”الفصل الثالث والعشرون: القربان،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل الثالث والعشرون،“ مبادئ الإنجيل
الفصل الثالث والعشرون
القربان
أوجد المسيح مرسوم القربان
-
ماذا يعلّمنا رمزا القربان عن كفّارة يسوع المسيح؟
يريدنا مخلصنا أن نتذكّر تضحيته الكفارية العظيمة وأن نحفظ وصاياه. لمساعدتنا على ذلك، أمرنا بالاجتماع مراراً وتناول القربان.
القربان مرسوم كهنوتي مقدّس يساعدنا على تذكّر كفّارة المخلّص. خلال اجتماع القربان، نتناول الخبز والماء. نقوم بذلك متذكّرين جسده ودمه، اللذين أعطاهما كتضحية لأجلنا. عندما نتناول القربان، نجدّد عهودنا المقدّسة مع أبينا السماوي.
قبيل صلبه، جمع يسوع المسيح رسله حوله في علّية. كان يعلم أنّه سيموت قريباً على الصليب. وكانت المرّة الأخيرة التي يجتمع بها مع أعزّائه هؤلاء قبل موته. فأرادهم أن يتذكّروه دائماً ليكونوا أقوياء ومخلصين.
لمساعدتهم في التذكّر، أوجد مرسوم القربان. كسر الخبز وباركه. ثمّ قال: ”خذوا وكلوا؛ هذا في ذكرى جسدي الذي أعطيه فديةً عنكم“ (Joseph Smith Translation, Matthew 26:22). ثمّ أخذ كأساً من الخمر وباركه وأعطاه لرسله ليشربوا وقال: ”هذا في ذكرى دمي … ، الذي يُذرف لمغفرة خطايا كلّ من يؤمن باسمي“ (Joseph Smith Translation, Matthew 26:24؛ راجع أيضاً متّى ٢٦:٢٦–٢٨؛ مرقس ١٤:٢٢–٢٤؛ لوقا ٢٢:١٥–٢٠).
بعد قيامته، جاء المخلّص إلى القارة الأمريكية وعلّم النافيّين المرسوم عينه (راجع ٣ نافي ١٨:١–١١؛ ٢٠:١–٩). بعد استعادة الكنيسة في الأيام الأخيرة، أوصى يسوع مرّة جديدة شعبه بتناول القربان في ذكراه، قائلاً: ”وإنّه من المناسب أن تجتمع الكنيسة مراراً كثيرة لتناول الخبز والخمر لذكر الربّ يسوع“ (المبادئ والعهود ٢٠:٧٥).
كيفية تأدية خدمة القربان
تفسّر النصوص المقدّسة بشكل دقيق كيف يجب أن تؤدى خدمة القربان. يلتقي أعضاء الكنيسة في يوم الربّ للعبادة ولتناول القربان (راجع المبادئ والعهود ٢٠:٧٥). يقوم بتأدية خدمة القربان أشخاص يتمتّعون بسلطة الكهنوت اللازمة . يكسر كاهن أو حامل كهنوت ملكيصادق الخبز ويركع ويباركه (راجع المبادئ والعهود ٢٠:٧٦). ثمّ يمرّر أحد الشمامسة أو أحد حملة الكهنوت الآخرين خبز القربان للحضور. بعدها يبارك الكاهن أو حامل كهنوت ملكيصادق الماء، الذي يمرّر أيضاً للأعضاء. عندما أوجد يسوع مرسوم القربان، أعطى الخمر لتلاميذه. إلّا أنّه، في رؤيا في الأيام الأخيرة، قال إنّ لا أهمية لما نأكل ونشرب خلال اجتماع القربان طالما أنّنا نتذكّره (راجع المبادئ والعهود ٢٧:٢–٣). اليوم، يشرب قدّيسو الأيام الأخيرة الماء عوضاً عن الخمر.
كشف يسوع كلمات صلاتي القربان حرفياً. يجب أن نصغي بانتباه إلى هاتين الصلاتين الجميلتين ونحاول أن نفهم ما نعد به وما يتمّ وعدنا به فيهما. هذه هي الصلاة التي تُتلى لمباركة الخبز:
”ٱَللّهُمَّ، أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْأَبَدِيُّ، نَسْأَلُكَ بِاسْمِ ٱبْنِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ تُبَارِكَ هٰذَا ٱلْخُبْزَ وَتُقَدِّسَهُ لأَرْوَاحِ جَمِيعِ مَنْ يَتَنَاوَلُونَهُ؛ فَيَأْكُلُوا تَذَكُّرًا لِجَسَدِ ٱبْنِكَ، وَيَشْهَدُوا لَكَ ٱللّهُمَّ، أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْأَبَدِيُّ، بِأَنَّهُمْ رَاغِبُونَ فِي أَنْ يَحْمِلُوا ٱسْمَ ٱبْنِكَ، وَأَنْ يَذْكُرُوهُ دَائِمًا، وَأَنْ يَحْفَظُوا وَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَهُمْ، حَتَّى يَحْظَوْا دَائِمًا بِرُوحِهِ رَفِيقًا لَهُمْ. آمين“ (المبادئ والعهود ٢٠:٧٧).
وهذه هي الصلاة التي تُتلى لمباركة الماء:
”ٱَللّهُمَّ، أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْأَبَدِيُّ، نَسْأَلُكَ بِاسْمِ ٱبْنِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ تُبَارِكَ هٰذَا ٱلْخَمْرَ [الماء] وَتُقَدِّسَهُ لأَرْوَاحِ جَمِيعِ مَنْ يَشْرَبُونَهُ، فَيَفْعَلُوا ذٰلِكَ تَذَكُّرًا لِدَمِ ٱبْنِكَ ٱلَّذِي سُفِكَ لأَجْلِهِمْ؛ وَيَشْهَدُوا لَكَ ٱللّهُمَّ، أَيُّهَا ٱلْآبُ ٱلْأَبَدِيُّ، بِأَنَّهُمْ يَذْكُرُونَهُ دَائِمًا، حَتَّى يَحْظَوْا بِرُوحِهِ رَفِيقًا لَهُمْ. آمين“ (المبادئ والعهود ٢٠:٧٩).
يؤدّى مرسوم القربان ببساطة تامّة وإجلال.
-
راجع بدقّة صلاتي القربان. فكّر في معنى كلّ جملة.
العهود التي نجدّدها خلال اجتماع القربان
-
ما هي العهود التي نجدّدها خلال اجتماع القربان؟ ما هي البركات التي يعدنا بها الربّ إذا حفظنا هذه العهود؟
في كلّ مرّة نتناول فيها القربان، نجدّد عهودنا مع الربّ. العهد هو وعد مقدّس بين الربّ وأبنائه. العهود التي نقوم بها مذكورة بوضوح في صلاتي القربان. من المهمّ أن تعرف ما هي هذه العهود وماذا تعني.
نتعهّد بأنّنا نرغب في اتّخاذ اسم يسوع المسيح. بهذا نبيّن رغبتنا في إظهار انتمائنا إليه وإلى كنيسته. ونتعهّد بخدمته وخدمة إخوتنا البشر. ونعد بأنّنا لن نجلب العار أو الإحراج على ذلك الاسم.
نتعهّد بأن نتذكّر دائماً يسوع المسيح. أفكارنا ومشاعرنا وأعمالنا جميعها ستتأثر به وبمهمته.
نعد بحفظ وصاياه.
نتعهّد بهذه الأمور عند المعمودية (راجع المبادئ والعهود ٢٠:٣٧؛ موصايا ١٨:٦–١٠). بالتالي، عندما نتناول القربان، نجدّد العهود التي قطعناها عند المعمودية. أعطانا يسوع نمطاً نموذجياً لتناول القربان (راجع ٣ نافي ١٨:١–١٢) وقال إنّه عندما نتبع هذا النمط، تائبين عن ذنوبنا ومؤمنين باسمه، سوف نكتسب مغفرة خطايانا (راجع Joseph Smith Translation, Matthew 26:24).
وعدنا الربّ بأنّه إذا حفظنا عهودنا، سيرافقنا روحه دائماً. أي شخص يرشده الروح سيحصل على المعرفة والإيمان والقوّة والبرّ لينال الحياة الأبدية.
-
ماذا يمكننا أن نفعل لنتذكّر هذه الوعود خلال الأسبوع؟
سلوكنا خلال تناول القربان
-
كيف يمكن أن نحضّر أنفسنا لتناول القربان؟ بماذا يمكن أن نفكّر خلال اجتماع القربان لمساعدتنا على تذكّر كفّارة المخلّص؟
قبل تناول القربان، علينا تحضير أنفسنا روحيّاً. يشدّد الربّ على أنّه لا يجوز لأحد تناول القربان بلا استحقاق. يعني ذلك أنّه ينبغي أن نتوب عن ذنوبنا قبل تناول القربان. وتقول النصوص المقدّسة في هذا الصدد: ”إذا تعدّى أحد لا تسمحوا له بالتناول حتّى يقوم بالمصالحة“ (المبادئ والعهود ٤٦:٤). علّم الربّ تلاميذه النافيّين الإثني عشر ما يلي: ”لا تدعوا أحداً يتناول جسدي ودمي بلا استحقاق. عندما تُقدّمونهما؛ لأنّ كلّ من يأكل ويشرب دمي بلا استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه“ (٣ نافي ١٨:٢٨–٢٩).
خلال اجتماع القربان، علينا طرد كلّ الأفكار الدنيوية من عقولنا. وعلينا أن نشعر برغبة في الصلاة والخشوع. كما علينا أن نفكّر بكفّارة مخلصنا وأن نكون ممتنّين له. يجب أيضاً أن نعاين حياتنا ونبحث عن سبل لتحسين أنفسنا. وأن نجدّد عزمنا على حفظ الوصايا.
لا نحتاج إلى أن نكون مثاليّين قبل تناول القربان، ولكن يجب أن تكون روح التوبة في قلوبنا. سلوكنا عند تناول القربان يؤثّر على اختبارنا الخاص بالمناولة. إذا تناولنا القربان بقلب نقي، نحصل على البركات التي وعد بها الربّ.
-
برأيك لماذا يزيد تناول القربان باستحقاق من قوتنا الروحية؟
نصوص مقدّسة إضافية
-
الرسالة الأولى أهل كورنثوس ١١:٢٧–٢٩ (تناول القربان عن استحقاق)
-
يوحنّا ٤:٥–١٤ (يسوع هو الماء الحي)
-
يوحنّا ٦:٣٠–٣٥ (يسوع هو خبز الحياة)