١ وَفي ذٰلِكَ الْيَوْمِ أَصْنَعُ عَمَلًا عَجيبًا بَيْنَهُمْ، لِأَذْكُرَ عُهودي الَّتي قَطَعْتُها لِأَبْناءِ الْبَشَرِ، وَلِأَمُدَّ يَدي لِلْمَرَّةِ الثّانِيَةِ لِأَسْتَعيدَ شَعْبي الَّذي هُوَ مِنْ بَيْتِ إِسْرائيلَ؛

٢ وَأَيْضًا لِأَذْكُرَ الْوُعودَ الَّتي قَطَعْتُها لَكَ، يا نافي، وَأَيْضًا لِأَبيكَ، بِأَنَّني أَتَذَكَّرُ نَسْلَكَ، وَبِأَنَّ كَلِماتِ نَسْلِكَ تَخْرُجُ مِنْ فَمي إِلى نَسْلِكَ؛ وَتَشيعَ كَلِماتي إِلى أَقاصي الْأَرْضِ رايَةً لِشَعْبي الَّذي هُوَ مِنْ بَيْتِ إِسْرائيلَ؛

٣ وَلِأَنَّ كَلِماتي تَشيعُ، فَإِنَّ الْكَثيرَ مِنَ الْأُمَمِ يَقولونَ: كِتابٌ مُقَدَّسٌ! كِتابٌ مُقَدَّسٌ! لَدَيْنا كِتابٌ مُقَدَّسٌ وَلا يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ هُناكَ كِتابٌ مُقَدَّسٌ آخَرُ.

٤ لٰكِنْ هٰكَذا يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَيُّها الْحَمْقى، يَكونُ لَهُمْ كِتابٌ مُقَدَّسٌ؛ وَيَخْرُجُ مِنْ عِنْدَ الْيَهودِ، شَعْبِ عَهْدي الْقَديمِ. فَهَلْ يَشْكُرونَ الْيَهودَ عَلى الْكِتابِ الْمُقَدَّسِ الَّذي يَتَلَقَّوْنَهُ مِنْهُمْ؟ أَجَلْ، ماذا يَقْصِدُ الْأُمَمُ؟ أَيَتَذَكَّرونَ مَخاضَ الْيَهودِ وَتَعَبَهُمْ وَآلامَهُمْ وَاجْتِهادَهُمْ لي في حَمْلِ الْخَلاصِ لِلْأُمَمِ؟

٥ أَيُّها الْأُمَمُ، أَتَذَكَّرْتُمُ الْيَهودَ، شَعْبَ عَهْدي الْقَديمَ؟ كَلّا؛ بَلْ لَعَنْتُموهُمْ وَأَبْغَضْتُموهُمْ وَلَمْ تَسْعَوْا لِاسْتِعادَتِهِمْ. لٰكِنَّني أَرُدُّ كُلَّ هٰذِهِ الْأُمورِ عَلى رُؤوسِكُمْ؛ لِأَنّي أَنا الرَّبَّ لَمْ أَنْسَ شَعْبي.

٦ أَيُّها الْأَحْمَقُ الَّذي يَقولُ: كِتابٌ مُقَدَّسٌ! لَدَيْنا كُتابٌ مُقَدَّسٌ، وَلا حاجَةَ لَنا بِكِتابٍ مُقَدَّسٍ آخَرَ؛ أَفَكُنْتَ تَحْصُلُ عَلى كِتابٍ مُقَدَّسٍ بِغَيْرِ الْيَهودِ؟

٧ أَفَلا تَعْلَمونَ أَنَّهُ توجَدُ أُمَمٌ كَثيرَةٌ؟ أَلا تَعْلَمونَ أَنّي أَنا الرَّبَّ إِلٰهَكُمْ قَدْ خَلَقْتُ كُلَّ الْبَشَرِ، وَأَنَّني أَتَذَكَّرُ الَّذينَ عَلى جُزُرِ الْبَحْرِ؛ وَأَنَّني أَحْكُمُ في السَّماواتِ مِنْ فَوْقُ وَفي الْأَرْضِ مِنْ تَحْتُ؛ وَأَنَّني أَجْلِبُ كَلِمَتي إِلى أَبْناءِ الْبَشَرِ، أَجَلْ، إِلى جَميعِ أُمَمِ الْأَرْضِ؟

٨ أَتَتَذَمَّرونَ لِأَنَّكُمْ تَتَلَقَّوْنَ الْمَزيدَ مِنْ كَلِماتي؟ أَلا تَعْلَمونَ أَنَّ شَهادَةَ أُمَّتَيْنِ هِيَ شاهِدٌ لَكُمْ بِأَنَّني اللّٰهُ، وَأَنَّني أَتَذَكَّرُ هٰذِهِ الْأُمَّةَ كَما أَتَذَكَّرُ غَيْرَها؟ لِذٰلِكَ فَإِنَّني أَتَكَلَّمُ بِالْكَلِماتِ نَفْسِها إِلى كُلِّ أُمَّةٍ كَغَيْرِها. وَعِنْدَما تَجْتَمِعُ الْأُمَّتانِ فَكَذٰلِكَ تَجْتَمِعُ شَهادَتُهُما أَيْضًا.

٩ وَأَفْعَلُ هٰذا كَيْ أُقْنِعَ الْكَثيرينَ بِأَنَّني هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلى الْأَبَدِ؛ وَأَنّي أَنْطُقُ بِكَلِماتي حَسَبَ مَسَرَّتي. وَلِأَنّي تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ، فَيَجِبُ أَلّا تَفْتَرِضوا أَنَّهُ لا يُمْكِنُني أَنْ أَتَكَلَّمَ بِأُخْرى؛ لِأَنَّ عَمَلي لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ؛ وَلَنْ يَكْتَمِلَ قَبْلَ نِهايَةِ الْبَشَرِ، وَلَنْ يَكْتَمِلَ مِنْ ذٰلِكَ الْوَقْتِ وَإِلى الْأَبَدِ.

١٠ لِذا، لِأَنَّ لَدَيْكُمْ كِتابًا مُقَدَّسًا، فَلا يَنْبَغي أَنْ تَفْتَرِضوا أَنَّهُ يَحْوي جَميعَ كَلِماتي؛ وَلا يَنْبَغي أَنْ تَفْتَرِضوا أَنَّني لَمْ أَجْعَلْ غَيْرَهُ يُكْتَبُ.

١١ لِأَنّي آمُرُ جَميعَ الْبَشَرِ في الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ وَفي الشَّمالِ وَفي الْجَنوبِ، وَفي جُزُرِ الْبَحْرِ، بِأَنْ يَكْتُبوا الْكَلِماتِ الَّتي أَتَكَلَّمُ بِها إِلَيْهِمْ، لِأَنّي سَأُدينُ الْعالَمَ مِنَ الْكُتُبِ الَّتي سَتُكْتَبُ، كُلَّ إِنْسانٍ وَفْقًا لِأَعْمالِهِ، حَسَبَ ما هُوَ مَكْتوبٌ.

١٢ لِأَنّي أُخاطِبُ الْيَهودَ وَهُمْ يَكْتُبونَ كَلِمَتي؛ وَأُخاطِبُ أَيْضًا النّافِيّينَ وَهُمْ يَكْتُبونَها؛ وَأُخاطِبُ أَيْضًا أَسْباطَ إِسْرائيلَ الْأُخْرى الَّتي سُقْتُها بَعيدًا، وَهُمْ يَكْتُبونَها؛ وَأُخاطِبُ أَيْضًا كُلَّ أُمَمِ الْأَرْضِ وَهُمْ يَكْتُبونَها.

١٣ وَيَكونُ أَنَّ الْيَهودَ يَحْصُلونَ عَلى كَلِماتِ النّافِيّينَ، وَالنّافِيّينَ يَحْصُلونَ عَلى كَلِماتِ الْيَهودِ؛ وَالنّافِيّونَ وَالْيَهودُ يَحْصُلونَ عَلى كَلِماتِ أَسْباطِ إِسْرائيلَ الْمَفْقودَةِ؛ وَأَسْباطُ إِسْرائيلَ الْمَفْقودَةُ يَحْصُلونَ عَلى كَلِماتِ النّافِيّينَ وَالْيَهودِ.

١٤ وَيَكونُ أَنَّ شَعْبي، الَّذي هُوَ مِنْ بَيْتِ إِسْرائيلَ، يُجْمَعُ إِلى مَوْطِنِهِ وَإِلى أَراضي مُمْتَلَكاتِهِ؛ وَكَلِماتي أَيْضًا تُجْمَعُ مَعًا. وَسَأُظْهِرُ لِمَنْ يَقاوِمونَ كَلِمَتي وَشَعْبي، الَّذي هُوَ مِنْ بَيْتِ إِسْرائيلَ، بِأَنّي أَنا اللّٰهُ، وَقَدْ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَ إِبْراهيمَ بِأَنّي سَأَتَذَكَّرُ نَسْلَهُ لِلْأَبَدِ.