المكتبة
الفصل السابع والعشرون: العمل والمسؤوليّة الشخصيّة


”الفصل السابع والعشرون: العمل والمسؤوليّة الشخصيّة،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)

”الفصل السابع والعشرون،“ مبادئ الإنجيل

الفصل السابع والعشرون

العمل والمسؤوليّة الشخصيّة

نجّار يعمل

العمل هو مبدأ أبديّ

  • ما هي الاختبارات التي مررت بها والتي أظهرت لك أهمّية العمل؟

أظهر لنا أبونا السماويّ ويسوع المسيح بمثالهما وتعاليمهما أنّ العمل مهمّ في السماء وعلى الأرض. فالله عمل ليخلق السموات والأرض. جمع البحار في مكان واحد وأظهر اليابسة. وأنبت العشب والبقْل والشجر على اليابسة. وخلق الشمس والقمر والنجوم. وخلق الكائنات الحيّة كلّها في البحار وعلى اليابسة. ومن ثمّ وضع آدم وحوّاء على الأرض ليعتنيا بها وليكون لهما سلطة على الكائنات الحيّة كلّها. (راجع التكوين ١‏:١–٢٨.)

قال يسوع: ”أبي يعمل حتّى الآن وأنا أعمل“ (يوحنّا ٥‏:١٧). وقال أيضاً: ”يجب أن أعمل أعمال الذي أرسلني“ (يوحنّا ٩‏:٤).

لقد اُوصينا بالعمل

صار العمل طريقة العيش على الأرض منذ أن غادر آدم وحوّاء حديقة عدن. فقد قال الربّ لآدم: ”بعرق وجهك تأكل خبزاً“ (التكوين ٣‏:١٩). وعمل آدم وحوّاء في الحقول ليتمكّنا من تلبية حاجاتهما وحاجات أولادهما (راجع موسى ٥‏:١).

قال الربّ لشعب إسرائيل: ”ستّة أيّام تعمل“ (الخروج ٢٠‏:٩).

في الأيّام الأولى للكنيسة المُستعادة، قال الربّ لقدّيسي الأيّام الأخيرة: ”والآن، فأنا الربّ لست مسروراً بأهل صهيون لأنّ بينهم الكسالى“ (المبادئ والعهود ٦٨‏:٣١).

قال أحد أنبياء الله: ”سيعود العمل إلى مكانته كالمبدأ الحاكم لحياة أعضاء كنيستنا“ (Heber J. Grant، ‏Teachings of Presidents of the Church: Heber J. Grant [٢٠٠٢], ١١٥).

المسؤوليّات العائليّة

  • ما هي بعض المسؤوليّات التي تقع على عاتق الآباء والأمّهات والأولاد للمحافظة على المنزل؟ ما الذي يستطيع أفراد العائلة القيام به ليتشاركوا العمل؟

يعمل الوالدان معاً لتحقيق الرفاه الجسديّ والروحي والعاطفي لعائلتهما. يجب ألّا يتوقّعا من أحد تحمّل هذه المسؤوليّة بدلاً منهما. وقد كتب بولس الرسول في هذا الصدد: ”وإن كان أحد لا يعتني بخاصّته، ولا سيّما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان“ (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس ٥‏:٨).

على الأزواج أن يستلهموا من الربّ ويتبعوا نصح الأنبياء عندما يحدّدون المسؤوليات الفرديّة. فإنشاء منزل يتمّ فيه تعليم مبادئ الإنجيل يوميّاً ويفيض فيه الحبّ ويسيطر فيه النظام هو مهمّ بقدر تأمين الحاجات الأساسيّة من طعام ولباس.

على الأولاد أن يقوموا بقسطهم من عمل العائلة. من الضروري أن يكون للأولاد مهمّات تتلاءم وقدراتهم. يجب أن يُثنى عليهم لنجاحاتهم. يُلقَّن سلوك العمل الجيّد والعادات الحسنة والكفاءات من خلال الاختبارات الناجحة في المنزل.

في بعض الأحيان، يواجه الناس الصعوبات فيما يحاولون إعالة عائلاتهم. وقد تصعّب الإصابة بمرض مزمن أو فقدان الشريك أو وجود أحد الأبوين المتقدّمين في السنّ المسؤوليّات في المنزل. ويتذكّر أبونا السماويّ العائلات في هذه الظروف ويعطيها القوّة لتقوم بواجباتها. وهو سيباركها دائماً إن طلبت منه ذلك بإيمان.

يمكننا أن نستمتع بعملنا

  • كيف يؤثّر موقفنا على عملنا؟

يعتبر البعض أنّ العمل أمرٌ شاقّ. وهو جزء مثير من الحياة بالنسبة إلى آخرين. وتقضي إحدى طرق الاستمتاع بفوائد الحياة القصوى بتعلُّم حبّ العمل.

لا نستطيع كلّنا أن نختار نوع العمل الذي نمارسه. فبعضنا يعمل لساعات طويلة لتلبية الحاجات الأساسيّة. من الصعب الاستمتاع بعمل كهذا. ومع ذلك فإنّ أسعد الناس تعلّموا أن يستمتعوا بعملهم مهما كان.

يمكننا أن نساعد بعضنا بعضاً في عملنا. ويصبح أثقل الأعباء أخفّ وزناً عندما يُشاركه شخص معنا.

إنّ موقفنا من العمل مهمّ جدّاً. وتُظهر القصّة التالية كيف أنّ رجلاً رأى ما هو أبعد من عمله اليومي. مرّ مسافر بمقلع حجارة ورأى ثلاثة رجال يعملون. فسأل كلّ رجل عمّا كان يفعله. وعكس جواب كلّ رجل موقفاً مختلفاً من العمل ذاته. أجاب الرجل الأوّل: ”أنا أقطع الحجارة.“ أمّا الثاني فأجاب قائلاً: ”أنا أجني ثلاث قطع ذهبيّة في اليوم.“ أمّا الرجل الثالث فابتسم وقال: ”أنا أساعد في بناء بيت لله.“

يمكننا أن نخدم الله في أيّ عمل نزيه. قال الملك بنيامين، وهو نبيّ نافيّ: ”حِينَمَا تَخْدِمُونَ إِخْوَتَكُمْ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ فَأَنْتُمْ لا تَخْدِمُونَ إِلا إِلهَكُمْ“ (موصايا ٢‏:١٧). إن كان عملنا يأتي فقط بما يكفي لتلبية حاجاتنا أو حاجات عائلاتنا، فنحن نساعد مع ذلك بعض أبناء الله.

  • كيف يمكننا أن نحسّن موقفنا من العمل؟

الله يُدين الخمول

لا يسرّ الربّ بالكسالى والخاملين. قال: ”أمّا الكسول فلا مكان له في الكنيسة إلّا إذا تاب وأصلح طرقه“ (المبادئ والعهود ٧٥‏:٢٩). وأوصى أيضاً: ”لا تكونوا كسالى؛ لأنّ الكسول لن يأكل خبز العامل ولن يلبس ملابسه“ (المبادئ والعهود ٤٢‏:٤٢).

منذ الأيّام الأولى للكنيسة، علّم الأنبياء قدّيسي الأيّام الأخيرة أن يكونوا مستقلّين ويعتمدوا على أنفسهم ويتفادوا الكسل. إنّ قدّيسي الأيّام الأخيرة الصادقين لن يحوّلوا طوعاً عن أنفسهم الأعباء التي يتوجّب عليهم تحمّلها. فطالما يستطيعون ذلك، سيوفّرون لأنفسهم ولعائلاتهم الحاجات الحياتيّة.

وطالما يستطيعون، على جميع أعضاء الكنيسة أن يقبلوا مسؤوليّة الاعتناء بأقربائهم العاجزين عن إعالة أنفسهم.

  • كيف يؤثّر الخمول على الفرد؟ والعائلة؟ والمجتمع؟

العمل والترفيه والراحة

  • لمَ من المهم الحفاظ على التوازن في الحياة بين العمل والترفيه والراحة؟

على كلٍّ منّا أن يجد التوازن المناسب بين العمل والترفيه والراحة. ثمّة مقولة قديمة تفيد بأنّ: ”عدم القيام بشيء هو أصعب الأعمال لأنّ المرء لا يستطيع أبداً التوقّف عن الراحة.“ ومن دون العمل، تفقد الراحة والاسترخاء معناهما.

ليست الراحة ممتعة وضروريةّ فحسب، بل إنّنا أُوصينا بالاستراحة يوم الربّ (راجع الخروج ٢٠‏:١٠؛ المبادئ والعهود ٥٩‏:٩–١٢). يوم الراحة هذا بعد ستّة أيّام عمل يقدّم الانتعاش للأيّام الستّة التي تليه. ويعد الربّ أيضاً بـ ”اكتمال الأرض“ لأولئك الذين يحترمون يوم الربّ (راجع المبادئ والعهود ٥٩‏:١٦–٢٠؛ راجع أيضاً الفصل الرابع والعشرين من هذا الكتاب).

وفي أيّام الأسبوع الأخرى، وبالإضافة إلى العمل، يمكننا أن نمضي الوقت في تحسين مواهبنا والاستمتاع بهواياتنا ونشاطات الترفيه والنشاطات الأخرى التي ستنعشنا.

  • ما الذي نستطيع القيام به لنحافظ على توازن حسن بين العمل والترفيه والراحة؟ كيف يستطيع الأهل أن يساعدوا أولادهم على الحفاظ على هذا التوازن؟

بركات العمل

  • ما هي بعض البركات التي تأتي نتيجة للعمل النزيه؟

كشف الربّ لآدم: ”بعرق وجهك تأكل خبزاً“ (التكوين ٣‏:١٩). وبالإضافة إلى كون هذا القانون قانوناً زمنيّاً. فقد كان قانوناً لخلاص نفس آدم. ما من فاصل حقيقي بين العمل الروحي والعقلي والجسدي. العمل مهمّ لكلّ منّا للنموّ وتطوّر الطباع والكثير من أسباب الرضى التي لا يختبرها الخامل.

قال الرئيس دايفيد أُ. مكّاي: ”دعونا نلاحظ أنّ امتياز العمل هبة وأنّ قوّة العمل بركة وأنّ حبّ العمل نجاح“ (Pathways to Happiness [١٩٥٧]، ٣٨١).

”وُجد الناس ليسعدوا“ (٢ نافي ٢‏:٢٥). العمل هو مفتاح البهجة التامّة في خطّة الله. إن كنّا أبراراً، سنعود للعيش مع أبينا السماويّ وسيكون لنا عمل لنقوم به. وعندما نصبح مثله، سيصبح عملنا شبيهاً بعمله. وعمله هو ”إحداث خلود الإنسان وحياته الأبدية“ (موسى ١‏:٣٩).

نصوص مقدّسة إضافيّة