١ وَلا أَسْتَطيعُ أَنا، نافي، أَنْ أَكْتُبَ كُلَّ الْأُمورِ الَّتي عُلِّمَتْ بَيْنَ شَعْبي؛ كَما أَنَّني لَسْتُ بارِعًا في الْكِتابَةِ كَما في الْكَلامِ؛ فَعِنْدَما يَتَكَلَّمُ الْإِنْسانُ بِقُوَّةِ الرّوحِ الْقُدُسِ، فَإِنَّ قُوَّةَ الرّوحِ الْقُدُسِ تَحْمِلُ كَلامَهُ إِلى قُلوبِ أَبْناءِ الْبَشَرِ.

٢ لٰكِنَّ هُناكَ كَثيرينَ يُقَسّونَ قُلوبَهُمْ تُجاهَ الرّوحِ الْقُدُسِ، فَلا يَكونُ لَهُ مَكانٌ فيهِمْ؛ لِذٰلِكَ فَإِنَّهُمْ يَرْفُضونَ الْكَثيرَ مِنَ الْأُمورِ الْمَكْتوبَةِ وَيَحْسَبونَها أُمورًا تافِهَةً.

٣ لٰكِنَّني أَنا نافي قَدْ كَتَبْتُ ما كَتَبْتُ، وَأَحْسَبُهُ ثَمينًا جِدًّا، خُصوصًا لِأَبْناءِ شَعْبي. فَإِنَّني أُصَلّي دَوْمًا لِأَجْلِهِمْ في النَّهارِ، وَتُبَلِّلُ عَيْنايَ وِسادَتي في اللَّيْلِ بِسَبَبِهِمْ؛ وَأَنا أَصْرُخُ إِلى إِلٰهي بِإيمانٍ، وَأَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْمَعُ صَرْخَتي.

٤ وَأَنا أَعْلَمُ أَنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ سَيُكَرِّسُ صَلَواتي لِمَنْفَعَةِ أَبْناءِ شَعْبي. وَالْكَلِماتُ الَّتي كَتَبْتُها في ضُعْفٍ سَيَجْعَلُها قَوِيَّةً لَهُمْ؛ لِأَنَّها تُقْنِعُهُمْ بِأَنْ يَفْعَلوا الْخَيْرَ؛ وَتُعَرِّفُهُمْ بِآبائِهِمْ؛ وَتَتَكَلَّمُ عَنْ يَسوعَ، وَتُقْنِعُهُمْ بِأَنْ يُؤْمِنوا بِهِ وَأَنْ يَثْبُتوا إِلى النِّهايَةِ، وَتِلْكَ هِيَ الْحَياةُ الْأَبَدِيَّةُ.

٥ وَهِيَ تَشْجُبُ الْخَطيئَةَ طِبْقًا لِوُضوحِ الْحَقِّ؛ لِذٰلِكَ لَنْ يَغْضَبَ أَيُّ إِنْسانٍ مِنَ الْكَلِماتِ الَّتي كَتَبْتُها إِلّا مَنْ يَكونُ مِنْ روحِ إِبْليسَ.

٦ أَبْتَهِجُ بِالْوُضوحِ في كَلامي؛ أَبْتَهِجُ بِالْحَقِّ؛ وَأَبْتَهِجُ بِيَسوعي، لِأَنَّهُ فَدى روحي مِنَ الْجَحيمِ.

٧ عِنْدي مَحَبَّةٌ لِشَعْبي، وَإيمانٌ عَظيمٌ بِالْمَسيحِ بِأَنَّني سَأَلْتَقي بِالْكَثيرِ مِنَ النُّفوسِ بِلا عَيْبٍ عِنْدَ عَرْشِ دَيْنونَتِهِ.

٨ عِنْدي مَحَبَّةٌ لِلْيَهودِ—أَقولُ الْيَهودَ، وَبِذٰلِكَ أَعْني الَّذينَ جِئْتُ مِنْهُمْ.

٩ وَكَذٰلِكَ عِنْدي مَحَبَّةٌ لِلْأُمَمِ. وَلٰكِنْ لا يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ لي رَجاءٌ لِأَيٍّ مِنْهُمْ إِلّا إِذا تَصالَحوا مَعَ الْمَسيحِ، وَدَخَلوا مِنَ الْبَوّابَةِ الضَّيِّقَةِ، وَساروا في الطَّريقِ الصَّعْبِ الَّذي يُؤَدّي إِلى الْحَياةِ، وَاسْتَمَرّوا في الطَّريقِ حَتّى نِهايَةِ يَوْمِ الِاخْتِبارِ.

١٠ وَالْآنَ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، وَيا أَيُّها الْيَهودُ أَيْضًا، وَيا جَميعَ أَقاصي الْأَرْضِ، أَصْغوا إِلى هٰذِهِ الْكَلِماتِ وَآمِنوا بِالْمَسيحِ؛ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنوا بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ، آمِنوا بِالْمَسيحِ. وَإِنْ آمَنْتُمْ بِالْمَسيحِ فَإِنَّكُمْ سَتُؤْمِنونَ بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ، لِأَنَّها كَلِماتُ الْمَسيحِ، وَهُوَ أَعْطاها لي؛ وَهِيَ تُعَلِّمُ جَميعَ الْبَشَرِ أَنْ يَفْعَلوا الْخَيْرَ.

١١ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَلِماتِ الْمَسيحِ، فَاحْكُموا—لِأَنَّ الْمَسيحَ سَيُظْهِرُ لَكُمْ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ عَظيمٍ أَنَّها كَلِماتُهُ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ؛ وَسَأَقِفُ وَإِيّاكُمْ وَجْهًا لِوَجْهٍ أَمامَ كُرْسِيِّ دَيْنونَتِهِ؛ وَسَتَعْلَمونَ أَنَّهُ أَمَرَني أَنْ أَكْتُبَ هٰذِهِ الْأُمورَ، رَغْمَ ضُعْفي.

١٢ وَأَدْعو الْآبَ بِاسْمِ الْمَسيحِ كَيْ يَخْلُصَ كَثيرونَ مِنّا، إِنْ لَمْ يَخْلُصِ الْجَميعُ، في مَلَكوتِهِ في الْيَوْمِ الْعَظيمِ وَالْأَخيرِ.

١٣ وَالْآنَ، يا إِخْوَتي الْأَحِبّاءَ، كُلَّ مَنْ هُمْ مِنْ بَيْتِ إِسْرائيلَ، وَيا جَميعَ أَقاصي الْأَرْضِ، أُكَلِّمُكُمْ بِصَوْتي الصّارِخِ مِنَ التُّرابِ: وَداعًا حَتّى يَأْتي ذٰلِكَ الْيَوْمُ الْعَظيمُ.

١٤ وَأَنْتُمُ يا مَنْ رَفَضْتُمْ أَنْ تَتَناوَلوا مِنْ صَلاحِ اللّٰهِ، وَلَمْ تُوَقِّروا كَلِماتِ الْيَهودِ وَكَلِماتي أَيْضًا وَالْكَلِماتِ الَّتي سَتَصْدُرُ عَنْ فَمِ حَمَلِ اللّٰهِ، فَإِنّي أُوَدِّعُكُمْ وَداعًا أَبَدِيًّا، لِأَنَّ هٰذِهِ الْكَلِماتِ سَتُدينُكُمْ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ.

١٥ فَما أَخْتِمُهُ عَلى الْأَرْضِ سَيُقَدَّمُ ضِدَّكُمْ أَمامَ كُرْسِيِّ الدَّيْنونَةِ؛ فَهٰكَذا أَمَرَني الرَّبُّ، وَعَلَيَّ أَنْ أُطيعَهُ. آمينَ.