المؤتمر العام
ركزوا على يسوع المسيح وإنجيله
المؤتمر العام لشهر تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٤


ركزوا على يسوع المسيح وإنجيله

‏عندما نتجاهل مشتتات العالم ونركز على المسيح وإنجيله، فإننا نضمن النجاح.

‏في عام ١٩٩٦، فاز فريق كرة القدم للرجال النيجيري بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية التي أُقيمت في أتلانتا، الولايات المتحدة. ومع انتهاء المباراة، تدفقت الحشود المبتهجة إلى شوارع كل مدينة وبلدة في نيجيريا؛ هذا البلد الذي كان عدد سكانه ٢٠٠ مليون نسمة في ذلك الوقت، تحول على الفور إلى احتفال ضخم في الساعة الثانية صباحاً! كانت البهجة والسعادة والحماس منتشرة في الأجواء، بينما كان الناس يأكلون، ويغنون، ويرقصون. في تلك اللحظة، أصبحت نيجيريا موحدة، وكان كل نيجيري سعيدًا بكونه نيجيريًا.

‏قبل الأولمبياد، واجه هذا الفريق العديد من التحديات. مع بدء البطولة، تم إيقاف الدعم المالي لهم. فشارك الفريق دون معدات مناسبة، أو أماكن للتدريب، أو طعام مناسب، أو خدمات غسيل الملابس.

صورة
المنتخب النيجيري لكرة القدم بالميداليات الذهبية.

جيروم بريفوست/جيتي إميجز

‏في لحظة ما، كانوا على بُعد دقائق من الإقصاء من المنافسة، لكن الفريق النيجيري انتصر رغم كل الصعاب. ‏هذه اللحظة المحورية غيّرت نظرتهم إلى أنفسهم. ‏بثقة متجددة، وبفضل العمل الجاد الفردي والجماعي والإصرار المتواصل، تجاهلوا المشتتات بشكل موحد وركزوا على الفوز. وقد أدى هذا التركيز إلى فوزهم بالميداليات الذهبية، وأطلق عليهم النيجيريون اسم ”فريق الأحلام“. ‏لا يزال فريق الأحلام في أولمبياد ١٩٩٦ يُذكر باستمرار في الرياضة النيجيرية.

صورة
فريق الأحلام النيجيري.

ديفيد كانون/أولسبورت/جيتي إيماجيز

‏عندما تعلم فريق كرة القدم تجاهل العديد من المشتتات التي كانت تواجههم وركزوا على هدفهم، حققوا نجاحاً فاق توقعاتهم وشعروا بفرح عظيم. (وكذلك نحن في نيجيريا شعرنا!)

‏وبطريقة مشابهة، عندما نتجاهل مشتتات العالم ونركز على المسيح وإنجيله، نضمن نجاحاً يتجاوز ما يمكن أن نتخيله تماماً، ويمكننا أن نشعر ببهجة عظيمة. علم الرئيس رسل م. نلسن، ”عندما نقوم بتركيز حياتنا على … يسوع المسيح وإنجيله، فإننا نستطيع أن نشعر بالبهجة بغض النظر عما يحدث—أو لا يحدث—في حياتنا“.

أصلي أن يساعدنا الروح القدس جميعاً على الاستجابة لدعوة الرئيس نلسن للتركيز في حياتنا على ”يسوع المسيح وإنجيله“ حتى نتمكن من أن نختبر الفرح في المسيح ”بغض النظر عما يحدث – أو لا يحدث – في حياتنا“.

تتحدث العديد من الروايات في كتاب مورمون عن أفراد غيروا حياتهم من خلال التركيز على يسوع المسيح وإنجيله.

فكروا في ألما الابن. ‏لقد تمرد وحارب الكنيسة. ‏والده، ألما، صلى وصام. فظهر ملاك ودعا ألما الابن للتوبة. ‏في تلك اللحظة، بدأ ألما يشعر بـ”آلامِ النَّفْسِ الْمُعَذَّبَةِ“. في أحلك لحظاته، تذكر ما علّمه والده عن مجيء المسيح ليكفر عن خطايا العالم. وعندما استحوذت هذه الفكرة على ذهنه، توسل إلى الله طالباً الرحمة. ‏وكانت النتيجة البهجة، بهجة وصفها بأنها رائعة! ‏نال ألما الرحمة والبهجة لأنه ووالده ركزا على المخلص.

بالنسبة للآباء والأمهات الذين لديهم أبناء ضلوا طريقهم، لا تيأسوا! ‏بدلاً من التساؤل عن سبب عدم مجيء ملاك ليساعد ابنك أو ابنتك على التوبة، اعلم أن الرب قد وضع ملاكاً بشرياً في طريقه أو طريقها: الأسقف، أو قائد آخر في الكنيسة، أو أخ خدوم أو أخت خدومة. ‏إذا واصلت الصوم والصلاة، وإذا لم تحدد جدولاً زمنياً أو موعداً نهائياً لله، وإذا وثقت بأنه يمد يده للمساعدة، فعندها—عاجلاً أم آجلاً—ستجد أن الله يلمس قلب ابنك أو ابنتك عندما يختار/تختار الاستماع. لأن المسيح هو البهجة—المسيح هو الرجاء؛ وهو الوعد بـ ”الخيرات القادمة.“ ‏لهذا، ثق بيسوع المسيح فيما يخص ابنك أو ابنتك، فهو القوة الداعمة لكل والد ووالدة ولكل ابن أو ابنة.

وبعد أن شعر بالبهجة في المسيح، عاش ألما الابن مع هذه البهجة. ولكن كيف استطاع أن يحافظ على هذه البهجة حتى في وسط الصعوبات والتجارب؟ قال:

”وَمُنْذُ ذٰلِكَ الْوَقْتِ … وَإِلى الْآنَ أُجاهِدُ بِلا انْقِطاعٍ لِأَقودَ نُفوسًا إِلى التَّوْبَةِ، لكَيْ أَجْعَلَهُمْ يَتَذَوَّقونَ الْبَهْجَةَ الْبالِغَةَ الَّتي تَذَوَّقْتُها أَنا. …

… أَجَلْ … إِنَّ الرَّبَّ يُفْرِحُني بِشِدَّةٍ بِثِمارِ تَعَبي. …

وَقَدْ حَصَلْتُ عَلى الدَّعْمِ مِنَ اللّٰهِ وَأَنا تَحْتَ وَطْأَةِ شَتّى التَّجارِبِ وَالشَّدائِدِ،“

بدأت البهجة في المسيح بالنسبة لألما عندما مارس الإيمان به وصرخ طالباً الرحمة. ‏بعد ذلك، أظهر ألما إيمانه بالمسيح من خلال العمل على مساعدة الآخرين لتذوق نفس البهجة. ‏هذه الجهود المستمرة جلبت فرحاً عظيماً لألما حتى في ظل التجارب والمحن من كل شكل. كما ترى، ”الرب يحب الجهد“، والجهد الذي يركز على الرب يجلب البركات. حتى التجارب الصعبة يمكن أن ”[تغلبها] بهجة الْمَسيحِ“ .

هناك مجموعة أخرى من الناس في كتاب مورمون جعلوا من يسوع المسيح وإنجيله محور حياتهم ووجدوا البهجة وهم الذين أسسوا مدينة حيلام—وهو المكان الذي أمكنهم فيه تربية أطفالهم والاستمتاع بممارسة دينهم بحرية. ‏هذا الشعب البار الذي كان يعيش حياة صالحة، استُعبد من قبل مجموعة من اللصوص وحُرم من الحق الإنساني الأساسي في ممارسة الدين. في بعض الأحيان تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين:

”وَلٰكِنْ يَجْدُرُ بِالرَّبِّ أَنْ يُؤَدِّبَ شَعْبَهُ، أَجَلْ، مُمْتَحِنًا صَبْرَهُمْ وَإيمانَهُمْ.

لٰكِنَّ كُلَّ مَنْ يَضَعُ ثِقَتَهُ بِهِ سَوْفَ يُرْفَعُ في الْيَوْمِ الْأَخيرِ. نَعَمْ، هٰذَا مَا حَدَثَ لِهٰؤُلاءِ ٱلْقَوْمِ.“

كيف استطاع هذا الشعب أن يتحمل محنته ومعاناته؟ بالتركيز على المسيح وإنجيله. ‏لم تكن مشكلاتهم هي التي حددت هويتهم؛ بل كل واحد منهم لجأ إلى الله، معرفاً نفسه على الأرجح كابن لله، وابن للعهد، وتلميذ للمسيح. وعندما تذكروا من هم ودعوا الله، نالوا السلام والقوة، وفي النهاية البهجة في المسيح:

”أَلْما وَشَعْبُهُ … أَفْضَوْا بِمَكْنوناتِ قُلوبِهِمْ لَهُ؛ فَعَرَفَ الرَّبُّ أَفْكارَ قُلوبِهِمْ.

وَأَتَاهُمْ صوْتُ ٱلرَّبِّ فِي شَدَائِدِهِمْ قَائِلاً: ٱِرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ وَتَعَزَّوْا لأَنِّي أَعْرِفُ ٱلْعَهْدَ ٱلَّذِي عَقَدْتُمُوهُ مَعِي؛ وَسَأَعْقِدُ عَهْدًا مَعَ قَوْمِي وَأُخَلِّصُهُمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ.“

واستجابة لذلك ”[خفف] الْأَعْباءَ … عَن [أَكْتافِهمْ]. … ‏نعم، لقد قوّاهم الرب حتى يتمكنوا من تحمل أعبائهم بسهولة، وقد خضعوا بصبر وفرح لكل مشيئة الرب. لاحظ أن هؤلاء القديسين سمحوا لمشاكلهم، ومعاناتهم، وتجاربهم أن تُبتَلع في بهجة المسيح! ثم في الوقت المناسب، أظهر الرب لألما الطريق لهروبهم، وقادهم ألما—نبي الله—إلى بر الأمان.

عندما نركز على المسيح ونتبع نبيه، فإننا أيضًا سنُقاد إلى المسيح وبهجة إنجيله. كما علّم الرئيس رسل م نلسن: ”البهجة قوية، والتركيز على البهجة يجلب قوة الله إلى حياتنا. كما في كل الأمور، يسوع المسيح هو قدوتنا المثالية، ’الّذي مِنْ أجلِ السُّرورِ المَوْضوعِ أمامَهُ، احتَمَلَ الصَّليبَ‘ [عبرانيين ١٢: ٢]“.

صورة
والدة الشيخ إيغبو.
صورة
الشيخ إيغبو مع والدته.

لقد توفيت والدتي مؤخرًا، وكان ذلك صدمة. ‏أحب والدتي ولم أخطط لفقدانها في سن مبكرة. ‏لكن من خلال رحيلها، اختبرت عائلتي وأنا الحزن والبهجة في وقت واحد. وأنا أعلم، بفضل المسيح، أنها لا زالت حية! وأنا أعلم أنه بفضل المسيح ومفاتيح الكهنوت التي استعيدت إلى هذه الكنيسة من خلال النبي جوزف سميث، فإنني سأكون معها مرة أخرى يومًا ما. لقد ابتلعت بهجة المسيح حزن فقدان أمي! لقد تعلمت أن ”التفكير سماوياً“ وأن ”ندع الله يغلب“ يتضمنان التركيز على البهجة المتاحة في المسيح.

يدعونا يسوع بمحبة قائلاً: ”تعَالَوْا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.“ باسم يسوع المسيح، آمين.