”الفصل الثالث والثلاثون: العمل التبشيري،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل الثالث الثلاثون،“ مبادئ الإنجيل
الفصل الثالث والثلاثون
االعمل التبشيري
كنيسة الربّ هي كنيسة تبشيريّة
-
كيف يكون العمل التبشيري جزءاً من خطّة الله لأبنائه؟
كشف الربّ خطّة الإنجيل لآدم: ”وهكذا بدأ التبشير بالإنجيل منذ البداية“ (موسى ٥: ٥٨). لاحقاً أُرسل الأبرار من المتحدّرين من آدم ليبشّروا بالإنجيل: ”دعوا جميع الناس في كلّ مكان إلى التوبة؛ وتعلّم بنو البشر الإيمان“ (موسى ٦:٢٣).
كان الأنبياء كلّهم مبشّرين. أُوصي كل بدوره بالتبشير برسالة الإنجيل. كلّما وُجد الكهنوت على الأرض، احتاج الربّ إلى مبشّرين ليبشّروا أبناءه بمبادئ الإنجيل الأبديّة.
كنيسة الربّ كانت على الدوام كنيسة تبشيريّة. عندما عاش المخلّص على الأرض، رسم رسلاً وسبعين وأعطاهم السلطة وأولاهم مسؤوليّة التبشير بالإنجيل. توجّهوا بغالبيّة تبشيرهم إلى شعبهم، اليهود (راجع متّى ١٠:٥–٦). بعد قيامة يسوع المسيح، أرسل الرسل لتبشير الأمم بالإنجيل. أوصى الرسل ”اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها“ (مرقس ١٦:١٥).
كان بولس الرسول مبشّراً عظيماً أُرسل إلى الأمم. فبعد أن اهتدى إلى الكنيسة، قضى بقيّة حياته يبشّرها بالإنجيل. وتعرّض مرّات عديدة في خلال مهمّته للجلد والرجم والسجن. ومع ذلك استمرّ بالتبشير بالإنجيل (راجع أعمال الرسل ٢٣:١٠–١٢؛ ٢٦).
بدأ العمل التبشيري مجدّداً عندما استُعيدت كنيسة الربّ عبر النبيّ جوزف سميث. اليوم أوُلي الرسل والسبعون المسؤوليّة الأساسيّة للتبشير بالإنجيل والسهر على التبشير به في العالم أجمع. قال الربّ لجوزف سميث: ”[أعلِن] إنجيلي من بلد إلى بلد ومن مدينة إلى مدينة. … اشهد بشهادتك في كلّ مكان وإلى كلّ شعب” (المبادئ والعهود ٦٦:٥، ٧). في حزيران من العام ١٨٣٠، بدأ سامويل هاريسن سميث، أخ النبيّ الرحلة التبشيريّة الأولى للكنيسة.
منذ ذلك الحين، تمّت دعوة ما يزيد عن مليون مبشّر وإرسالهم للتبشير بالإنجيل. الرسالة التي يحملونها إلى العالم هي أنّ يسوع المسيح هو ابن الله ومخلّصنا. ويشهدون على أنّ الإنجيل استُعيد إلى الأرض من خلال نبيٍّ لله. اُولي المبشّرون بمسؤوليّة تبشير جميع الناس بالإنجيل وتعميدهم وتعليمهم القيام بكلّ ما أوصى به الربّ (راجع متّى ٢٨:١٩–٢٠). يذهب مبشّروا الأيّام الأخيرة على حسابهم الخاصّ إلى أنحاء العالم أجمع للتبشير برسالة الإنجيل.
سيتمّ التبشير بالإنجيل في العالم أجمع
-
ما هي بعض الطرق التي أعدّها لنا الربّ لمشاركة الإنجيل؟
قيل لنا في رؤيا الأيّام الأخيرة إنّه يتوجّب علينا أخذ الإنجيل المُستعاد إلى كلّ أمّة وكلّ شعب (راجع المبادئ والعهود ١٣٣:٣٧). لا يمنحنا الربّ وصيّة من دون أن يعدّ لنا طريقة لتحقيقها (راجع ١ نافي ٣:٧). أعدّ لنا الربّ طرقاً لنعلّم الإنجيل في الأمم التي كانت مغلقة أمامنا في الماضي. وإذا استمرّينا بالصلاة وممارسة الإيمان. سيفتح الربّ أمماً أخرى أمام العمل التبشيري.
يقوم الربّ أيضاً ”بإلهام عقول الناس العظماء للقيام باكتشافات تعزّز عمل الربّ بطرق لم تكن معهودة قبلاً“ (Russell M. Nelson، في ”Computerized Scriptures Now Available،“ Ensign، نيسان/أبريل. ١٩٨٨، ٧٣). إذ تساعد الصحف والمجلاّت والتلفزيون والراديو والأقمار الصناعيّة والكومبيوتر والإنترنت والتقنيّات المتّصلة على إيصال رسالة الإنجيل إلى ملايين الأشخاص. نحن من لدينا ملء الإنجيل نحتاج إلى استخدام هذه الاختراعات لتطبيق وصيّة الربّ: ”فإنّ الصوت يجب أن يخرج من هذا المكان إلى العالم أجمع. وإلى أقاصي الأرض—ويجب التبشير بالإنجيل لكلّ [إنسان]“ (المبادئ والعهود ٥٨:٦٤).
-
ما هي الطرق التي رأيت التكنولوجيا تُستخدم فيها بفاعليّة لمشاركة الإنجيل؟
العمل التبشيري مهمّ
-
لمَ يُعتبر سماع الإنجيل وفهمه مهمّاً بالنسبة إلى كلّ شخص؟
”أنّه اهتمامنا الأوّل ككنيسة—إنقاذ أرواح أبناء البشر وإعلائها“ (Ezra Taft Benson، في تقرير المؤتمر العام، نيسان/أبريل ١٩٧٤، ١٥١؛ أو Ensign، أيار/مايو ١٩٧٤، ١٠٤). العمل التبشيريّ ضروريّ لمنح البشر في العالم فرصة لسماع الإنجيل وقبوله. هم يحتاجون إلى التعرّف إلى الحقيقة والتوجّه إلى الله والحصول على مغفرة خطاياهم.
لقد أعمت التعليمات الخاطئة الكثيرين من إخواننا وأخواتنا وهم قد ”أُبعدوا عن الحقّ لأنّهم لا يعرفون أين يجدونه“ (المبادئ والعهود ١٢٣:١٢). من خلال العمل التبشيري، يمكننا حمل الحقيقة إليهم.
أوصى الربّ بالتالي: ”اعملوا في كرمي للمرّة الأخيرة؛ للمرّة الأخيرة نادوا سكّان الأرض“ (المبادئ والعهود ٤٣:٢٨). عندما نعلّم إخواننا وأخواتنا الإنجيل نعدّ الطريق للمجيء الثاني للمخلّص (راجع المبادئ والعهود ٣٤:٦).
يجب علينا أن نكون كلّنا مبشّرين
-
كيف يمكننا أن نبحث بفعاليّة عن فرص لمشاركة الإنجيل مع الآخرين؟ كيف يمكن أن نحضّر أنفسنا لهذه الفرص؟
كلّ عضو في الكنيسة مبشّر. علينا كلّنا أن نكون مبشّرين حتّى إن لم تتمّ دعوتنا وتخصيصنا رسميّاً. نحن مسؤولون عن تعليم الإنجيل بالقول والفعل لأبناء أبينا السماويّ كلّهم. قال لنا الربّ: ”يجب على كلّ من أُنْذِر أن ينذر جاره“ (المبادئ والعهود ٨٨:٨١). وقال لنا أحد الأنبياء إنّه علينا أن نظهر لجيراننا أنّنا نحبّهم قبل أن نحذّرهم (راجع Teachings of Presidents of the Church: Spencer W. Kimball [٢٠٠٦]، ٢٦٢). عليهم أن يختبروا صداقتنا ومؤاخاتنا.
قبل أبناء موصايا بملء إرادتهم مسؤوليّتهم بتعليم الإنجيل. عندما تمّت هدايتهم إلى الكنيسة، امتلأت قلوبهم رأفة تجاه الآخرين. فأرادوا أن يبشّروا أعدائهم اللامانيّين بالإنجيل، ”لأَنَّهُمْ لَمْ يَعُودُوا يَتَحَمَّلُوا هَلاكَ أَيَّةِ نَفْسٍ بَشَرِيَّةٍ؛ نَعَمْ، إِنَّ مُجَرَّدَ ٱلْأَفْكَارِ بِأَنْ تُقَاسِيَ ٱلنَّفْسُ ٱلْبَشَرِيَّةُ عَذَابًا أَبَدِيًّا أَزْعَجَتْهُمْ وَزَعْزَعَتْهُمْ“ (موصايا ٢٨:٣). عندما يملأ الإنجيل حياتنا بالفرح نشعر بهذا النوع من الحبّ والرأفة تجاه إخواننا وأخواتنا. سنودّ مشاركة رسالة الإنجيل مع كلّ من يريد سماعها.
ثمّة طرق كثيرة يمكننا مشاركة الإنجيل من خلالها. في ما يلي بعض الاقتراحات:
-
يمكننا أن نظهر لأصدقائنا والآخرين الفرح الذي نختبره بعيش حقائق الإنجيل. بهذه الطريقة سنكون نوراً للعالم (راجع متّى ٥:١٦).
-
يمكننا أن نتخطّى خجلنا الطبيعي من خلال إظهار لطفنا تجاه الآخرين والقيام بأعمال خيّرة من أجلهم. يمكننا أن نساعدهم على إدراك أنّنا مهتمّون حقّاً بهم ولا نسعى إلى اكتساب شخصيّ.
-
يمكننا أن نشرح الإنجيل للأصدقاء من غير الأعضاء ولأشخاص آخرين.
-
يمكننا أن ندعو الأصدقاء المهتمّين بالتعلّم أكثر عن الإنجيل إلى منازلنا ليتعلّموا على يد المبشّرين. إن كان أصدقاؤنا من غير الأعضاء يعيشون بعيداً جدّاً عنّا، يمكننا أن نطلب أن يزورهم مبشّرون في مناطقهم.
-
يمكننا أن نعلّم أولادنا أهمّية مشاركة الإنجيل وأن نهيّئهم روحيّاً وماديّاً للذهاب في بعثات تبشيريّة. يمكننا أيضاً أن نحضّر أنفسنا لنتفرّغ للخدمة في بعثات تبشيريّة عندما نتقدّم في السنّ.
-
يمكننا أن ندفع عشورنا ونساهم في صندوق التبشير. تُستخدم هذه التبرّعات في تعزيز العمل التبشيري.
-
يمكننا أن نساهم في صندوق الجناح أو الفرع أو صندوق التبشير العام لتأمين الدعم المالي للمبشّرين ممّن تعجز عائلاتهم عن مساعدتهم.
-
يمكننا القيام بأبحاث التاريخ العائلي وعمل الهيكل لمساعدة أسلافنا على تسلُّم بركات الإنجيل بكاملها.
-
يمكننا أن ندعو أشخاصاً من غير الأعضاء إلى نشاطات كالأمسيات العائليّة المنزليّة واجتماعات الكنيسة ومؤتمراتها واجتماعاتها.
-
يمكننا توزيع نسخ عن مجلاّت الكنيسة. يمكننا أيضاً مشاركة رسائل الإنجيل عبر استخدام المقالات المتوفّرة على موقعي الكنيسة الرسميّين على شبكة الإنترنت، LDS.org و Mormon.org.
سيساعدنا أبونا السماويّ على أن نكون مبشّرين فعّالين عندما نتحلّى بالرغبة في مشاركة الإنجيل ونصلّي من أجل الحصول على الإرشاد. وهو سيساعدنا على إيجاد طرق لمشاركة الإنجيل مع مَن حولنا.
-
فكّر في أشخاص يمكنك مشاركة الإنجيل معهم. قرّر كيف ستقوم بذلك. فكّر في وضع هدف لمشاركة الإنجيل مع هؤلاء الأشخاص بحلول تاريخ محدّد.
يعدنا الربّ ببركات لقاء قيامنا بالعمل التبشيري
أخبر الربّ النبيّ جوزف سميث أنّ المبشّرين سيحصلون على بركات عظيمة. وقال الربّ، متوجّهاً إلى الشيوخ العائدين من خدمتهم التبشيريّة: ”طوبى لكم لأنّ شهادتكم قد سُجّلت في السماء كي يراها الملائكة ويفرحون من أجلكم“ (المبادئ والعهود ٦٢:٣). قال أيضاً إنّ أولئك الذين يعملون من أجل خلاص الآخرين تُغفر لهم خطاياهم ويجلبون الخلاص لأرواحهم (راجع المبادئ والعهود ٤:٤؛ ٣١:٥؛ ٨٤:٦١).
قال لنا الربّ:
”فإن حدث أن جهدتما طول أيّامكما بالمناداة بالتوبة لهذا الشعب وجلبتما لي حتّى نفساً واحدة فما أعظم فرحكما معها في ملكوت أبي!
”وإن كان فرحكما عظيماً بنفس واحدة أحضرتماها إليّ في ملكوت أبي، فما أعظم فرحكما إن أحضرتما نفوساً كثيرة إليّ!“ (المبادئ والعهود ١٨:١٥–١٦).
-
متى اختبرتَ فرح العمل التبشيري؟
نصوص مقدّسة إضافيّة
-
المبادئ والعهود ١:١٧–٢٣ (أوصى جوزف سميث بالتبشير)
-
المبادئ والعهود ٢٤:١٢ (يقوّي الربّ أولئك الذين يسعون دائماً إلى إعلان إنجيله)
-
المبادئ والعهود ٣٨:٤١ (شارك الإنجيل باعتدال وتواضع)
-
المبادئ والعهود ٣٤:٤–٦؛ أعمال الرسل ٥:٤٢ (يجب التبشير بالإنجيل)
-
المبادئ والعهود ٦٠:١–٢ (يحذّر الربّ من يخافون من التبشير بالإنجيل)
-
المبادئ والعهود ٧٥:٢–٥ (سيبارَك بالحياة الأبديّة مَن يعلن الإنجيل ويكون مخلصاً)
-
المبادئ والعهود ٨٨:٨١–٨٢ (على كلّ من تلقّوا التحذير أن يحذّروا جيرانهم)
-
متّى ٢٤:١٤ (يجب التبشير بالإنجيل قبل حلول النهاية)
-
إبراهيم ٢:٩–١١ (يجب أن يُحمل الإنجيل والكهنوت إلى جميع الأمم)