١ وَإِذا أَصْغى الْأُمَمُ لِحَمَلِ اللّٰهِ في ذٰلِكَ الْيَوْمِ الَّذي سَيُظْهِرُ فيهِ نَفْسَهُ لَهُمْ بِالْكَلِمَةِ وَأَيْضًا بِالْقُوَّةِ وَالْفِعْلِ لِإِزالَةِ عَثَراتِهِمْ—

٢ وَإِذا لَمْ يُقَسّوا قُلوبَهُمْ عَلى حَمَلِ اللّٰهِ، فَإِنَّهُمْ سَيُحْسَبونَ مِنْ بَيْنِ نَسْلِ أَبيكَ؛ أَجَلْ، سَيُحْسَبونَ مِنْ بَيْنِ بَيْتِ إِسْرائيلَ وَسَيَكونونَ شَعْبًا مُبارَكًا عَلى الْأَرْضِ الْمَوْعودَةِ إِلى الْأَبَدِ؛ وَلَنْ يُسْبَوْا فيما بَعْدُ، وَلَنْ يُخْزى بَيْتُ إِسْرائيلَ فيما بَعْدُ.

٣ وَتِلْكَ الْحُفْرَةُ السَّحيقَةُ الَّتي حَفَرَتْها لَهُمْ تِلْكَ الْكَنيسَةُ الْهائِلَةُ الْبَغيضَةُ الَّتي أَسَّسَها إِبْليسُ وَأَبْناؤُهُ كَيْ يُضَلِّلَ نُفوسَ الْبَشَرِ فَيُنْزِلُهُمْ إِلى جَهَنَّمَ—أَجَلْ، تِلْكَ الْحُفْرَةُ السَّحيقَةُ الَّتي حُفِرَتْ لِهَلاكِ الْبَشَرِ، سَتُمْلَأُ بِمَنْ حَفَروها حَتّى هَلاكِهِمِ الْكامِلِ، يَقولُ حَمَلُ اللّٰهِ؛ وَلا يَعْني ذٰلِكَ أَنَّ النَّفْسَ تَهْلِكُ، وَإِنَّما تُطْرَحُ في ذٰلِكَ الْجَحيمِ الَّذي لا نِهايَةَ لَهُ.

٤ فَإِنَّ ذٰلِكَ يَكونُ وَفْقًا لِسَبْيِهِمْ مِنْ جِهَةِ إِبْليسَ، وَأَيْضًا وَفْقًا لِعَدالَةِ اللّٰهِ لِكُلِّ الَّذينَ يَعْمَلونَ الشَّرَّ وَالرِّجْسَ أَمامَهُ.

٥ وَكانَ أَنَّ الْمَلاكَ كَلَّمَني أَنا، نافي، قائِلًا: لَقَدْ رَأَيْتَ أَنَّ الْأُمَمَ، إِذا تابوا، فَسَيَكونُ لَهُمْ خَيْرٌ؛ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَيْضًا عَنْ عُهودِ الرَّبِّ لِبَيْتِ إِسْرائيلَ؛ وَقَدْ سَمِعْتَ أَيْضًا أَنَّ مَنْ لا يَتوبُ يَنْبَغي أَنْ يَهْلِكَ.

٦ لِذا، وَيْلٌ لِلْأُمَمِ إِنْ قَسَّوْا قُلوبَهُمْ ضِدَّ حَمَلِ اللّٰهِ.

٧ لِأَنَّ الْوَقْتَ يَأْتي، يَقولُ حَمَلُ اللّٰهِ، الَّذي أَعْمَلُ فيهِ عَمَلًا عَظيمًا عَجيبًا بَيْنَ أَبْناءِ الْبَشَرِ؛ عَمَلًا سَيَكونُ أَبَدِيًّا مِنْ جِهَةٍ أَوْ أُخْرى—إِمّا بِإِقْناعِهِمْ بِالسَّلامِ وَالْحَياةِ الْأَبَدِيَّةِ، أَوْ بِتَسْليمِهِمْ لِقَساوَةِ قُلوبِهِمْ وَعَمى عُقولِهِمْ حَتّى وُقوعِهِمْ في السَّبْيِ وَكَذٰلِكَ الْهَلاكِ الْجَسَدِيِّ وَالْهَلاكِ الرّوحِيِّ طِبْقًا لِسَبْيِ إِبْليسَ الَّذي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ.

٨ وَبَعْدَ أَنْ تَكَلَّمَ الْمَلاكُ بِهٰذِهِ الْكَلِماتِ، قالَ لي: أَتَذْكُرُ عُهودَ الْآبِ إِلى بَيْتِ إِسْرائيلَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ.

٩ وَكانَ أَنَّهُ قالَ لي: اُنْظُرْ وَأَبْصِرْ تِلْكَ الْكَنيسَةَ الْهائِلَةَ الْبَغيضَةَ الَّتي هِيَ أُمُّ الرَّجاساتِ وَالَّتي مُؤَسِّسُها هُوَ إِبْليسُ.

١٠ وَقالَ لي إِنَّهُ لا يوجَدُ إِلّا كَنيسَتانِ فَقَطْ؛ اَلْأولى هِيَ كَنيسَةُ حَمَلِ اللّٰهِ، وَالْأُخْرى هِيَ كَنيسَةُ إِبْليسَ؛ لِذا فَمَنْ لا يَنْتَمي إِلى كَنيسَةِ حَمَلِ اللّٰهِ، فَإِنَّهُ يَنْتَمي إِلى تِلْكَ الْكَنيسَةِ الْهائِلَةِ الَّتي هِيَ أُمُّ الرَّجاساتِ؛ وَهِيَ عاهِرَةُ الْأَرْضِ كُلِّها.

١١ وَكانَ أَنّي نَظَرْتُ وَأَبْصَرْتُ عاهِرَةَ الْأَرْضِ كُلِّها، وَكانَتْ تَجْلِسُ عَلى مِياهٍ كَثيرَةٍ؛ وَكانَتْ تَسودُ عَلى كُلِّ الْأَرْضِ بَيْنَ جَميعِ الْأُمَمِ وَالْقَبائِلِ وَالْأَلْسِنَةِ وَالشُّعوبِ.

١٢ وَكانَ أَنّي شاهَدْتُ كَنيسَةَ حَمَلِ اللّٰهِ، وَكانَ تَعْدادُها قَليلًا بِسَبَبِ شَرِّ الْعاهِرَةِ الَّتي جَلَسَتْ عَلى مِياهٍ كَثيرَةٍ وَبِسَبَبِ رَجاساتِها؛ وَمَعَ ذٰلِكَ فَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّ كَنيسَةَ الْحَمَلِ، الَّتي كانَ أَعْضاؤُها قِدّيسي اللّٰهِ، كانَتْ أَيْضًا عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلِّها؛ وَكانَ سُلْطانُها عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ ضَعيفًا بِسَبَبِ شَرِّ الْعاهِرَةِ الْمَهولَةِ الَّتي رَأَيْتُها.

١٣ وَكانَ أَنّي رَأَيْتُ أَنَّ أُمَّ الرَّجاساتِ الْهائِلَةَ جَمَعَتْ حُشودًا عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلِّها، بَيْنَ كُلِّ دُوَلِ الْأُمَمِ، لِيُحارِبوا حَمَلَ اللّٰهِ.

١٤ وَكانَ أَنّي أَنا، نافي، رَأَيْتُ قُوَّةَ حَمَلِ اللّٰهِ تَحِلُّ عَلى قِدّيسي كَنيسَةِ الْحَمَلِ، وَعَلى شَعْبِ عَهْدِ الرَّبِّ، الَّذينَ كانوا مُشَتَّتينَ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ كُلِّها؛ وَكانوا مُتَسَلِّحينَ بِالْبِرِّ وَبِقُوَّةِ اللّٰهِ في مَجْدٍ عَظيمٍ.

١٥ وَكانَ أَنّي رَأَيْتُ أَنَّ غَضَبَ اللّٰهِ انْصَبَّ عَلى تِلْكَ الْكَنيسَةِ الْهائِلَةِ الْبَغيضَةِ، فَكانَ هُناكَ حُروبٌ وَأَخْبارُ حُروبٍ بَيْنَ كُلِّ أُمَمِ الْأَرْضِ وَقَبائِلِها.

١٦ وَعِنْدَما بَدَأَتِ الْحُروبُ وَأَخْبارُ الْحُروبِ بَيْنَ كُلِّ الْأُمَمِ الَّذينَ كانوا يَتْبَعونَ أُمَّ الرَّجاساتِ، كَلَّمَني الْمَلاكُ قائِلًا: إِنَّ غَضَبَ اللّٰهِ يُصيبُ أُمَّ الزّانِياتِ؛ وَإِنَّكَ تَرى كُلَّ هٰذِهِ الْأُمورِ—

١٧ وَعِنْدَما يَأْتي الْيَوْمُ الَّذي يَصُبُّ اللّٰهُ فيهِ غَضَبَهُ عَلى أُمِّ الْزّانِياتِ، الَّتي هِيَ الْكَنيسَةُ الْهائِلَةُ الْبَغيضَةُ لِلْأَرْضِ كُلِّها، وَالَّتي مُؤَسِّسُها إِبْليسُ، عِنْدَئِذٍ، في ذٰلِكَ الْيَوْمِ، يَبْدَأُ عَمَلُ الْآبِ في إِعْدادِ الطَّريقِ لِيُتَمِّمَ عُهودَهُ الَّتي قَطَعَها مَعَ شَعْبِهِ الَّذي هُوَ مِنْ بَيْتِ إِسْرائيلَ.

١٨ وَكانَ أَنَّ الْمَلاكَ كَلَّمَني قائِلًا: اُنْظُرْ!

١٩ وَنَظَرْتُ فَأَبْصَرْتُ رَجُلًا، وَكانَ مُرْتَدِيًا ثَوْبًا أَبْيَضَ.

٢٠ وَقالَ الْمَلاكُ لي: إِنَّهُ أَحَدُ رُسُلِ الْحَمَلِ الِاثْنَيْ عَشَرَ.

٢١ إِنَّهُ سَيَرى وَسَيَكْتُبُ بَقِيَّةَ هٰذِهِ الْأُمورِ؛ أَجَلْ، وَأَيْضًا الْكَثيرَ مِنَ الْأُمورِ الَّتي حَدَثَتْ.

٢٢ وَسَيَكْتُبُ أَيْضًا عَنْ نِهايَةِ الْعالَمِ.

٢٣ لِذٰلِكَ فَإِنَّ الْأُمورَ الَّتي سَيَكْتُبُها عادِلَةٌ وَصَحيحَةٌ؛ وَهِيَ مَكْتوبَةٌ في الْكِتابِ الَّذي رَأَيتَهُ يَصْدُرُ عَنْ فَمِ الْيَهودِيِّ؛ وَعِنْدَما صَدَرَتْ عَنْ فَمِ الْيَهودِيِّ، أَوْ حينَ صَدَرَ الْكِتابُ عَنْ فَمِ الْيَهودِيِّ، كانَتِ الْأُمورُ الَّتي كُتِبَتْ واضِحَةً وَنَقِيَّةً وَنَفيسَةً جِدًّا وَسَهْلَةَ الْفَهْمِ لِكُلِّ الْبَشَرِ.

٢٤ فَإِنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ كَثيرًا مِنَ الْأُمورِ الَّتي سَيَكْتُبُها رَسولُ الْحَمَلِ ذاكَ، وَبَقِيَّتُها سَتَراها.

٢٥ لٰكِنَّ الْأُمورَ الَّتي سَتَراها بَعْدَ الْآنَ، فَلا تَكْتُبْها؛ لِأَنَّ السَّيِّدَ الرَّبَّ قَدْ عَيَّنَ رَسولَ حَمَلِ اللّٰهِ لِيَكْتُبَها.

٢٦ وَأَيْضًا آخَرونَ مِمَّنْ كانوا حاضِرينَ، أَطْلَعَهُمْ عَلى كُلِّ الْأُمورِ فَكَتَبوها؛ وَهِيَ مَخْتومَةٌ لِتَأْتِيَ في نَقائِها حَسَبَ الْحَقِّ الَّذي في الْحَمَلِ، في وَقْتِ الرَّبِّ الْمُناسِبِ، إِلى بَيْتِ إِسْرائيلَ.

٢٧ وَأَنا، نافي، سَمِعْتُ وَأَشْهَدُ أَنَّ اسْمَ رَسولِ الْحَمَلِ كانَ يوحَنّا حَسَبَ كَلِمَةِ الْمَلاكِ.

٢٨ وَمُنِعْتُ أَنا، نافي، مُنْ كِتابَةِ بَقِيَّةِ الْأُمورِ الَّتي رَأَيْتُها وَسَمِعْتُها؛ لِذا فَإِنَّ الْأُمورَ الَّتي كَتَبْتُها تَكْفيني؛ وَلَمْ أَكْتُبْ إِلّا جُزْءًا صَغيرًا مِنَ الْأُمورِ الَّتي رَأَيْتُها.

٢٩ وَأَشْهَدُ أَنّي رَأَيْتُ الْأُمورَ الَّتي رَآها أَبي، وَمَلاكُ الرَّبِّ قَدْ أَطْلَعَني عَلَيْها.

٣٠ وَالْآنَ أُنْهي حَديثي عَنِ الْأُمورِ الَّتي رَأَيْتُها عِنْدَما كُنْتُ مَحْمولًا بِالرّوحِ؛ وَإِذا لَمْ تُكْتَبْ كُلُّ الْأُمورِ الَّتي رَأَيْتُها، فَإِنَّ ما كَتَبْتُهُ حَقٌّ. وَهٰكَذا هُوَ الْأَمْرُ. آمينَ.