قوة كتاب مورمون في الاهتداء

كلمة الشيخ بنجامين م. ز. تاي

من السبعين

يوفر لنا كتاب مورمون الغذاء الروحي، ويصف خطة عمل ويصلنا مع الروح القدس.

بعد مراجعة تقرير لفحصي الجسدي، أدركت بأن علي أن أقوم ببعض التعديلات في حياتي. ولكي يساعدني في ذلك، وصف لي طبيبي خطة للتمرين والتغذية، والتي، إن تبعتها بدقة، سوف تحولني لشخص يتمتع بصحة أفضل.

إن خضع كل منا لفحص روحي، ما الذي سنتعلمه عن أنفسنا؟ ما هي التوصيات التي سيعطيها لنا طبيبنا الروحي؟ لكي نصبح الشخص الذي نريده، من الضروري أن نعرف ما نفعله ونفعل ما نعرفه.

يسوع المسيح هو الطبيب العظيم.^١ من خلال كفارته يضمد جراحنا ويأخذ على عاتقه أسقامنا ويشفي قلوبنا المكسورة.^٢ عن طريق نعمته، يصبح ضعفنا قوياً.^٣ يدعونا كي نتبعه^٤ عن طريق التعلم منه والاستماع لكلماته والسير في اتضاع روحه.^٥ لقد وعد بأن يساعدنا^٦ في هذا الاهتداء الذي يستغرق حياتنا كلها والذي يغيرنا ويجلب لنا الفرح الدائم.^٧

لقد أعطانا المخلص كتاب مورمون كوسيلة تساعدنا في هذا الاهتداء. يوفر لنا كتاب مورمون الغذاء الروحي، ويصف خطة عمل ويصلنا مع الروح القدس. كُتب من أجلنا،^٨ ويحتوي كلمة الله^٩بوضوح ويخبرنا بهويتنا وهدفنا ومصيرنا.^١٠ مع الإنجيل يشهد كتاب مورمون بيسوع المسيح^١١ ويعلمنا كيف نعرف الحقيقة ونصبح مثله.

كان الأخ سو بولو في الثامنة والخمسين من عمره عندما تعرّف على إنجيل يسوع المسيح المُستعاد. عندما قابلته كنت أخدم كرئيس للفرع لعدة سنوات، ولكنني عرفت بأنه لم يقرأ كتاب مورمون لأنه لم يكن متوفراً في لغته الأم وهي البرميس. عندما سألته كيف عرف بأن الكتاب صحيح من دون أن يقرأه، أجاب بأنه قرأ كتابقصص كتاب مورمون المصوّر كل يوم عن طريق النظر إلى الرسومات واستخدام قاموس ليترجم الكلمات الإنجليزية ويقوم بأخذ ملاحظات عن ما يتعلمه. شرح قائلاً، ”كل مرة درست فيها قمت بالصلاة بخصوص ما تعلمته، وشعرت بالسلام والفرح وأصبح ذهني صافياً وقلبي رقيقاً. شعرت بالروح القدس يشهد لي بأنه صحيح. أنا أعلم حقا أن كتاب المورمون هو كلمة الله.“

تماماً مثل الآخ سو بولو، نستطيع جميعنا أن ندرس كتاب مورمون بحسب ظروفنا. عندما نسعى لكن نؤمن ونتأمل تعاليمه في قلوبنا، نستطيع أن نسأل الله بايمان إن كانت هذه التعاليم صحيحة.^١٢ إن كانت رغبتنا في المعرفة صادقة ونيتنا للتصرف حقيقية، سيُجيبنا [الله] في قلوبنا عن طريق الروح القدس. وَبِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يمكننا أن نعرف حقيقة كلّ الأشياء.^١٣ عندما نستلم الشاهد الإلهي بكتاب مورمون، سنعرف كذلك بنفس القوة بأن يسوع المسيح هو مخلص العالم، وبأن جوزف سميث هو نبيه، وبأن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة هي كنيسته المُستعادة.^١٤

كشاب في بداية بعثتي التبشيرية، ركبت الطائرة متجهاً إلى أستراليا. كنت أشعر بالوحدة والقلق وبأني لست مؤهلاً ولكنني التزمت بأن أخدم، وبالتالي فإنني كنت أحتاج إلى الاطمئنان بأن ما آمنت به هو صحيح. صليت بينما قمت بقراءة الكتب المقدسة بلهفة، ولكن مع استمرار الرحلة زاد شكي وساءت حالتي الجسدية. بعد أن عانيت لبضع ساعات، مر في الممر من جانبي مضيف طيران ووقف بجانب مقعدي. أخذ كتاب مورمون الذي كنت أقرأه من بين يديّ. نظر إلى الغلاف وقال، ”هذا كتاب رائع!“ أعاد لي الكتاب واستمر في المشي. لم أره مرة أخرى.

وبينما دوى صدى كلماته في أذني، سمعت [هذه الكلمات] بشكل واضح وأحسست بها قلبي، ”أنا هنا، أنا أعرف أين أنت. عليك فقط فعل ما تستطيع فعله وترك الباقي لي.“ في تلك الطائرة فوق المحيط الهادئ، استلمت شهادة خاصة خلال قرائتي لكتاب مورمون وإلهام من الروح القدس بأن مخلصي يعرف من أنا وبأن الإنجيل صحيح.

علّم الشيخ ديفد أ. بدنار: ”معرفة أن الإنجيل صحيح هو جوهر الشهادة. كوننا صادقين للإنجيل باستمرار هو جوهر الاهتداء“^١٥ يتطلب منا الاهتداء أن نكون ”عاملين بالكلمة وليس سامعين فقط.“^١٦ خطة الله من أجلنا—عقيدة المسيح—تُعلّم بوضوح في كتاب مورمون.^١٧ وتشمل:

أولاً، ممارسة الايمان بيسوع المسيح والثقة به وحفظ وصاياه ومعرفة أنه سيساعدنا.^١٨
ثانياً، التوبة يومياً عن قصورنا والشعور بالفرح والسلام عندما يغفر لنا.^١٩ التوبة تتطلب منا أن نسامح الآخرين^٢٠ وتساعدنا كي نمضي قُدماً. لقد وعد المخلص بأن يغفر لنا كلما تبنا.^٢١
ثالثاً، عقد وحفظ العهود مع الله من خلال المراسيم مثل العماد. سيُبقينا هذا على درب العهد الذي يقود إليه.^٢٢
رابعاً، تسلّم هبة الروح القدس. هذه الهبة توفر لنا رفقة مستمرة لمن يُنقينا ويُعزينا ويقودنا.^٢٣
خامساً، الصبر حتى النهاية بينما نمضي قُدما ونغترف يومياً من كلمات المسيح.^٢٤ عندما نغترف من كتاب مورمون ونتمسك بتعاليمه، نستطيع أن نتغلب على التجارب ونستلم الإرشاد والحماية خلال حياتنا.^٢٥

بينما نقوم بتطبيق عقيدة المسيح في حياتنا، سنتغلب على الكسل الذي يعيق التغيير والخوف الذي يغلّف التصرف. سنستلم الإلهام الشخصي، إذ أن الروح القدس ”سيُظهركم على كل ما ينبغي أن تفعلوه،“^٢٦ و ”كلمات المسيح تنبئكم بكل ما ينبغي أن تفعلوه.“^٢٧

عاني الأخ هوانغ جونكونغ لمدة عشرين عاماً من الكحول والتدخين ولعب القمار الذي لم يستطع مقاومته. وعندما تعرف على يسوع المسيح وإنجيله المُستعاد، رغب الأخ هوانغ أن يتغير من أجل عائلته الصغيرة. كان أكبر تحدي يواجهه هو التدخين. لأنه كان يُدخن بكثرة، حاول أن يترك التدخين عدة مرات بدون جدوى. وفي يوم من الأيام استقرت في ذهنه هذه الكلمات من كتاب مورمون: ”بقلب خالص ونيّة صافية.“^٢٨ رغم أن محاولاته السابقة لاذت بالفشل، شعر بأنه يستطيع أن يتغير بمساعدة الآب السماوي ويسوع المسيح.

وحد المبشرين ايمانهم معه وأعطوه خطة عمل مع تدخلات عملية بالإضافة إلى جرعات مكثفة من الصلاة وقراءة كلمة الله. بإخلاص ونية صافية، تصرف الأخ هوانغ بإيمان وتصميم ولاحظ بأنه إن قام بالتركيز على عادات جديدة رغب في تطويرها، مثل قراءة كتاب مورمون، قل تركيزه على العادات التي رغب بأن يتخلص منها.

وهو يتذكر تجربته قبل ١٥ عام، قال، ”لا أتذكر بالضبط متى تركت التدخين، ولكنني بينما حاولت بجهد كل يوم لكي أفعل الأشياء التي تجلب روح الرب إلى حياتي وواصلت فعلها، لم أعد أرغب في السيجارة ولم أرغبها من بعد ذلك.“ خلال تطبيقه لتعاليم كتاب مورمون، تغيرت حياة الأخ هوانغ، وأصبح زوجاً وأباً أفضل.

وعدنا الرئيس رسل م. نلسن قائلاً: ”بينما تدرسون كتاب مورمون بروح الصلاة كل يوم،، فإنكم ستتخذون قرارات أفضل—كل يوم. أعدكم بأنه عندما تفكرون بما تدرسونه، فإن نوافذ السماء ستفتح، وستتلقون إجابات لأسئلتكم وتوجيها لحياتكم. أعدكم بأنه بينما تغوصون يوميًا في كتاب مورمون، يمكن أن يتم تحصينكم ضد شرور اليوم، حتى طاعون المواد الإباحية الطاغي وغيره من الأمور المؤدية لتخدير العقول.“^٢٩

أصدقائي الأعزاء، كتاب مورمون هو كلمة الله، وسنقترب منه عندما ندرسه.^٣٠ عندما نجرب كلماته،^٣١ سنستلم شهادة بصحتها. عندما نعيش وفقاً لتعاليمه باستمرار، لن نعود نرغب في عمل الشر.^٣٢ قلبنا ومحيانا وطبيعتنا ستتغير^٣٣ ونصبح شبيهين بالمخلص أكثر. أشارك معكم شهادتي بأن يسوع هو المسيح، مخلصنا وفادينا وصديقنا. باسم يسوع المسيح، آمين.