المكتبة
الفصل السابع عشر: كنيسة يسوع المسيح اليوم


”الفصل السابع عشر: كنيسة يسوع المسيح اليوم،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل السابع عشر،“ مبادئ الإنجيل

الفصل السابع عشر

كنيسة يسوع المسيح اليوم

الرؤيا الأولى

اُخذت كنيسة يسوع المسيح عن الأرض

  • لِمَ أُزيلت كنيسة يسوع المسيح عن الأرض بعيد موت المخلّص وقيامته؟

عندما عاش يسوع على الأرض، أسّس كنيسته وهي الكنيسة الوحيدة الحقيقيّة. ونظّمها بحيث تُعلَّم حقائق الإنجيل إلى الشعوب جميعها وتُؤدّى مراسيم الإنجيل بالطريقة الصحيحة وبواسطة السلطة المناسبة. فمن خلال هذا التنظيم، كان المسيح يتمكّن من أن يوصل بركات الخلاص إلى البشرية.

بعد صعود المخلّص إلى السماء، غيّر البشر المراسيم والعقائد التي وضعها هو ورسله. وبسبب الارتداد، انقطعت الرؤى المباشرة من الله. ولم تعد الكنيسة الحقيقيّة موجودة على الأرض. وأسّس الناس كنائس مختلفة زعمت كلّ منها أنّها الكنيسة الحقيقيّة، لكنّها في الواقع كانت تعلّم عقائد متناقضة. فسادت الحيرة ونشبت الخلافات حول الدين. وكان الربّ قد أدرك مسبقاً ظروف الارتداد هذه وقال إنّه سيسود ”[جوعٌ] في الأرض لا [جوعٌ] للخبز ولا [عطشٌ] للماء بل لاستماع كلمات الربّ. … فيتطوّحون … ليطلبوا كلمة الربّ فلا يجدونها“ (عاموس ٨‏:١١–١٢).

وعد الربّ بأن يعيد كنيسته الحقيقيّة

  • ما هي بعض الظروف في العالم التي عبّدت الطريق لاستعادة الإنجيل؟

وعد المخلّص بأن يعيد كنيسته في الأيّام الأخيرة. وهو قال: ”هأنذا أعود أصنع بهذا الشعب عجباً وعجيباً“ (إشعياء ٢٩‏:١٤).

عاش الناس لسنواتٍ كثيرة في ظلمةٍ روحية. وبعد حوالي ١,٧٠٠ سنة من مجيء المسيح، صار اهتمامهم بمعرفة الحقيقة حول الله والدين يزداد. وكان بعضهم مدركاً أنّ الإنجيل الذي علّمه يسوع لم يعد له وجود على الأرض. وأقرّ بعضٌ آخر بغياب الرؤى والسلطة الحقيقية وبأنّ الكنيسة التي نظّمها المسيح لم تكن موجودة على الأرض. فقد حان الوقت لتُستعاد كنيسة يسوع المسيح على الأرض.

  • كيف تكون استعادة الإنجيل ”عجباً عجيباً“؟

رؤيا جديدة من عند الله

  • ماذا تعلّم جوزف سميث عن الله عندما حصل على رؤياه الأولى؟

شهد ربيع عام ١٨٢٠ أحد أهم الأحداث في تاريخ العالم. إذ كان الوقت قد حان ليُنجَز العجب العجيب الذي ذكره الربّ. أراد فتى هو جوزف سميث أن يعرف أي الكنائس كلّها كانت كنيسة يسوع المسيح الحقيقيّة. فذهب إلى الغابة قرب منزله وصلّى بتواضعٍ وتصميمٍ إلى أبيه السماوي سائلاً إيّاه عن الكنيسة التي يجب عليه الانضمام إليها. وفي ذلك الصباح، حصلت معجزة. إذ ظهر الآب السماوي ويسوع المسيح لجوزف سميث. وقال له المخلّص ألّا ينضمّ إلى أي كنيسةٍ لأنّ الكنيسة الحقيقيّة لم تعد على الأرض. وأضاف أنّ عقائد الكنائس الحالية جميعها ”مكرهة عنده“ (تاريخ جوزف سميث ١‏:١٩؛ راجع أيضاً لأعداد ٧–١٨، ٢٠). ومنذ ذلك الحدث، عاد مجدّداً الكشف المباشر من السماء. فقد اختار الربّ نبيّاً جديداً. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقّف الله عن التواصل مع البشر. ويستمر الكشف حتّى يومنا هذا من خلال كلّ نبيّ من أنبيائه المختارين. وجوزف هو الذي اختير للمساعدة في استعادة إنجيل يسوع المسيح الحقيقي.

  • لِمَ كانت الرؤيا الأولى من أهمّ الأحداث في تاريخ العالم؟

استُعيدت السلطة من الله

  • لماذا كانت استعادة كهنوتي هارون وملكيصادق ضروريّة؟

عندما أعاد الله الإنجيل، أعطى مجدّداً الكهنوت للبشر. جاء يوحنّا المعمدان عام ١٨٢٩ ليمنح كهنوت هارون لجوزف سميث وأوليفر كاودري (راجع المبادئ والعهود ١٣؛ ٢٧‏:٨). ثمّ جاء كلّ من بطرس ويعقوب ويوحنّا الذين كانوا يتوّلون رئاسة الكنيسة في الماضي وأعطوا جوزف وأوليفر كهنوت ملكيصادق ومفاتيح ملكوت الله (راجع المبادئ والعهود ٢٧‏:١٢–١٣). لاحقاً أعاد مرسلون سماويون مثل موسى وإيلياس وإيليّا المزيد من مفاتيح الكهنوت (راجع المبادئ والعهود ١١٠‏:١١–١٦). فعاد الكهنوت إلى الأرض عبر الاستعادة. ويتمتّع حملة الكهنوت اليوم بالسلطة لتأدية المراسيم كالمعمودية. ولإدارة ملكوت الربّ على الأرض.

تمّ تنظيم كنيسة المسيح مجدّداً

  • ما هي الأحداث التي أدّت إلى تنظيم الكنيسة على الأرض مجدّداً؟

في السادس من نيسان/أبريل ١٨٣٠، وجّه المخلّص تنظيم كنيسته مجدّداً على الأرض (راجع المبادئ والعهود ٢٠‏:١). وتُدعى كنيسته كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة (راجع المبادئ والعهود ١١٥‏:٤). المسيح هو على رأس كنيسته اليوم تماماً كما كان في الماضي. وقد قال الربّ إنّها ”الكنيسة الوحيدة الحيّة والحقيقية على كلّ وجه الأرض التي، أنا الربّ، بها سُررت“ (المبادئ والعهود ١‏:٣٠).

تمّ رسم جوزف سميث نبيّاً للكنيسة و ”شيخها الأوّل“ (راجع المبادئ والعهود ٢٠‏:٢–٤). لاحقاً، نُظّمت الرئاسة الأولى وتمّ تأييده كرئيس. وفي المراحل الأولى من تنظيم الكنيسة، لم يتمّ وضع إلّا الإطار العام. وتطوّر التنظيم مع نموّ الكنيسة.

نُظّمت الكنيسة حسب المناصب ذاتها التي كانت مُعتمدة في الكنيسة القديمة. والتي كانت تشمل الرسل والأنبياء والسبعين والمبشّرين (البطاركة) والرعاة (القادة المترئّسين) والكهنة العالين والشيوخ والأساقفة والكهنة والمعلّمين والشمامسة. وبالتالي هذه هي المناصب التي نجدها في الكنيسة اليوم (راجع بنود الإيمان ١‏:٦).

يقود الكنيسة نبيٌّ يتصرّف بتوجيهٍ من الربّ. هذا النبيّ هو أيضاً رئيس الكنيسة. يتمتّع بالسلطة الضرورية لإدارة عمل الربّ على الأرض (راجع المبادئ والعهود ١٠٧‏:٦٥، ٩١). ويساعده مستشاران. ويقوم إثنا عشر رسولاً هم شهود مميّزون لاسم يسوع المسيح بتعليم الإنجيل وتنظيم شؤون الكنيسة في أنحاء العالم أجمع. في الكنيسة أيضاً مسؤولون عامون آخرون توكّل إليهم مهمّات خاصة. من بينهم الأسقفية المترئّسة ورابطات السبعين، وهم يخدمون تحت إدارة الرئاسة الأولى والإثني عشر.

تتضمّن مناصب الكهنوت الرسل والسبعين والبطاركة والكهنة العالين والأساقفة والشيوخ والكهنة والمعلّمين والشمامسة. وهي المناصب ذاتها التي كانت معتمدة في الكنيسة الأصلية.

توسّعت الكنيسة أكثر بكثير مّما كانت عليه في أيّام يسوع. نظراً إلى هذا التوسّع. كشف الربّ عن وحدات إضافية داخل تنظيم الكنيسة. فعندما تكون الكنيسة منظّمةً تنظيماً كاملاً في منطقةٍ ما، تضمّ أقساماً محليّة تُعرف بالأوتاد. يترأّس كلّ وتد رئيسٌ ومستشاراه. وللوتد أيضاً مجلس أعلى مؤلّف من ١٢عضواً يساعدون في القيام بعمل الربّ داخل الوتد. كما وتشكّل رابطات كهنوت ملكيصادق في الوتد تحت إشراف رئيس الوتد (راجع الفصل الرابع عشر من هذا الكتاب). ويُقسّم الوتد إلى أقسام أصغر تُدعى أجنحة. على رأس كلّ منها أسقف ومستشاراه.

في أنحاء العالم حيث الكنيسة في طور النمو، يوجد قطاعات. وهي وحدات كالأوتاد، مقسّمة إلى وحدات أصغر تُدعى فروع، وهي شبيهة بالأجنحة.

تمّت استعادة حقائق مهمّة

  • ما هي الحقائق المهمّة التي أُعيدت مع استعادة الكنيسة؟

تعلّم الكنيسة اليوم المبادئ ذاتها وتؤدّي المراسيم ذاتها التي كانت مُعتمدة في أيّام يسوع. مبادئ الإنجيل ومراسيمه الأولى هي الإيمان بالربّ يسوع المسيح والتوبة والمعمودية بالتغطيس ووضع الأيدي لتسلّم هبة الروح القدس (راجع بنود الإيمان ١‏:٤). واُعيدت هذه الحقائق الثمينة بملئها عندما استُعيدت الكنيسة.

بواسطة هبة الله وقوّته، ترجم جوزف سميث كتاب مورمون الذي يحتوي على حقائق الإنجيل الثمينة والبسيطة. وتتالت رؤى كثيرة سُجّلت كنصوص مقدّسة في كتابي المبادئ والعهود والخريدة النفيسة (راجع الفصل العاشر من هذا الكتاب).

ومن بين الحقائق الأخرى المهمّة التي أعادها الربّ ما يلي:

  1. أبونا السماوي هو كائنٌ حقيقيّ يتمتّع بجسدٍ كاملٍ وملموسٍ من اللحم والعظام والأمر سيّان بالنسبة إلى يسوع المسيح. أمّا الروح القدس فهو شخصية روحية.

  2. كان لنا وجود في الحياة ما قبل الأرضية كأبناءٍ روحيين لله.

  3. إنّ الكهنوت ضروريٌ من أجل تأدية مراسيم الإنجيل.

  4. سنعاقَب على خطايانا الشخصية وليس على تعدّي آدم.

  5. لا حاجة لتعميد الأطفال قبل أن يبلغوا سنّ المسؤولة (أي الثامنة).

  6. تضمّ السماوات ثلاث ممالك مجد وبنعمة الربّ يسوع المسيح سيُجازى الناس حسب أعمالهم على الأرض ورغبات قلوبهم.

  7. يمكن للعلاقات العائلية أن تكون أبديةً من خلال قوّة الختم التي يتمتّع بها الكهنوت.

  8. المراسيم والعهود ضروريّة للخلاص وهي متاحة للأحياء والأموات على حدّ سواء.

  • كيف أثّرت هذه الحقائق عليك وعلى الآخرين؟

كنيسة يسوع المسيح لن تدمَّر أبداً

  • ما هي مهمّة الكنيسة؟

منذ استعادتها عام ١٨٣٠، نمت كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة بشكلٍ سريعٍ من حيث عدد الأعضاء. وهي تضمّ الان أعضاءً في كلّ بلدٍ من بلدان العالم تقريباً. وستستمرّ الكنيسة في النموّ. وكما قال المسيح: ”إنّ إنجيل الملكوت هذا سيبشَّر به في جميع العالم كشاهد لجميع الأمم“ (جوزف سميث—إنجيل متّى ١‏:٣١). ولن تؤخذ الكنيسة أبداً عن الأرض ثانيةً. وتقضي مهمّتها بإيصال الحقيقة إلى كلّ فردٍ. ومنذ آلاف السنين قال الربّ إنّه سيقيم ”مملكةً لن تنقرض أبداً: وملكها لا يُترك لشعبٍ آخر … وتثبت إلى الأبد“ (دانيال ٢‏:٤٤).

  • كيف ساهمتَ في عمل ملكوت الله؟ وماذا يمكنك أن تفعل لتستمرّ في تأدية هذا العمل؟

نصوص مقدّسة إضافية