”الفصل الثامن عشر: الإيمان بيسوع المسيح،“ مبادئ الإنجيل (٢٠١٨)
”الفصل الثامن عشر،“ مبادئ الإنجيل
الفصل الثامن عشر
الإيمان بيسوع المسيح
ما هو الإيمان؟
يشكّل الإيمان بالربّ يسوع المسيح أوّل مبدأ من مبادئ الإنجيل. وهو هبة روحية ضروريّة لخلاصنا. وقد أعلن الملك بنيامين: ”ٱلْخَلاصَ لا يَكُونُ لِمِثْلِ هٰذَا إِلا بِوَاسِطَةِ ٱلتَّوْبَةِ وَالإِيمَانِ بِالرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ“ (موصايا ٣:١٢).
الإيمان هو عندما نرجو ”من الأمور ما لا يُرى لكنّه حقيقيّ“ (ألما ٣٢:٢١؛ راجع أيضاً الرسالة إلى العبرانيين ١١:١). وهو مبدأ يمدّنا بالقوّة ويحثّنا على الفعل وحافزٌ على صعيد نشاطاتنا اليومية.
هل كنّا لندرس ونتعلّم إن لم نكن نثق بأنّنا سنحصل على الحكمة والمعرفة؟ هل كنّا لنعمل كلّ يوم إن لم نكن نأمل أنّ عملنا هذا سيؤدي إلى إنجازٍ ما؟ هل كان المزارع ليزرع إن لم يكن يتوقّع أن يحصد ما زرعه؟ فكلّ يوم نقوم بأعمالٍ نضع أملنا فيها بالرغم من أنّنا لا نستطيع أن نرى النتيجة النهائية. هذا هو الإيمان. (راجع العبرانيين ١١:٣.)
كثيرةٌ هي القصص في النصوص المقدّسة التي تتكّلم عن الأعمال العظيمة التي أنجزت بفضل الإيمان.
فبالإيمان بنى نوح سفينةً وخلّص عائلته من الفيضان (راجع العبرانيين ١١:٧). وشقّ موسى مياه البحر الأحمر (راجع العبرانيين ١١:٢٩). واستدعى إيليّا النيران من السماء (راجع الملوك الأوّل ١٨:١٧–٤٠). واستدعى نافي المجاعة (راجع حيلامان ١١:٣–٥). وطلب أيضاً من الربّ أن يضع حدّاً لهذه المجاعة (راجع حيلامان ١١:٩–١٧). وبفضل قوّة الإيمان هدأت البحار وانكشفت الرؤى واستُجيبت الصلوات.
عندما نتمعّن في دراسة النصوص المقدّسة، نتعلّم أنّ التحلّي بالإيمان هو تمسّكٌ قويٌّ بالحقيقة في نفوسنا يحثّنا على فعل الخير. ما يدعونا إلى التساؤل: بمن يجب أن نؤمن؟
-
فكّر في نشاطاتك اليوميّة. ما هي الأمور التي تقوم بها كلّ يوم ولا يمكنك رؤية نتائجها؟ كيف يحثّك الإيمان على اتّخاذ الخطوات؟
لِمَ علينا أن نؤمن بيسوع المسيح؟
علينا أن نصبّ إيماننا في الربّ يسوع المسيح.
يعني الإيمان بيسوع المسيح الوثوق به بحيث نطيع كلّ ما يطلبه منّا. وعندما نضع إيماننا بيسوع المسيح ونصبح تلاميذه المطيعين. سيغفر لنا الآب السماوي خطايانا ويحضّرنا للعودة إليه.
وقد بشّر بطرس الرسول قائلاً: ”ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص“ (أعمال الرسل ٤:١٢؛ راجع أيضاً موصايا ٣:١٧). وعلّم يعقوب أنّ على البشر أن يؤمنوا ”كلّ الإيمان بقدّوس إسرائيل [يسوع المسيح] وإلّا فليس لهم خلاص في ملكوت الله“ (٢ نافي ٩:٢٣). فمن خلال الإيمان بالمخلّص والتوبة، نجعل كفّارته فاعلةً على أكمل وجه في حياتنا. ومن خلال الإيمان أيضاً يمكننا أن نستمدّ القوّة لتخطّي التجارب (راجع ألما ٣٧:٣٣).
ما من إيمان بيسوع المسيح من دون إيمانٍ بأبينا السماوي. وإن آمنّا بهما، آمنّا أيضاً بالروح القدس الذي سوف يرسلانه ليعلّمنا الحقائق جميعها ويعزّينا.
-
كيف من شأن إيماننا بيسوع المسيح أن يؤثر على دعواتنا الكنسيّة لنا وعلاقاتنا العائلية ووظائفنا؟ وكيف يؤثّر إيماننا بيسوع المسيح على أملنا بالحياة الأبدية؟
كيف يمكننا أن نعزّز إيماننا بيسوع المسيح؟
نظراً إلى البركات الكثيرة التي تنتج عن الإيمان بيسوع المسيح، علينا أن نسعى إلى تعزيز هذا الإيمان. وقد قال لنا المخلّص: ”لو كان لكم إيمان مثل حبّة خردل … لا يكون شيء غير ممكن لديكم“ (متّى ١٧:٢٠). حبّة الخردل صغيرة جدّاً لكنّها تتحوّل إلى شجرة كبيرة.
كيف يمكننا أن نعزّز إيماننا؟ يمكننا أن نعزّز إيماننا تماماً كما ننمّي أي مهارةٍ أخرى. كيف ننمي مهاراتنا في حفر الخشب أو الحياكة أو الدهانة أو الطبخ أو صناعة الفخّار أو العزف على آلة موسيقية؟ ندرس النشاط ونتدرّب عليه ونمارسه. وبهذه الطريقة نتحسّن. والأمر سيّان بالنسبة إلى الإيمان. فإذا أردنا أن نعزّز إيماننا بيسوع المسيح، علينا العمل على ذلك. شبّه النبيّ ألما كلمة الله بحبّةٍ يجب الاعتناء بها بإيمان:
”لٰكِنْ فَلْتُفِيقُوا وَلْتُنَبِّهُوا حَوَاسَّكُمْ كَيْ تُجَرِّبُوا أَقْوَالِي وَتَمْتَحِنُوهَا، وَلْتَكُنْ لَكُمْ ذَرَّةٌ مِنَ ٱلإِيمَانِ؛ بَلْ إِنْ لَمْ يَسْتَقِمْ لَكُمْ إِلا ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلإِيمَانِ فَلْتُتِيحُوا لِهٰذِهِ ٱلرَّغْبَةِ أَنْ تَعْمَلَ فِيكُمْ حَتَّى تُؤْمِنُوا عَلَى نَحْوٍ يُهَيِّئُ مِنْ نُفُوسِكُمْ مَكَانًا لِبَعْضِ أَقْوَالي.
”فَلْنُشَبِّهِ ٱلْكَلِمَةَ بِبَذْرَةٍ. إِنْ أَتَحْتُمْ لِبَذْرَةٍ مَكَانًا مِنْ قُلُوبِكُمْ تُزْرَعُ فِيهِ، فَإِنْ كَانَتْ بَذْرَةً سَلِيمَةً صَالِحَةً، وَإِنْ لَمْ تَنْزِعُوهَا بِكُفْرِكُمْ مُقَاوِمِينَ رُوحَ ٱللهِ، ٱنْتَفَخَتْ دَاخِلَ صُدُورِكُمْ؛ وَمَتَى شَعَرْتُمْ بِذٰلِكَ ٱلانْتِفَاخِ مَضَيْتُمْ تَقُولُونَ فِي خَوَاطِرِكُمْ: لا بُدَّ أَنَّهَا بَذْرَةٌ صَالِحَةٌ — أَيْ لا بُدَّ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ صَالِحَةٌ — فَقَدْ أَخَذَتْ نَفْسِي تَنْشَرِحُ لَهَا؛ وَبَدَأَ فَهْمِي يَسْتَنِيرُ بِهَا. …
”أفلا يؤدّي ذلك إلى استزادتكم من الإيمان؟“ (ألما ٣٢:٢٧–٢٩).
بالتالي، يمكننا أن نعزّز إيماننا بالله إن حشدنا رغبتنا لنؤمن به.
بالإضافة إلى ذلك، نستطيع تعزيز إيماننا من خلال الصلاة إلى الآب السماوي في شأن آمالنا ورغباتنا وحاجاتنا (راجع ألما ٣٤:١٧–٢٦). لكن يجب ألّا نظنّ أنّه يكفي أن نطلب. فقد قيل لنا في النصوص المقدّسة: ”هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميتٌ في ذاته“ (رسالة يعقوب ٢:١٧). في هذا الإطار، تتمحور القصّة التالية حول رجلس ظهر إيمانه من خلال أعماله.
أراد هذا الرجل أن يدرس النصوص المقدّسة لكنّه كان يعجز عن القراءة. فصلّى للآب السماوي ليساعده في تعلّم القراءة. وفي أحد الأيام، أتى مدرّسٌ إلى بلدته فطلب منه أن يساعده. وتعلّم الأبجدية. والمقاطع اللفظية وتشكيل كلماتٍ من الأحرف. وسرعان ما بدأ يقرأ كلماتٍ بسيطة. وكلّما تمرّن، تعلّم المزيد. فشكر الربّ لإرساله المدرّس ومساعدته على تعلّم القراءة. وازداد إيماناً وتواضعاً ومعرفةً بحيث خدم كرئيس فرع في الكنيسة.
فسّر الرئيس سبنسر و. كمبل ما يلي: ”يجب أن تؤدّى الأعمال بإيمانٍ. من الحماقة أن نسأل الربّ أن يعطينا المعرفة لكنّ من الحكمة أن نطلب منه أن يساعدنا في تحصيل المعرفة والدراسة بطريقةٍ بنّاءة والتفكير بوضوحٍ وحفظ الأمور التي تعلّمناها” (Faith Precedes the Miracle [١٩٧٢]، ٢٠٥، التشديد في النص الأصلي).
يقضي الإيمان بذل قصارى جهدنا للحصول على الأمور التي نأملها ونصلّي من أجلها. وقد قال الرئيس كمبل في هذا الإطار: ”بالإيمان نزرع بذرةً وسرعان ما نشهد معجزة الإزهار. لكن لطالما أساء البشر فهم هذه العملية وعكسوها.” وتابع مفسّراً أنّ الكثيرين يريدون التمتّع بالصحة والقوّة من دون الامتثال لقواعد الصحّة. ونحن نريد أن ننعم بالثراء من دون دفع عشورنا. ونريد أن نتقرّب من الربّ من دون أن نصوم ونصلّي. كما نريد أن نحصل على المطر في الوقت المناسب وننعم بالسلام في أرضنا من دون احترام يوم الربّ واعتباره يوماً مقدّساً ومن دون حفظ وصايا الربّ الأخرى. (راجع Teachings of Presidents of the Church: Spencer W. Kimball [٢٠٠٦]، ١٤٢.)
من أهمّ الطرق لتعزيز إيماننا، الاستماع إلى كلمة الربّ. نحن نستمع إلى كلمة الربّ في اجتماعات الكنيسة. ويمكننا أن ندرس كلمته في النصوص المقدّسة. ”وبما أنّ بينكم من لا يؤمن. فاجتهدوا وعلّموا بعضكم بعضاً كلمات الحكمة واسعوا للعلم بالدراسة وكذلك بالإيمان“ (المبادئ والعهود ٨٨:١١٨).
-
ما هي برأيك العلاقة بين إيماننا وأعمالنا؟
ما هي بعض البركات التي تتأتّى عن الإيمان؟
بفضل هبة الإيمان، تحدث المعجزات وتظهرالملائكة وتُمنح هبات الروح الأخرى وتُستجاب الصلوات، كما يصبح البشر أبناء الله (راجع موروني ٧:٢٥–٢٦؛ ٣٦–٣٧).
”يفتح الإيمان الباب … للرسل والأنبياء والمبشّرين والرعاة والمعلّمين والهبات والحكمة والمعرفة والمعجزات والشفاء والألسنة وترجمة الألسنة، إلخ. كلّ هذه الأمور تظهر عندما يظهر الإيمان على الأرض وتختفي عندما يختفي الإيمان عن الأرض. فتلك هي نتائج الإيمان. … ومن يتحلّى بالإيمان سيحصل من خلاله على كلّ المعرفة والحكمة الضروريّيتين ليعرف الله والربّ يسوع المسيح الذي أرسله. وإن عرفناهما، ربحنا الحياة الأبدية” (Lectures on Faith [١٩٨٥]، ٨٣).
-
ما هي بعض القصص في النصوص المقدّسة التي تظهر لنا أنّ الناس ازدادوا قوّةً لأنّهم آمنوا بيسوع المسيح؟ كيف شهدت حصول أمرٍ مماثلٍ في حياتك؟
نصوص مقدّسة إضافية
-
الرسالة إلى العبرانيين ١١؛ ألما ٣٢ (تفسير طبيعة الإيمان)
-
الخروج ١٤:١٩–٢٢ (انشقاق مياه البحر الأحمر)
-
التكوين ٦–٨ (نوح والفضيان)
-
متّى ٨:٥–٣٣ (شفاء المرضى وهدوء العاصفة ومعجزات الإيمان)
-
مرقس ٥:٢٥–٣٤ (الشفاء بالإيمان)
-
الرسالة إلى أهل رومية ١٠:١٧ (الإيمان يأتي من الاستماع إلى كلمة الله)