”الفصل الثامن: الصلاة لأبينا السماوي،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل الثامن،“ مبادئ الإنجيل
الفصل الثامن
الصلاة لأبينا السماوي
ما هي الصلاة؟
علّم المسيح قائلاً: ”يجب أن تصلّوا دائماً إلى الآب باسمي“ (٣ نافي ١٨:١٩).
تشكّل الصلاة إحدى أكبر البركات التي نحصل عليها خلال وجودنا هنا على الأرض. فمن خلال الصلاة، نستطيع أن نتواصل مع أبينا السماوي ونطلب منه يومياً أن يرشدنا.
الصلاة حديث صادق ونابع من القلب مع أبينا السماوي. وعلينا أن نصلّي لله وحده. وليس لأي كائن آخر أو شيءٍ آخر صنعه الإنسان أو خلقه الله (راجع الخروج ٢٠:٣–٥).
لماذا نصلّي؟
منذ بداية العالم، شكّلت الصلاة جزءاً مهمّاً من الإنجيل. وطلب ملاك الربّ من آدم وحوّاء أن يتوبا ويدعوا الله باسم الابن (راجع موسى ٥:٨). ولا يزال هذا الطلب قائماً ولم يُسحب أبداً. ومن شأن الصلاة أن تساعدنا في التقرّب من الله. فتتأثّر كلّ أفكارنا وكلماتنا وأفعالنا بصلواتنا.
علينا أن نصلّي لنستمدّ القوّة اللازمة لمقاومة تجارب الشيطان وأتباعه (راجع ٣ نافي ١٨:١٥؛ المبادئ والعهود ١٠:٥). كما علينا أن نصلّي لنعترف بخطايانا لله ونطلب منه أن يغفر لنا (راجع ألما ٣٨:١٤).
يجب أن نصلّي لنطلب من الربّ أن يرشدنا ويساعدنا في حياتنا اليومية. كما يجب أن نصلّي لعائلاتنا وأصدقائنا وجيراننا ومحاصيلنا وحيواناتنا وعملنا اليومي ونشاطاتنا. ولكي يحمينا الله من أعدائنا. (راجع ألما ٣٤:١٧–٢٧.)
علينا أن نصلّي لنعبّر عن حبّنا لأبينا السماوي ونتقرّب منه. ولنشكره على رفاهيتنا وراحتنا وجميع الأمور التي يمنحنا إياها كلّ يوم (راجع الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي ٥:١٨). ونحتاج إلى أن نصلّي لنطلب من أبينا السماوي أن يعطينا القوّة لنعيش وفقاً للإنجيل.
إلى هذا، علينا أن نصلّي لنلزم الطريق المستقيم والضيّق الذي يؤدي إلى الحياة الأبدية. كما ينبغي أن نصلّي لله، هو مصدر كلّ برّ، كي نكون صالحين في أفكارنا وكلامنا وأعمالنا.
-
كيف ساعدتك الصلاة في التقرّب من الآب السماوي؟
متى يجب أن نصلّي؟
يمكننا أن نصلّي كلّما أحسسنا بالحاجة إلى التواصل مع أبينا السماوي، أكان ذلك بصمتٍ أو بصوتٍ مرتفع. وفي بعض الأحيان، نشعر بالحاجة إلى الإنفراد لنسكب نفوسنا صلاةً إلى الله (راجع متّى ٦:٦). يمكننا أيضاً أن نصلّي خلال نشاطاتنا اليومية. عندما نكون في اجتماع الكنيسة أو في المنزل أو عندما نمشي في الطريق أو نعمل أو نحضّر الطعام، أو حيثما نكون ومهما كنّا نفعل. يمكننا أن نصلّي في أي وقت من النهار أو الليل. عندما نكون وحدنا أو محاطين بأشخاص آخرين. فيمكننا أن نبقي أبانا السماوي دائماً في فكرنا (راجع ألما ٣٤:٢٧). ”ونصلّي دائماً“ (المبادئ والعهود ١٠:٥).
في بعض الأحيان قد لا نشعر برغبةٍ في الصلاة. إذ نكون غاضبين أو محبطين أو مضطربين. لكن علينا في مثل هذه الأوقات أن نبذل مجهوداً خاصاً لنصلّي (راجع ٢ نافي ٣٢:٨–٩).
يجب على كلّ منّا أن يصلّي على انفراد على الأقلّ كلّ صباح ومساءٍ. وتدعو النصوص المقدّسة إلى الصلاة صباحاً وظهراً ومساءً (راجع ألما ٣٤:٢١).
يُطلب منّا أن نقيم الصلوات العائلية لكي تُبارك عائلاتنا (راجع ٣ نافي ١٨:٢١). وقد نصحنا قادتنا في الكنيسة أن نصلّي مع عائلاتنا كلّ صباح ومساء.
لدينا أيضاً فرصة مميّزة للصلاة قبل كلّ وجبة طعام لنقدّم الشكر ونطلب مباركة الأكل.
كما أنّنا نفتتح ونختتم اجتماعات الكنيسة جميعها بالصلاة. ونشكر الربّ على بركاته ونطلب منه أن يساعدنا لنعبده بطريقةٍ ترضيه.
كيف يجب أن نصلّي؟
بغضّ النظر عن مكان وجودنا، وعن طريقة صلاتنا، أكنّا نقف أم نركع، نصلّي بصوتٍ مرتفع أو بصمت، على انفراد أو باسم مجموعة. علينا دائماً أن نصلّي بإيمانٍ و ”بقلبٍ خالص ونيّة صافية“ (موروني ١٠:٤).
عندما نصلّي لأبينا السماوي، علينا أن نخبره بحقيقة المشاعر الكامنة في قلوبنا ونأتمنه على أسرارنا ونطلب منه السماح ونتضرّع إليه ونشكره ونعبّر عن حبّنا له. ويجب ألّا نردّد كلماتٍ وجملاً فارغة (راجع متّى ٦:٧–٨). وعلينا أن نطلب دائماً أن تكون مشيئته. وأن نتذكّر أنّ ما نبغيه قد لا يكون دائماً الأفضل لنا (راجع ٣ نافي ١٨:٢٠). وعند انتهائنا، يجب أن نختم صلاتنا باسم يسوع المسيح (راجع ٣ نافي ١٨:١٩).
كيف تُستجاب الصلوات؟
-
لماذا برأيك لا تُستجاب الصلوات دائماً بشكلٍ واضح؟ ولماذا برأيك لا تُستجاب الصلوات دائماً في الوقت الذي نريده أو بالطريقة التي نبغيها؟
الصلوات الصادقة تُستجاب دائماً. قد يكون الجواب “لا“ أحياناً لأنّ ما طلبناه ليس لصالحنا. وأحياناً أخرى يكون الجواب “نعم“ فيضطرم قلبنا في داخلنا ويغمرنا شعورٌ بالارتياح حول ما علينا القيام به (راجع المبادئ والعهود ٩:٨–٩). وفي بعض الأحيان. قد يكون الجواب ”انتظر بعض الوقت.“ فدائماً تُستجاب صلواتنا في وقتٍ وبطريقةٍ يعرف الربّ أنّهما الأكثر منفعةً لنا.
في بعض الأحيان، يستجيب الربّ صلواتنا من خلال أشخاصٍ آخرين. فقد يُلهمهم صديق حميم أو زوج أو زوجة أو أهل أو فرد من العائلة أو قائد في الكنيسة أو مبشّرٍ ليقوم بأعمالٍ تشكّل استجابةً لصلواتنا. ونذكر مثلاً تجربة أمّ جُرح طفلها في حادثٍ في البيت. وما كان لديها من سبلٍ لتأخذه عند الطبيب. وكانت جديدةً في الحيّ لا تعرف أحداً من الجيران. فصلّت الأمّ الشابة لتحصل على المساعدة. وخلال بضعة دقائق، دقّ أحد الجيران على الباب قائلاً: ”أحسستُ أنّ عليّ أن آتي وأرى إن كنت تحتاجين إلى المساعدة.“ وساعد الجار الأمّ الشابة في أخذ طفلها عند الطبيب.
كثيراً ما يعطينا الله القوّة للمساعدة في استجابة صلواتنا الخاصة. ففيما نصلّي طلباً للمساعدة، علينا ألّا نوفّر جهداً لتحقيق كلّ ما نتمنّاه.
وإذا عشنا وفقاً لإنجيل يسوع المسيح وواظبنا على الصلاة دوماً. نحظى بالبهجة والسعادة. عَلَمَ الرّب: ”كن متواضعاً، فإنّ الرّب إلهك سيقودك بيدك ويستجيب لصلواتك“ (المبادئ والعهود ١١٢:١٠).
-
كيف استجاب الآب السماوي صلواتك؟
نصوص مقدّسة إضافية ومراجع أخرى
-
رسالة يعقوب ١:٥ (الأمور التي يجب أن نطلبها في الصلاة)
-
الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي ٥:١٧؛ المزامير ٥٥:١٧؛ ٢ نافي ٣٢:٩ (متى نصلّي)
-
ألما ٣٤:٢٦ (أين نصلّي)
-
٣ نافي ١٩:٦، ٢٤ (كيف نصلّي)
-
المبادئ والعهود ٨٨:٦٣–٦٥ (كيف تُستجاب الصلوات)
-
موروني ١٠:٣–٥؛ ألما ٣٧:٣٧ (وعود الصلاة)
-
رسالة يعقوب ٥:١٦ (قوة صلاة الرجل البار)
-
Bible Dictionary, “Prayer,” 753