المؤتمر العام
سجلّ بما رأيت وسمعت
المؤتمر العام لشهر نيسان/ أبريل ٢٠٢٤


سجلّ بما رأيت وسمعت

لم يكن هناك وقت أفضل من اليوم لنكون أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

بعد أن تخرجت من دراسة المحاماة، اخترنا أنا وزوجتي، مارسيا، أن ننضم إلى شركة محاماة تخصصت في قانون المحاكمات. عندما بدأت التدريب لعملي، قضيت الكثير من وقتي في إعداد الشهود لكي يشهدوا في المحاكم. تعلمت بسرعة بأن الحقائق يتم تحديدها في المحكمة بينما يقوم الشهود، تحت القسم، بالشهادة بحقيقة ما رأوه وسمعوه. وبينما يدلي الشهود بشهادتهم، يتم تسجيل كلماتهم وحفظها. كان وجود شاهد موثوق دائمًا في أولوية استعدادي.

لم يستغرقني وقت طويل لكي أدرك بأن المصطلحات التي كنت أستخدمها يوميًا كمحام، هي نفس المصطلحات التي استخدمتها في التحدث عن الإنجيل. ”شاهد“ و”شهادة“ هي مصطلحات نستخدمها لمشاركة معرفتنا وشعورنا عن حقيقة إنجيل يسوع المسيح.

عندما تم تكريسي كأحد سبعين المناطق، فتحت الكتب المقدسة لكي أتعلم عن مهمتي، راجعت الآية في المبادئ والعهود ١٠٧‏:٢٥، والتي تنص، ”ويدعى السبعون … ليكونوا شهودًا أخصاء للأمم وفي العالم كله.“ وكما تخيلتم فقد جذبت عيني العبارة ”شهود أخصاء.“ اتضح لي بأن مسؤوليتي هي أن أدلي بشهادتي—أن أشهد باسم يسوع المسيح—كلما سافرت في العالم.

هناك العديد من الأمثال في الكتب المقدسة لأناس شاهدوا وشهدوا بما رأوه وسمعوه.

عندما بدأ النبي مورمون القديم سجله، كتب، ”والآن أنا مورمون أقوم بتسجيل الأمور التي رأيتها وسمعتها وأسميها سفر مورمون.“

رسولا المخلص بطرس ويوحنا شفيا شخصًا باسم يسوع المسيح الناصري. عندما أمرا بأن لا يتكلمان بإسم يسوع، أجابا:

”احكموا أنتم: أمن الحق أمام الله أن نطيع أمركم لا أمر الله.

”لا نستطيع أَنْ نكف عَنِ التَّحَدُّثِ بِمَا رأينا وسمعنا“.

تأتي شهادة مقنعة أخرى من قديسي كتاب مورمون الذين شهدوا بزيارة المخلص يسوع المسيح. استمعوا إلى وصف لشهادتهم: ”وكانت شهادتهم هكذا: لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ مِنْ قَبْلُ ٱلْأُمُورَ ٱلْعَظِيمَةَ وَالْعَجِيبَةَ ٱلَّتِي رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا يَسُوعَ يَتَكَلَّمُ بِهَا إِلَى ٱلْآبِ.“

أيها الإخوة والأخوات، أعلن لكم اليوم شاهدي وأصنع سجلاً بما رأيته وسمعته خلال خدمتي المقدسة كعضو في سبعين الرب يسوع المسيح. وبفعلي ذلك، أشهد لكم بأب سماوي محب وبابنه المخلص يسوع المسيح، الذي تألم ومات وقام مرة ثانية ليهب الحياة الأبدية لأبناء الله. أشهد ”بالعمل العجيب والمعجزي“ وبأن الرب قد حرّك يده مرة أخرى لكي يقوم باستعادة انجيله على الأرض من خلال أنبياءه ورسله. أشهد، بناء على ما رأيت وسمعت، بأنه لم يكن هناك وقت أفضل من اليوم لنكون أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. أعرف هذه بمعرفتي الشخصية، والتي هي مستقلة عن كل مصدر، بسبب ما رأيت وسمعت.

في سنتي الأخيرة في المدرسة، حتى أتخرج من الحلقات التدريسية للناشئة كان علي أن أتعرف على هياكل الكنيسة الخمسة عشر جميعها. كان هناك صورة لكل هيكل في مقدمة فصلنا وكان علي أن أعرف مكان وجود كل منهم. والآن، بعد سنوات، سيُشكل قيامنا بالتعرّف على كل هيكل تحد كبير—بسبب وجود ٣٣٥ هيكلاً عاملا أو تم الإعلان عنها—لتحديد كل منها. لقد رأيت بنفسي العديد من بيوت الرب هذه وأشهد بأن الرب يقوم بتوفير بركاته ومراسيمه بشكل أكبر لأبنائه وبناته في كافة أنحاء العالم.

لقد علمني أصدقائي في FamilySearch أنه تتم إضافة أكثر من مليون اسم جديد إلى FamilySearch كل يوم. إن لم تجدوا أسلافكم البارحة، أدعوكم للبحث من جديد اليوم. عندما يتعلق الأمر بجمع إسرائيل على الجانب الآخر من الحجاب، لم يكن هناك وقت أفضل من اليوم لنكون أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

بينما قمت أنا ومارسيا بتنشئة أطفالنا في توين فولز في آيداهو، كانت نظرتنا للكنيسة العالمية محدودة. عندما تمت دعوتي لأخدم في السلطات العامة، دُعيت أنا ومارسيا لنخدم في منطقة المحيط الهادئ، مكان لم نذهب إليه من قبل. فرحنا عندما وجدنا أوتادًا من رأس نيوزيلاندا إلى أسفلها، وهيكلاً تم تكريسه هناك في عام ١٩٥٨. لقد كان هذا الهيكل أحد الهياكل الخمسة عشر التي حفظتها في الحلقات التدريسية للناشئة. وجدنا هياكل في كل مدينة كبرى في أستراليا، وأوتاد عبر القارة كلها. كان لدينا مهام في ساموا حيث يوجد ٢٥ وتدًا، وفي تونغا حيث تقريبًا نصف السكان هم أعضاء في الكنيسة. كان لدينا مهام في جزيرة كيريباتي ووجدنا هناك وتدين. كانت لدينا مهام لزيارة الأوتاد في إيباي في جزر المارشال ودارو في بابوا غينيا الجديدة.

بعد خدمتنا في جزر المحيط الهادئ، تم تعييننا لنخدم في الفلبين. تفاجأت لأن كنيسة يسوع المسيح في الفلبين تكبر بشكل لم أعهده من قبل. هناك الآن ١٢٥ وتدًا و٢٣ بعثة تبشيرية و١٣ هيكلاً عاملاً أو قد تم الإعلان عنها. لقد شهدت كنيسة تضم أكثر من ٨٥٠ ألف عضو في ذلك البلد. كيف غاب عني تأسيس كنيسة الرب في كافة أنحاء العالم؟

بعد قضائي ثلاثة سنين في الفلبين، طُلب من أن أخدم في دائرة المبشرين. أخذتني مهمتي إلى البعثات التبشيرية في كافة أنحاء العالم. نظرتي إلى كنيسة المخلص العالمية توسعت بشكل كبير. تم تعييني مع مارسيا لزيارة البعثات التبشيرية في آسيا. وجدنا وتدًا رائعًا في وسط سنغافورة يحوي أعضاء مميزين مخلصين. زرنا أعضاء ومبشرين في كنيسة في كوتا كينابالو، ماليزيا. تعرفنا على مبشرين في هونغ كونغ وشاركنا في مؤتمر للوتد مع قديسين مخلصين أمناء.

تكررت هذه التجربة عندما التقينا بالمبشرين والأعضاء في جميع أنحاء أوروبا، وأمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي، وأفريقيا. كنيسة يسوع المسيح تنمو بشكل عظيم في أفريقيا.

أنا شاهد عيان على الاستعادة المستمرة لإنجيل يسوع المسيح وتحقيق نبوءة جوزف سميث بأن ”حق الله سوف يخرج بجرأة ونبل ومستقل، حتى يخترق كل قارة، ويزور كل مناخ، اجتاح كل بلد، ويدوي في كل أذن.“

يبلغ عدد مبشرينا الرائعين الذين يغطون الكرة الأرضية الآن ٧٤.٠٠٠ فرداً. من خلال عملهم مع الأعضاء يقومون بتعميد أكثر من ٢٠.٠٠٠ شخص كل شهر. نلاحظ مؤخرًا أن هؤلاء الشباب والشابات ذوي ال ١٨ أو ١٩ أو ٢٠ عامًا هم الذين ينتجون معجزة جمع اسرائيل، بمساعدة الرب. نجد هؤلاء الشباب والشابات في قرى صغيرة في فانواتو وفي مدن كبيرة كنيويورك وباريس ولندن. لقد شاهدتهم وهم يعلمون عن المخلص في تجمعات نائية في فيجي وتجمعات أكبر في أماكن مثل تكساس وكاليفورنيا وفلوريدا في الولايات المتحدة.

ستجدون المبشرين في كل ركن من أركان الأرض متحدثين ٦٠ لغة مختلفة محققين دعوة المخلص في متى ٢٨: ”اذهبوا إذن وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.“ إنني أكرّم مبشري الكنيسة السابقين والحاليين، وأذكّر جيلنا الصاعد بدعوة الرئيس رسل م. نلسن لكي نُقبل ونجمع إسرائيل.

أشهد اليوم بأنني قد راقبت استعادة انجيل المخلص العظيمة بأم عيني وسمعتها بأذناي. أنا شاهد لعمل الله في كافة أنحاء العالم. لم يكن هناك وقت أفضل من اليوم لنكون أعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

ربما تكون أعظم معجزة رأيتها للاستعادة هي أنتم، أعضاء الكنيسة المخلصين في كل بلد. قام نافي بوصفكم أنتم، قديسي الأيام الأخيرة، في كتاب مورمون عندما شاهد يومنا هذا وشهد قائلاً، ”وكان أني أنا، نافي، رأيت قوة حمل الله تحل على قديسي كنيسة الحمل، وعلى شعب عهد الرب، الذين كانوا مشتتين على وجه الأرض كلها؛ وكانوا متسلحين بالبر وبقوة الله في مجد عظيم.“

أشهد بأنني رأيت بأم عيني ما رآه نافي—أنتم، قديسي العهد في كل بلد، متسلحين بالبر وبقوة الله. عندما كنت أقف على المنصة في أحدى تلك البلدان في العالم، ألهم الرب ذهني بشيء علمه الملك بنيامين في موسيا ٢ في كتاب مورمون. برنت،”أَنِّي أَرْجُو أَنْ تَتَأَمَّلُوا حَالَةَ بَرَكَةِ أُولئِكَ ٱلَّذِينَ حَفِظُوا وَصَايَا ٱللهِ وَسُرُورَهُمْ. فَإِنَّهُمْ مُبارَكونَ في كُلِّ الْأُمورِ، الْمادِّيَّةِ وَالرّوحِيَّةِ“.

أشهد لكم بأنني رأيت هذا بأم عيني وسمعته بأذناي عندما تعرفت عليكم، قديسي الله المخلصين في كافة أنحاء العالم الذين يحفظون الوصايا. أنتم أبناء العهد للآب. أنتم تلاميذ يسوع المسيح. أنتم تعلمون ما أعلم لأنكم قد استلمتم شاهدكم الخاص لصحة انجيل يسوع المسيح المُستعاد. علم المخلص، ”وأما أنتم، فطوبى لعيونكم لأنها تُبصر، ولآذانكم لأنها تسمع.“

تحت قيادة الرب وقيادة أنبياؤه ورسله، سنستمر في إعداد المبشرين وعقد وحفظ العهود وتأسيس كنيسة المسيح في كافة أنحاء العالم واستلام البركات التي تأتي عندما نحفظ وصايا الله. نحن متحدين. إننا أبناء وبنات الرب. نحن نعرفه ونحبه.

أنضم لكم جميعًا يا أصدقائي لنشهد معًا بأن هذه الأمور صحيحة. نصنع سجلا لما قد رأيناه وسمعناه. أنتم وأنا شهود نقوم بالشهادة. وبقوة هذه الشهادة الموحدة نستمر في المضي قدمًا بالإيمان بالرب يسوع المسيح وإنجيله. أُدلي بشهادتي بأن يسوع المسيح حي. أنه مخلصنا وفادينا. باسم يسوع المسيح، آمين.

طباعة