نستطيع أن نجمع شعب الرب!
أنا متأكد تمامًا من قدرتكم أيها الشباب على القيام بعمل الرب بسبب شيء يتعلق بهويتكم و بقوة هائلة بداخلكم.
قبل ما يقرب من ثلاث سنوات ، دعا الرئيس رسل م. نلسن جميع شباب كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة للتجند في ”كتيبة الرب لجمع شعب الرب“ على جانبي الحجاب. قال: ”ذلك التجمع هو أهم شيء يحدث على وجه الأرض اليوم“.١ أنا متأكد تمامًا من قدرتم أيها الشباب على القيام بذلك—ومن أنكم تفعلونه جيدًا—بسبب (١) شيء يتعلق بهويتكم و (٢) بقوة هائلة بداخلكم.
قبل ٤١ عامًا، شعر اثنان من المبشرين من كنيستنا أن الرب يقودهما إلى منزل في مدينة نيو جيرسي في الولايات المتحدة. ومع الوقت، وبأعجوبة، جرى تعميد الوالدين وأطفالهم العشرة. وطبقاً لقول النبي، فقد جعلوا ”الله يغلب“٢ في حياتهم. يجب أن أقول ”في حياة عائلتي“. كنت أنا الطفل الثالث. كنت في السابعة عشرة من عمري عندما قررت أن أقطع عهدًا دائمًا باتباع يسوع المسيح. لكم أن تخمنوا ماذا قررت أيضًا؟ لقد قررت ألا أتفرغ لبعثة تبشيرية. كان ذلك أكثر مما أستطيع أن أفعل. ولم يكن ذلك متوقعا مني، أليس كذلك؟ كنت عضوًا جديدًا في الكنيسة. ولم يكن لدي أي مال. إلى جانب ذلك، وعلى الرغم من أنني كنت قد تخرجت للتو من أصعب مدرسة ثانوية في غرب فيلادلفيا وواجهت بعض التحديات الخطيرة، إلا أنني كنت في قرارة نفسي مرعوبًا من ترك منزلي لمدة عامين كاملين.
هويتك الحقيقية
لكنني كنت تعلمت للتو أنني و البشرية جمعاء قد عشنا مع أبينا السماوي كأبنائه وبناته الروحيين قبل ولادتنا. احتاج الآخرون، كما علمت، إلى معرفة أنه يتشوق أن يتمكن جميع أبنائه من الاستمتاع بالحياة الأبدية معه. لذلك، قبل أن يأتي أي إنسان إلى الأرض، قدم الآب للجميع خطته الكاملة للخلاص والسعادة مع يسوع المسيح كمخلصنا. للأسف الشديد، عارض الشيطان خطة الله.٣ وبحسب سفر الرؤيا، ”كانت هناك حرب في السماء!“٤ خدع الشيطان بمكر جزءًا ثالثًا من أبناء روح الآب السماوي ليسمحوا له بالحكم بدلاً من الله.٥ لكنه لم يخدعكم أنتم. رأى الرسول يوحنا أنكم تغلبتم على الشيطان ”بكلمة [شهادتكم]“.٦
إن معرفتي لهويتي الحقيقية، وبمساعدة بركتي البطريركية، منحني الشجاعة والإيمان لقبول دعوة الرئيس سبنسر و. كمبل لجمع شعب الرب.٧ سيكون الأمر كذلك بالنسبة لكم، أيها الأصدقاء الأعزاء. إن معرفتكم أنكم تغلبتم على الشيطان بكلمة شهادتكم منذ فترة طويلة سيساعدكم أن ”تحبوا وتشاركوا وتدعوا“٨ اليوم ودائمًا—أن تدعو الآخرين للحضور والرؤية، أن يأتوا ويساعدوا، أن يأتوا وينتموا، لأن نفس الحرب على أرواح أبناء وبنات الله ما زالت محتدمة.
الإيمان القوي بداخلكم
ماذا عن القوة الهائلة بداخلكم؟ فكر في هذا: لقد صرختم من فرط فرحتكم لمجيئكم إلى عالم ساقط حيث سيواجه الجميع الموتين الجسدي والروحي.٩ لن نكون قادرين على التغلب على أي منهما بمفردنا. لن نعاني فقط من خطايانا ولكن من خطايا الآخرين أيضًا. ستختبر البشرية تقريبًا كل أنواع الانكسار وخيبة الأمل١٠ التي يمكن تخيلها - كل ذلك إضافة إلى حجاب من النسيان مغطياً أذهاننا واستمرار عدو البشرية الأسوأ في استهدافنا وغايتنا. كل أمل لنا في العودة إلى حضرة الله المقدسة، قائمين من الموت وأنقياء، اعتمد بالكامل على وفاء شخص واحد بوعده.۱۱
ما الذي مكنكم من المضي قدما؟ علمنا الرئيس هنري .بي. آيرنغ الآتي: ”لقد تطلب الأمر إيمانا بيسوع المسيح للحفاظ على خطة السعادة ومكانة يسوع المسيح فيها عندما كنتم تعرفون القليل جدا عن التحديات التي ستواجهونها في الحياة الارضية“.۱۲ عندما وعد يسوع المسيح بأنه سيأتي إلى الأرض ويبذل حياته ليجمعنا ويخلصنا، فإنكم لم تصدقوه ببساطة.۱۳ لكن أنتم أيها ”الأرواح النبيلة“۱٤ كان لديكم ذلك ”الإيمان العظيم جدًا“ لدرجة أنكم رأيتم أن الوفاء بوعده مؤكد.۱٥ لم يستطع الكذب، لذلك رأيتموه كما لو كان قد بذل دمه من أجلكم، وذلك قبل وقت طويل من ولادته.۱٦
بكلمات يوحنا الرمزية، ”غلبتم [الشيطان] بدم الحمل“.۱۷ علمنا الرئيس دالين هـ. أوكس أنكم في هذا العالم ”رأيتم النهاية من البداية“.۱۸
لنفترض أنه قبل يوم واحد من ذهابكم إلى المدرسة، وعدكم أحد والديكم أنه يمكنكم تناول طعامكم المفضل عند العودة إلى المنزل! ستكونون متشوقين. أثناء وجودكم في المدرسة تتخيلون أنكم تأكلون هذا الطعام، ويمكنكم بالفعل الشعور بطعمه. بطبيعة الحال، تشاركون الأخبار السارة مع الآخرين. إن التطلع إلى العودة إلى المنزل سيجعلكم سعداء جدًا لدرجة أن الاختبارات والتحديات المدرسية تبدو خفيفة. لا شيء يمكن أن يسلبكم البهجة أو يجعلكم تشك بسبب تأكدكم من ضمان الوفاء بالوعد! وبالمثل، فقبل ولادتكم ”أيتها لأرواح النبيلة“، تعلمتم أن تروا وعود المسيح بهذه الطريقة المؤكدة، وشعرتم بطعم خلاصه.۱۹ إيمانكم العظيم مثل العضلات التي تزداد قوة وحجماً كلما دربتموها أكثر، لكنها موجودة بداخلكم بالفعل.
كيف يمكنكم إيقاظ إيمانكم الكبير بالمسيح واستخدامه لجمع شعب الرب الآن والانتصار على الشيطان مرة أخرى؟ من خلال إعادة تعلم التطلع إلى الأمام والنظر بنفس اليقين إلى وعد الرب بأن يجمع ويخلص شعبه اليوم. يستخدم الرب في الأساس كتاب مورمون وأنبياءه ليعلمونا كيف يمكن عمل ذلك. قبل المسيح بوقت طويل، أقنع ”الأنبياء و … الكهنة و … المعلمون“ النافيون … [الشعب] أن يتطلعوا إلى المسيح، ويؤمنوا بقدومه كما لو كان قد قدم بالفعل.۲۰ علمنا النبي أبينادي قائلاً : ”وَٱلْآنَ لَوْ لَمْ يَأْتِ ٱلْمَسِيحُ إِلَى ٱلْعَالَمِ (مُتَكَلِّمًا عَمَّا سَيَأْتِي وَكَأَنَّهُ قَدْ أَتَى) لَمَا كَانَ فِدَاءٌ“.۲۱ مثل ألما، نظر أبينادي ”إلى الأمام بعين الإيمان“۲۲ ورأى أن وعد الله الأكيد بالخلاص وكأنه تحقق بالفعل. لقد ”غلبوا [الشيطان] بدم الحمل و … بكلمة شهادتهم“ قبل وقت طويل من ولادة المسيح، تمامًا كما فعلتم أنتم. وأعطاهم الرب قوة ليدعوا ويجمعوا شعبه. سيفعل الشيء نفسه من أجلكم وأنتم تتطلعون إلى الأمام بإيمان، وترون شعبه مجمعا—عالميًا وفي ”محيطكم“ وتدعون الجميع!۲۳
بنى المئات من المبشرين على إيمانهم الخالد القوي بالمسيح من خلال تصور الذين اتصلوا بهم أو علموهم—من خلال تصورهم مرتدين ملابس المعمودية والهيكل. في حديث بعنوان ”ابدأ بتخيل النهاية أولا“،٢٤ شارك الرئيس نلسن مثالًا شخصيًا للقيام بذلك وأصدر تعليمات لقادة البعثات التبشيرية لتعليم المبشرين أن يفعلوا الشيء نفسه. علمهم بأنهم استخدموا هذا الإيمان العظيم بيسوع المسيح في الحياة قبل الأرضي ، فإنه سيساعد المبشرين الأعزاء بشكل كبير على ”سماع الرب“٢٥ وتفعيل إيمانهم الهائل لجمع شعبه كما وعد الرب.
بالطبع، تخيل الأكاذيب يضر بالإيمان.۲٦ أصدقائي، تصوروا مشاهدة أشياء تتعارض مع ماهيتكم الحقيقية، خاصة المواد الإباحية، التي تضعف إيمانكم بالمسيح، وبدون التوبة، يمكن أن تدمره. من فضلكم استخدموا خيالكم لزيادة الإيمان بالمسيح وليس لتدميره.
برنامج الأطفال والشبيبة
برنامج الأطفال والشبيبة هو أداة نبوية لمساعدتكم على تقوية إيمانكم العظيم. علمنا الرئيس أوكس أن ”هذا البرنامج مصمم لمساعدتكم على أن تصبحوا أكثر شبهاً بمخلصنا في أربعة مجالات هي: الروحانية والاجتماعية والجسدية والفكرية“.۲۷ عندما تكونون أنتم أيها الشباب قادة في عيش الإنجيل، والاهتمام بالآخرين، ودعوة الجميع لتلقي الإنجيل، وتوحيد العائلات إلى الأبد، وتنظيم الأنشطة المسلية۲۸، سيظهر من جديد الإيمان العظيم بالمسيح الذي كان لديكم في الحياة ما قبل الأرضية وسيمكنكم الرب من القيام بعمله في هذه الحياة!
كما أن الأهداف الشخصية، ”خاصة الأهداف قصيرة المدى“،۲۹ ستساعدكم على إعادة إشعال لهيب إيمانكم القوي. عندما تحددون هدفًا جيدًا، فأنتم تتطلعون إلى الأمام، كما فعلتم من قبل، وترون ما يريد أبوكم السماوي لكم أن تصبحوا عليه أنتم أو غيركم.۳۰ ثم تخططون وتعملون بجد لتحقيق ذلك. علّمنا الشيخ كونتن. ل. كوك قائلاً، ”لا تقللوا أبدًا من أهمية التخطيط وتحديد الأهداف … و [دعوة الآخرين]—كل ذلك بعين الإيمان“.٣١
الخيار متروك لكم! قال الرب عنكم، ”قوة [الاختيار] فيهم“.٣٢ قال الشيخ نيل. ل. أندرسن، ”إيمانكم لن ينمو بالصدفة، بل بالاختيار“.٣٣ وأضاف: ”[أي] أسئلة صادقة [قد تكون لديكم] … ستتم تسويتها بالصبر وعين الإيمان“.٣٤
أشهد أن (١) هويتكم الحقيقية و (٢) القوة الهائلة للإيمان بالمسيح بداخلك ستمكنك من ”المساعدة في إعداد العالم لعودة المخلص من خلال دعوة الجميع للمجيء إلى المسيح وتلقي بركات كفارته“.٣٥ نرجو أن نتشارك جميعًا فرحة وعد كتاب مورمون الأكيد:
”الأبرار الذين يستمعون … للأنبياء، و … بل ينتظرون المسيح بثبات … رغم كل الاضطهاد … لن يهلكوا.
”.لكن [المسيح] … يشفيهم فيكون لهم سلام معه“.٣٦
باسم يسوع المسيح، آمين.