان وكذلك بحيث صلى كي يتحرر من قوى الشيطان. لم يكن قد رأى الآب والابن بعد، لكنه صلى بإيمان بكل طاقة قلبه.

لقد علمتني تجربة أنوش الدرس الثمين نفسه. عندما أصلي بإيمان، يكون المخلص بجانبي مدافعا عني أمام الأب ويمكنني أن أشعر أن صلواتي تصل السماء. وتأتي الإجابات. ويتم تلقي البركات: وهناك سلام وفرح حتى في الأوقات الصعبة.

أتذكر عندما ركعت في الصلاة مع الشيخ ديفيد ب. هيت بصفتي أحدث عضو في رابطة الرسل الاثني عشر لقد كان عمره يقارب عمري الآن، ويواجه تحديات أواجهها الآن. أتذكر صوته وهو يصلي. لم أفتح عيني للنظر، ولكن بدا من صوته وكأنه كان يبتسم. تحدث مع الآب السماوي بفرح في صوته.

يمكنني أن أسمع في ذهني سعادته عندما قال، ”باسم يسوع المسيح“. بدا لي كما لو أن الشيخ هيت شعر أن المخلص كان يؤكد في تلك اللحظة الرسالة التي كانت صلاته تحملها. وكنت متأكدا من أنه سيتم تلقيها بابتسامة.

ستزداد قدرتنا على تقديم إسهامنا الحيوي في الاستعادة المتواصلة الرائعة مع نمو إيماننا بيسوع المسيح كمخلصنا وأبينا السماوي كأبينا المُحِب. عندما نصلي بإيمان فإننا سنكون جزءًا حيويًا في عمل الرب وهو يعد العالم لمجيئه الثاني. أدعو الله أن نجد فرحة في القيام بالعمل الذي يدعو كل واحد منا لأدائه.

أنا أشهد أن يسوع حي. هذه هي كنيسته وملكوته. جوزف سميث هو نبي الاستعادة. الرئيس رسل نلسن هو نبي الرب على وجه الأرض اليوم. وهو يحمل كل مفاتيح الكهنوت في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. باسم يسوع المسيح، آمين.