المؤتمر العام
صلّوا فهو موجود
المؤتمر العام لشهر نيسان/ أبريل ٢٠٢٤


11:23

صلّوا فهو موجود

أدعوكم لكي تصلوا لتعرفوا بأن الآب السماوي موجود، وتصلوا لتنموا وتصبحوا مثله وتصلوا لتُظهروا حبه للآخرين.

أيها الإخوة والأخوات، أشعر بالبهجة بينما أتبع الإلهام بأن أتحدث إلى الأطفال اليوم!

أيها الأولاد والبنات، أينما كنتم في العالم، أود أن أشارك معكم شيئًا.

أبونا السماوي يحبكم! أنتم أبناؤه وبناته. إنه يعرفكم. ويرغب في مباركتكم. أُصلي من كل قلبي كي تشعروا بمحبته.

هل تحبون استلام الهدايا؟ أود أن أخبركم عن هدية مميزة أعطاها لكم الآب السماوي لكي تساعدكم. إنها هبة الصلاة. الصلاة بركة رائعة! يمكننا التحدث إلى الآب السماوي في جميع الأوقات والأماكن.

يسوع مع الأطفال

عندما كان يسوع على الأرض علمنا أن نصلي. قال: ”اسْألوا تُعْطَوا“.

ما هي الهبات التي يمكنكم أن تصلّوا من أجل الحصول عليها؟ هناك الكثير، لكن اليوم سأخبركم عن ثلاثة منها:

  1. صلوا لكي تعرفوا.

  2. صلوا لكي تنموا.

  3. صلوا لكي تُظهروا.

دعونا نتحدث عن كل منها.

أولاً، صلوا لكي تعرفوا.

ما الذي يجب أن نعرفه؟

هناك ترنيمة عن الصلاة يرنمها أطفال الابتدائية في كافة أنحاء العالم. إنها تبدأ بسؤال. هل تعرفون أي ترنيمة هذه؟ لو كنت شجاعة بما فيه الكفاية لكنت رنمتها لكم!

”أبي السماوي، هل أنت موجود حقًا؟ وهل تسمع وتستجيب لصلاة كل طفل؟“

كيف نستطيع أن نعرف بأن الآب السماوي موجود حتى عندما لا يمكنك أن نراه؟

دعاكم الرئيس رسل م. نلسن بأن ”تسكبّوا قلوبكم إلى أبيكم السماوي. … ثم تستمعوا“. استمعوا لما تشعرون به في قلوبكم واستمعوا إلى الأفكار التي تتوارد إلى أذهانكم.

الآب السماوي له جسد ممجد من اللحم والعظام وهو أب أرواحكم. لأن الآب السماوي يملك كل القوة ويعرف كل الأشياء، فيمكنه أن يرى كل أبناؤه وبناته ويستطيع أن يسمع ويستجيب لكل صلاة. يمكن أن تعرفوا بأنفسكم بأنه موجود وبأنه يحبكم.

عندما تعرفون بأن الآب السماوي حقيقي وبأنه يحبكم، تستطيعون أن تعيشوا بشجاعة ورجاء! ”صّلوا فهو موجود؛ تكلموا، فهو يستمع“.

هل شعرتم بالوحدة من قبل؟ في يوم من الأيام عندما كانت حفيدتنا، آشلي، في السادسة من العمر، كانت هي الوحيدة التي لا تملك صديقًا تلعب معه في ملعب المدرسة. وبينما كانت واقفة هناك، وشاعرة بعدم الأهمية وبأن لا أحد يراها، خطرت ببالها فكرة: ”انتظروا! أنا لست وحيدة! لدي المسيح!“ ركعت آشلي هناك في وسط الملعب، وكتفت ذراعاها، وصلّت للآب السماوي. وفي اللحظة التي فتحت فيها عينيها، رأت بنت بمثل عمرها تقف هناك تسألها إن كانت ترغب في اللعب. عرفت آشلي، ”بأننا مهمين بالنسبة للرب، وبأننا لن نكون أبداً وحيدين“.

أحيانًا ترغبون أن تعرفوا سبب حدوث أشياء صعبة في حياتكم أو سبب عدم استلامكم البركة التي صليتم من أجلها. أحيانا يكون أفضل سؤال قد نسأله للآب السماوي هو ليس لماذا ولكن ماذا.

هل تتذكرون عندما كان نافي وعائلته جائعين بينما كانوا يتنقلون في البرية؟ عندما ذهب نافي وإخوته لكي يبحثوا عن الغذاء، كسر نافي قوسه. لم يتساءل عن سبب حدوث ذلك.

سأل نافي لاحي إلى أين يذهب للصيد.

صنع نافي قوسا جديدا وسأل أباه، لاحي، أين يستطيع أن يذهب لكي يحضر الطعام. صلى لاحي، وأراهم الرب المكان الذي يمكن لنافي الذهاب إليه. سيقودكم الآب السماوي عندما تسألونه ماذا يمكنني أن أفعل وماذا يمكنني أن أتعلم.

ثانيًا، صلوا لكي تنموا

يريد الآب السماوي أن يساعدكم على النمو! إنه يحبكم لدرجة أنه أرسل ابنه، يسوع المسيح، كي يرينا الطريقة التي علينا أن نعيش وفقًا لها. لقد تألم يسوع ومات وقام حتى نستلم غفرانًا لخطايانا و ننمو ونصبح مثله.

هل تريدون أن تنمو في الصبر والصدق؟ هل تريدون أن تنمو في مهارة معينة؟ ربما قد تكونون خجولين وتريدون أن تنمو في الشجاعة. ”صلّوا فهو موجود“! من خلال روحه سيتغير قلبكم وستستلمون القوة.

كتب صديقي الجديد جونا ما يلي: ”غالبًا ما أشعر بالقلق في طريقي إلى المدرسة في الصباح. أقلق بخصوص التأخر أو نسيان شيء ما أو التقدم لإمتحانات مثلاً. عندما كنت في سن العاشرة، بدأت في الصلاة داخل السيارة في طريقي إلى المدرسة مع أمي. أطلب المساعدة التي أحتاجها وأصلي من أجل عائلتي أيضًا. كذلك أفكر بالأشياء التي أنا ممتن من أجلها. [صلاتي للآب السماوي] ساعدتني. أحيانًا لا أشعر بالراحة عند خروجي من السيارة، لكن عندما أصل إلى صفي، أشعر بالسلام“.

ايمان جونا ينمو بينما يقوم بالصلاة كل يوم وثم يسير قُدُمًا.

ثالثًا، صلوا لكي تُظهروا

تستطيعون أن تصلّوا لكي تُظهروا حب الآب السماوي للآخرين. من خلال روحه، يستطيع الآب السماوي أن يساعدكم كي تنتبهوا لشخصٍ حزينٍ حتى تتمكنوا من تعزيته. يستطيع أن يُساعدكم كي تُظهروا حبه عن طريقة المغفرة لشخص ما. يمكن أن يمنحكم الشجاعة لكي تخدموا شخصًا ما وتشاركوا معه حقيقة أنه ابن لله. تستطيع جهودكم أن تساعد الآخرين كي يعرفوا حب يسوع وحب الآب السماوي كما تعرفونه أنتم.

خلال حياتي صليت كي يصبح أبي عضوًا في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. حتى في صغري، عرفت البركات العديدة التي يمكن أن يستلمها هو. ستتمكن عائلتنا من أن تستلم بركة الختم معًا للأبد. قمت أنا وأصدقائي وعائلتي بالصلاة من أجله، لكنه لم ينضم إلى الكنيسة. لا يُجبر الآب السماوي أي شخص على اتخاذ قرار ما. لكنه يستجيب لصلواتنا بطرق أخرى.

الرئيسة بورتر مع والديها وإخوتها.

عندما كبرت، استلمت بركتي البطريركية. وفي البركة، أخبرني البطريرك أن أفضل شيء بإمكاني فعله لكي أساعد عائلتي كي نكون معًا في السماء هو أن أكون مثالاً لإنجيل يسوع المسيح. هذا ما أستطيع فعله!

عاش والدي حتى أصبح عمره ٨٦ عام. بعد خمسة أيام من وفاته، استلمت شعورًا مقدسًا بالبهجة. أخبرني الآب السماوي من خلال روحه بأن أبي يرغب في أن يستلم بركات انجيل يسوع المسيح! لن أنسى أبدًا اليوم الذي ركعت فيه حول المذبح في الهيكل مع أختي وإخوتي لنُختم لوالدينا. بدأت بالصلاة من أجل هذه البركة وأنا في الابتدائية، واستلمتها عندما أصبحت جدّة.

ربما أنتم تصلّون لكي تحصلوا على بركات لعائلتكم ولمن تُحبون. لا تستسلموا! سيُظهر الآب السماوي لكم الشيء الذي يجب أن تفعلوه.

شاركوا مع الآب السماوي مكنونات قلوبكم. عندما تطلبون مساعدته بصدق، ستستلمون روحه لكي يقودكم. الصلاة كل يوم ستملؤكم بالحب للآب السماوي ويسوع المسيح. وهذا سيجعلكم راغبون في أن تتبعوهما طوال حياتكم!

تخيلوا ما سيحدث لو صلى كل الأطفال في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا كل يوم. سوف يتبارك العالم كله بالمزيد من محبة الله!

أطفال حول العالم يصلون.

أدعوكم لكي تصلوا لتعرفوا بأن الآب السماوي موجود، وتصلوا لتنموا وتصبحوا مثله وتصلوا لتُظهروا حبه للآخرين. أنا أعلم أنه حي وهو يحبكم. ”صلوا، فهو موجود“. بالاسم المُقَدَّس ليسوع المسيح، آمين.