المكتبة
الفصل الثالث والأربعون: المجيء الثاني ليسوع المسيح


”الفصل الثالث والأربعون: المجيء الثاني ليسوع المسيح،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل الثالث الأربعون،“ مبادئ الإنجيل

الفصل الثالث والأربعون

المجيء الثاني ليسوع المسيح

مجيء يسوع المسيح الثاني

التطلّع بشوق إلى المجيء الثاني للمخلّص

اجتمع يسوع ورسله على جبل الزيتون، بعد أربعين يوماً على قيامته. كان الوقت قد حان لمغادرة يسوع الأرض. كان قد أتمّ كلّ العمل الذي كان عليه القيام به في ذلك الحين. وكان عليه أن يعود إلى أبينا السماويّ إلى أن يحين وقت مجيئه الثاني.

وبعد أن أعطى توجيهاته إلى رسله، صعد يسوع إلى السماء. وبينما كان الرسل ينظرون إلى السماء وقف ملاكان بهم وقالا: ”أيها الرجال الجليليّون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إنّ يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء“ (أعمال الرسل ١‏:١١).

ومنذ ذلك الحين وحتّى يومنا هذا، وأتباع يسوع المسيح يتطلّعون بشوق إلى المجيء الثاني.

ما الذي سيفعله يسوع المسيح عندما يأتي مجدّداً؟

عندما سيأتي يسوع المسيح مجدّداً إلى الأرض، سيقوم بالأمور التالية:

  1. سيطهّر الأرض. عندما يأتي يسوع مجدّداً، سيأتي بقوّة ومجد عظيم. في ذاك الوقت، سيتمّ تدمير الأشرار. وسيُحرَق كلّ ما هو فاسد، وستُطهَّر الأرض بالنار (راجع المبادئ والعهود ١٠١‏:٢٤–٢٥).

  2. سيُحاكم شعبه. عندما يأتي يسوع مجدّداً، سيحاكم الأمم ويفصل الأبرار عن الأشرار (راجع متّى ٢٥‏:٣١–٤٦؛ راجع أيضاً الفصل ٤٥ من هذا الكتاب). وقد كتب يوحنّا اللاهوتي عن هذا الحكم: ”ورأيت عروشاً فجلسوا عليها. وأعطوا حكماً. ورأيت نفوس الذين قُتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله. … فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة.“ والأشرار الذين رآهم ”لم [يعيشوا] حتى تتمّ الألف سنة“ (رؤيا يوحنّا ٢٠‏:٤–٥؛ راجع أيضاً المبادئ والعهود ٨٨‏:٩٥–٩٨).

  3. سيفتح الباب للحكم الألفيّ. الحكم الألفي هو فترة الألف سنة التي سيحكم فيها يسوع الأرض. سيُخطف الأبرار للقاء يسوع عند مجيئه (راجع المبادئ والعهود ٨٨‏:٩٦). بمجيئه سيبدأ الحكم الألفي. (راجع الفصل ٤٤ من هذا الكتاب.)

    قال الرئيس بريغهام يونغ:

    ”في الحكم الألفيّ، عندما يتأسّس ملكوت الله على الأرض بالقوّة والمجد والكمال، ويُدمّر حكم الشرّ الذي دام لوقت طويل. سيحظى قدّيسو الله بامتياز بناء هياكلهم والدخول إليها ويصبحون أسساً في هياكل الله [راجع رؤيا يوحنّا ٣‏:١٢]، ويؤدّوا المراسيم نيابة عن موتاهم. ثمّ سنرى أصدقائنا يأتون وقد يكون بينهم مَن عرفناهم هنا. … وسنتسلم رؤىً لنعرف أسلافنا من أبينا آدم وأمّنا حوّاء وسندخل هياكل الله ونؤدّي المراسيم نيابة عنهم. ثمّ سيُختم [الأولاد] مع [الأهل] إلى أن تكتمل السلسلة حتّى آدم. فتتحقّق سلسلة كهنوت كاملة من آدم وحتّى تحين النهاية“ (Teachings of Presidents of the Church: Brigham Young [١٩٩٧]، ٣٣٣–٣٤).

  4. سيتمّم القيامة الأولى. وأولئك الذين حصلوا على امتياز قيامة الأبرار سيقومون من قبورهم. ثمّ سيُخطفون للقاء المخلّص لدى نزوله من السماء. (راجع المبادئ والعهود ٨٨‏:٩٧–٩٨.)

    بعد قيامة يسوع المسيح من الموت، قام أيضاً أشخاص أبرار آخرون كانوا قد ماتوا. لقد ظهروا في أورشليم وعلى القارّة الأمريكيّة. (راجع متّى ٢٧‏:٥٢–٥٣؛ ٣ نافي ٢٣‏:٩–١٠.) كان هذا بدء القيامة الأولى. وقد أُقيم بعض الناس منذ ذلك الحين. أولئك الذين اُقيموا والذين سيُقامون عند مجيئه سيرثون مجد المملكة السماويّة (راجع المبادئ والعهود ٧٦‏:٥٠–٧٠).

    وبعد قيامة أولئك الذين سيرثون المجد السماويّ . ستُقام مجموعة أخرى: أولئك الذين سيحظون بمجد أرضي. وعندما يُقام هؤلاء الناس كلّهم، تكون القيامة الأولى قد تمّت.

    سيُدمّر بالجسد الأشرار الذين يعيشون في زمن المجيء الثاني للربّ. وسيكون عليهم الانتظار حتّى القيامة الأخيرة إلى جانب الأشرار الذين سبق أن ماتوا. وسيقوم باقي الموتى كلّهم ليلتقوا الله. وهم سيرثون المملكة الدنيا أو يرمون في الظلمة الخارجية مع الشيطان (راجع المبادئ والعهود ٧٦‏:٣٢–٣٣؛ ٨١–١١٢).

  5. سيحتلّ مكانه الصحيح كملك السماء والأرض. عندما يأتي يسوع، سيؤسّس حكمه على الأرض. وستصبح الكنيسة جزءاً من ذلك الملكوت. سيحكم جميع شعوب الأرض بسلام لمدّة ألف سنة.

    عندما أتى يسوع المسيح إلى الأرض لأوّل مرّة، لم يأتِ بمجد. وُلد في اسطبل حقير ونام في مذود تبن. لم يأتِ مع جيوش عظيمة كما توقّع اليهود من مخلّصهم. بل جاء قائلاً: ”أحبّوا أعداءكم. … أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم“ (متّى ٥‏:٤٤). رُفض وصُلب. ولكنّه لن يُرفض لدى مجيئه الثاني: ”لأنّ كلّ أذن ستسمعه وكلّ ركبة ستركع وكلّ لسان سيعترف“ بأنّ يسوع هو المسيح (المبادئ والعهود ٨٨‏:١٠٤). وسيُستقبل كـ ”ربّ الأرباب وملك الملوك“ (رؤيا يوحنّا ١٧‏:١٤). وسيُدعى ”اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبديّاً رئيس السلام“ (إشعياء ٩‏:٦).

  • ما هي أفكارك ومشاعرك لدى تأمّلك في أحداث المجيء الثاني؟

كيف سنعرف متى يكون مجيء المخلّص قريباً؟

عندما وُلد يسوع المسيح، علم القليل من الناس أنّ مخلّص العالم أتى. وعندما يأتي مجدّداً لن يكون ثمّة من شكّ حول هويّته. لا أحد يعلم الوقت المحدّد الذي سيأتي فيه المخلّص مجدّداً. ”وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلّا أبي وحده“ (متّى ٢٤‏:٣٦؛ راجع أيضاً المبادئ والعهود ٤٩‏:٧).

استعمل الربّ مثلاً ليعطينا فكرة عن وقت مجيئه:

”فمن شجرة التين تعلّموا المثل: متى صار غصنها رخصاً وأخرجت أوراقاً، تعلمون أنّ الصيف قريب:

”هكذا أنتم أيضاً، متى رأيتم هذه الأشياء صائرة، فاعلموا أنّه قريب على الأبواب“ (مرقس ١٣‏:٢٨–٢٩).

أعطانا الربّ بعض العلامات لنعلم متى يكون مجيئه قريباً. وبعد أن كشف هذه العلامات، حذّر قائلاً:

”اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أيّة ساعة يأتي ربّكم. …

”… كونوا أنتم أيضاً مستعدّين لأنّه في ساعة لا تظنّون يأتي ابن الإنسان“ (متّى ٢٤‏:٤٢، ٤٤).

للمزيد من المعلومات حول الطريقة التي سنعرف من خلالها متى يقترب المجيء الثاني ليسوع، راجع الفصل الثاني والأربعين من هذا الكتاب.

كيف نكون مستعدّين لدى مجيء المخلّص؟

تقتصر أفضل طريقة نعتمدها للاستعداد لمجيء المخلّص على قبول تعاليم الإنجيل وجعلها جزءاً من حياتنا. علينا أن نعيش كلّ يوم بأفضل طريقة ممكنة، تماماً كما علّم يسوع عندما كان على الأرض. يمكننا أن نتطلّع إلى النبيّ لنحصل على الإرشاد ونتبع نصحه. ويمكننا أن نعيش باستحقاق لنحصل على إرشاد الروح القدس. عندئذٍ يمكننا التطلُّع إلى مجيء المخلّص بسعادة ومن دون خوف. لقد قال الربّ: ”لا تخافوا أيّها القطيع الصغير، فالملكوت لكم إلى أن آتي. هأنذا آتٍ سريعاً. [نعم.] آمين“ (المبادئ والعهود ٣٥‏:٢٧).

  • لمَ علينا أن نهتمّ باستعدادنا أكثر من التوقيت الدقيق للمجيء الثاني؟

نصوص مقدّسة إضافيّة