”الفصل الخامس والثلاثون: الطاعة،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل الخامس الثلاثون،“ مبادئ الإنجيل
الفصل الخامس والثلاثون
الطاعة
علينا أن نطيع الله بملء إرادتنا
-
ما هو الفرق بين الطاعة بملء إرادتنا والطاعة مُكرَهين؟
عندما كان يسوع يعيش على الأرض. طرح عليه أحد الناموسيّين سؤالاً:
”يا معلّم، أيّة وصيّة هي العظمى في الناموس؟
”فقال له يسوع: تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك، ومن كلّ نفسك، ومن كلّ فكرك.
”هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى.
”والثانية مثلها: تحبّ قريبك كنفسك.
”بهاتين الوصيتين يتعلّق الناموس كلّه والأنبياء“ (متّى ٢٢:٣٦–٤٠).
من هذه النصوص المقدّسة نتعلّم مدى أهميّة حبّ الربّ وجيراننا. ولكن كيف نظهر حبّنا للربّ؟
أجاب يسوع عن هذا السؤال بقوله، ”الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبّني والذي يحبّني يحبّه أبي“ (يوحنّا ١٤:٢١).
على كلّ منّا أن يسأل نفسه لماذا نطيع وصايا الله. ألأنّنا نخاف العقاب؟ ألأنّنا نرغب في مكافآت مقابل عيشنا حياة صالحة؟ أو لأنّنا نحبّ الله ويسوع المسيح ونريد أن نخدمهما؟
من الأفضل لنا أن نطيع الوصايا لأنّنا نخاف العقاب من عدم إطاعتنا إيّاها. غير أنّنا سنكون أكثر سعادة إن أطعنا الله لأنّنا نحبّه ونريد إطاعته. عندما نطيعه بحرّية، يمكنه أن يباركنا بحرّية. قال: ”أنا الربّ… أبتهج بتكريم أولئك الذين يخدمونني بالبرّ والحقّ إلى النهاية“ (المبادئ والعهود ٧٦:٥). تساعدنا الطاعة على التقدّم والتشبُّه أكثر بأبينا السماويّ. غير أنّ أولئك الذين لا يقومون بشيء من دون أن يتلقّوا الوصايا ومن ثمّ يحفظون الوصايا مُكرهين فيخسرون مكافأتهم (راجع المبادئ والعهود ٥٨:٢٦–٢٩).
-
كيف يمكننا أن نزيد رغبتنا في الطاعة؟
يمكننا أن نطيع من دون أن نفهم لماذا
-
لمَ لا نحتاج دائماً إلى فهم أهداف الربّ لنكون مطيعين؟
من خلال حفظ وصايا الله، نستعدّ للحياة الأبديّة والإعلاء. أحياناً لا نعرف السبب وراء وصيّة معيّنة. مع ذلك، نظهر إيماننا وثقتنا بالله عندما نطيعه من دون أن نعرف السبب.
اُوصي آدم وحوّاء بتقديم التضحيات لله. وفي يوم من الأيّام ظهر ملاك لآدم وسأله لماذا يقدّم التضحيات. فأجاب آدم بأنّه لا يعرف السبب. لقد قام بذلك لأنّ الربّ أوصاه به. (راجع موسى ٥:٥–٦ والصورة في هذا الفصل.)
علّم الملاك آدم الإنجيل وأخبره عن المخلّص الذي سيأتي. حلّ الروح القدس على آدم وتنبّأ آدم بشأن سكّان الأرض وحتّى الجيل الأخير. . (راجع موسى ٥:٧–١٠؛ المبادئ والعهود ١٠٧:٥٦.) اكتسب آدم هذه المعرفة وبركات عظيمة لأنّه كان مطيعاً.
سيعدّ الله طريقاً
يخبرنا كتاب مورمون أنّ الربّ أوكل إلى نافي وإخوته الأكبر سنّاً مهمّة بالغة الصعوبة (راجع ١ نافي ٣:١–٦). تذمّر إخوة نافي قائلين إنّ الربّ طلب منهم القيام بأمر صعب. غير أنّ نافي قال: ”سأمضي وأنفّذ ما أمر به الربّ لأنّي موقن أنّ الربّ لا يوصي أبناء البشر بأمر دون أن ييسّر لهم تحقيق ما أمرهم به“ (١ نافي ٣:٧). عندما نستصعب إطاعة إحدى وصايا الربّ، علينا أن نتذكّر كلمات نافي.
-
متى أعدّ الربّ طريقاً لك لتطيعه؟
ليس هناك وصية أصغر أو أكبر من أن تُطاع
قد تعتقد أحياناً أنّ إحدى الوصايا غير مهمّة. تخبرنا النصوص المقدّسة عن رجل اسمه نعمان كان يفكّر بهذه الطريقة. كان نعمان يعاني من مرضٍ عُضال وكان مسافراً من سوريا إلى إسرائيل ليطلب من النبيّ أليشع أن يشفيه. كان نعمان رجلاً مهمّاً في بلده، لذلك شعر بالإهانة عندما لم يرحّب به أليشع شخصيّاً يل أرسل خادمه بدلاً منه. وشعر نعمان بإهانة أكبر عندما تلقّى رسالة أليشع: اغتسل سبع مرّات في نهر الأردن. فسأل ”أليس [نهرا] دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل؟ أما كنت أغتسل بهما فأطهر؟“ ومضى غاضباً. إلاّ أنّ خدّامه سألوه: ”لو قال لك النبيّ أمراً عظيماً، أما كنت تعمله؟ فكم بالحريّ إذا قال لك: اغتسل واطهر؟“ كان نعمان حكيماً كفاية ليفهم أن إطاعة نبيّ الله مهمّة حتّى لو بدا الأمر بسيطاً. فاغتسل في الأردن وشُفي. (راجع الملوك الثاني ٥:١–١٤.)
قد نعتقد أحياناً أنّه يصعب علينا إطاعة وصيّةٍ معيّنة. وقد نقول كإخوة نافي: ”إنّ ما طلبه الله منّا صعب.“ لكن يمكننا أن نكون متأكّدين، كنافي، من أنّ الله لن يعطينا وصيّة من دون أن يعدّ لنا طريقاً لنطيعه.
كان ”أمراً صعباً“ حين أمر الربّ إبراهيم بأن يقدّم ابنه إسحق كتضحية (راجع التكوين ٢٢:١–١٣؛ راجع أيضاً الفصل ٢٦ من هذا الكتاب). فقد انتظر إبراهيم سنوات عديدة ولادة ابنه إسحق، الابن الذي وعده به الله. كيف كان ليفقده بهذه الطريقة؟ من المؤكّد أنّ هذا الأمر كان بالغ الصعوبة بالنسبة إلى إبراهيم. ومع ذلك فقد اختار أن يطيع الله.
علينا نحن أيضاً أن نكون مستعدّين للقيام بأيّ شيء يطلبه الله منّا. قال النبيّ جوزف سميث: ”جعلت من التالي قاعدة لي: عندما يأمر الربّ، نفّذ أمره“ (Teachings of Presidents of the Church: Joseph Smith [٢٠٠٧]، ١٦٠). يمكن أن تكون تلك قاعدتنا أيضاً.
-
متى حصلت على بركات نتيجةً لإطاعتك وصايا بدت لك صغيرة؟
أطاع يسوع المسيح أباه
-
ما هي الأمثلة التي تمرّ في ذهنك عندما تفكّر في إطاعة يسوع المسيح لأبيه؟
كان يسوع المسيح المثال الأسمى عن إطاعة أبينا السماويّ. قال: ”نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني“ (يوحنّا ٦:٣٨). كانت حياته كلّها مكرّسة لإطاعة أبيه؛ مع ذلك لم يكن سهلاً بالنسبة إليه. تعرّض للتجربة بطرق شتّى كباقي البشر (راجع الرسالة إلى العبرانيّين ٤:١٥). صلّى في حديقة جثسيماني قائلاً: ”يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عنّي هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت“ (متّى ٢٦:٣٩).
لأنّ يسوع أطاع مشيئة أبيه في جميع الأمور، جعل الخلاص ممكناً لنا جميعاً.
-
كيف يساعدنا تذكّر مثال المخلّص على أن نكون مطيعين؟
نتائج الطاعة وعدم الطاعة
-
ما هي نتائج إطاعة وصايا الربّ أو عدم إطاعتها؟
يحكم القانون ملكوت السموات، وعندما نحصل على أيّ بركة، إنّما هي تأتي عن طريق إطاعة القانون الذي ترتكز عليه هذه البركة (راجع المبادئ والعهود ١٣٠:٢٠–٢١؛ ١٣٢:٥). قال لنا الربّ إنّنا قد نحصل على الذكاء والمعرفة من خلال الطاعة والاجتهاد (راجع لمبادئ والعهود ١٣٠:١٨–١٩). يمكننا أن ننمو روحيّاً أيضاً (راجع إرميا ٧:٢٣–٢٤). من جهة أخرى، يأتي عدم الطاعة بخيبة الأمل ويؤدّي إلى فقدان البركات. ”وهكذا يقول الربّ: وكيف أعد ولا أفي بالوعد؟ فهأنذا أوصي ولكن الإنسان لا يطيع؛ ثمّ ألغي الوصية ولا يتسلّم البركة. ثمّ يقول في قلبه: ليس هذا عمل الربّ لأنّه لا يفي بوعوده“ (المبادئ والعهود ٥٨:٣١–٣٣).
عندما نحفظ وصايا الله، يفي بوعده، كما قال الملك بنيامين لشعبه: ”فهويتطلب منكم أن تعملوا بما أوصاكم به؛ وإن فعلتم ذلك فإنّه يبارككم فوراً“ (موصايا ٢:٢٤).
يحصل المطيعون على الحياة الأبديّة
ينصحنا الربّ قائلاً: ”فإن حفظت وصاياي وصبرت إلى النهاية فسوف تكون لك الحياة الأبدية. وهذه الموهبة هي أعظم كلّ مواهب الله“ (المبادئ والعهود ١٤:٧).
وصف الربّ البركات الأخرى التي سيحصل عليها أولئك الذين يطيعونه بالبرّ والحقّ حتّى النهاية:
”هكذا يقول الربّ—أنا الربّ رحيم وكريم لمن يتّقيني وأبتهج بتكريم أولئك الذين يخدمونني بالبرّ والحق إلى النّهاية.
”فما أعظم جزاءهم ومجدهم يدوم إلى الأبد.
”ولهم أكشف كلّ الأسرار، نعم كلّ أسرار ملكوتي الخفيّة منذ القدم، ولأزمان قادمة، فإنّي سأعرّفهم ببهجة إرادتي الحسنة بكلّ ما يتعلّق بملكوتي.
”نعم، حتّى عجائب الأبدية سيعرفونها، وما سيأتي سأريهم إيّاه حتّى ما يتعلّق بأمور أجيال عديدة.
”أما حكمتهم فستكون عظيمة وإلى السماء يصل إدراكهم. …
”لأنّه بروحي سوف أنيرهم وبقوّتي سوف أكشف لهم أسرار إرادتي—نعم، حتّى الأمور التي لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم تُنفذ بعد إلى قلب الإنسان“ (المبادئ والعهود ٧٦:٥–١٠).
-
ما الذي تعنيه لك عبارة ”الصبر حتّى النهاية“؟
-
ما الذي يمكننا القيام به لنبقى أوفياء لمبادئ الإنجيل حتّى إن كان ذلك غير شائع؟ كيف يمكننا أن نساعد الأولاد والشباب على البقاء أوفياء لمبادئ الإنجيل؟
نصوص مقدّسة إضافيّة
-
إبراهيم ٣:٢٥ (أتينا إلى الأرض لنثبت طاعتنا)
-
صموئيل الأوّل ١٥:٢٢ (الطاعة أفضل من التضحية)
-
الجامعة ١٢:١٣؛ يوحنّا ١٤:١٥؛ الرسالة إلى أهل رومية ٦:١٦؛ المبادئ والعهود ٧٨:٧؛ ١٣٢:٣٦؛ التثنية ٤:١–٤٠ (علينا أن نطيع الله)
-
٢ نافي ٣١:٧ (كان يسوع المسيح مطيعاً)
-
الأمثال ٣:١–٤؛ ٦:٢٠–٢٢؛ ٧:١–٣؛ الرسالة إلى أهل أفسس ٦:١–٣؛ الرسالة إلى أهل كولوسي ٣:٢٠ (على الأولاد أن يطيعوا والديهم)
-
المبادئ والعهود ٢١:٤–٦ (يجب إطاعة النبيّ)
-
يوحنّا ٨:٢٩–٣٢؛ موصايا ٢:٢٢، ٤١؛ المبادئ والعهود ٨٢:١٠؛ ١ نافي ٢:٢٠ (بركات الطاعة)
-
المبادئ والعهود ٥٨:٢١–٢٢؛ ٩٨:٤–٦؛ ١٣٤:٥–٧ (يجب إطاعة قوانين البلاد)
-
إشعياء ٦٠:١٢؛ المبادئ والعهود ١:١٤؛ ٩٣:٣٩؛ ١٣٢:٦، ٣٩ (نتائج عدم الطاعة)
-
٢ نافي ٣١:١٦؛ المبادئ والعهود ٥٣:٧؛ متّى ٢٤:١٣؛ لوقا ٩:٦٢ (الصبر حتّى النهاية)