”الفصل السادس والأربعون: الإعلاء،“ مبادئ الإنجي (٢٠١٨)
”الفصل السادس الأربعون،“ مبادئ الإنجيل
الفصل السادس والأربعون
الإعلاء
خطّة تقدّمنا
عندما كنّا نعيش مع أبينا السماويّ، شرح لنا خطّة لتقدّمنا. يمكننا أن نصير مثله، كائنات مرفوعة. وبحسب الخطّة كان علينا أن ننفصل عنه ونأتي إلى الأرض. كان هذا الانفصال ضروريّاً لإثبات ما إذا كنّا سنطيع وصايا أبينا مع أنّنا لم نعد في حضرته. وقد ورد في الخطّة أنّنا، حين تنتهي حياتنا على الأرض، سنُدان ونحاسب بحسب درجة إيماننا وطاعتنا.
ومن النصوص المقدّسة، نعلم أنّه ثمّة ثلاث ممالك مجد في السماء. وقد ذكر بولس الرسول أنّه عرف رجلاً ”اختُطف […] إلى السماء الثالثة“ (الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس ١٢:٢). سمّى بولس اثنتين من الممالك في السماء: السماويّة والأرضيّة (راجع الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١٥:٤٠–٤٢). السماويّة هي العليا والأرضيّة هي الثانية. من خلال رؤيا الأيّام الأخيرة نتعلّم أنّ المملكة الثالثة هي المملكة الدنيا (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٨١). ونتعلّم أيضاً أنّه ثمّة سموات أو درجات ثلاث في المملكة السماويّة (راجع المبادئ والعهود ١٣١:١).
الإعلاء
-
ما الإعلاء؟
الإعلاء هو حياة أبديّة شبيهة بالحياة التي يعيشها الله. إنّه يعيش في مجد عظيم. وهو كامل. ويتمتّع بكامل المعرفة وكامل الحكمة. إنّه أب الأبناء الروحيّين. وهو خالق. يمكننا أن نصبح مثل أبينا السماويّ. هذا هو الإعلاء.
إن أثبتنا إخلاصنا للربّ، سنعيش في الدرجة العليا من المملكة السماويّة. وسنحصل على الإعلاء لنعيش مع أبينا السماويّ في عائلات أبديّة. الإعلاء هو الهبة العظمى التي يستطيع الآب السماوي أن يمنحها لأبنائه (راجع المبادئ والعهود ١٤:٧).
بركات الإعلاء
-
ما هي بعض البركات التي ستُعطى للذين يحصلون على الإعلاء؟
أبونا السماويّ كامل وهو يتمجّد بالإمكانيّة المتاحة أمام أبنائه ليصبحوا مثله. لأنّ عمله ومجده ”هو إحداث خلود الإنسان وحياته الأبدية“ (موسى ١:٣٩).
إنّ الذين يتسلّمون الإعلاء في المملكة السماويّة من خلال الإيمان بيسوع المسيح يتلقّون بركات مميّزة. فلقد وعد الربّ: ”كلّ شيء لهم“ (المبادئ والعهود ٧٦:٥٩). في ما يلي بعض البركات المعطاة للناس الذين يحصلون على الإعلاء:
-
سيعيشون إلى الأبد في حضرة الآب السماوي ويسوع المسيح (راجع المبادئ والعهود ٧٦:٦٢).
-
سيصبحون آلهة (راجع المبادئ والعهود ١٣٢:٢٠–٢٣).
-
سيتوحّدون إلى الأبد مع أفراد عائلاتهم الأبرار ويكون لهم امتداد أبديّ.
-
سيتلقّون ملء البهجة.
-
سيحظون بما يتمتّع به أبونا السماويّ ويسوع المسيح—كامل القوّة والمجد والسيطرة والمعرفة (راجع المبادئ والعهود ١٣٢:١٩–٢٠). كتب الرئيس جوزف فيلدينغ سميث: ”وعد الآب من خلال الابن بأنّ ما يملكه كلّه سيُعطى لأولئك الذين يطيعون وصاياه. سيزدادون معرفة وحكمة وقوّة وينتقلون من نعمة إلى نعمة إلى أن يغمرهم ملء اليوم الكامل“ (Doctrines of Salvation، comp. Bruce R. McConkie، ٣ مجلّدات. [١٩٥٤–٥٦]، ٢:٣٦؛ التشديد في النص الأصلي).
متطلّبات الإعلاء
الآن هو وقت تنفيذ متطلّبات الإعلاء (راجع ألما ٣٤:٣٢–٣٤). قال الرئيس جوزف فيلدينغ سميث ”لنحصل على الإعلاء، علينا أن نقبل الإنجيل وعهوده كلّها؛ ونأخذ على عاتقنا الواجبات التي قدّمها الربّ؛ ونمشي في نور الحقيقة ويقينها؛ و ’نحيا بكلّ كلمة تخرج من فم الله‘“ (Doctrines of Salvation، ٢:٤٣).
لنحصل على الإعلاء، علينا أوّلاً أن نؤمن بيسوع المسيح ثم نصبر في هذا الإيمان حتّى نهاية حياتنا. يجب أن يكون إيماننا به لدرجة تدفعنا إلى التوبة عن خطايانا وإطاعة وصاياه.
هو يوصينا جميعاً أن نتسلّم مراسيم معيّنة:
-
علينا أن نتسلّم المعموديّة.
-
علينا أن نتسلّم وضع الأيدي لنثبّت كأعضاء في كنيسة يسوع المسيح ونتسلّم هبة الروح القدس.
-
على الأخوة أن يتسلّموا كهنوت ملكيصادق ويعظّموا دعواتهم في الكهنوت.
-
علينا أن نتسلّم أعطية الهيكل.
-
علينا أن نتزوّج للأبد أكان ذلك في هذه الحياة أو في الحياة المقبلة.
وبالإضافة إلى تسلّم المراسيم المطلوبة، يوصينا الربّ بأن:
-
نحبّ الله وقريبنا.
-
نحفظ الوصايا.
-
نتوب عن أعمالنا السيّئة.
-
نبحث عن أقاربنا المتوفّين ونتسلّم مراسيم الإنجيل الخلاصيّة نيابةً عنهم.
-
نحضر اجتماعات الكنيسة بانتظام قدر المستطاع فنتمكّن من تجديد عهود معموديّتنا من خلال تناول القربان.
-
نحبّ أفراد عائلتنا ونقوّيهم في طرق الربّ.
-
نرفع صلوات فرديّة وعائليّة كلّ يوم.
-
نعلّم الإنجيل للآخرين بواسطة الكلمة والمثال.
-
ندرس النصوص المقدّسة.
-
نصغي إلى كلمات أنبياء الربّ المُلهَمة ونطيعها.
أخيراً يحتاج كلّ منّا إلى تسلّم الروح القدس وتعلّم اتّباع توجيهه في حياتنا الفرديّة.
-
كيف تحضّرنا المراسيم والعهود للإعلاء؟
-
كيف يساعدنا الإيمان بيسوع المسيح على إطاعة الوصايا؟
-
لمَ علينا أن نتعلّم اتّباع توجيه الروح القدس لنتسلّم الإعلاء؟
بعد الإخلاص والصبر حتّى النهاية
-
ما الذي يحدث بعد أن نكون قد صبرنا حتّى النهاية وكنّا تلاميذ مخلصين للمسيح؟
لقد قال الربّ: ”إن حفظت وصاياي وصبرت إلى النهاية فسوف تكون لك الحياة الأبدية. وهذه الموهبة هي أعظم كلّ مواهب الله“ (المبادئ والعهود ١٤:٧). قال الرئيس جوزف فيلينغ سميث: ”إن استمرّينا في الله، أي حفظنا وصاياه وعبدناه وعشنا حقيقته، سيأتي الوقت حين يغمرنا ملء الحقيقة التي ستصبح أكثر إشعاعاً في اليوم الكامل“ (Doctrines of Salvation، ٢:٣٦).
علّم النّبي جوزف سميث: ”عندما تتسلّق سلّماً، عليك أن تبدأ من الأسفل وتصعد خطوة خطوة إلى أن تبلغ القمّة؛ كذلك هو الحال بالنسبة إلى مبادئ الإنجيل…عليك أن تبدأ من الأوّل وتستمرّ حتّى تتعلّم مبادئ الإعلاء كلّها. ولكن سيمرّ وقت طويل بعد أن تكون قد عبرت الستار [توفّيتَ] قبل أن تتعلّمها. ليست كلّها لتُفهم في هذه العالم؛ سيكون عملاً رائعاً إن تعلّمنا خلاصنا وإعلاءنا حتّى بعد الموت“ (Teachings of Presidents of the Church: Joseph Smith [٢٠٠٧]، ٢٦٨).
وعلّم جوزف سميث: ”يقضي المبدأ الأوّل من الإنجيل بمعرفة شخصيّة الله معرفة أكيدة. … كان رجلاً مثلنا في يوم من الأيّام؛ … الله نفسه، أبونا كلّنا، عاش على أرض، تماماً كما فعل يسوع المسيح“ (Teachings of the Prophet Joseph Smith، sel. Joseph Fielding Smith [١٩٧٦]، ٣٤٥–٤٦).
يعرف أبونا السماويّ تجاربنا ونقاط ضعفنا وخطايانا. وهو يظهر لنا رأفته ورحمته. يريدنا أن ننجح كما فعل هو.
تخيّل الفرح الذي سيشعر به كلٌّ منّا عندما نعود إلى أبينا السماويّ إن استطعنا أن نقول: ”يا أبتاه، لقد عشت وفقاً لمشيئتك. لقد كنت مخلصاً وحفظت وصاياك. وأنا سعيد بالعودة إلى المنزل.“ حينذاك سنسمعه يقول: ”نعمّا…؛ كنت أميناً في القليل فأقمتك على الكثير، ادخل إلى فرح سيّدك“ (متّى ٢٥:٢٣).
-
راجع متّى ٢٥:٢٣. فكّر في ما قد تشعر به إن سمعت الربّ يقول لك هذه الكلمات.
نصوص مقدّسة إضافيّة
-
المبادئ والعهود ١٣٢:٣–٤، ١٦–٢٦، ٣٧ (في ما يتعلّق بالإعلاء)
-
المبادئ والعهود ١٣١:١–٤ (الزواج الأبدي ضروري للإعلاء)
-
المبادئ والعهود ٧٦:٥٩–٧٠ (تفسير لبركات المجد السماويّ)
-
المبادئ والعهود ٨٤:٢٠–٢١ (تظهر القوّة الإلهيّة من خلال مراسيم الكهنوت)