المكتبة
الفصل السادس عشر: كنيسة يسوع المسيح في الأزمنة القديمة


”الفصل السادس عشر: كنيسة يسوع المسيح في الأزمنة القديمة،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل السادس عشر،“ مبادئ الإنجيل

الفصل السادس عشر

كنيسة يسوع المسيح في الأزمنة القديمة

المسيح يُرسم الرسل الإثني عشر

بعض السمات التي تميّز كنيسة يسوع المسيح

”نؤمن بنفس التنظيم الذي قامت عليه الكنيسة القديمة، أي: الرسل والأنبياء والرعاة والمعلّمين والمبشرين إلخ“ (بنود الإيمان ١‏:٦).

أسّس يسوع كنيسته عندما كان على الأرض. وأُطلق عليها اسم كنيسة يسوع المسيح (راجع ٣ نافي ٢٧‏:٨)، وسُمّي أعضاؤها قدّيسين (راجع الرسالة إلى أهل أفسس ٢‏:١٩–٢٠).

الرؤيا

عندما أسّس يسوع كنيسته، علّم شخصيّاً قادتها ووجّههم. أمّا هو فكان يأخذ التوجيهات من أبيه في السماء. (راجع الرسالة إلى العبرانيين ١‏:١–٢.) بالتالي، إنّ الله هو من كان يدير كنيسة يسوع المسيح وليس الإنسان. وقد علّم يسوع أتباعه أنّ الرؤيا هي ”الصخرة“ التي سيبني عليها كنيسته (راجع متّى ١٦‏:١٦–١٨).

قبل أن يصعد يسوع إلى السماء بعد قيامته، قال لرسله: ”ها أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر“ (متّى ٢٨‏:٢٠). وبقي وفيّاً لكلمته واستمرّ في إرشادهم من السماء. وأرسل الروح القدس ليكون لهم معزّياً وكاشفاً (راجع لوقا ١٢‏:١٢؛ يوحنّا ١٤‏:٢٦). وتكلّم مع شاول في رؤيا (راجع أعمال الرسل ٩‏:٣–٦). وكشف لبطرس أنّه يجب تعليم الإنجيل ليس لليهود فحسب بل لجميع شعوب العالم (راجع أعمال الرسل ١٠). كما كشف ليوحنّا حقائق مجيدة كثيرة تمّ تدوينها في سفر الرؤيا. إلى هذا، يحتوي العهد الجديد على طرقٍ أخرى كشف يسوع من خلالها مشيئته ليوجّه كنيسته وينير رسله.

السلطة من الله

لا يمكن تعليم مبادئ الإنجيل ومراسيمه وتأديتها من دون الكهنوت. منح الآب سلطته ليسوع المسيح (راجع الرسالة إلى العبرانيين ٥‏:٤–٦)، الذي بدوره رسم رسله وأعطاهم قوّة الكهنوت وسلطته (راجع لوقا ٩‏:١–٢؛ مرقس ٣‏:١٤). وذكّرهم قائلاً: ”ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم“ (يوحنّا ١٥‏:١٦).

وحرصاً على الحفاظ على نظام كنيسته، أعطى يسوع المسؤوليّات الأكبر والسلطة الأعظم إلى الرسل الإثني عشر. وعيّن بطرس أعلى الرسل وأعطاه المفاتيح ليختم البركات في السماء وعلى الأرض (راجع متّى ١٦‏:١٩). كما رسم مسؤولين آخرين وحدّد لهم مهمّات معيّنة. وبعد صعوده إلى السماء، استمرّت التعيينات والرسامة. وكان من حصل على هذه السلطة يرسم الآخرين في الكهنوت. وأعلم يسوع من خلال الروح القدس أنّه موافق على هذه الرسامة (راجع أعمال الرسل ١‏:٢٤).

تنظيم الكنيسة

كانت كنيسة يسوع المسيح وحدةً منظّمةً بعناية. وقد شُبّهت ببناءٍ مبني ”على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية“ (الرسالة إلى أهل أفسس ٢‏:٢٠).

عيّن يسوع قادة كهنوتيين آخرين ليساعدوا الرسل في الخدمة. وأرسل مسؤولين عُرفوا ”بالسبعين“ اثنين اثنين ليبشّروا بالإنجيل (راجع لوقا ١٠‏:١). وتنوّع المسؤولون الآخرون بين مبشّرين (بطاركة) ورعاة (قادة مترئّسين) وكهنة عالين وشيوخ وأساقفة وكهنة ومعلّمين وشمامسة (راجع الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب). وكان لا بدّ من وجود هؤلاء المسؤولين جميعهم لتأدية العمل التبشيري والمراسيم وتوجيه أعضاء الكنيسة وإلهامهم. وكانوا يساعدون أعضاء الكنيسة في أن ينتهوا جميعاً إلى ”وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله“ (الرسالة إلى أهل أفسس ٤‏:١٣).

لا يشمل الكتاب المقدّس كافة الأمور المتعلّقة بالكهنوت وبتنظيم الكنيسة وطريقة حكمها. لكن ما حُفظ منه يكفي ليبرز لنا جمال تنظيم الكنيسة وكماله. أُمرَ الرسل بأن يذهبوا إلى جميع أنحاء العالم ليبشّروا (راجع متّى ٢٨‏:١٩–٢٠). ولم يكن باستطاعتهم البقاء في مدينة واحدة ليشرفوا على المهتدين الجدد. فتمّت دعوة قادة كهنوتيين محلّيين ورسمهم وهم كانوا تحت رئاسة الرسل. وقد زار الرسل وغيرهم من قادة الكنيسة الفروع المتعدّدة وبعثوا لها الرسائل. لذا نجد في العهد الجديد رسائل كتبها كلّ من بولس وبطرس ويعقوب ويوحنّا ويهوذا يرشدون من خلالها القادة الكهنوتيين المحلّيين ويوجّهونهم.

يظهر العهد الجديد أنّ تنظيم الكنيسة هذا أُعدّ ليدوم. فعلى سبيل المثال، لم يبقَ إلّا ١١ رسولاً بعد موت يهوذا. فاجتمع الأحد عشر رسولاً بعيد صعود يسوع إلى السماء ليختاروا من يحلّ مكان يهوذا. وبوحي من الروح القدس، اختاروا متّياس. (راجع أعمال الرسل ١‏:٢٣–٢٦.) كان يسوع قد وضع نمطاً نموذجياً يحكم بموجبه الكنيسة إثنا عشر رسولاً. وبدا من الواضح أنّه لا بدّ من أن يستمرّ هذا التنظيم كما أسّسه.

المبادئ والمراسيم الأولى

علّم الرسل مبدأين أساسيين هما: الإيمان بالربّ يسوع المسيح والتوبة. وبعد أن أصبح المهتدون الجدد مؤمنين بأنّ يسوع المسيح هو ابن الله وفاديهم ويتوبوا عن خطاياهم، كانوا يتلّقون مرسومين: المعمودية بالتغطيس ووضع الأيدي لتسلّم هبة الروح القدس (راجع أعمال الرسل ١٩‏:١–٦). فكانت هذه المبادئ والمراسيم أوّل مبادئ الإنجيل ومراسيمه. وقد علّم يسوع قائلاً: ”إن كان أحدٌ لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله“ (يوحنّا ٣‏:٥).

المراسيم نيابةً عن الموتى

سمح يسوع للجميع بأن يسمعوا الإنجيل. أكان ذلك على الأرض أو بعد الموت. ففي الفترة الممتدّة بين موته وقيامته، ذهب يسوع إلى أرواح الذين ماتوا. ونظّم عملاً تبشيرياً بين الموتى. وعيّن مراسيل من أهل البرّ منحهم القوّة ليعلّموا الإنجيل لجميع أرواح من ماتوا. وذلك أعطى الموتى فرصةً ليقبلوا الإنجيل. (راجع رسالة بطرس الأولى ٣‏:١٨–٢٠؛ ٤‏:٦؛ المبادئ والعهود ١٣٨.) ثمّ أدّى أعضاء كنيسته الأحياء المراسيم نيابةً عن الموتى (راجع الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١٥‏:٢٩). فالمراسيم كالمعمودية والتثبيت يجب أن تؤدّى على الأرض.

الهبات الروحية

كان يحقّ لجميع أعضاء الكنيسة المؤمنين الحصول على هبات الروح. وهي تُمنح لهم حسب حاجاتهم وقدراتهم ومهمّاتهم الشخصية. ومن هذه الهبات نذكر الإيمان الذي يتضمّن القدرة على شفاء الآخرين والشفاء الذاتي والنبوءة والرؤى. (يتناول الفصل الثاني والعشرون هبات الروح بالتفصيل.) وتتميّز دائماً كنيسة يسوع المسيح الحقيقية بوجود هبات الروح (راجع الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١٢‏:٤–١١؛ موروني ١٠‏:٨–١٨؛ المبادئ والعهود ٤٦‏:٨–٢٩). وقد قال يسوع لتلاميذه إنّ هذه العلامات أو الهبات الروحية دائماً تتبع المؤمنين (راجع مرقس ١٦‏:١٧–١٨). وبقوّة الروح القدس، قام الكثير من تلاميذه بالمعجزات والتنبؤ أو تسلّموا رؤى.

  • لِمَ تحتاج كنيسة يسوع المسيح إلى هذه السمات الستّ؟

كنيسة يسوع المسيح في القارّة الأمريكية

بعد قيامته، زار يسوع شعب القارّة الأمريكية ونظّم كنيسته هناك معلّماً الناس لمدة ثلاثة أيّام ثمّ عاد مراراً لفترة بعد ذلك (راجع ٣ نافي ١١–٢٨). ثمّ تركهم وصعد إلى السماء. وعاش الشعب هناك على أسس البرّ لأكثر من مئتي عامٍ وكان من بين أسعد الشعوب التي خلقها الله (راجع ٤ نافي ١‏:١٦).

الارتداد عن الكنيسة الحقيقيّة

  • ما المقصود بالارتداد؟

على مرّ التاريخ، حاول الأشرار أن يدمّروا عمل الله. وقد حدث هذا الأمر في أيّام الرسل لمّا كانوا يشرفون على الكنيسة الجديدة النامية. إذ علّم بعض الأعضاء أفكاراً من معتقداتهم الوثنية القديمة أو قناعاتهم اليهودية بدلاً من أن يعلّموا حقائق يسوع البسيطة. وثار البعض الآخر علناً. إلى هذا، عانت الكنيسة اضطهادات آتية من الخارج. وتمّ تعذيب أعضاء الكنيسة وقتلهم بسبب معتقداتهم. وقُتل الرسل واحداً واحداً أو نُزعوا عن وجه الأرض. وبسبب الشرّ والارتداد، نُزعت أيضاً السلطة الرسولية ومفاتيح الكهنوت من الأرض. ولم يعد التنظيم الذي أسّسه يسوع المسيح موجوداً فسادت الفوضى. وشابت عقيدة الكنيسة أخطاء متزايدة وسرعان ما اضمحلت الكنيسة بالكامل. وتُعرف الفترة التي لم تعد فيها الكنيسة الحقيقيّة موجودة على وجه الأرض بالارتداد العظيم.

وسرعان ما هيمنت المعتقدات الزائفة على تفكير من سمّوا بالمسيحيّين. واعتمد الإمبراطور الروماني هذه المسيحيّة الزائفة كدينٍ للدولة. وكانت كنيسته تختلف اختلافاً كبيراً عن تلك التي نظّمها يسوع. إذ أنها علّمت أنّ الله كائن من دون شكلٍ أو مادة.

غابت عن هذه الشعوب معرفة حبّ الله لنا. ولم يدرك الناس أنّنا أبناء الله. ولم يفهموا الغاية من الحياة. كما تغيّرت الكثير من المراسيم بسبب غياب الكهنوت والرؤيا عن الأرض.

كان الإمبراطور يختار قادته الخاصين ويلقّبهم أحياناً بالألقاب عينها التي كان القادة الكهنوتيون يستعملونها في كنيسة المسيح الحقيقيّة. ولم تعرف هذه الحقبة رسولاً أو قائداً كهنوتياً يتمتّع بقوّة من الله ولم تشهد هبات روحية. وقد تنبّأ النبيّ إشعياء بهذا الوضع قائلاً: ”والأرض تدنّست تحت سكّانها لأنهم تعدّوا الشرائع. غيّروا الفريضة، نكثوا العهد الأبدي“ (إشعياء ٢٤‏:٥). ولم تعد الكنيسة كنيسة يسوع المسيح بل أصبحت كنيسة بشر. وحتّى الاسم تغيّر. وقد حصل الارتداد في القارة الأمريكية أيضاً (راجع ٤ نافي).

التنبؤ بالاستعادة

  • ما هي النبوءات في العهدين القديم والجديد التي تتحدّث عن الاستعادة؟

كان الله يعلم مسبقاً بحصول الارتداد فعبّد الطريق لإعادة الإنجيل. وأخبر بطرس الرسول هذا الأمر لليهود قائلاً: ”ويرسل يسوع المسيح المبشّر به لكم قبل. الذي ينبغي أنّ السماء تقبله إلى أزمنة ردّ كلّ شيء التي تكلّم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدّهر“ (أعمال الرسل ٣‏:٢٠–٢١).

وقد تنبّأ يوحنّا اللاّهوتي أيضاً بزمن استعادة الإنجيل. فقال: ”بدأت نبوءات الاستعادة تتحقق: ورأيت ملاكاً آخر طائراً في وسط السماء معه بشارةٌ أبديةٌ، ليبشّر الساكنين على الأرض، وكلّ أمّةٍ وقبيلةٍ ولسانٍ وشعبٍ.“ (رؤيا يوحنّا ١٤‏:٦).

  • لِمَ كانت الاستعادة ضروريّة؟

  • فكّر في البركات التي وصلتك بفضل استعادة كنيسة يسوع المسيح على الأرض.

نصوص مقدّسة إضافية