”الفصل الخامس والأربعون: الدينونة الأخيرة، مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل الخامس الأربعون،“ مبادئ الإنجيل
الفصل الخامس والأربعون
الدينونة الأخيرة
دينونات الله
-
ما هي بعض الدينونات المختلفة التي تسبق الدينونة الأخيرة؟ كيف تتّصل هذه الدينونات بعضها ببعض؟
كثيراً ما تخبرنا النصوص المقدّسة بأنّ اليوم سيأتي حين سنقف أمام الله ونُدان. علينا أن نفهم كيف تجري الدينونة لنتمكّن من الاستعداد بشكل أفضل لهذا الحدث المهم.
تعلّمنا النصوص المقدّسة أنّنا سنُدان جميعنا بحسب أعمالنا: ”ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودِين الأموات ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم“ (رؤيا يوحنّا ٢٠:١٢؛ راجع أيضاً المبادئ والعهود ٧٦:١١١؛ ١ نافي ١٥:٣٢؛ إبراهيم ٣:٢٥–٢٨). سنُدان أيضاً ”[حسب] … رغبات [قلوبنا]“ (المبادئ والعهود ١٣٧:٩؛ راجع ايضاً ألما ٤١:٣).
هنا على الأرض. نُدان بحسب استحقاقنا نيل الفرص في ملكوت الله. عندما نتسلّم المعموديّة، نُعتبر مستحقّين لتسلُّم هذا المرسوم. عندما نُدعى لنخدم في الكنيسة أو لمقابلةٍ بخصوص التقدُّم الكهنوتي أو توصية بدخول الهيكل. نُدان.
علّم ألما أنّنا عندما نموت، تصير أرواحنا إلى حالة من النعيم أو الشقاء (راجع ألما ٤٠:١١–١٥). هذه دينونة.
تُستخدم أقوالنا وأعمالنا وأفكارنا لإدانتنا
-
تخيّل أن تُدان على جميع أفكارك وأقوالك وأعمالك.
شهد النبيّ ألما قائلاً: ”أقوالنا تديننا، بل جميع أعمالنا تديننا؛ … كذلك أفكارنا“ (ألما ١٢:١٤).
لقد قال الربّ: ”إنّ كلّ كلمة بطّالة يتكلّم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين. لأنّك بكلامك تتبرّر وبكلامك تُدان” (متّى ١٢:٣٦–٣٧).
يساعدنا الإيمان بيسوع المسيح على الاستعداد للدينونة الأخيرة. عندما نكون تلاميذ مخلصين للربّ ونتوب عن جميع خطايانا، يمكن أن نُسامَح على خطايانا ونصبح أنقياء ومقدّسين فنتمكّن من الإقامة في حضرة الله. وعندما نتوب عن خطايانا ونتخلّى عن كلّ فكرة وعمل غير نقيّين يغيّر الروح القدس قلوبنا فلا نعود نرغب حتّى في ارتكاب الخطيئة (راجع موصايا ٥:٢). ثمّ عندما نُدان، سنكون جاهزين للدخول إلى حضرة الله.
-
فكّر ما تستطيع فعله لتحسّن أفكارك وأقوالك وأعمالك.
سنُدان بحسب السجلّات
-
ما هي السجّلات التي سنُدان بحسبها؟ من سيديننا؟
قال النبيّ جوزف سميث إنّ الأموات سيُدانون بحسب سجلّات محفوظة على الأرض. سنُدان أيضاً بحسب ”سفر الحياة“ المحفوظ في السماء (راجع المبادئ والعهود ١٢٨:٦–٨).
”جميع الناس … يقفون أمام ’عرش الدينونة الذي يستوي عليه قدّوس إسرائيل … وهناك يُحاسَبون طبقاً لأحكام الله المقدّسة.‘ (٢ نافي ٩:١٥.) ووفقاً لرؤيا يوحنّا. ’انفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، وبين الأموات ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم.‘ (رؤيا يوحنّا ٢٠:١٢.) ’الأسفار‘ التي يتحدّث عنها تشير إلى ’سجلّات [أعمالنا] المحفوظة على الأرض. … سفر الحياة هو سجلّ محفوظ في السماء.‘ (المبادئ والعهود ١٢٨:٧).“ (Teachings of Presidents of the Church: Harold B. Lee [٢٠٠٠]، ٢٢٦–٢٧).
ثمّة سجلّ آخر سيُستخدم لإدانتنا. علّم بولس الرسول أنّنا نحن أنفسنا سجلّ لحياتنا (راجع الرسالة إلى أهل رومية ٢:١٥). ففي أجسادنا وعقولنا تاريخ كامل لكلّ شيء قمنا به. علّم الرئيس جون تايلور الحقيقة التالية: ”يخبر [الفرد] القصّة بنفسه ويشهد ضدّ نفسه. … ذلك السجلّ الذي كتبه الرجل بنفسه في ألواح ذهنه، ذلك السجلّ الذي لا يكذب سيُفتح في ذلك اليوم أمام الله والملائكة وأولئك الذين سيكونون قضاة” (Deseret News، ٨ آذار/مارس ١٨٦٥, ١٧٩).
علّم يوحنّا الرسول أنّ ”الأب لا يدين أحداً، بل أعطى كل الدينونة للابن“ (يوحنّا ٥:٢٢). والابن بدوره، سوف ينادي آخرين ليساعدوا في الدينونة. الاثنا عشر الذين كانوا معه في خدمته سيدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر (راجع متّى ١٩:٢٨؛ لوقا ٢٢:٣٠). سيدين التلاميذ النافيّون الإثنا عشر الشعبين النافي واللامانيّ (راجع ١ نافي ١٢:٩–١٠؛ مورمون ٣:١٨–١٩).
وراثة مكان في إحدى ممالك المجد
-
كيف سيؤثر إخلاصنا في خلال حياتنا الأرضيّة على حياتنا في الأبديّة؟
لدى حلول الدينونة الأخيرة، سنرث مكاناً في المملكة التي تحضّرنا لها. تعلّم النصوص المقدّسة عن ممالك المجد الثلاث—المملكة السماويّة والمملكة الأرضيّة والمملكة الدنيا (راجع المبادئ والعهود ٨٨:٢٠–٣٢).
في المبادئ والعهود ٧٦، وصف الربّ الطرق التي يمكننا اختيارها لنعيش حياتنا الفانية. وشرح أنّ خياراتنا ستحدّد المملكة التي نحن مستعدّون لها. نتعلّم من هذه الرؤيا أنّه حتّى أعضاء الكنيسة سيرثون ممالك مختلفة لأنّهم لن يكونوا متساوين في الإيمان والشجاعة في إطاعة المسيح.
تجد في ما يلي أنواع الحياة التي يمكننا أن نختار عيشها والممالك التي ستقودنا إليها خياراتنا.
المملكة السماويّة
”هم الذين تسلّموا شهادة يسوع المسيح وآمنوا باسمه وتعمّدوا، …كي يغتسلوا ويُنقَّوا من جميع خطاياهم بحفظ الوصايا.فيتسلّموا الروح القدس.“ هم الذين يتغلّبون على العالم بإيمانهم. هم أبرار وصادقون ممّا يسمح للروح القدس من ختم بركاتهم عليهم. (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٥١–٥٣.) أولئك الذين يرثون أسمى درجات المملكة السماويّة، والذين يصبحون آلهة، عليهم أن يكونوا قد تزوجوا للأبد في الهيكل (راجع المبادئ والعهود ١٣١:١–٤). حميع الذين يرثون المملكة السماويّة سيعيشون مع الآب السماوي ويسوع المسيح إلى الأبد (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٦٢).
من خلال العمل الذي نؤدّيه في الهياكل، يمكن أن يحظى جميع الناس الذين عاشوا على الأرض بفرص متساوية لتسلُّم ملء الإنجيل ومراسيم الخلاص فيرثون مكاناً في الدرجة العليا من المجد السماويّ.
المملكة الأرضيّة
هم الذين رفضوا الإنجيل على الأرض غير أنّهم قبلوه في ما بعد في عالم الأرواح. هم الناس الشرفاء على الأرض الذين فقدوا البصيرة ولم يتعرّفوا إلى إنجيل يسوع المسيح بسبب خداع الإنسان. وهم أيضاً الذين تسلّموا الإنجيل وشهادة عن يسوع ولكنّهم لم يكونوا شجعاناً. سيزورهم يسوع المسيح ولكن ليس أبونا السماويّ. (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٧٣–٧٩.)
المملكة الدُنيا
هؤلاء الناس لم يتسلّموا الإنجيل أو شهادة يسوع لا على الأرض ولا في عالم الأرواح. سيتألّمون من أجل خطاياهم الخاصّة في الجحيم إلى ما بعد الحكم الألفي حين سيُقامون. ”هؤلاء هم الكذبة والساحرون والزناة والبغايا وكلّ من يحبّ ويرتكب الكذب.“ هؤلاء الناس أكثر من نجوم السماء ورمل البحار. وسيزورهم الروح القدس وليس الآب أو الابن. (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٨١–٨٨، ١٠٣–٦، ١٠٩.)
الظلمة الخارجيّة
هؤلاء هم الذين تسلّموا شهادة يسوع من خلال الروح القدس وعرفوا قوّة الربّ ولكنّهم سمحوا للشيطان بأن يتغلّب عليهم. أنكروا الحقيقة وتحدّوا قوّة الربّ. ما من سماح يُعطى لهم لأنّهم أنكروا الروح القدس بعد أن تسلّموه. لن يكون لهم مملكة مجد. سيعيشون في ظلمة وعذاب وبؤس أبديّ مع الشيطان وملائكته إلى الأبد. (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٢٨–٣٥، ٤٤–٤٨.)
-
وفقاً للمبادئ والعهود ٧٦:٥٠–٥٣، ٦٢–٧٠، ما هي مميّزات شخص يتغلّب على العالم بالإيمان ويكون شجاعاً في الشهادة على يسوع؟
علينا أن نستعدّ الآن للدينونة
-
ما الذي يتعيّن علينا القيام به للدينونة الأخيرة؟
في الحقيقة، كلّ يوم هو يوم دينونة. نتكلّم ونفكّر ونتصرّف وفقاً للقانون السماويّ أو الأرضي أو الأدنى. ويحدّد إيماننا بيسوع المسيح كما تُظهره أعمالنا اليوميّة المملكة التي سنرثها.
لدينا ملء إنجيل يسوع المسيح المستعاد. الإنجيل هو قانون المملكة السماويّة. لقد كُشفت جميع مراسيم الكهنوت الضروريّة لتقدّمنا. لقد دخلنا مياه المعموديّة وقطعنا عهداً بعيش حياة شبيهة بحياة المسيح. أخبرنا الربّ ما ستكون عليه دينونتنا إن كنّا مؤمنين وحفظنا الوعود التي قطعناها. فهو يقول لنا: ”تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم“ (متّى ٢٥:٣٤).
نصوص مقدّسة إضافيّة
-
الرسالة إلى أهل رومية ٢:٦–٩؛ رؤيا يوحنّا ٢٠:١٢–١٣ (الدينونة)
-
ألما ١١:٤١، ٤٥؛ مورمون ٧:٦؛ ٩:١٣–١٤ (نُدان بعد أن نُقام)
-
٢ نافي ٢٩:١١؛ ٣ نافي ٢٧:٢٣–٢٦ (الأسفار المستخدمة في الدينونة)
-
ألما ٤١:٢–٧ (تتحدّد دينونتنا بحسب أعمالنا ورغبات قلوبنا وتوبتنا وصبرنا حتّى النهاية)
-
مورمون ٣:٢٢ (التوبة والاستعداد للوقوف أمام عرش الدينونة)
-
لوقا ١٢:٤٧–٤٨؛ المبادئ والعهود ٨٢:٣ (مَن يُعطى له الكثير، يُطلب منه الكثير)
-
المبادئ والعهود ٨٨:١٦–٣٣ (يتسلّم كلّ منّا ما يستحقّه)