”الفصل السادس والعشرون: التضحية،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل السادس والعشرون،“ مبادئ الإنجيل
الفصل السادس والعشرون
التضحية
معنى التضحية
التضحية تعني إعطاء الربّ ما يطلبه من وقتنا وممتلكاتنا الأرضيّة وطاقتنا لتعزيز عمله. أوصى الربّ: ”لكن اطلبوا أوّلاً ملكوت الله وبرّه“ (متّى ٦:٣٣). إنّ استعدادنا للتضحية هو دلالة على إخلاصنا لله. لطالما جُرّب الناس واختُبروا لرؤية ما إذا كانوا سيضعون أمور الله في المقام الأوّل في حياتهم.
-
لمَ من المهمّ أن نضحّي كما يطلب الربّ ومن دون أن ننتظر أي مقابل؟
كانت شريعة تقديم الذبائح مطبّقة في القدم
-
ما كان معنى الذبائح التي قام بها شعب الربّ، في القدم؟
منذ زمن آدم وحوّاء وحتّى زمن يسوع المسيح، مارس أفراد شعب الربّ شريعة تقديم الذبائح. كانوا يوصون بتقديم بواكير قطعانهم كذبائح. كان يجب أن تكون هذه الحيوانات كاملة من دون عيب. وقد اُعطي المرسوم لتذكير الناس بأنّ يسوع المسيح، الابن البكر، سيأتي إلى العالم. سيكون كاملاً بكلّ ما للكلمة من معنى وسيقدّم نفسه كذبيحة للتكفير عن خطايانا. (راجع موسى ٥:٥–٨)
جاء يسوع وقدّم نفسه كذبيحة تماماً كما عُلِّم الناس بأنّه سيفعل. وبفضل تضحيته، سيُخلّص الجميع من الموت الجسديّ من خلال القيامة؛ وبالإيمان بيسوع المسيح يمكن للجميع أن يخلَّصوا من خطاياهم (راجع الفصل الإثني عشر من هذا الكتاب).
أنهت تضحية المسيح الكفّاريّة الذبائح التي كانت تُقام بسفك الدماء. واستُبدلت هذه التضحية الخارجيّة بمرسوم القربان. أُعطي مرسوم القربان لتذكيرنا بتضحية المخلّص العظيمة. علينا أن نتناول من القربان بصورة متكرّرة. يذكّرنا رمزا الخبز والماء بجسد المخلّص ودمه الذي سفكه من أجلنا (راجع الفصل الثالث والعشرين من هذا الكتاب).
-
لمَ تُعتبر الكفّارة التضحية العظمى والأخيرة؟
ما زال علينا أن نضحّي
-
كيف نطبّق شريعة تقديم الذبائح اليوم؟
على الرغم من أنّ الذبيحة بسفك الدماء أُنهيت، ما زال الربّ يطلب منّا أن نضحّي. غير أنّه يطلب منّا نوعاً مختلفاً من التقدمات. قال: ”ولن تعودوا بعد أن تقدّموا لي دماً مسفوكاً؛ … فإنّ محرقاتكم ستزول. … بَلْ سَتُقَدِّمُونَ لِي كَذَبِيحَةٍ قَلْبًا مُنْكَسِرًا وَرُوحًا مُنْسَحِقًا“ (٣ نافي ٩:١٩–٢٠). وتعني عبارة ”قلباً منكسراً وروحاً منسحقاً“ أن نحزن حزناً شديداً بسبب خطايانا فيما نتّضع ونتوب عنها.
يجب أن نكون على استعداد للتضحية بكلّ ما نملكه للربّ
-
لمَ يكون الناس على استعداد للقيام بالتضحيات؟
كتب بولس الرسول أنّه ينبغي علينا أن نصبح ذبائح حيّة مقدّسة ومرضية عند الله (راجع الرسالة إلى أهل رومية ١٢:١).
إن أردنا أن نصبح ذبيحة حيّة، علينا أن نكون على استعداد لإعطاء كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة كلّ ما نملكه، وذلك لنبني ملكوت الله على الأرض ونعمل لإقامة صهيون (راجع ١ نافي ١٣:٣٧).
سأل حاكم شابّ وغنيّ المخلّص: ”ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة؟“ أجاب يسوع: ”أنت تعرف الوصايا: لا تزنِ. لا تقتل. لا تسرق. لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمّك.“ فقال الرجل الغنيّ: ”هذه كلّها حفظتها منذ حداثتي.“ وعندما سمع يسوع ذلك قال: ”يعوزك أيضاً شيء واحد: بع كلّ ما لك ووزّع على الفقراء. فيكون لك كنز في السماء. وتعال اتبعني.“ وعندما سمع الشابّ هذا حزن. فقد كان غنيّاً جدّاً وكان متعلّقاً بأملاكه. (راجع لوقا ١٨:١٨–٢٣؛ انظر أيضاً إلى الصورة في هذا الفصل.)
كان الحاكم الشابّ رجلاً صالحاً. غير أنّه لمّا خضع للاختبار، لم يكن مستعدّاً للتضحية بممتلكاته الدنيويّة. في المقابل كان تلميذا الربّ بطرس وأندراوس. مستعدّين للتضحية بكلّ شيء من أجل ملكوت الله. فعندما قال يسوع لهما: ”هلمَّ ورائي. … للوقت تركا الشباك وتبعاه“ (متّى ٤:١٩–٢٠).
كما فعل التلاميذ، يمكننا أن نقدّم نشاطاتنا اليوميّة كتضحية للربّ. يمكننا أن نقول ”لتكن مشيئتك.“ فإبراهيم فعل ذلك. لقد عاش على الأرض قبل المسيح، في الأيّام التي كانت فيها الذبائح والمحُرقات ضروريّة. واختباراً لإيمان إبراهيم، أمره الربّ بأن يقدّم ابنه إسحق كذبيحة. كان إسحق الابن الوحيد لإبراهيم وسارة. وكان الأمر بتقدمته كذبيحة مؤلماً جدّاً بالنسبة إلى إبراهيم.
ومع ذلك، قطع مع إسحق المسافة الطويلة إلى أرض المُريّا، حيث كان يجب تقديم الذبيحة. سافرا لمدّة ثلاثة أيّام. تخيّل أفكار إبراهيم والألم في قلبه. كان ابنه سيقدَّم كذبيحة للربّ. وعندما بلغا أرض المُريّا، حمل إسحق الحطب وإبراهيم النار والسكّين إلى المكان الذي كان عليهما أن يبنيا فيه المذبح. قال إسحق. ”يا أبي … هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة؟“ فأجاب إبراهيم: ”الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني.“ ثمّ بنى إبراهيم المذبح ورتّب الحطب عليها. وربط إسحق ووضعه فوق الحطب. ثمّ أمسك بالسكّين ليقتل إسحق. في ذلك الحين، أوقفه ملاك الربّ قائلاً: ”إبراهيم… لا تمدّ يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً. لأنّي الآن علمت أنّك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عنّي.“ (راجع التكوين ٢٢:١–١٤.)
لا بدّ من أن يكون إبراهيم قد شعر بالبهجة العارمة عندما أُعفي من التضحية بابنه. غير أنّه أحبّ الربّ إلى درجة أنّه كان على استعداد للقيام بكلّ ما يطلبه الربّ.
-
ما هي الأمثلة عن التضحية التي رأيتها في حياة الناس الذين تعرفهم؟ ما هي الأمثلة عن التضحية التي رأيتها في حياة أسلافك؟ وفي حياة أعضاء الكنيسة الأوّلين؟ وفي حياة الناس المذكورين في النصوص المقدّسة؟ ما الذي تعلّمته من هذه الأمثلة؟
تساعدنا التضحية على الاستعداد للعيش في حضرة الله
وحدها التضحية تجعلنا مستحقين للعيش في حضرة الله. وحدها التضحية تمكّننا من التمتّع بالحياة الأبديّة. كثيرون ممّن عاشوا قبلنا ضحّوا بكلّ ما يملكونه. يجب أن نكون مستعدّين للقيام بالشيء ذاته إن أردنا أن نحصل على المكافأة التي أٌعطيت لهم.
قد لا يُطلب منّا أن نضحّي بكلّ شيء. ولكن، تماماً مثل إبراهيم، علينا أن نكون مستعدّين للتضحية بكلّ شيء لنكون جديرين بالعيش في حضرة الربّ.
لطالما ضحّى شعب الربّ كثيراً وبطرق متعدّدة ومختلفة. تعرّض بعضهم للصعوبات والسخرية من أجل الإنجيل. ونُبذ بعض المهتدين الجدد إلى الكنيسة من قبل عائلاتهم. وتحوّل أصدقاء العمر عنهم. بعض الأعضاء خسروا وظائفهم وبعضهم الآخر خسروا حياتهم. غير أنّ الربّ يرى تضحياتنا؛ وهو يعد: ”وكلّ من ترك بيوتاً أو أخوة وأخوات أو أباً أو أمّاً أو امرأة أو أولاد أو حقولاً من أجل اسمي. يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية“ (متّى ١٩:٢٩).
فيما تنمو شهاداتنا على الإنجيل، نصبح قادرين على تقديم تضحيات أكبر للربّ. لاحظ التضحيات المقدّمة في هذه الأمثلة الحقيقيّة:
قام أحد أعضاء الكنيسة في ألمانيا بادّخار عشوره لسنوات حتّى استطاع شخص يحمل الكهنوت أن يأتي ويقبلها.
خدمت مدرّسة زائرة من جمعية الإعانة لمدّة ٣٠ سنة من دون أن تتخلّف عن أيّة مهمّة.
سافرت مجموعة من القدّيسين في جنوب إفريقيا طوال ثلاثة أيّام من دون راحة لتتمكّن من سماع نبيّ الربّ ورؤيته.
في أحد مؤتمرات المنطقة في المكسيك، نام أعضاء الكنيسة على الأرض وصاموا طيلة أيّام المؤتمر. كانوا قد استخدموا كلّ ما لديهم من مال للذهاب إلى المؤتمر ولم يتبقَّ لهم شيء للطعام أو المأوى.
باعت إحدى العائلات سيّارتها لتحصل على المال الذي تحتاجه للمساهمة في صندوق لبناء أحد الهياكل.
وباعت عائلة أخرى بيتها للحصول على المال للذهاب إلى الهيكل.
كثيرون هم قدّيسو الأيام الأخيرة الذين لا يملكون إلّا القليل القليل من المال لتأمين معيشتهم، ومع ذلك فهم يدفعون عشورهم وعطاياهم.
أحد الأخوة ضحّى بوظيفته لأنّه رفض العمل يوم الأحد.
في أحد الفروع، قدّم الشباب بكامل حرّيتهم وملء إرادتهم وقتهم للاعتناء بالأطفال بينما كان أهلهم يساعدون في بناء دار الاجتماعات.
يتخلّى الشبّان والشابّات عن فرص عمل جيّدة أو دراستهم أو ممارستهم الرياضة، أو يؤجّلونها ليخدموا كمبشّرين.
يمكن إعطاء أمثلة كثيرة أخرى عن أولئك الذين يضحّون من أجل الربّ. فمكان في ملكوت أبينا السماويّ يستحقّ أيّة تضحية نقدّمها من وقتنا أو مواهبنا أو طاقتنا أو أموالنا أو حياتنا. من خلال التضحية، يمكننا أن نحصل على المعرفة من الربّ بأنّنا مقبولون لديه (راجع المبادئ والعهود ٩٧:٨).
-
لمَ تظنّ أنّ استعدادنا للتضحية مرتبط باستعدادنا للعيش في حضرة الله؟
نصوص مقدّسة إضافيّة
-
لوقا ١٢:١٦–٣٤ (حيث يكون الكنز يكون القلب)
-
لوقا ٩:٥٧–٦٢ (التضحية لاستحقاق الملكوت)
-
المبادئ والعهود ٦٤:٢٣؛ ٩٧:١٢ (اليوم هو يوم تضحية)
-
المبادئ والعهود ٩٨:١٣–١٥ (من يخسر حياته من أجل الربّ يجدها)
-
ألما ٢٤ (يضحّي شعب عمّون بحياته بدلاً من التخلّي عن عهده للربّ)